منحوتة فنية تدمج الطبيعة والتكنولوجيا.. بأنامل الفنان "عبيد الصافي" تحصد جائزة إثراء بالتعاون مع فنون العلا
ضمن الأسلوب الفني الفريد الذي يتميز به الفنان السعودي "عبيد الصافي" بإستخدامه للذكاء الاصطناعي والبرمجة لإنتاج أعمال فنية إبداعية متنوعة، حصد عمله الفني الجديد بعنوان "نخيل في عناق أبدي" الذي اتسم بكونه منحوتة فنية تم خلالها دمج الطبيعة والتكنولوجيا، على "جائزة إثراء للفنون" في نسختها السادسة بالتعاون مع "فنون العلا"، والتي تعد أكبر منحة فنية في المنطقة متاحة للفنانين المعاصرين.
عمل الفنان "عبيد الصافي" يحصد جائزة إثراء بالتعاون مع فنون العلا
أعلن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" عن فوز الفنان السعودي "عبيد الصافي" في جائزة إثراء للفنون في نسختها السادسة والتي أقيمت بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، من خلال عمله الفني بعنوان "نخيل في عناق أبدي" والذي يعكس الحلول المبتكرة لحماية عالم الطبيعة، ويلفت النظر لأشجار النخيل التي تُعَد ركيزة حياتنا البيئية، وتراثنا العريق.
واتسمت المنحوتة الفنية من الفنان "عبيد الصافي" الفائز بجائزة إثراء للفنون تحت عنوان "نخيل في عناق أبدي" بتركيبته الفنية الذي دمج الطبيعة والتكنولوجيا للوقوف على التغير المناخي وإمكانية استغلال الذكاء الاصطناعي للمساعدة في الحفاظ على التنوع الطبيعي، وذلك ضمن أسلوب الفنان عبيد الصافي الذي يعتمد على خلفيته في علوم الحاسوب وتراكيب الوسائط الجديدة والمشاريع القائمة على البيانات لاستكشاف الروابط بين البيانات وواقعنا الحالي.
علما بأن نسخة 2023م من جائزة إثراء للفنون والتي تعد النسخة السادسة منذ انطلاق الجائزة قد أقيمت بالتعاون مع الهيئة الملكية لمحافظة العلا، تحت مفهوم "الفن في الطبيعية"، ولقد شهدت أكثر من 900 مشاركة فنية، قدم خلالها الفنانين مقترحات تعكس التراث الثقافي والطبيعي للعالم العربي، وتعد هذه الجائزة أكبر منحةً فنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ انطلاقها في عام 2017م، حيث تمنح الفنانين فرصة الفوز بـ 375 ألف ريال إضافة إلى 1,500,000 ريال على هيئة تمويل لتجسيد الأفكار الفنية على أرض الواقع، لدعم إنتاج العمل وتسليمه ليصبح جزءًا من مجموعة إثراء الدائمة، ومن ثم عرضه في مهرجان "فنون العلا" في شهر فبراير من عام 2024م.
عبيد الصافي.. موهبة فنية فريدة من نوعها
يُذكر بأن الفنان السعودي "عبيد الصافي" مختص بالأعمال الإعلامية الجديدة والفيديو والمشاريع التي يتم إنتاجها باستخدام البيانات، حيث يتبع نهجًا منتظمًا في أعماله الإبداعية، مستفيدًا من تدريبه في علوم الكمبيوتر، ويبحث في الجوانب الخفية أو غير الظاهرة للحياة، متقفيًا أثر التأثيرات العميقة للبيانات على البيئة الظاهرية، والواقع المادي، والذاكرة الجمعية.
ويعتمد أسلوب عبيد الصافي الفني على الدمج بين التصوير الفوتوغرافي والشعر والأدب العربي، لتَكون أعماله الفنية العميقة نتاج تلك العمليات الخفية الفريدة، كما يستخدم الفنان الذكاء الاصطناعي والبرمجة لإنتاج أعماله وهي طريقته في تسليط الضوء على كون البيانات تشكل جزءًا كبيرًا من واقعنا المعاصر، في محاولة لبناء رابط بين البيئة الحاسوبية المعاصرة، ونظيرتها المادية في الحياة اليومية، وعن طريق تصور هذه المادة، يضع الفنان تصورًا بديلًا لمستقبل البيانات ويُنشأ رابطًا بين البيئة الحاسوبية المعاصرة ونظيرتها المادية في الحياة اليومية.
وتتميز مسيرة الفنان "عبيد الصافي" بتحقيقه للعديد من الإنجازات في أبرز المحافل الفنية المحلية والعالمية، ومن أبرزها حصاده الجائزة الأولى في مسابقة آرتاثون للذكاء الاصطناعي في نسختها الثانية 2022 من خلال عمل فني يحاكي صوت حنين الناقة عند فقدانها وليدها بعنوان "الخلوج"، وهو العمل الذي نفذه الصافي من خلال خوارزمية الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف ترجمة المشاعر إلى منحوتة فنية مطبوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والذي تضمن عملية توثيق لمشاعر الإبل في حالة الفقد من خلال فيديو فني، ثم تطور الأمر لمجسم إبداعي.
ولفت الفنان الصافي الأنظار إليه من خلال عمله الفني بعنوان "ولكن سرابنا مستمر "والذي تضمن تجهيز فيديو بقناتين، صخرة مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد بأبعاد عمل متغيرة، والذي مثل مشروع الإقامة الفنية في كوريا بالتعاون مع معهد مسك للفنون ومركز نابي للفنون الرقمية، واستند هذا المشروع إلى أجزاء من صور أصليّة لصخور وقطع أثرية في مناطق متعددة من المملكة العربية السعودية، والتي تشكّل بنيَة نظاميّة ومفاهيميّة للتفكير في عمق الوجدان العربي "المكان" ضمن نسيج حيّ لحق به الضرر، حيث شكل هذا النهج وسيلة مباشرة من خلال التقنيات الحديثة، وبالفن قام بتنشيط الركام وتحويله بشكل غير متوقَّع إلى كيان حيّ ذي أهمية مادية.
وكان الفنان عبيد الصافي أحد الفنانين الحاصلين على منحة مسك للفنون 2021، بموضوعها "قيد الإنشاء"، والذين عرضت أعمالهم الفنية في "أسبوع مسك للفنون 2021"، كما قدم عملا إبداعيا بعنوان "نحت المستقبل" من ضمن الأعمال الفنية الإبداعية التي شاركت في "نور الرياض 2022".