في اليوم العالمي للغة العربية.. اليك فعاليات ووجهات سعودية تحتفي باللغة العربية
يحتفي العالم أجمع باليوم العالمي للغة العربية اليوم الموافق 18 ديسمبر من كل عام حيث تمتلك المملكة إسهامات واضحة في تعزيز حضور اللغة العربية عالميًّا.
حيث أبهرت في جمالياتها، وأَعجزت في عديد من جوانبِها؛ فيها منِ الجمال والإبداعِ ما جعلها بحر البيان والبلاغة التي وسعت كتاب الله عزَّ وجلَّ لفظًا وغاية.
إنها اللغة العربية، لغة الدينِ ولسان القرآن الكريمِ، وبها نزل الروح الأمين، وهي هوية وتعبير حضاري أصيل لا مجرد لغة، لذلك بذلت المملكة من أجلها جهودًا ضخمة، يترجمها قول خادمِ الحرمينِ الشريفينِ الملك سلمان بن عبدالعزيزِ آل سعود - حفظه الله :-"بلادنا المملكة العربية السعودية دولة عربية أصيلة، جعلت اللغة العربية أساسًا لأنظمتها جميعًا، وهي تؤسس تعليمها على هذه اللغة الشريفة، وتدعم حضورها في المجالات المختلفة، وقد أسست الكليات، والأقسام، والمعاهد، وكراسي البحث في داخلِ المملكة العربية وخارجها؛ لدعمِ اللغة العربية وتعليمها".
وفي تقريرنا اليوم نستعرض سويا عدد من الجهات السعودية التي تحتفي باليوم العالمي للغة العربية بداية من المتحف الوطني السعودي ونهاية بدارة الملك عبد العزيز.
احتفاء سعودي باللغة العربية في اليونسكو
البداية من اليونسكو حيث أقام الوفد الدائم للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية والأمانة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) احتفالًا بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، وذلك في المقر الرئيس لليونسكو بالعاصمة الفرنسية باريس.
وألقى سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية فرنسا وإمارة موناكو المندوب الدائم المكلف للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو فهد بن معيوف الرويلي كلمة بهذه المناسبة، سلط خلالها الضوء على أهمية الاحتفال باللغة العربية على المستوى الأممي، وإسهامات المملكة في تعزيز حضور اللغة العربية عالميًّا.
واستهل الرويلي كلمته بالإشارة إلى مرور 50 عامًا على إعلان الأمم المتحدة للغة العربية لغةً رسميةً في منظومتها، شاكرًا اليونسكو ومؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية على شراكتهم واهتمامهم بالاحتفال بهذا اليوم سنويًّا.
ونوه باستشعار المملكة لمسؤوليتها تجاه اللغة العربية، مستشهدًا بما تحققه في هذا الجانب، متطرقا إلى الجهات والجوائز التي أسستها المملكة في سياق تنمية اللغة العربية، وتعزيز إسهامها الحضاري والعلمي والثقافي على المستوى العالمي، مشيرًا أيضًا إلى أن المملكة تضمّن اللغة العربية في خطتها الوطنية الطموحة (رؤية المملكة 2030)، وتوليها أهمية عالية، ضاربًا مثلًا بما أعلنته المملكة سابقًا عن إطلاق المرصد العربي للترجمة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو).
وأكد حرص المملكة على نقل اللغة العربية وتعليمها، مستشهدًا بما تبادر به في هذا السياق، وذلك بتقديم البرامج في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في عدد من الجامعات السعودية بمختلف مناطق المملكة.
وأُقيم الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية للعام 2023م تحت عنوان "العربية.. لغة الشعر والفنون"، وتضمن حلقات نقاش حول مساهمة الشعر العربي في تشكيل المعرفة وفي التحولات الاجتماعية، وتوسيع آفاق التنوع الثقافي، والبصمة العربية في أمريكا اللاتينية والكاريبي، إضافة إلى إقامة فعالية جانبية تحت عنوان (اللغة العربية في بلاد الاغتراب: حيوية اللغة العربية والتماسك الاجتماعي في أوروبا)، وفعالية إضافية ثقافية تحت عنوان (بناء جسور التفاهم والاحترام: برنامج الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود للغة العربية).
وشهد البرنامج مشاركة من أكاديميّين ومختصين وعاملين في المجال، وذلك من مختلف الدول الخليجية والعربية واللاتينية والأوروبية، إضافة إلى مشاركة عدد من المفكرين والنقاد والشعراء.
وتسعى المملكة والجهات الوطنية ذات العلاقة بتعزيز حضور اللغة العربية في المنظمات الأممية، إذ تعقد مؤسسة سلطان بن عبد العزيز آل سعود الخيرية مع اليونسكو شراكة طويلة الأمد منذ عام 2016م، نتج عنها تأسيس برنامج لدعم اللغة العربية في اليونسكو.
الجدير بالذكر أن اليونسكو قد أعلنت في عام 2021م عن تسجيل «الخط العربي: المعارف والمهارات والممارسات» ضمن القائمة التمثيلية للتراث غير المادي، وذلك بقيادة من المملكة ممثلةً بوزارة الثقافة، وبالتعاون مع 15 دولة عربية تحت إشراف الألكسو.
مجمع الملك سلمان العالمي.. علامةٌ فارقةُ في تعزيز مكانة اللغة العربية
ونظراً لأهمية اللغة العربية الكبيرة؛ يحث الملك سلمان - حفظه الله - المواطنين والمواطنات على تعلمها، حيث يقول -أيده الله-: "يجب على المواطنِ، وخاصة الشباب والشابات، أن ينهلوا من لغتهِم العربية؛ ليتمكنوا من خدمة دينهم ووطنهم أكمل الخدمة، وعليهم أن يحذروا من الشوائب والمفردات التي لا تتفق مع اللغة العربية، أو تؤثر سلبًا، فلغتنا العربية ذات معجم ثري، ومفردات خلاقة جميلة، تستطيع التعبير بوضوحٍ عن مكنونات النفسِ بمختلف الصورِ، وتحوي كوامن الإبداعِ، وهي سهلة لكلِ من تمكن منها، ثرية غاية الثراء في الكلمات والمعاني والمفردات".
وللإسهام في تعزيز دور اللغة العربية إقليميًّا وعالميًّا، وإبراز قيمتها المعبّرة عن العُمق اللغوي للثقافة العربية والإسلامية؛ تم تأسيس مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ ليكون مرجعيّةً علميةًّ على المستوى الوطني في اللغة العربية وعلومها، وليسهم إسهامًا مباشرًا في تحقيق أهداف برنامج تنمية القدرات البشرية، أحد أهمِّ برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، ويرتبط بالمجمع تنظيميًّا مركز الملك عبد الله بن عبدالعزيز للتخطيط والسياسات اللغوية.
ويعمل المجمع على تعزيز مكانة اللغة العربية بين اللغات المهيمنة عالميًّا من خلال بناء السياسات اللغوية وتطبيقها، والعمل على سدِّ الفجوات المعرفية؛ لتمكين حضور العربية في كلّ ما يتطلبه العالم اليوم، إضافةً إلى تعزيز مكانتها في نفوس أبنائها، بتقديمها بوصفها لغة حية، تمثِّل جزءًا مهمًا من كياننا، وهويتنا، وثقافتنا، وحاضرنا، ومستقبلنا، وكذلك تعزيز المتن والاكتساب اللغوي بما يسهم في استمرار حيوية اللغة وثباتها.
وانطلاقًا من رسالة "مجمع الملك سلمان العالمي"؛ الهادفة إلى العناية باللغة العربية والاعتزاز بها، وتمكينها من الإسهام الحضاري، والعلمي، والثقافي؛ لتكون المملكة رائدةً في مجالات اللغة العربية وتطبيقاتها، أطلق المجمع مبادرات عديدة منها: جائزة مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، وهي جائزة لغويّة عالميّة سنويّة، للاحتفاء بجهود الأفراد والمؤسسات في خدمة اللغة العربية، وتكريمهم في مجالات الجائزة الأربعة: فرع تعليم اللغة العربية وتعلُّمها، وفرع حوسبة اللغة العربية وخدمتها بالتقنيات الحديثة، وفرع أبحاث اللغة العربية ودراساتها العلمية، وفرع نشر الوعي اللغوي وإبداع مبادرات مجتمعية لغوية.
ومن المبادرات كذلك: معجم اللغة العربية المعاصرة (معجم الرياض)، الذي يتميز باستناده إلى معايير الصناعة المعجمية الحديثة التي تُسهِّل الوصول إلى المعنى، ويحتوي على أكثر من (450) مليون كلمة، من ضمنها: نحو (120) ألف مدخلٍ معجمي، و(140) ألف معنى، و(150) ألف مثال، وتجاوزت مترادفاته ومتضاداته (35) ألفًا.
وتتيح مبادرة المستشار اللغوي، لمستخدمي الموقع، طرح أسئلتهم واستشاراتهم اللغوية؛ ليجيب عنها مستشارون لغويون متخصصون، مع عرض الأسئلة والإجابات على الموقع؛ للإفادة، إضافة إلى مبادرة خوالد وهي منصة صوتية تستهدف تسجيل 1000 قصيدة مختارة من عصر ما قبل الإسلام؛ انسجامًا مع عام الشعر العربي الذي حددته وزارة الثقافة هذا العام 2023.
فعالية لغة الشعر والفنون من الثقافة السعودية
أطلقت وزارة الثقافة بالتعاون مع مَجْمع الملك سلمان العالمي للغة العربية فعالية "لغة الشعر والفنون" في ساحة الكندي بحي السفارات بالرياض، وذلك تزامناً مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 من ديسمبر من كل عام؛ لتعكس عبر أنشطتها وبرامجها جماليات اللغة العربية، وارتباطها الوثيق بمختلف الفنون، وذلك في إطار جهود الوزارة في العناية باللغة العربية أحد أهداف رؤية المملكة 2030.
وتستهدف الفعالية التي تقام على مدى ثلاثة أيام متتالية مختلف شرائح المجتمع المحلي، والسيّاح من مختلف أنحاء العالم، إلى جانب المهتمين بالشعر والفنون بشتى أنواعها؛ لتأخذهم في تجربةٍ فريدة بأجواء ساحرة تتخللها الموسيقى الشعرية، حيث تستقبلهم بالضيافة السعودية الأصيلة المتمثلة في القهوة السعودية والتمر، والمجسمات الفنية الممزوجة بالحروف العربية، ليخوضوا معها غِمار رحلةٍ ثقافية مُلهِمة تُبرز تنوّع مجالات اللغة العربية وكيفية توظيفها، وتُجسّد الخط العربي وتدمجه بالفن الموسيقي.
وركّزت وزارة الثقافة في فعالية "لغة الشعر والفنون" على إبراز العمق الثقافي والتاريخي للغة العربية، وإحيائها في قالبٍ إبداعي حديث، حيث تبدأ بمدخلٍ مصممٍ بألوانٍ زاهية يتمثل في مجسم "سلسلة الأبجدية" الذي يعكس جمال وعمق اللغة العربية، وتجسّدت فيه الحروف الهجائية على شكل حروفٍ مضيئة، وبشكلٍ هندسيٍ يمثّل ممرّاً يُعبّر عن فكرة حروف اللغة العربية، والتي تزيّنت بإضاءاتٍ مميزة؛ لتعكس إثراء المعرفة والإبداع في آنٍ واحد.
وتُقدِّم الفعالية في ثلاث مناطق رئيسية أنشطةً وتفعيلاتٍ ثقافية يتجلى فيها الغِنى التراثي للثقافة العربية، معزِّزةً من فهمها والاعتزاز بها عبر الشعر والقصائد المغناة، وإبرازها من الجانب الفني. وتجمعُ أولى مناطقه "حرف وقصيدة" بين التجربة والفن التي استمتع فيها الزائر بأجواءٍ شاعرية، ومعزوفاتٍ موسيقية على هيئة الحروف العربية، وتضم أربعة أقسام فرعية تبدأ بـ "شطر" الذي يأخذ الزوار في رحلةٍ بين عصور الشعر، مستعرضاً المعلقات الشعرية على قواعد خشبية مخطوطةٍ بجماليات الشعر، وبداخلها بلاستيك حراري (أكريليك) مضيء يحتوي على عدة قصائد، وقُسّم "ثمان وعشرون حرفاً" التي تُجسد حروف اللغة العربية في أشكالٍ هندسية إبداعية، وبأسلوبٍ مبتكر ليمرّ من تحتها الزائر مستمعاً إلى قصائد مختلفة بحسب الحروف العربية، وينتقل منه إلى قسم "اللغة العربية في العالم" المتضمن شاشات صغيرة تحتوي على عرضٍ مرئي يوضح كيفية نطق الكلمات العربية في أكثر من دولة، وبعده "المخطوطات المضيئة" الموزعة في قسمٍ كامل بمنظرٍ جمالي إبداعي، ومنه إلى قسم "قصائد مغناة" الذي يمزج الأدب والموسيقى بمشاركة فنانٍ يعزف على أنواع الخطوط العربية؛ لخلق تجربة فريدة وعميقة، بالإضافة إلى استمتاع الزائر بجلساتٍ مريحةٍ تخلق ذكرى تلامس الوجدان، وتفتح آفاقاً جديدة.
وأما المنطقة الثانية "أفانين وفنون" فتُعدّ منطقةَ تجربةٍ فنية وأدبية مميزة استمتع خلالها الزائر بتفعيلاتٍ تُثري تجربته، وتضم قسم "فنون" الذي يعرض كلماتٍ غير متداولة وفي مقابلها كلمات متداولة تحمل نفس المعنى، ويتمكن الزائر من لمس الزر ليجد معنى الكلمة على الحائط مع دمجها بالضوء؛ لتعكس شكلاً إبداعياً وتُعرِّفَهُ بالمعجم العربي، وأما القسم الثاني "أفانين" فبدأ بلوحاتٍ مضيئةٍ تجمع بين فن التصميم، وجمالية مرادفات اللغة العربية؛ لإنشاء تأثيرات بصرية مذهلة، مستخدماً الإضاءة كجزءٍ مكمل وجوهري للتعبير الفني، ثم يأتي قسم "أفنان" الذي يضم مجموعة من المكعبات المزيّنة بالحروف العربية والتي تُمثّل جملة؛ ليُحاول الزائر اكتشاف الحروف لإيجاد الكلمات وتدوينها على الشاشات المرفقة مع المكعب.
وأخيراً منطقة "فناء" التي تُوفر تجربةً تفاعليةً وإبداعيةً للزائر تسمح له بالمشاركة دون قيود؛ لتُضفي جوّاً فريداً ومميزاً، وتخلق تجربةً تعليمية عبر تفاعل الأشخاص وتعبيرهم بأشكالٍ مختلفة، وتُشجع على الابتكار والتفاعل الاجتماعي، وتضم المنطقة قسم "اكتشف المكعب" الذي يُعزز ذاكرة الطفل، ويُعرّفه على طريقة كتابة الحروف عبر تصميم مكعبات بشكلٍ طولي يُحاكي لعبة الذاكرة، وتمكنه من تحريك المكعبين ليكتشف الحرف والكلمة التي تماثله. وقسم "اكتشف الحروف" الذي يقدم عرضاً إبداعياً تعليمياً حركياً يستمتع فيه الطفل بإضاءات أرضية تحتوي على الحروف الهجائية، ويُقسَّم فيه الأطفال إلى فريقين، بحيث يقوم كل طفل بالقفز على الحروف لتكوين جملة "نفخر بها". وأما قسم "اصنع الفن" فيُقدم مساحة تفاعلية تعليمية عبر طاولة مستديرة لمجموعةٍ من الأطفال، حيث يبدأ فيها الطفل بتلوين الحرف ليجعل منه ذكرى استثنائية. وفي لعبة "حرف، إنسان، حيوان" الشهيرة فيجد الطفل مكعباتٍ مرفقةً بشاشةٍ مخصصة لكل لاعب، وتتوسط اللاعبين إضاءةٌ بالحرف المختار بتقنية "هولوجرام".
وتأتي هذه الفعالية في إطار جهود وزارة الثقافة ومَجْمعَ الملك سلمان العالمي للغة العربية؛ للاحتفاء باللغة العربية في يومها العالمي عن طريق فعالية ثقافية وفنية إبداعية وثرية تُظهر جمالية اللغة وخصوصيتها، وذلك بهدف ترسيخ مكانتها، وارتباطها الوثيق بالفنون الإبداعية، ودورها الحضاري على مرِّ التاريخ في تعزيز الحوار والتواصل مع الثقافات الأخرى، وإظهار قيم التعددية اللغوية والثقافية في المجتمع، فضلاً عن تأصيل عُمق اللغة العربية الثقافي والحضاري.
حفلٍ غنائيٍ باللغة العربية الفصحى من هيئة الموسيقى
فيما تحتفي هيئة الموسيقى خلال الفترة من 18 إلى 20 ديسمبر في مقر منظمة الأمم المتحدة بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية، باليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق الثامن عشر من شهر ديسمبر من كل عام، وذلك في إطار جهودها لتعزيز حضور اللغة العربية عالمياً عبر بوابة الموسيقى، وتقديمها بصفتها إحدى اللغات العالمية المنفتحة على مختلف اللغات والثقافات العالمية.
ويتضمن هذا الاحتفال إقامة حفلٍ غنائيٍ باللغة العربية الفصحى، إضافةً إلى عروض موسيقية منوّعة تقدمها فرقة الأوركسترا والكورال الوطني السعودي؛ لإبراز ما تختزله اللغة العربية من أشعارٍ مغناة ممزوجة بموسيقى رائعة؛ لتُثري من خلالها ذائقة الحضور من مختلف الجنسيات، وتعرّفهم بجماليات الشعر العربي، وتُسلط الضوء على مكانة اللغة العربية وتعزز من وجودها عالمياً، إضافةً إلى إبراز الثقافة الموسيقية السعودية وتميّزها، وتمكين المواهب الموسيقية المحلية من الحضور العالمي.
وتهدف هيئة الموسيقى من خلال هذا الاحتفاء إلى نشر اللغة العربية الفصحى، وتعريف المجتمع الدولي بارتباطها المميز بالموسيقى، والمحافظة على الإرث الثقافي والقيم الاجتماعية للمجتمع السعودي ونشرها عالمياً، وتشجيع المناخ الملائم للإبداع، وزيادة المحتوى السعودي، وخلق فرص عمل جديدة وواعدة للشباب السعودي.
كما يعكس حرص وزارة الثقافة على تعزيز التبادل الثقافي الدولي بوصفهِ هدفاً إستراتيجياً ضمن أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة المنبثقة من رؤية المملكة 2030.
المتحف الوطني السعودي يحتفي باللغة العربية
فيما أعلن المتحف الوطني السعودي عن فعاليات متحفية ثقافية متنوعة خلال شهر ديسمبر متزامنة مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يوافق 18 ديسمبر من كل عام، إضافة إلى لقاءٍ مصاحب لمعرض الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يستضيفه المتحف منذ مطلع السنة الهجرية الحالية.
ويشارك في اللقاء الذي ينظمه المتحف الوطني الدكتور مختار غوث؛ للحديث عن علاقة اللغة برقّة الشعر، وعن انعكاسات الهجرة على هذا الجنس الأدبي في العربية، وذلك في حدث مصاحب لمعرض الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم المقام في مقر المتحف الوطني السعودي، حيث يكشف المعرض عن تفاصيل الرحلة الأهم في التاريخ الإسلامي، ويعكس أهميتها في التاريخ والحضارة الإنسانية، إلى جانب ترسيخ فهمها، وقيمتها بالتاريخ الإسلامي والعربي والعالمي، وذلك في شراكةٍ مميزة بين وزارة الثقافة ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء".
واحتفاء بالقيمة المحورية للشعر، يُنظم المتحف الوطني بالتعاون مع الشريك الأدبي، أمسيةً شعرية يوم الجمعة الموافق 22 ديسمبر، بعنوان "اللغة تحيك رداءً براقاً"، وتستضيف الأمسية كلّاً من الشاعر والأديب جاسم الصحيح، والشاعرة والروائية سارة الزين، وذلك في تتويجٍ أدبي لمبادرة "عام الشعر العربي 2023"؛ لتزخر الأمسية بفنيّات اللغة وتجلّيات الإبداع والأصالة؛ ولتعكس ما تحيكه اللغة العربية من رداءٍ مميز وفريد تمتزج فيه الألفاظ ومعانيها بدقةٍ بالغة، وتعطي الكلمة رغم مرادفاتها الشاسعة معنىً مميزاً مستقلاً، ومُصيباً قلبَ المعنى، فتتلون حُلّةً نادرة مع ذات الموضوع، واختلاف مآلاته، وتأويلاته؛ لتُشكّل رداءً برّاقاً.
ويهدف المتحف الوطني السعودي من خلال هذه الفعاليات إلى مواكبة معرض الهجرة على خطى الرسول صلى الله عليه وسلم، مع اليوم العالمي للغة العربية الذي يصادف يوم 18 من شهر ديسمبر في كل عام؛ ليمزج بين لغة القرآن وهجرة المصطفى التي وُلِدت منها أمةٌ تضم اليوم ما يصل إلى اثنين مليار مسلم، إضافةً إلى الاحتفاء بالشعر العربي، وتنوع أغراضه، ودوره الحضاري، ومحوريّته في الثقافة العربية، والتأمل في مشاعر الإنسان وتنوّعها؛ لتكريس مكانة الشعر العربي بوصفهِ عنصراً ثقافياً أصيلاً في الثقافة السعودية والعربية، وذلك في إطار الجهود المتواصلة التي يقدمها المتحف الوطني السعودي؛ لتوفير محتوىً متحفيٍّ ثقافيٍّ جذّاب؛ وإيجاد تجربة متحفية متكاملة تُغذي ذائقة الزائر، وتُناسب مختلف الشرائح العُمرية.