الأعوام الثقافية تجربة سعودية فريدة ارتبطت بعناصر الاحتفاء باليوم الوطني
اليوم الوطني السعودي هو المناسبة السنوية التي يحتفل بها الشعب السعودي في الثالث والعشرين من سبتمبر من كل عام، وهو فرصة لإلقاء الضوء على الإنجازات البارزة، لتبرز "رؤية السعودية 2030" الرؤية الرائدة التي تهدف إلى تعزيز الهوية الثقافية والحفاظ على التراث الوطني، لذا لابد وأن نستذكر جهود وزارة الثقافة التي تعزز من مكانة المملكة الثقافية وتبرز تراثها وإرثها التاريخي سعيا لإبراز الهوية الوطنية السعودية وما يرتبط بها من عناصر ثقافية كقوة حضارية فاعلة من خلال التجربة السعودية الفريدة بتسمية الأعوام السعودية والتي بدأتها المملكة منذ عام 2021، ففي كل عام في السعودية هناك هوية ثقافية مميزة وأصيلة.. فمن الخط العربي مرورا بالقهوة السعودية ثم الشعر العربي وصولا إلى الإبل وإنطلاقا نحو الحرف اليدوية.. حظي القطاع الثقافي بدعم لا محدود أعطى الثقافة السعودية من الاعتزاز والفخر ما تستحقه، وأصّل جذورها الراسخة، وقيمها، وعناصرها الثقافية الفريدة، ومكّنها من تقديم نفسها للعالم بأبهى صورة.. فلنلقي الضوء على ارتباط عناصر الأعوام الثقافية بالاحتفاء باليوم الوطني السعودي.
عام الخط العربي 2021
نظراً لما يمثله الخط العربي من أهمية واتصال وثيق باللغة العربية، وما يمتلكه من تاريخ وجماليات في هندسته وتفاصيله وأشكاله، والتي تبرز مخزوناً ثقافياً إبداعياً يعكس ثراء الثقافة العربية، كان عام 2021 "عام الخط العربي" عاماً مميزاً احتفت فيه الوزارة برمز من رموز هوية المملكة العربية السعودية، وفتحت آفاقاً جديدة في التعامل مع الخط العربي، وذلك عبر نقله من مصدر معرفي إلى أيقونة تمثل الهوية السعودية، والفنّ المتجدد، والإرث الحضاري.
وعندما نربط هذا العنصر بالاحتفاء باليوم الوطني السعودي فلا بد وأن نذكر العلم السعودي بمكانته النفيسة في قلب كل سعودي وسعودية، ولعل إحدى أبرز الأمور التي يتميز بها العلم السعودي هو كلمة التوحيد التي تزينه، وخُطت بخط الثلث العربي في منتصفه، ليضفي عليها رونقًا ومظهرًا جميلاً، والذي يعد أحد أروع الخطوط العربية، وفي شعار اليوم الوطني السعودي الذي تم إطلاقه العام الماضي خلال الاحتفال باليوم الوطني 93، وتم الإبقاء عليه للعام الثاني على التوالي ليكون شعار اليوم الوطني الـ94، فلقد جاء الشعار الفني كفُرشة رسام حالم يخط أحرفه بعذوبة وانسيابية تتجاوز حدود السماء، ويرسم حدود أرض المملكة التي تحتضن الحلم، بعزيمة وإصرار تجعل منه حقيقة ثابتة راسية كالجبال.. وبخط اليد كتبت الأحلام لترسخ في الأذهان، فهكذا يخطط الحالمون أهدافهم بالحياة ليبدؤوا رحلة التحقيق بخطوات مدروسة وواثقة.
عام القهوة السعودية 2022
تمت تسمية عام 2022م بــ''عام القهوة السعودية"، من منطلق المكانة العالية للقهوة السعودية هذا الرمز الثقافي والوطني المميز، حيث تعد القهوة السعودية عنصرا ثقافيا فريدا ارتبط على مدى سنوات طويلة بهوية وثقافة المملكة، حيث ترتبط القهوة السعودية بالإرث الثقافي للمملكة، عبر تاريخ حافل بالعادات والتقاليد، وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبحت عنصراً رئيساً في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامةً ثقافيةً تتميز بها المملكة، سواءً من خلال عملية زراعتها إلى حصادها، وتوزيعها، وصولاً إلى طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف.
ويأتي تقديم القهوة السعودية ضمن التقاليد والعادات كعنصر أساسي لاستقبال الضيوف بالاحتفال باليوم الوطني السعودي، ليس لمجرد كونها مشروباً طيباً يرافق السعوديين في جميع لحظات حياتهم، بل لأنها تمتلك دلالات عميقة على الكرم والضيافة، والتنوع الثقافي، والخصوصية الفريدة للثقافة السعودية، حيث تكتسب القهوة السعودية قيمتها الثقافية باعتبارها نشاطاً اجتماعياً بامتياز، يعكس القيم السعودية الأصيلة، وتتجلّى من خلاله خصوصية العلاقة التي تربط السعوديين بقهوتهم المميزة.
عام الشعر العربي 2023
احتلّ الشعر العربي مكانة ثقافية باعتباره من أهم المكونات الحضارية للثقافة العربية، وعلى مدى عقود مضت، وحتى وقتنا المعاصر يتصدر الشعر العربي المحافل الأدبية، ومن أجل ترسيخ هذا المكون الحضاري سعت المملكة العربية السعودية إلى جعله حاضراً في الحياة اليومية للثقافة السعودية والعربية، بتسمية عام 2023 ليكون "عام الشعر العربي"، برؤية مفادها: شعرٌ عربيٌ أصيل، ذو ماضٍ عريق، وحاضر حي، ومستقبل مزدهر، ووفق رسالة تتضمن إحياء تاريخ الشعر العربي العريق، وتعزيز حضوره في الحضارة الإنسانية، وإرساء قواعد ثرائه المستقبلي، وإحلاله مكانته المستحقة بين آداب العالم وفنونه.
ونجد أن الاحتفالات بمناسبة اليوم الوطني السعودي في كل عام تزداد بالبحث عن أروع القصائد والأبيات الشعرية التي تعبر عن حب الوطن وتاريخه العريق، فلطالما جسدت القصائد والأبيات الشعرية التي تتغنى بحب الوطن وحدة وتلاحم الشعب السعودي الذي يفتخر بأمجاده وتاريخه المجيد، بل أصبحت إحدى أبرز وسائل التعبير عن المشاعر والأحاسيس، فلليوم الوطني السعودي مكانة خاصة في قلوب الشعراء الذين أبدعوا في كتابة قصائد وأشعار تعبر عن الفخر والانتماء، وتلعب دوراً كبيراً في تعزيز مشاعر الحب والانتماء للوطن، فهي ليست مجرد كلمات، بل نبض ينبع من القلوب ليعبر عن مشاعر الفخر والعزة، فكل بيت من الأبيات يعبر عن لحظة فخر وانتماء، وكل كلمة تجسد العزة والكرامة التي يشعر بها كل سعودي تجاه وطنه.
عام الإبل 2024
جاءت تسمية عام 2024م بـ "عام الإبل" للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثلها الإبل في حياة أبناء الجزيرة العربية منذ فجر التاريخ وصولاً إلى وقتنا الراهن الذي تبرز فيه الإبل بوصفها شاهداً حياً على الأصالة، وعنصراً ثقافياً أساسياً من عناصر الهوية السعودية.
ويسهم اليوم الوطني في تعزيز الوعي بالقيم الثقافية والتاريخية للمملكة، مما يساعد في تعزيز التراث المشترك عبر الأجيال، فمن خلال الاحتفال بهذا اليوم، يجدد المواطنون إرثهم الوطني ورموزهم التي تمثل هويتهم، مما يعزز من انتمائهم لهذا الوطن، فيما جاءت تسمية هذا العام بـ "عام الإبل" اعتزازاً بالقيمة الثقافية والحضارية للإبل، وللتعريف بمكانتها في وجدان المجتمع السعودي، وعلاقتها الراسخة بإنسان الجزيرة العربية عبر التاريخ، كون الإبل والصحراء، ارتبطت ارتباطا وثيق بحضارة المملكة، ومساهمتها بشكل كبير فيما وصلت السعودية إليه اليوم من أمجاد تفاخر بها الأمم، وباعتبارها موروث ثقافي أصيل ومكون أساسي للبناء الحضاري.
عام الحِرف اليدوية 2025
للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الحِرف اليدوية في الثقافة السعودية منذ سنوات طويلة، أعلنت وزارة الثقافة عن تسمية عام 2025 بـ "عام الحِرف اليدوية"، للاحتفاء بالقيمة الثقافية الفريدة التي تُمثّلها الحِرف اليدوية في الثقافة السعودية منذ سنواتٍ طويلةٍ، وليعكس الإبداعات التي تميّزها من صناعةٍ إبداعية، ومشغولاتٍ يدوية فريدة من نوعها، وإظهار إبداعات الحِرفيين السعوديين لدى المجتمع الدولي.
ويمثل الاحتفاء باليوم الوطني ترسيخ الاعتزاز بالهوية الوطنية، وكل ما يرتبط بها من عناصرٍ ثقافيةٍ ماديةٍ وغير مادية، والذي يُعدُّ من مستهدفات الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية السعودية 2030 التي وضعت الهوية الوطنية، والثقافة السعودية ضمن أهدافها الطموحة، لتمثل مبادرة "عام الحِرف اليدوية" مظلةً جامعةً لكل مظاهر الاحتفاء بهذا المُكوّن الرئيس باعتبارهِ قيمةً ثقافيةً وفنيةً بالغة الأهمية، وركيزةً من ركائز الهوية الوطنية الأصيلة، وللاحتفاء بهذا العنصر الثقافي المميز، والاعتزاز به، لتُحيي حضورها باعتبارها عُنصراً ثقافياً يُمثّل الهوية السعودية، ويعكس قيمتها الأصيلة، والتعريف بقيمتها الثقافية، والتاريخية، والحضارية، والاقتصادية.
الصور من موقع وحسابات وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها.