كيف تعبر 5 فنانات إماراتيات عن الهوية والتراث بأساليبهن الفريدة ؟
تعكس الفنانات الإماراتيات جوهر الهوية والتراث المحلي من خلال أعمالهن الفنية بطرق متنوعة ومبتكرة، من اللوحات التجريدية والتكوينات الفنية، والمنحوتات إلى الوسائط المتعددة، وفي يوم المرأة الإماراتية، تحتفي "هي" بإبداعات 5 فنانات إماراتيات، يجسد كلّ من هؤلاء الفنانات رؤى فريدة تجمع بين التقليدي والحديث، مما يساهم في إبراز الغنى الثقافي والثراء التراثي، من خلال استخدام تقنيات وألوان متنوعة، يقدمن تجارب بصرية غنية تعبر عن تاريخ الوطن وجماله، وتسلط الضوء على العناصر الثقافية الأصيلة بلمساتهن الشخصية. في هذه الرحلة الإبداعية، نكتشف كيف تجسد هذه الفنانات الروح الإماراتية وتعيد تأويل التراث من خلال أعمالهن الفنية المتميزة.
ميثاء دميثان: هوية المرأة الإماراتية عبر الألوان والتقاليد
ميثاء دميثان هي فنانة مبدعة مقرها دبي، بدأت رحلتها الفنية في عالم الرمال، حيث تعلمت تقدير اللون والملمس والخط والظل. كانت خطواتها الأولى في عالم الفن عبر معرض "Emerge" في البندقية عام 2011، لتليها مشاركات بارزة في معارض مثل "Documentation" في تشكيل عام 2009، و"مُتجدّد" في تشكيل عام 2014، الذي عرض مجموعة من التركيبات التجريبية والقطع الإعلامية الجديدة.
تجسد ميثاء دميثان في أعمالها هوية المرأة الإماراتية بعمق واحترافية، حيث تدمج بين عناصر الثقافة التقليدية ورحلة المرأة في الحياة الإمارات، لتسليط الضوء على جوانب الأنوثة بأسلوب فني فريد، كما تعبر لوحاتها عن رحلة المرأة من خلال الألوان التي تغلب على أعمالها الخلفية الداكنة مشيرة إلى القوة والجمال الداخلي الذي يميزها، تعكس أعمالها التقاليد العربية وتحتوي على لمسات عصرية، مما يمنحها قوة تعبيرية تجذب المشاهدين وتعزز من فهمهم للثقافة العربية.
لطيفة سعيد: الحدود بين الفن والتصميم
لطيفة سعيد هي فنانة ومصممة إماراتية متعددة التخصصات، تعمل في مجالات متنوعة تشمل الفنون الجميلة، تخرجت من كلية لطيفة بجامعة زايد عام 2007، حاصلة على بكالوريوس في الفنون والعلوم، تتميز بقدرتها على التنقل بين مجالات الفنون والتصميم المتنوعة، كما تعتمد في نهجها على تنظيم عملية التصميم بشكل يحقق هدفها الأساسي: "التواصل"، من خلال استخدام مجموعة متنوعة من الوسائط.
في السنوات الأخيرة، وجهت سعيد تركيزها نحو إعادة إحياء التقنيات التقليدية ضمن أطر معاصرة، مما أضفى على أعمالها بعدًا جديدًا يمزج بين الحداثة والتراث، في أعمالها تنتهج لطيفة أسلوبًا نظريًا في استخدام المواد والتقنيات، حيث ترى في التصميم وسيلة تعبير عن الحداثة وأداة للحفاظ على التراث الثقافي، كما تعكس أعمالها رؤية عميقة تجمع بين الأصالة والابتكار، مما يجعلها من الأسماء البارزة في المشهد الفني الإماراتي.
ميسون الصالح: السريالية في الثقافة الإماراتية
تفردت الفنانة الإماراتية ميسون الصالح بأعمالها السريالية التي تسلط الضوء على الثقافة الإماراتية بمزيج من الحداثة والتقاليد، حيث تركز أعمالها بشكل خاص على وسيلة سرد قصص تتجاوز الفئات العمرية والجندرية، تُستلهم ميسون من الفن التاريخي الذي يستكشف حياة وثقافة حقبة زمنية مضت، مما يعكس شغفها بالماضي، عُرضت أعمال الصالح في معارض مرموقة مثل آرت دبي، ومعرض التعبير الإماراتي في قصر الإمارات بأبوظبي،
كما تميزت أعمال الصالح بمشاركتها في معارض بارزة داخل الإمارات وخارجها، بما في ذلك آرت دبي، ومتحف مقدونيا في اليونان، ومتحف Palazzo TE في إيطاليا، ومركز كاجا غراند الثقافي في إسبانيا، بالإضافة إلى معارض أخرى في الولايات المتحدة، تهدف ميسون من خلال فنها إلى جعلنا نتأمل في أهمية التاريخ الإماراتي وذاكرته، وكيفية تمثيله في وسائل الإعلام السائدة، مما يعزز من قيمته وحضوره في العصر الحديث.
شما العامري: تجسيد الاستقلالية والإبداع
حصلت شما العامري على درجتي ماجستير في الثقافة والصناعات الإبداعية وممارسة الفن المعاصر من الكلية الملكية للفنون في لندن، وبرزت كعضو نشط في المشهد الثقافي الإماراتي. أسست مشاريع ثقافية ملهمة مثل "الصندوق الرحّال"، "مجهول"، و"بليب"، وشاركت في تأسيس "صالون الفن العربي" في لندن. عُرضت أعمالها في معارض محلية ودولية بارزة، بما في ذلك "الماضي والحاضر" في واشنطن، "أصوات متساوية في الغرفة" في لندن، و"قوة الأحلام" في شنغهاي.
آخر معارضها الفردية كان في السركال أفينيو تحت عنوان "كل ما يخطر ببالك هو حقيقة". حصلت العامري على منح متنوعة مثل "سلامة بنت حمدان للفنانين الناشئين" وبرنامج الفنان المقيم مع مؤسسة دلفينا، وساهمت في إقامة فنية في فرنسا. تستكشف في فنها مفاهيم الاستقلالية والتفاعل الجماعي من خلال تحليل "اللغة" واستخدامها في سياقات تاريخية ومعاصرة، موجهةً الانتباه إلى التناقضات الثقافية والأيديولوجية.
سمية السويدي: ريادة الفن الرقمي والتوازن بين التراث والتكنولوجيا
سمية السويدي فنانة إماراتية حاصلة على العديد من الجوائز، وهي معروفة بفنها الرقمي ودورها الفعّال في تطوير المشهد الفني في الإمارات. عرضت أعمالها على نطاق عالمي، بما في ذلك في الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، سويسرا، الصين، والإمارات. تميزت أعمالها بمشاركتها في مزاد كريستيز عام 2012 ضمن معرض الفن العربي، الإيراني، والتركي الحديث والمعاصر، كما عُرضت في صالات سوذبي في لندن ضمن معرض "ثلاثة أجيال" عام 2013.
تعتبر السويدي من الرواد في الفن الرقمي، حيث تستخدم هذا الوسيط لإبداع أعمال تعكس هويتها الثقافية وتجسد تجاربها الشخصية. من خلال معارضها الدولية وإسهاماتها في مشهد الفن المحلي، نجحت في تحقيق توازن بين الفن التقليدي والتكنولوجيا الحديثة، ما جعلها أحد أبرز الفنانين في الإمارات، حيث تواصل دفع حدود الإبداع وتطوير الساحة الفنية في بلدها.
جميع الصور من صفحات الفنانات عبر الانستغرام