"بدو المستقبل".. إرث المعالم الأيقونية بعيون التكنولوجيا
"أليكساندرا أولسيوسكا" فنانة متعددة الخصائص ومصممة ورسامة من بولندا، وقد تأثر عملها بعمق بثقافة وتقاليد الشرق الأوسط. تُعرف أيضا باسم "بدو المستقبل"، وهو ما يعكس افتتانها بنمط الحياة البدوي. ولدت "أليكساندرا" ونشأت في بولندا، وبدأ اهتمامها بالفن في سن مبكرة، درست التصميم الجرافيكي والتواصل المرئي في أكاديمية الفنون الجميلة في كراكوف، وبعد الانتهاء من دراستها، بدأت العمل مصممة ورسامة مستقلة، وتعاونت مع عملاء من مختلف المجالات ومع ذلك، فإن شغفها الحقيقي يكمن في استكشاف التنوع الثقافي والتقاليد الفنية في الشرق الأوسط. في عام 2018، انتقلت "أليكساندرا" إلى دبي، حيث انغمست في المشهد الفني المحلي، وبدأت في تطوير أسلوبها الفريد، تمزج التقنيات التقليدية مع التصميم المعاصر. وتستمد إلهامها من مجموعة واسعة من المصادر، بما في ذلك الموضوعات العربية والفن الإسلامي والجمال الطبيعي للمناظر الطبيعية الصحراوية. تواصل "أليكساندرا" بدفع حدود فنها، وتجرب تقنيات ومواد جديدة، وتبحث عن الإلهام في العالم من حولها. وتسعى من خلال عملها لتكون جسرا للثقافات والاحتفاء بالتنوع الثري في الشرق الأوسط.
ما لغة التصميم الخاصة بك؟
أستخدم مجموعة متنوعة من الوسائط في عملي، مثل الرسم والطباعة والفن الرقمي، لإنشاء قطع ذات طبقات ومنسوجة تستكشف الموضوعات المتعلقة بالثقافة العربية والتاريخ والمجتمع في دول الشرق الأوسط.
قد تتضمن لغة التصميم الخاصة بي الخط العربي التقليدي والأنماط الهندسية والزخارف الموجودة في الفن الإسلامي، مع عناصر التصميم الحديثة مثل الطباعة الجريئة والخطوط النظيفة والألوان الزاهية والجريئة. أحب أيضا استخدام لوحة ألوان محايدة، مثل درجات الألوان الترابية والألوان الدافئة الهادئة التي تثير دفء وثراء المناظر الطبيعية والتراث في المنطقة. تتميز أعمالي بمجموعة من المواد مثل القماش والورق والنسيج والمعادن التي تضيف عمقا وملمسا للقطع. وقد تتضمن أيضا عناصر من التصوير الفوتوغرافي والمعالجة الرقمية وتقنيات الوسائط المتعددة الأخرى لإنشاء تراكيب ديناميكية ومذهلة بصريا. بوجه عام، تمزج لغة التصميم الخاصة بي بين القديم والحديث، في حين أستمد الإلهام من الثقافة العربية والتاريخ، وأسلوب الحياة هو أيضا مزيج من الأساليب التقليدية والمعاصرة، وهو ما يحول التقاليد القديمة إلى صورة جمالية حديثة ومتطورة.
لماذا تعيدين تفسير معالم التراث والطبيعة؟
أولا، تتمتع منطقة الخليج بتراث ثقافي غني يعود تاريخه إلى آلاف السنين. ومن خلال استكشاف هذا التراث، أصمم أعمالا تعرض الهوية الفريدة للمنطقة، وتسهم في الحفاظ على تراثها الثقافي. يمكن أن تكون معالم مثل الحصون التاريخية والأسواق التقليدية والمساجد القديمة أو المباني الحديثة بمنزلة مصدر إلهام للفنانين لتصميم أعمال تعكس تاريخ المنطقة وثقافتها.
ثانيا، توفر طبيعة المنطقة مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية والبيئات التي يمكن أن تلهمني لتصميم أعمال تعكس الجمال الطبيعي من الكثبان الصحراوية إلى المياه الفيروزية في بحر الخليج، ويمكن للمحيط الطبيعي للمنطقة أن يكون بمنزلة مصدر إلهام لاستكشاف موضوعات مثل الاستدامة والوعي البيئي.
ثالثا وأخيرا، يمكن أن تساعد ترجمة الأعمال التواصل مع جمهوري. من خلال إبداع الأعمال التي تعكس هوية المنطقة وثقافتها، أتواصل مع متابعيّ على مستوى أعمق، وهو ما يعزز الشعور بالفخر والتقدير لتراث المنطقة وجمالها الطبيعي.
ما عناصر التراث التي تلهمك من المنطقة؟
الفن الإسلامي جزء مهم من تراث دولة الإمارات والسعودية. يتميز بأنماط هندسية معقدة وخطوط وزخارف جذابة ومثيرة للاهتمام بالعمل والبحث عنها.
العمارة التقليدية في المنطقة وتحديدا في الإمارات والسعودية تمتلك مزيجا من الأنماط الإسلامية والمحلية، نتعلم عن التاريخ الغني واستخدام الطوب الطيني والأحجار المرجانية والواحة السائدة في المباني التقليدية.
أدركت أن الثقافة البدوية جزء لا يتجزأ من تراث المنطقة، تتمتع القبائل البدوية بتقاليد غنية في رواية القصص والشعر والموسيقى، ولا يزال الكثير منها لم يتم استكشافه أو قراءته بعد. سباق الهجن رياضة مشهورة في كل من الإمارات والسعودية، وهي من العناصر التي تلهمني، إنها تجربة ثقافية فريدة من نوعها تتضمن سباقات الإبل المدربة بشكل خاص، ويمكن للفنانين أن يستلهموا جمال ورشاقة هذه الحيوانات ودمجها في عملهم.
كيف تعمل التكنولوجيا والعرض ثلاثي الأبعاد على تعزيز التراث الخليجي المحلي والاحتفاء به بطريقة مستقبلية؟ وكيف يمكننا الحفاظ على الثقافة والتراث من خلال التكنولوجيا؟
يمكن للتكنولوجيا وتصاميم 3D ثلاثية الأبعاد تعزيز التراث المحلي للمنطقة والاحتفاء بها بطرق مستقبلية متعددة، منها الواقع الافتراضي VR، فباستخدام تقنية الواقع الافتراضي، يمكن للأشخاص تجربة مواقع التراث والفعاليات الثقافية في الخليج بطريقة غامرة. يمكنهم استكشاف الهندسة المعمارية والفن والثقافة في المنطقة من خلال عرض ثلاثي الأبعاد، وهو ما يوفر طريقة جديدة ومثيرة للتعرف إلى الماضي.
ثانيا، الواقع المعزز AR، إذ يمكن لتقنية الواقع المعزز أن تعزز تجربة زيارة مواقع التراث من خلال تراكب المعلومات والرسوم المتحركة والعناصر التفاعلية في بيئات العالم الحقيقي. هذه التجربة أكثر جاذبية وتعليمية للزوار، وخاصة للشباب والصغار.
ثالثا، الطباعة ثلاثية الأبعاد 3D، ويمكن استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد لإعادة إنشاء القطع الأثرية والعمارة والقطع الفنية التاريخية بطريقة مفصلة ودقيقة للغاية. تمنح هذه الفرصة للأشخاص رؤية هذه العناصر وتجربتها بلمسها عن قرب، ولو كانت موجودة في متحف أو في مكان آخر بعيد.
رابعا، الحفظ الرقمي، ويمكن أيضا استخدام التكنولوجيا للحفاظ على مواقع التراث والتحف في الخليج ورقمنتها، وهو ما يسمح بالوصول إليها ودراستها من قبل الناس في جميع أنحاء العالم. يمكن أن يساعد ذلك في ضمان عدم ضياع أو نسيان تاريخ وثقافة المنطقة بمرور الوقت.
خامسا، يمكن للفنانين والمصممين استخدام التكنولوجيا لإنشاء تركيبات تفاعلية تحتفي بالتراث الخليجي بطريقة مستقبلية. يمكن أن تتضمن هذه التركيبات عناصر مثل الضوء والصوت والحركة لخلق تجربة ديناميكية وغامرة للمشاهدين.
سادسا وأخيرا وبشكل عام، يمكن أن توفر التكنولوجيا والعرض ثلاثي الأبعاد مجموعة من الطرق المثيرة والمبتكرة لتعزيز التراث الخليجي المحلي والاحتفاء به بطريقة مستقبلية. باستخدام هذه الأدوات، يمكننا تجربة ثقافة المنطقة وتاريخها بطرق جديدة وجذابة، مع الحفاظ عليها أيضا للأجيال القادمة.
ما الذي تتمنين أن يشعر به الناس عندما يرون تصميماتك؟
أريد أن يشعر الناس بمجموعة من المشاعر عندما يرون تصاميمي، من الفخر والتقدير إلى التساؤل والتواصل، أنا أتحدى التصورات لما يعتبر تقليديا وحديثا خلال تقديم الثقافة والطبيعة والتراث المحلي بطريقة حديثة ومتطورة.. أشعر بأنني أصنع رؤية فريدة ومقنعة للمنطقة تحتفل بماضيها بينما تتبنى مستقبلها