الحرفية الأردنية "مناف محاسنة" مصممة أزياء الملكة رانيا تستعرض تجربتها في "بنان"
يشارك حرفيون وحرفيات يمثلون 11 دولة عربية ودولية، في المعرض المصاحب للأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، الذي أطلقته هيئة التراث في واجهة الرياض، كصرح يحتفي بالحرف التقليدية اليدوية، وكمساحة تجمع خبراء الحرف المحليين والدوليين في الرياض بفعاليات منوّعة تعكس ارتباط الإبداع بالأصالة، وجسر معرفي تشيّده أنامل المبدعين من مختلف أنحاء العالم، في إطار سعي هيئة التراث لترسيخ مكانة الحرف اليدوية، وإحياء التراث الوطني المرتبط بها، إلى جانب فتح آفاق اقتصادية للحرفيين، وتشجيعهم على الاستثمار في هواياتهم، وكذلك تعزيز التبادل الثقافي والحرفي مع الدول المشاركة من الدول الشقيقة والصديقة.. فيما يحظى الحرفيون والحرفيات من مختلف أنحاء العالم من خلال مشاركتهم في "بنان" بفرصة متميزة لسرد تجاربهم الحرفية وعرض منتجاتهم الحرفية المتميزة بإجتماع الحِرف من أنحاء العالم تحت سقف واحد.. وفي إطار ذلك فلقد استعرضت الحرفية الأردنية "مناف محاسنة" مصممة أزياء الملكة رانيا تجربتها في "بنان" حيث أشادت بهذه التجربة وأعربت عن إعجابها بها.
الحرفية الأردنية "مناف محاسنة" مصممة أزياء الملكة رانيا تستعرض تجربتها في "بنان"
استعرضت الحرفية الأردنية "مناف محاسنة" مصممة أزياء الملكة رانيا تجربة مشاركتها في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، حيث أبدت إعجابها بتنظيم الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، والذي أتاح لها سرد تجربتها الحرفية المكتظة بالتفاصيل، لتستعرض جمالية منتجاتها وامتدادها المتجذّر من الماضي، كما أفصحت عن اندهاشها بـ "بنان" واجتماع الحِرف من أنحاء العالم تحت سقف واحد، موضحة بأنها لاحظت تقاطعات وتشابهات بين عدة فنون، إذ تفرّست بها واستغرقت بتأملها راجية أن تستمد منها الإلهام.
وحول تجربتها الحرفية أشارت "مناف محاسنة" إلى أنها قد بدأت مزاولة الحرفة قبل 13 عاماً، بعدما أن شعرت بميلها نحو الفنون، ورغم دراستها للبرمجة إلا أنها انكبت على تعلّم ما تهوى، إلى أن أسست جمعية متخصصة تتبع وزارة الثقافة الأردنية، لتشرع في تدريب وتشغيل السيدات، وتدريبهم على التطريز والاشغال اليدوية، إلى جانب تعليم طهي الوجبات الشعبية.
واستطاعت محاسنة أن تثبت بقِطعها المصممة بعناية، فخامة ما تحيكه مِن أثاث وأقمشة وأزياء، لذا عبّرت عن سعادتها لاقتناء الملكة رانيا العبد الله زيّان من صناعتها، حيث تحلّت بها في زيارة لها لمحافظة إربد، وترى بأن ما ميز تلك القطعتان هو تزيّنهما بالنقوش التراثية الأصيلة، بالإضافة إلى أنها دبّجت على كرت المعايدة الملكي زخارف تمثّل كل محافظة في الأردن.
كما ألقت الضوء على تجربة والدتها التي قضت ستين عاماً من عمرها في مهنة "التهديب"، المعنية بإضافة خيوط بيضاء على جوانب الشماغ بعد فتلها وعقدها، ويصل طولها من 2 إلى 3 سم، حيث طلبت من ولي عهد المملكة الأردنية الهاشمية الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، أن تهدّب شماغ يوم عرسه، وبدوره أجاب بالموافقة وتوجه لزيارتها وأخذه منها مقدماً امتنانه وشكره، مشيرة إلى أن الشماغ المهدّب يعتبر رمزاً ثقافياً وحرفةً عريقةً اعتادت النساء قديماً على مزاولتها للمحافظة عليها.
حرفيون من 11 دولة يشاركون في الأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"
يشارك حرفيون وحرفيات يمثلون 11 دولة عربية ودولية، في المعرض المصاحب للأسبوع السعودي الدولي للحرف اليدوية "بنان"، والذي يقام على مساحة 18 ألف متر مربع في واجهة الرياض، في تصميم مستوحى من الإرث والطراز المعماري التراثي، وتخصص الهيئة للحرفيين الدوليين أجنحة للدول المشاركة في الفعالية، وهي: قطر، الإمارات، البحرين، عمان، الكويت، الأردن، مصر، المغرب، باكستان، إيطاليا، والمكسيك.
ويعرض الحرفيون والحرفيات، والجمعيات الحرفية، ورواد الأعمال العاملون والخبراء والعارضون في مجال الحرف اليدوية من الدول المشاركة في معرض "بنان"، تشكيلة واسعة من أبرز منتجاتهم اليدوية التقليدية، التي تمثل جزءاً من تراث بلدانهم، وهويتهم الثقافية.
وتتضمن الأجنحة الدولية المشاركة في المعرض، مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية اليدوية؛ ومنها: المشغولات النحاسية المصرية، والمشغولات الجلدية المغربية، والمشغولات النسيجية والمطرزة والفخارية والخوص المشهورة في الخليج العربي، وحرف الصناعة اليدوية للإكسسوارات والمجوهرات الإيطالية المكسيكية.
الفنون الحرفية السعودية العريقة في "بنان"
يُذكر بأن الفنون الحرفية السعودية العريقة قد جذبت أنظار زوار الأسبوع الدولي للحرف اليدوية "بنان"، حيث تعرض قرية فنون الحِرف تسعة فنون حرفية سعودية عريقة، يمتد تاريخها إلى عشرات السنين.
وتشمل أجنحة قرية فنون الحِرف 13 جناحاً متنوعاً، منها تسعة أجنحة لصناعاتٍ وحِرف كانت في السابق تستخدم في البيت السعودي، وتطورت عبر التاريخ حتى وصلت إلى شكلها الحالي، ومنها الأبواب الخشبية الداخلية والخارجية للبيوت، والنقوش والرسومات التي زينت بها تلك الأبواب.
وخصصت القرية جناحاً لـ "الزري" تنوعت فيه الأنواع التي تشمل: الذهبي، والفضي، والمطور، وفي جناح "نور" تدلت من سقفه الإضاءات المستخدمة في البيوت والشوارع السعودية قديماً وحديثاً، فيما تمثلت أشكال الزخارف والألوان المختلفة في كل زوايا جناح "نور" لترسم في مجملة لوحات فنية أحاط بها الزوار لالتقاط الصور التذكارية، والاستماع إلى تاريخه وأساليبه في جدران البيوت وأبوابها.
وعرضت في جناح "خوص النخل" قبعات الخوص التي ما زالت تستخدم حتى الآن في المناطق الزراعية جنوب المملكة، إذ ترتديها النساء والرجال أثناء جني المحاصيل اليدوية لحماية رؤوسهم من أشعة الشمس، فيما يشير الجناح إلى تطور صناعة حرفة الخوص حالياً، والتي أُدخلت عليها بعض الحُلي للنساء وشيء من الريحان للرجال، وفي جناح "السدو" انعكست الأنماط المتنوعة في معروضاته، وأبرزت حياة العائلة البدوية وكيف كانت تعيش ببساطة، إذ يحاك السدو وتصنع منه مفروشات يسيرون عليها وحوافظ للطعام، وكذلك الخيم التي يعيشون بداخلها.
وفي جناح "نحت الجص" شاهد الزوار المحفورات الحجازية، ومحفورات الجص لمحافظة القطيف، كما تعرفوا على مسميات المنحوتات المتداولة في حقب زمنية قديمة، وكانت تزين مداخل الغرف وفواصل الصالات، وكذلك الأعمال الفنية في جناح "زُخرف"، حيث تضاء جدران الجناح بـ 780 تكويناً هندسياً مدوناً في هيئة التراث ضمن مخرجات مشروع (توثيق النقوش والزخارف التراثية) والموثقة من عدة مواقع من مدن ومحافظات المملكة، تشمل القصور التاريخية، المساجد، ورش عمل الحرفيين إضافة الى الأسواق الشعبية.
الصور حرفية الأردنية تم استلامها من هيئة التراث، وصور معرض بنان من موقع واس.