في مديح الفنان الحِرفي.. انطلاق النسخة الثانية من مؤتمر الفن الإسلامي للاحتفاء بالفنون والحرف الإسلامية
احتفاءً بالإبداع ودور الحِرَفي في صياغة التراث.. انطلق مؤتمر الفن الإسلامي في نسخته الثانية، تحت شعار "في مديح الفنان الحِرفي"، لتسليط الضوء على الفنون والحرف اليدوية في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وليجمع نخبةً من المبدعين والخبراء في منصةٍ تعيد إحياء الحِرَف الإسلامية، وتبرز جمالياتها في حاضرنا ومستقبلنا، حيث يهدف المؤتمر إلى ربط الماضي بالحاضر بتقديم مشهدٍ متنوعٍ وموحدٍ للفنون الإسلامية من جميع أنحاء العالم، مع التركيز على المملكة العربية السعودية كمحور رئيسي.
أمير المنطقة الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في إثراء
افتتح الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية، أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية، الذي ينظمه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، في مقر المركز بالظهران، وسط حضور رفيع المستوى من مسؤولين وباحثين في الفن والتاريخ الإسلامي ومثقفين وضيوف من مختلف دول العالم، يتقدمهم الأمير سلطان بن سلمان رئيس مجلس الأمناء لجائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد.
ويأتي المؤتمر تحت شعار "في مديح الفنان الحِرفي"، احتفاءً بالمهارات الحِرفية المتميزة التي تسلط الضوء على الاهتمام المتجدد بالفنون الإسلامية التقليدية، وذلك تزامنًا مع إعلان "تسمية عام 2025م بعام الحِرف اليدوية"، وبمشاركة أكثر من 27 متحدثًا من 13 دولة حول العالم يستكشفون الاتجاهات الجديدة في ممارسات الحِرف المعاصرة.
هذا ولقد استهل الافتتاح ببرنامج ترحيبي وجولة تعريفية عن المعارض المصاحبة للمؤتمر، الذي يهدف إلى دعم وإحياء التقاليد الفنية الإسلامية بتسليط الضوء على أعمال الحِرفيين المعاصرين الذين يُبقون هذه التقاليد الفنية والحِرفية على قيد الحياة.
الأمير سلطان بن سلمان: الحرف رحلة تعلّم
في كلمته الملهمة خلال النسخة الثانية من مؤتمر الفن الإسلامي، أشار المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ورئيس مجلس أمناء جائزة عبداللطيف الفوزان لعمارة المساجد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى عظمة الإرث الإسلامي الذي انطلق من أرضٍ كريمة وشعبٍ عظيم، وما خلَّفه من شواهد أثرية وإبداعات حِرَفية تشهد على هذا العمق الحضاري.
وثمن الأمير سلطان بن سلمان جهود أرامكو في مجال الإرث والحضارة ودعم المشاريع التراثية في المنطقة الشرقية، مستعرضًا الأهمية التاريخية للحرف بوصفها مليئة بالتراث الحضاري للمناطق، وذلك عطفًا على إنجازات المملكة في المحافل الدولية والعالمية بمشاركات متنوعة سواء من مؤسسات ومعارض ومؤتمرات ذات بعد تاريخي واجتماعي تصب في المنفعة المجتمعية، لذلك يمكننا اعتبار الأهمية التاريخية للحرف بأنها رحلة تعلم وليست إنجازات، لافتًا في الوقت ذاته إلى دور المتاحف في تعزيز التاريخ باعتبارها وجهة رئيسية لكل دولة، مشيرا إلى جهود المملكة في تسجيل واحة الأحساء كموقع تراثي عالمي في منظمة اليونسكو.
المهندس عبدالله الراشد: الحرفي شاعر صامت
ومن جانبه، ذكر مدير مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) المهندس عبدالله الراشد، خلال كلمته أن مدرسة الفنون الإسلامية يكاد يغيب عنها الصانع قائلًا: "القطع الإسلامية لا تعرف من صنعها أما القطع المعاصرة يُحتفى بالصانع وكأن الحرفي في الفنون الإسلامية يود أن يبقى في الظل والخفاء"، مشيرًا إلى أن الحرفي شاعر صامت فمن هذا المنطلق حرص (إثراء) على إقامة هذا المؤتمر "في مديح الفنان الحرفي" والذي يحوي أوراقًا بحثية وجلسات حوارية ومعارض مصاحبة من أنحاء العالم، لنستكشف جمال الحرف الإسلامية وتأثيرها العميق على الثقافة الإنسانية ولنعبر بتقدير عالٍ لمن يبدعون بأيديهم تراثنا وهويتنا ويصنعونها في زمن جل ما يلمس ويستخدم يصنع بالآلة لذا أتينا بهذه المعارض لنحتفي باليد البشرية.
ولفت الراشد إلى إطلاق ثلاثة معارض متزامنة مع أعمال المؤتمر في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية من حول العالم، فيما يتزامن إطلاق المؤتمر مع تسمية عام 2025م بعام الحرف اليدوية الذي أطلقته وزارة الثقافة، مما يضيف بعدًا خاصًا لهذه المناسبة، مشيرا إلى أن جهودهم في إثراء للعام القادم تتضمن تقديم عشرات البرامج الكبرى والمعارض والورش كلها حول الحرف اليدوية يستهدفون فيها آلاف الزوار.
إطلاق ثلاثة معارض كبرى
وبالتزامن مع افتتاح أعمال المؤتمر، أطلق (إثراء) ثلاثة معارض كبرى في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية، كواحدة من أهم الأنشطة التي تأتي على هامش المؤتمر، وهذه المعارض هي:
- معرض "في مديح الحرفي": الذي يسلط الضوء على التاريخ الغني والتأثيرات المتطورة للفنون والحرف الإسلامية مقدمًا أعمالًا تاريخية ومعاصرة تجسد روح وممارسات الفن الإسلامي التقليدي، مستعرضًا التحديات التي يواجهها الحِرفيين حول العالم، مما سيسمح للمعرض بأن يقدم تجربة مثيرة وفريدة للزوار، ويضم المعرض أكثر من 150 عملاً، يُعرض الكثير منها لأول مرة، مثل التصميم الداخلي الخشبي من القرن الثامن عشر من دمشق، والمنسوجات المقدسة مثل كسوة الكعبة من القرن العشرين، كما يعرض أكبر جدار حجري منحوت يدويًا، وثمانية أعمال مخصصة، ومنشآت ضخمة، ومقتنيات نادرة من قِبَل حرفيين ماهرين من المملكة العربية السعودية والمغرب والهند وإسبانيا ومصر وتركيا وأوزباكستان وماليزيا.
- معرض بعنوان "حوار الحرف": يستعرض خلاله أعمال عشرة فنانين معاصرين استلهموا أعمالهم من الفنون والحرف التقليدية، جمعوا بينها وبين المواد والتقنيات الجديدة لتسليط الضوء على العلاقة بين الحرف التقليدية وكيف تستمر في لعب دور بممارسة الفن المعاصر.
- معرض بعنوان "امتداد": والذي يحتفي بالحرفيين والتنوع الغني للأزياء السعودية والتراث الثقافي، حيث يستعرض مزيج عناصر الأزياء السعودية التقليدية في التصاميم الحديثة من خلال أعمال لمصممين سعوديين وعالميين.
اعتماد كود المساجد
بدوره أعلن رئيس مجلس أمناء الفوزان لخدمة المجتمع عبدالله بن عبداللطيف الفوزان، اعتماد كود المساجد في المملكة والذي عملت عليه الجائزة بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية واللجة الوطنية لكود البناء، مشيرًا إلى أنه سيتم تدشينه في شهر يناير المقبل، ومنوها إلى أن المؤتمر ملهمًا لإحياء الإرث الحضاري والتاريخي للأجيال القادمة، مشيرا في الوقت ذاته إلى المكانة الذي يتمتع فيها الفنان الحرفي عبر العصور، لذلك جاءت الجائزة كمرجع ثقافي وفكري ومظلة حاضنة للمبادرات والتي تحافظ على الموروث كرؤية مستقبلية.
باقة من الفعاليات المتميزة المصاحبة للمؤتمر
يجتمع الإبداع والأصالة في النسخة الثانية من مؤتمر الفن الإسلامي، في رحلةٍ غنية بالمحاضرات، وورش العمل، والجلسات الحوارية، والمعارض، وعروض الأفلام التي تحتفي بجماليات الفنون الإسلامية والحِرَف اليدوية، ومن أبرز المواضيع المطروحة الاستراتيجية السعودية الجديدة لإحياء صناعة الحرف اليدوية حيث تتنوع المواضيع ما بين مستقبل الحرف اليدوية في المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي، والفنانون الحرفيون في الجزيرة العربية، كما يتناول المؤتمر موضوعات منوعة حول علاقة الحرف اليدوية بالمدينة والمجتمع تتضمن جلسات حوارية تبحث في المعرفة والممارسات وعلاقة المتحف والحرفي من خلال اكتشاف سرديات جديدة عبر المجموعات.
الصور تم استلامها من مركز إثراء.