بينالي الدرعية تكشف عن الفائز بجائزة المصلى في بينالي الفنون الإسلامية 2025
أعلنت مؤسسة بينالي الدرعية عن الفائز بجائزة المصلى لعام 2024، وهو التحالف المؤلف من أستوديو إيست للهندسة المعمارية في لبنان والإمارات العربية المتحدة، وشركة الهندسة الدولية AKT II من المملكة المتحدة، بالتعاون مع الفنان ريان تابت الذي يعمل من بيروت وسان فرانسيسكو.
جائزة المصلى
وكانت المؤسسة قد أعلنت عن جائزة المصلى كجزء من بينالي الفنون الإسلامية، وهي مسابقة معمارية دولية لتصميم مصلى بمساحة نموذجية للصلاة، على أن يشيّد التصميم الفائز في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.
وتم اختيار الفائز بجائزة المصلى من القائمة القصيرة للفرق المشاركة في المسابقة، والتي ضمّت مكتب الهندسة إيه إيه يو أنستاس من فلسطين، ومكتب سهل الحياري للهندسة المعمارية من الأردن، وشركة دباغ للهندسة المعمارية من المملكة العربية السعودية والإمارات، وآصف خان من المملكة المتحدة، فيما تكونت لجنة تحكيم الجائزة من الأمير نواف بن عياف رئيس لجنة التحكيم وفاروق درخشاني، ولينا غطمة، وأزرا أكشاميا، وعلي ملكاوي. وسيتزامن تدشين المصلى مع افتتاح بينالي الفنون الإسلامية بتاريخ 25 يناير 2025.
وتتمحور فكرة تصميم المصلى الذي طوره الفائزون حول التآلف والتقارب بين المصلين، الأمر الذي ينعكس من خلال مفهوم حياكة النسيج المستخدم بكثرة في المصلى - وهي الحرفة التقليدية المتوارثة في المنطقة.
ويتكون المصلى من فناء رئيسي مفتوح متعدد الاستخدامات، ومساحات رئيسية أخرى مخصصة للصلاة كما تتمحور فكرة التصميم الفائز حول تقديم مصلى فريد في كونه مصنوعًا بشكل رئيسي من مختلف مكونات أشجار النخيل التي تعد موردًا طبيعيًا وافرًا في مختلف أنحاء المملكة - من جذوع وسعف وغيرها من المكونات.
البساطة والجمال في فنون العمارة التقليدية
ويأتي اختيار هذه المواد في البناء في إطار إحياء فنون العمارة التقليدية، كما أنه يستلهم من أساليب البناء التقليدية في مدينة جدة، وتحديدًا في حيها التاريخي المعروف بـ (جدة البلد).
ويعيد المصلى الفائز إحياءً لجوانب جميلة من فنون العمارة التقليدية في المنطقة، كما تم تصميمه بطريقة مستدامة تجعل من السهل تجميعه وتفكيكه ونقله من جدة إلى خارجها.
ويتميز الجزء الداخلي من المصلى بالكثير من البساطة والجمال، فهو مكون من طبقات متعددة تبدأ من الأرض وترتفع تدريجيًا باتجاه سقف صالة الحجاج الغربية، إضافةً إلى جدران ومساحة رئيسية في الوسط تزدان بالمنسوجات المعالجة بالأصباغ الطبيعية. ويمتد المصلى على مساحة تبلغ 6x6 أمتار، مستوحاة من أبعاد مزارع النخيل في المملكة العربية السعودية.
ووقع اختيار أعضاء لجنة التحكيم على هذا التصميم نظرًا لتجريده لفنون العمارة في المجتمعات الإسلامية، كونها امتدادًا للبيئة الطبيعية وتعبيرًا عن الانتماء للأرض.
وأبرزَ المشروع الفائز قدرته على تقديم نموذج مستدام يمكن تكراره بنجاح إذا ما حقق النتائج المرجوة من حيث المواد المستخدمة والتجارب الإنشائية.
كما قدّم التصميم دليلًا حيًا على القدرة على استخدام مواد اعتيادية بأشكال فريدة ومبتكرة، ويتيح لنا استلهام الكثير من الأفكار حول مشاركة المساحات، حيث إن المساجد والمصلّيات في الإسلام تعد مساحات مجتمعية أيضًا.
ويعكس هذا التصميم هذه الجوانب الاجتماعية، تمامًا كما يعكس قيم الانفتاح على الجميع؛ من خلال فتح أبوابه لكافة الزوارفي بينالي الفنون الإسلامية وصالة الحجاج الغربية، وهما موقعان مكرَّسان لالتقاء الثقافات والتبادل بينها.
ويتميز التصميم بمساحته الرحبة التي تمنح زواره شعورًا بالألفة، من خلال إتاحة تجربة تشاركية إلا أنها تحمل في ذات الوقت جوانب شخصية. كما يمثّل هذا المصلى نسخة مصغّرة من صالة الحجاج الغربية، والتي تمثّل صرحًا معماريًا فريدًا من نوعه وبوابة تستقبل الملايين من ضيوف الرحمن الوافدين لزيارة مكة المكرمة والمدينة المنورة.
نموذج فريد لتناغم الفنون
وسيكون بينالي الفنون الإسلامية ملتقى للزوار والثقافات من شتى أنحاء العالم، بينما سيمثّل المصلى نموذجًا فريدًا لتناغم الفنون والمعاني الإيمانية، وسيكون بمثابة دعوة للزوار للتأمّل في مجموعة واسعة ومتنوعة منا لأعمال الفنية المستوحاة من الحضارة الإسلامية على مر العصور وحتى يومنا هذا.
ووفقًا لمؤسسة بينالي الدرعية، سيشيّد المصلى في صالة الحجاج الغربية ليستقبل زوار بينالي الفنون الإسلامية طوال أربعة أشهر، ثم نقله بعد اختتام البينالي ونقله إلى وجهة جديدة ستتم إعادة بنائه فيها.
وأكد الأمير نواف بن عياف رئيس لجنة تحكيم جائزة المصلى أن "التصميم الفائز يجمع ببراعة بين مبادئ الاستدامة والعناصر الجوهرية في عمارة المصلّيات، وذلك عبر استخدامه مواد مثل أخشاب النخيل وسعفها في بناء هيكل مستوحى من التقاليد المحلية للحياكة والنسيج"، مضيفًا أن التصميم الفائز يجمع بين مواهب فنية ومعمارية متعدّدة، تمكن عبرها الفائزون من تقديم تفسير معاصر للعمارة الإسلامية تمتزج فيه المعاني الإيمانية للمكان مع قِيَم الانفتاح على الجميع.
وبين سموه أن التصميم الفائز قدّم نموذجًا أوليًا مبتكرًا وفريدًا من نوعه، ونموذجًا عصريًا لمستقبل معماري مستدام ومستلهَم من تقاليدنا المحلية العريقة في المنطقة".
من جانبها أوضحت الرئيس التنفيذي لمؤسسة بينالي الدرعية، آية البكري أن هذه الجائزة تحتفي بمبادئ الاستدامة والانفتاح والإبداع في التصميم، حيث وقع اختيار لجنة التحكيم على فريق تميّز بتقديمه مزيجًا فريدًا من المواهب الفنية والهندسية والمعمارية بهدف توفير مساحة مبتكرة للصلاة.