الفنانة "المتعددة التخصصات" نور علوان لـ"هي": ما يميز أعمالي كم المشاعر والحب المرتبط بها
تبقى الفنون مساحةً تعبر عن صانعها وعمن يراها ويمتع ناظريه بها، نور علوان هي فنانة بحرينية متعددة التخصصات، مهدت لها خلفيتها في تخصص العمارة الدخول في عالم الفنون وأبدعت فيها، تعرفوا عليها وعلى رحلتها الفنية عن قرب في حوار حصري مع مجلة "هي".
عرفينا بنفسك؟
نور علوان، فنانة متعددة التخصصات من البحرين، وجدت نفسي في عالم الفن لأنه منحنى طريق لإيجاد بنية مشتركة مع الناس ومساحة للتواصل بصورة أعمق، أطمح من خلال أعمالي الفنية بإضفاء قيم وتجارب من شأنها أن تترك أثراً دائماً على المتلقين، تتناول أعمالي مجموعة من المواضيع المختلفة عن طريق توظيف خامات ووسائط متعددة، فأنا مهتمة بخلق فن يخاطب الناس ويشجع الحوار والتفاعل والتواصل البشري.
أحب إنشاء قطع فنية ذات شمولية، لها أسس فلسفية ولكنها لا تزال تتحدث إلى شريحة واسعة من الجمهور، إما من خلال القيم الثقافية التي ترمز لها الأعمال، أو التجارب البشرية التي تقدمها والتفاعلات المبهجة، أحاول قدر المستطاع أن لا أقصر نفسي على خط معين في الفنون ، فإهتماماتي واسعة وتنوع القطع التي أصنعها تتحدث عن ذلك. أجد نفسي حينما أعمل على إنشاء أعمال فنية للمساحات العامة،والتي تهدف إلى تنشيط هذه المساحات وإخراط المجتمع بشكل مباشر مع بيئتهم. وفي الوقت ذاته، استمتع بخلق القطع الفنية الشخصية والحميمية من خلال التلاعب بالمنسوجات والأقمشة، والتي تتحدث عن قصصي وتجاربي الشخصية في مجتمعي الصغير.
ما متى بدأ شغفك في عالم الفنون؟
دخولي فالفن كان بطريقة عفوية، فقد مهدت لي خلفيتي في العمارة الدخول في هذا العالم. درست الهندسة المعمارية ودرست التصميم الشامل على وجه التحديد، من خلال دراستي، أصبحت مهتمة جدًا بمفهوم أنسنة الأماكن العامة من خلال الفن. عند عودتي إلى البحرين، تعمقت في مجال الفن العام والذي هدفت من خلاله بتفعيل المساحات وتحويلها لأماكن نشطة وجاذبة، وذلك من خلال تنسيق المعارض الفنية المفتوحة والعروض الحية في مدينتي المحرق القديمة والمنامة، والتي بدأت فيها في عام 2017، شدني مدى تأثير الفن على المجتمعات وعلى أشخاص من ديموغرافيات مختلفة وتأثيره على المساحات والمدينة بشكل عام، ومن هنا بدأت رحلتي في الفن.
ماهي نقطة التحول الفنية في حياتك؟
كل عمل فني قمت به وكل معرض كنت جزءاً منه فتح لي باباً جديداً للخيال والتفكير، لكنني أعتقد بأن مشاركتي في معرض البحرين السنوي ال45 للفنون التشكيلية في عام 2019 بعملي الفني "في الماضي" كانت بالتأكيد نقطة تحول في مسيرتي الفنية، فقد شاركت في ذلك الحين بعمل يمثل تراكمات تجاربي الفنية الشخصية التي كنت أقوم بها على مدى السنتين التي سبقت المشاركة. كانت القطعة التي صنعتها تعبر بشكل ملموس عن الذكريات والتي جسدتها من خلال منحوتات قماشية معلقة وربطتها بمنزل جدي القديم الذي نشأت وعائلتي فيه سابقاً.
حتى تلك اللحظة، كانت جميع أعمالي الفنية والمعارض التي قيمتها أو البرامج الفنية التي نسقتها تنفذ في الأماكن العامة و تندرج ضمن الفن العام. فمع هذا المعرض ، كانت أول مشاركة لي بعمل يحكي عن رواياتي الشخصية وكانت أول مشاركة لي في معرض داخلي، ومنها حصلت على جائزة المركز الثالث.
حدثينا عن تفاصيل أقرب أعمالك لقلبك؟
واحدة من أكثر أعمالي الفنية المقربة لي هي جزء من مشروع مستمر أقوم بتطويره يسمى "المساحات المقدسة"، وقد تم عرض المشروع في الرياض عندما فزت بمنحة مسك الفنية لعام 2021، إنه مشروع قريب جدًا من قلبي لأنه يحتفي بأعمال جدي رحمه الله، والذي نشأنا ونحن نشاهده يبتكر ويرسم أنماط و أشكال مستوحاة من الهندسة المعمارية المحلية ودور العبادة، حيث كانت تمثل رسوماته شكل من أشكال التأمل بالنسبة له، من خلال عملي "مساحات مقدسة" أعدت إنشاء هذه الأنماط والأشكال بإستخدام التطريز والذي أصبح نشاطًا عائليًا مشتركًا في التجمعات، وقد حول العمل الفني أعمال جدي إلى تجربة مكانية وروحانية للناس. للعمل هذا مكانة خاصة بالنسبة لي لأنه يخاطب شريحة واسعة من الجمهور الذين وجدوا قواسم مشتركة بين قصتي وقصصهم الشخصية، فالتماس العمل مع الناس الذين لديهم تجارب مماثلة مع أحبائهم شكل لي تجربة عاطفية للغاية.
كيف تتميزين بأعمالك؟
أعتقد أن أكثر ما يميز أعمالي هو كم المشاعر والحب المرتبط بها. حيث تنطلق هذه الأعمال من تجارب شخصية متجذرة في علاقاتي،مشاعري، وذكرياتي، إلّا أنها في الوقت ذاته تتشابه بشكل ما مع التجربة الإنسانية لكل شخصٍ على حدى، مما يخلق مساحة حميمية التواصل بيني وبين الجمهور المتلقي.
وتساعد تعدد الوسائط والتخصصات التي أعمل بها على تكويني لأعمال فنية فريدة وقريبة من الجمهور في الوقت ذاته. حيث تتميز أعمالي الفنية التي أقوم بها بالتعاون مع الفنان عبدالله بوحجي في استوديو Theories of Imagination "TOFI" / نظريات الخيال - بجوهرها العميق واللغة البصرية البسيطة التي بإمكانها أن تخاطب الأطفال والبالغين في آنٍ واحد. ونقوم من خلال الاستديو بتوظيف التكنولوجيا والفن والعمارة في سبيل تفعيل المساحات وخلق مساحات للتواصل والتحاور. وقد تم عرض آخر أعمالنا في مهرجان نور الرياض لفنون الضوء، بالإضافة لأعمالنا الأخرى في إكسبو دبي و مؤسسة مسك للفنون.
ماهي طموحاتك القادمة؟
هناك الكثير الذي أطمح إليه ، أود أن أواصل مساعي الشخصية في توثيق وأرشفة أعمال جدي من خلال القطع الفنية الخاصة بي. بالإضافة لذلك أود التعمق في فن المنسوجات وإنشاء أعمال فنية أكثر في الأماكن العامة،
وأرغب أيضاً من خلال أعمال الاستديو الخاص بي "Theories of Imagination ‘TOFI’" أن أواصل في إنشاء أعمال فنية تلهم الجمهور وتخلق مساحات للتواصل والحوار والتفاعل فيما بينهم