"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

يورغو البيطار
27 سبتمبر 2024

في إطار الاهتمام بالفنون وما تمثله من قيمة إنسانية مهمة في أهداف دولة الإمارات والنظام  التربوي فيها، مثّل أستاذ جامعة زايد والفنان الدكتور ايوانس بابافاسيليو، في جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي، الذي عقد من 19 إلى 23 سبتمبر في المدينة القديمة بينغياو - أحد مواقع التراث الثقافي العالمي في الصين.

نظرًا لطبيعة الإنجازات الفنية والأكاديمية وأعمال الطلاب في برنامج كلية الفنون والصناعات الإبداعية "CACE"، قدم الدكتور إيونس عرضًا فرديًا بعنوان: "المناظر الداخلية" وعرضًا لطلاب كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد بعنوان: "الأماكن الزائلة". كما شارك الدكتور إيونس في أنشطة تصويرية متعددة، بما في ذلك منتدى التعليم الدولي للتصوير الفوتوغرافي في الجامعة  حيث ألقى محاضرة رئيسية. ركز المنتدى على القضايا الحالية التي تواجهها تعليم التصوير الفوتوغرافي. لذلك، فإن تواجده هناك شكل فرصة رائعة للتواصل بين الثقافات ذات أهمية كبيرة لجامعة زايد والمهرجان ومجتمع التصوير الفوتوغرافي.

يُعد مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي أحد أكبر وأهم الأحداث التصويرية في العالم ويوفر للمشاركين فرصًا للتواصل مع جامعي الأعمال الفنية والقيمين الأكاديميين والفنانين من الصين ومن جميع أنحاء العالم. كما يجلب أعمالهم إلى انتباه مجتمع الفن الصيني.

عرض الطلاب: مساحات سريعة الزوال

 وقد استكشفت "المساحات المؤقتة" تقاطع التصوير الفوتوغرافي المعتمد على العدسات مع مفاهيم المكان والزمان، والإدراك، والتاريخ المحلي، ورسم الخرائط الشخصية. مستلهمة من التداخل المعاصر بين التصوير الفوتوغرافي ورسم الخرائط، والتي تتأثر بشكل خاص بأسلوب ما بعد "الطبوغرافيا الجديدة"، تستعرض المشروع طرقًا مبتكرة لفهم وتمثيل المناظر الطبيعية الثقافية.

تتأمل "المساحات سريعة الزوال" التباين بين الدائم والزائل، مقدمة أوجه تشابه إبداعية حول كيفية استهلاك الفضاء واستخدامه وإدراكه والشعور به. يتضمن المعرض أعمالاً فوتوغرافية لعدد من الفنانين، بما في ذلك هبة الهاشمي، وحور البدواوي، ولولوة العلي، ومزنة الزيدي، ومي الوهيبي، وصفية بوعوضة، وشوق الحمادي، ووفاء اليامي.

يعد المعرض تأملاً في التحولات التي طرأت على المساحات بمرور الوقت، سواء تلك التي نشأت أو تلاشت بفعل عمليات التحضر في دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال أعمال الفنانين، تُحفظ هذه الأماكن كقطع فنية، لتصبح دليلاً تاريخيًا على أهميتها الثقافية.يتقاطع الزمن، الذي يتسم بالحركة والحضور في كل مكان، مع المناظر الطبيعية التي تبدو ثابتة في مجالنا البصري اليومي. من خلال التصوير الفوتوغرافي، يتم توثيق اللحظات المجمدة في الزمن، مع الحفاظ على أمثلة سريعة الزوال ضمن التضاريس الديناميكية لدولة الإمارات العربية المتحدة. يتجاوز بعض الفنانين حدود الإبداع التقليدي، حيث لا يقتصر عملهم على توثيق المساحات المادية فقط، بل يمتد ليشمل المفاهيم غير الملموسة للضواحي عبر الأشياء والتكوينات الضوئية، بالإضافة إلى الذكريات والعواطف التي تسكنها.

مستوحى من أعمال فنانين مثل هيروشي سوجيموتو وصوفي كالي الذين يهدفون إلى توثيق اللحظة الراهنة كوسيلة لالتقاط الذكريات وتجميد الزمن، يقدم معرض "مساحات سريعة الزوال" (Ephemeral Spaces) تجربة غامرة للمشاهدين من خلال الصور الفوتوغرافية التي تنقل روح الماضي القريب. تدعو الأعمال المعروضة المشاهدين للتفكير في علاقتهم مع الفضاء، وتفهم مرور الزمن، واستكشاف طبيعة الحياة الزائلة.

وفي هذا المجال، تلتقي "هي" وفي إطار إضاءتها على المواهب الفنية في الإمارات والعالم العربي 3 طالبات إماراتيات من المشاركيات في معرض "المساحات سريعة الزوال"وتنقل لكم تجاربهن وآرائهن وأفكارهن في هذا المجال.

لولوة العلي لـ"هي": أركز على التقاط لمحات من حياة الأفراد

لولوة العلي

 تقول لولوة العلي أن المشاركة في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي ألهمتها خصوصًا وأنه "يُعدّ من أبرز الفعاليات العالمية في هذا المجال، ويتيح لي فرصة فريدة لعرض أعمالي إلى جانب مجموعة متنوعة من الفنانين المبدعين، حيث توفر المنصة عرض أعمالي على الساحة الدولية. تتيح لي هذه الفرصة  التواصل مع الجمهور المتنوع والتفاعل مع فنانين من جميع أنحاء العالم، وهو أمر لا يقدر بثمن لتوسيع رؤيتي الفنية. تقدم لي هذه الفرصة وجهات نظر وتقنيات متعددة، مما يعزز فهمي للاتجاهات والابتكارات العالمية في مجال التصوير الفوتوغرافي. بشكل عام، إنها تجربة رائعة تدفعني لتجاوز حدود إبداعي والذي يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على مستقبلي.

وتضيف: "فيما يتعلق بموضوع عملي، أركز على التقاط لمحات من حياة الأفراد ، كأنني أكشف عن قطع صغيرة من أحجية أكبر. تمثل كل صورة جزءًا يسهم في سرد القصة، وعند عرضها معا، تتيح للمشاهد فرصة لتجميع فهم أعمق لشخصية الفرد وتجارب افضل. يهدف عملي إلى إثارة الفضول وتشجيع الناس على استكشاف تعقيدات الهوية الإنسانية من خلال هذه التفاصيل".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن تفاصيل عملها، تروي لـ"هي": ركزت على استخدام الضوء الطبيعي والتركيبات المباشرة لالتقاط لحظات حقيقية وعابرة في المساحات الشخصية. كان هدفي هو خلق شعور الغموض، كما لو أن المشاهد يُمنح لمحة خاطفة عن حياة شخص ما. فيما يتعلق بالمؤثرات، استلهمت من فنانين مثل وولفغانغ تيلمانز ولورا ليتينسكي، اللذين يستخدمان الأشياء لاستكشاف موضوعات الغياب والذاكرة الإنسانية. لقد تركت قدرتهما على تجسيد الحياة الساكنة بعمق عاطفي وإثارة للتفكير أثرًا كبيرًا على رؤيتي الفنية.

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال تصوير هذه الأماكن، تؤكد: "أبتغي من خلال التصوير الفوتوغرافي إلى إظهار أن حتى أبسط الأشياء في المساحة الشخصية تحمل دلالات عاطفية عميقة وتروي قصصا فريدة. من خلال التركيز على عناصر مثل الساعة، الأقراط، أو فرش الرسم، أسعى لدعوة المشاهدين للتفكير في كيفية تمثيل هذه الأشياء اليومية لشخصيات وذكريات وتجارب الأفراد الذين يستخدمونها. كل صورة تُعتبر شهادة على الزمن الذي قضاه شخص ما على هذه الأرض، وتكشف عن جوانب من حياته، مما يمكّن للجمهور من تجميع قصة هوية هذا الشخص".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن تعاملها مع فكرة الزمان والمكان في أعمالها، توضح العلي: " أتعامل مع مفهوم الزمان والمكان من خلال التقاط التفاصيل الدقيقة التي غالبًا ما تُهمل في المساحات الشخصية. العناصر الموجودة في تصويري—سواء كانت ساعة  في الجيب أو أقراطا موضوعة على سطح—تتواجد في لحظة وسياق محددين، لكنها تتجاوز محيطها المباشر. من خلال التركيز على هذه العناصر الصغيرة، أسعى لتجميد الوقت وإنشاء اتصال بين المشاهد والمساحة الشخصية للموضوع. أعتقد أن هذه الصور تحمل بعدا تاريخيا، إذ تعكس الأشياء الشخصية تاريخا ثقافيا أو اجتماعيا أو شخصيا أوسع. مع مرور الوقت، قد تصبح هذه العناصر نوافذ على الحياة اليومية لعصر معين. فهي لا تجسد الماديات فحسب، بل تلتقط أيضا المعاني العاطفية والرمزية التي تحملها، مما يتيح لها أن تتردد صداها مع الأجيال القادمة".

حور البدواوي لـ"هي": الانسجام بين الطبيعة والعناصر من صنع الإنسان قابل للتحقيق

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

بدورها، تؤكد حور البدواوي في حديثها لـ"هي" أن الدكتور ايوانس بابافاسيليو شجعها للمشاركة في المعرض، قائلةً: "أخبرني أن لدي مستقبلا واعدا في مجال التصوير الفوتوغرافي. من خلال البحث في المعرض، اكتشفت أن العديد من المصورين العالميين شاركوا فيه، وهو ما يعزز طموحي للوصول إلى مستوى خبرتهم.  يعتبر هذا المعرض أيضاً فرصة رائعة لتغذية شغفي بالتصوير الفوتوغرافي. أما بالنسبة لموضوع تصويري، فإنه يستكشف المساحات مؤقتة الزوال من خلال مزج المناظر الطبيعية مع عناصر دقيقة من صنع الإنسان، مما يعكس تقديري العميق للطبيعة والضوء والبيئة".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن طريقة عملها، تقول "الطريقة التي أتبعها تعتمد على التصوير الفوتوغرافي البديهي باستخدام العدسة في الموقع. تشمل التقنيات التي أستخدمها لالتقاط هذه الصور التصوير باستخدام الإضاءة المحيطة وضبط التعرض للضوء ، وتحسين إعداد "ISO" هذه الصور الإضاءة المختلفة، والاستخدام اليدوي لتحقيق تحكم دقيق. أقوم بمزج تصوير المناظر الطبيعية مع عناصر من صنع الإنسان، وأستمد الإلهام ليس من فنانين محددين ولكن من البيئة المحيطة بي والأشياء التي صنعها الإنسان من حولي".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن الرسالة التي تحاول إيصالها من خلال تصوير لهذه الأماكن، ترى أن "الرسالة التي أسعى إلى إيصالها من خلال هذه الصور هي أن الانسجام بين الطبيعة والعناصر من صنع الإنسان قابل للتحقيق. كما يتضح من صوري، فإن مفهوم الانسجام يمكن أن يسهم في تعزيز بيئة إنسانية مستدامة. أهدف أيضًا إلى تسليط الضوء على التفاصيل التي غالبًا ما تُهمل في المشهد الطبيعي، مما يسهم في فهم أعمق لهذه العناصر"، وتضبغ: "أعتقد أن الوقت هو مفهوم معقد وفريد في عالم التصوير الفوتوغرافي. فهو يتجلى في القدرة على التقاط اللحظات الساكنة. فيما يتعلق بالمساحة، أسعى لإظهار كيفية تفاعل الضوء مع البيئة. تحمل صوري بعداً تاريخياً، حيث أعمل من خلال الأعمال المعروضة في هذا المعرض على توثيق أشجار القرم في مدينة أبوظبي".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وفاء اليماحي لـ"هي": يوثق تصويري للأماكن الريفية في دولة الإمارات التحول البيئي

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

أما وفاء اليماحي فتقول لـ"هي": "ألهمتني تجربتي الشخصية ودروس جامعة زايد في التصوير الفوتوغرافي للمشاركة في هذا المعرض، بالإضافة إلى جمال طبيعة دولة الإمارات العربية المتحدة. أركز في مواضيعي على الأماكن الريفية والبيئة في ضواحي الإمارات، حيث تشمل تصوير الحياة اليومية والعناصر الموجودة في المناظر الطبيعية المحيطة بي. تتداخل البنية التحتية الحضرية مع الطبيعة، وأعكس ذلك من خلال صوري. على سبيل المثال، تظهر إحدى الصور سيارة مهجورة بالقرب من الجبال، بينما تُظهر صور أخرى قوارب قرب البحر، مما يستحضر الماضي وحياة البحارة والصيادين في الإمارات".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن أساليب التصوير التي اعتمدتها تؤكد: "لقد استخدمت التصوير الرقمي لالتقاط جميع صوري بالإضاءة المحيطة وفي الموقع. قمت بتحسين الصور من خلال تقنيات وأساليب تصوير رقمية متنوعة. أحد العناصر التي أُوليها اهتمامًا خاصًا هو التركيز؛ حيث يجب أن يكون التركيز دقيقًا وعميقًا لضمان وضوح جميع أجزاء الصورة وتعزيز الواقعية. بعد التصوير، أستخدم البرامج المناسبة للصناعة، مثل Adobe Photoshop وLightroom، لنشر الصور وإضافة تأثيرات وتعديلات، مع الحرص على عدم التلاعب بالمحتوى الأصلي".

وعن الرسالة التي تحاول إيصالها: "رسالتي هي التأكيد على أنه بجانب جمال المناظر الطبيعية في الإمارات، تبرز أيضًا أهمية المسؤولية في الحفاظ على البيئة. أدعو المشاهدين إلى استكشاف المساحة الحدية بين الماضي والحاضر والمستقبل، مما يشجعهم على التفكير في علاقتهم مع الطبيعة الزائلة للمكان وتعمق بمفهوم الزمان. تمثل الأعمال تأملًا في الدور الذي يلعبه الفضاء والتصوير الفوتوغرافي في تعزيز جهود الحفاظ على الموارد الطبيعية"، وتضيف: "يوثق تصويري الفوتوغرافي للأماكن الريفية في دولة الإمارات العربية المتحدة التحول البيئي الذي يحدث على مر الزمان، مما يضيف بعدًا تاريخيًا لعملي. تعتبر هذه الصور بمثابة وثائق تاريخية تعكس الحالة البيئية في ضواحي الإمارات، وتلعب دورًا في التأثير على المستقبل من خلال تعزيز الوعي البيئي وتشجيع جهود الحفاظ على الطبيعة".

"هي" تضيء على 3 مشاركات إماراتيات من جامعة زايد في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي

وعن أهمية المشاركة في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي بالنسبة للفنانين الناشئين، تؤكد: " بصفتي طالبة في السنة النهائية في جامعة زايد وفنانة ناشئة، تُعد مشاركتي في مهرجان بينغياو الدولي للتصوير الفوتوغرافي فرصة هامة لتعزيز معرضي العالمي والتواصل مع مجتمع فني دولي. يوفر لي هذا المهرجان فرصة لتعلم أساليب وتقنيات جديدة، والتفاعل مع الفنانين والنقاد من خلفيات متنوعة. كما يفتح أمامي آفاق التعاون ويعزز إلهامي الفني، مما يسهم في تطوير رؤيتي الفنية ونمو مهاراتي بشكل شامل".

 وفاء