امتداد الأزياء التقليدية في المملكة الاحتفاء بالتنوع الغني للأزياء السعودية

"امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة".. الاحتفاء بالتنوع الغني للأزياء السعودية في مؤتمر الفن الإسلامي

شروق هشام
26 نوفمبر 2024

تحت شعار "في مديح الفنان الحِرفي" واحتفاءً بالمهارات الحِرفية المتميزة التي تسلط الضوء على الاهتمام المتجدد بالفنون الإسلامية التقليدية، يحتضن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء)، بالتعاون مع جائزة عبد اللطيف الفوزان لعمارة المساجد، مؤتمر الفن الإسلامي في نسخته الثانية.. وبالتزامن مع انطلاق أعمال المؤتمر، تم افتتاح ثلاثة معارض كبرى في القطع الأثرية والفنون الإسلامية والأزياء التراثية، ومنها معرض "امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة" والذي يعد معرضًا مخصصًا لتراث الأزياء والمجوهرات التقليدية في المملكة العربية السعودية، كجزء من الموضوع الأوسع للحرف اليدوية في إثراء.

امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة

من الأزياء التقليدية من تصميم نورة آل الشيخ
من الأزياء التقليدية من تصميم نورة آل الشيخ

يحتفي معرض "امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة" بالحرفيين والتنوع الغني للأزياء السعودية والتراث الثقافي، حيث يستعرض مزيج عناصر الأزياء السعودية التقليدية في التصاميم الحديثة من خلال أعمال لمصممين سعوديين وعالميين.

ويعتبر "امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة" معرضًا مخصصًا لتراث الأزياء والمجوهرات التقليدية في المملكة العربية السعودية، كجزء من الموضوع الأوسع للحرف اليدوية في إثراء، ويسلط المعرض الضوء على الفن والحرفية الكامنة في هذه الأزياء، ويعرض التصميم المعقد والمواد والتقنيات التي تفضي عن التقاليد الثقافية المتنوعة في المملكة.

التطور التاريخي والإبداعات المعاصرة في الأزياء السعودية

من الأزياء التقليدية من تصميم أباديا
من الأزياء التقليدية من تصميم أباديا

من خلال تقديم كل من القطع التاريخية والإبداعات المعاصرة، يوضح المعرض كيف تطورت الأزياء السعودية التقليدية بمرور الوقت، ومزجت بين المواد المحلية والمستوردة لإنشاء ملابس نابضة بالحياة، تعكس الهويات المحلية والقيم الثقافية، كما تؤكد المعروضات على التأثيرات البيئية على تصميم الأزياء، مع الاختلافات المحلية في المواد والأشكال والألوان التي تتوافق مع الجغرافيا المتنوعة للمملكة العربية السعودية.

ولا يستكشف المعرض التطور التاريخي لتصميم الأزياء السعودية فحسب، بل يحتفل أيضًا بعمل المصممين المعاصرين الذين يعيدون تفسير وتحديث الملابس التقليدية مع الحفاظ على إرثها.

أهداف معرض "امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة"

معرض امتداد - الأزياء التقليدية في المملكة
معرض امتداد - الأزياء التقليدية في المملكة

يهدف معرض "امتداد: الأزياء التقليدية في المملكة" بالتعاون مع مركز 1971 للتصاميم ومؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون والمنسوجات، إلى إظهار الأهمية الثقافية للملابس التقليدية السعودية، حيث يستلهم المصممون المعاصرون من تراثهم لتقديم تعبيرات جديدة يمكن ارتداؤها وتستمر في الاحتفاء بجمال وفن وثقافة الأزياء السعودية.

ويأتي تميز المعرض في إطار الجهود المبذولة لإلقاء الضوء على التراث والأزياء السعودية، بالتعاون مع نخبة من الجهات المتخصصة، حيث يقام المعرض بالتعاون مع "مركز 1971 للتصاميم" الذي يقع في الشارقة، وهو عبارة عن مساحة تصميم متعددة الاستخدامات مخصصة لعرض ومناقشة جميع أشكال التصميم المعاصر بدءًا من التصميم الداخلي إلى التصميم التفاعلي والتقنية، وكذلك مؤسسة المداد للتراث والثقافة والفنون (دار الفنون الإسلامية) والتي تهدف إلى تعريف المجتمعات الأخرى بالكنوز الثقافية والفنية والتاريخية للمملكة العربية السعودية، وبالتالي بناء جسور ثقافية ومعرفية بين المملكة والعالم.

هذا بالإضافة إلى جمعية "منسوجات" التي تأسست في عام 1999 في جدة، من قبل مجموعة من النساء السعوديات المهتمات بالأزياء والتراث في المملكة، وتتمثل مهمة الجمعية في الحفاظ على الأزياء التقليدية والمنسوجات والتطريز في المملكة العربية السعودية وإحيائها، وتعزيز وإجراء البحوث الأكاديمية حول تاريخ وثقافة مناطق المملكة، ورفع مستوى الوعي العام بهذا التراث الفريد.

مشاركة الدكتورة ليلى البسام في مؤتمر الفن الإسلامي

الدكتورة ليلى البسام في الاسبوع العربي الاول في اليونيسكو
الدكتورة ليلى البسام في الاسبوع العربي الاول في اليونيسكو

تعد الدكتورة ليلى البسام الخبيرة في مجال التراث السعودي، وأستاذة تاريخ الأزياء والمنسوجات التقليدية في جامعة الأميرة نورة، إحدى أبرز المبدعين الخبراء في الأزياء المشاركين في النسخة الثانية من مؤتمر الفن الإسلامي، حيث شاركت الدكتورة ليلى البسام في المؤتمر كمتحدثة في محور الفنانون الحرفيون في الجزيرة العربية، وتضمنت مشاركتها رؤية فنية للحرف اليدوية البدوية في المملكة العربية السعودية كمصدر لصناعة منتجات حديثة.

وجاءت هذه المشاركة نظير خبرات الدكتورة ليلى البسام الرائدة المتنوعة، حيث عملت على توثيق الملابس والأزياء السعودية التراثية من خلال الدراسات الميدانية والأكاديمية في مناطق المملكة المختلفة خلال أربع عقود، كما حصلت على جائزة ومنحة الملك سلمان بن عبد العزيز التقديرية للمتميزين في دراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية لجهودها في توثيق الأزياء التقليدية السعودية لعام 2012م، ومُنحت وسام الملك خالد من الدرجة الثالثة في 2019م لتميزها في مجال خدمة التراث الوطني، وحصلت كذلك على جائزة الأزياء ضمن الجوائز الثقافية الوطنية لعام 2024م تقديرًا لمسيرتها الطويلة في توثيق وترويج الأزياء التقليدية السعودي.

اصدار الأزياء التقليدية السعودية من الدكتورة ليلى البسام من تصوير عبدالله المشرف
اصدار الأزياء التقليدية السعودية من الدكتورة ليلى البسام من تصوير عبدالله المشرف

يُذكر بأن الدكتورة ليلى البسام من أبرز الشخصيات المتخصصة في تاريخ الأزياء السعودية التي تسجل حضورا ومشاركة فاعلة في المؤتمرات والندوات والحوارات المتنوعة على مستوى محلي ودولي، وكانت قد زارت مؤخرا مبادرة المملكة العربية السعودية "الأسبوع العربي في اليونسكو" التي تعد المبادرة الأولى من نوعها عربياً، والتي سلطت الضوء على التراث الثقافي الغني للعالم العربي الذي يمتد لقرون، وكانت قد ألفت العديد من الكتب التي وثقت فيها تاريخ الأزياء التقليدية في السعودية، ومن أبرزها إصدار متخصص بعنوان "الأزياء التقليدية السعودية: المنطقة الوسطى".

الصور من حساب الدكتورة ليلى البسام، وصور الأزياء خاصة بمجلة "هي" من تصوير إسراء سام.