سارة العيسى ونجود السديري تمثلان المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية 2025

سارة العيسى ونجود السديري تمثلان المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية 2025.. تعرفوا على التفاصيل

شروق هشام
6 فبراير 2025

في إطار حرص هيئة فنون العمارة والتصميم على تعزيز التبادل الثقافي الدولي باعتباره أحد أهداف الإستراتيجية الوطنية للثقافة، تحت مظلة رؤية المملكة 2030.. تقود هيئة فنون العمارة والتصميم المشارَكة السعودية عبر الجناح الوطني السعودي، في الدورة الـ 19 لمعرض العمارة الدولي "بينالي البندقية"، فيما أعلنت الهيئة عن اختيار مكتب "سين معماريون" الذي أسسته المعماريتان (سارة العيسى ونجود السديري) لتمثيل المملكة عبر الجناح الوطني السعودي.. فلنتعرف على التفاصيل.

مكتب "سين معماريون" يمثل المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية

مشروع سقالات من مكتب سين معماريون
مشروع سقالات من مكتب سين معماريون

أعلنَت هيئة فنون العمارة والتصميم عن اختيار مكتب "سين معماريون" الذي أسسته المعماريتان (سارة العيسى ونجود السديري) لتمثيل المملكة عبر الجناح الوطني السعودي، في الدورة الـ 19 لمعرض العمارة الدولي "بينالي البندقية"، الذي سيقام في الفترة 10 مايو حتى 23 نوفمبر 2025، حيث سيحتضن الجناح الوطني معرض مكتب "سين معماريون" بعنوان "مدرسة أم سليم.. نحو مفهومٍ معماري مترابط".

وتسعى هيئة فنون العمارة والتصميم من خلال قيادتها المشارَكة السعودية عبر الجناح الوطني، إلى دعم وتشجيع المعماريين والمصممين السعوديين عبر الاستثمار في مبادراتٍ وبرامج تعليمية ترفُد المواهب بما تحتاجه، وتُحفِّز الفكر الإبداعي، وذلك لرسم صورة متكاملة تتجلى فيها الثقافة السعودية الغنية والمتنوعة.

مشروع رحلة البحث عن مكان من سين معماريون
مشروع رحلة البحث عن مكان من سين معماريون

وفي إطار ذلك أشارت الرئيس التنفيذي لهيئة فنون العمارة والتصميم الدكتورة سُميّة السليمان، بأن معرض "مدرسة أم سليم.. نحو مفهومٍ معماري مترابط" يجسد التزام الهيئة بالنهج المعاصر في العمارة، الذي يُكرِّم التراث ويعينهم في الوقت نفسه على مواجهة التحديات العالمية، منوهة إلى أن تسليط الضوء على جيلٍ جديد من المصممين الصاعدين على الساحة الدولية يُشكّل مصدرَ إلهام ضمن محاولة التوصُّل لحلولٍ في مجال التنمية الحضرية المستدامة محليًا وعالميًا.

مدرسة أم سليم: نحو مفهوم معماري مترابط

مشاركة سين معماريون في بينالي الفنون الاسلامية 2023 الصورة من حساب المكتب من تصوير Laurian Ghinitoiu
مشاركة سين معماريون في بينالي الفنون الاسلامية 2023 الصورة من حساب المكتب من تصوير Laurian Ghinitoiu

انطلاقاً من العمل الذي يقوم به مكتب سين معماريون في العاصمة الرياض ومبادرته مختبر أم سليم، سيحتضن الجناح الوطني معرض مكتب "سين معماريون" بعنوان "مدرسة أم سليم.. نحو مفهومٍ معماري مترابط"، والذي سيقدم إطاراً جديداً لفهم التحولات الحضرية المتسارعة والممارسات المكانية التي تشهدها بيئة المملكة.

ويُمثِّل المعرض الذي تُشرف عليه القيِّمة الفنية بياتريس ليانزا، بالتعاون مع سارة المطلق، أرشيفًا تفاعليًا ونافذةٍ تعليمية للزوار على هيئةِ منصةٍ بديلة تُوظِّف وتستفيد من العمل الذي يضطلع به القائمون على المكتب، ومبادرتهم "مختبر أم سليم"، ويهدف إلى إثراء المشهد المعماري الحديث في المملكة، وتشكيل رابطٍ بين تجارب الأجيال المتعاقبة التي تنهل من أساليب معرفية متعددة، وتعتمد على ممارَسات ومنهجيات مستنِدةً إلى البحث العلمي، الذي من شأنه أن يُعِين على مواجهة التحديات المتعلقة بالتغيُّر المناخي، وشحّ الموارد الطبيعية، وينطلق المعرض من الإرث المعماري العريق لمدينة الرياض، وما يتعلق به من موضوعات البيئة والهوية والتحوُّلات الحضرية، ويسعى إلى دراسة السُّبل التي يُمكن من خلالها أن تتعامل المؤسسات التعليمية مع التحديات الطارئة لعالمٍ سريع التطور، سواءً ارتبط ذلك بالمملكة أو خارجها.

مبادرة "مختبر أم سليم"

القيمة الفنية للمعرض بياتريس ليانزا من تصويرDiana Tinoco
القيمة الفنية للمعرض بياتريس ليانزا من تصويرDiana Tinoco

انطلقت مبادرة مختبر أم سليم خلال عام 2021م من مكتب سين معماريون الذي أسَّسَتْهُ المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري بهدف دراسة التغيُّرات التي طرأت على العمارة التقليدية النجدية وسط مدينة الرياض، ويستقي المختبر سرديته من التوثيق البصري، والشفهي، والتجريبي، سعيًا للوصول إلى تحليلاتٍ جديدة لبيئةٍ عمرانية تَستمدُّ رؤيتها من قراءة الدروس المكتسبة من الماضي، ومن خلال إعادة نظر عابرة للتخصصات المعرفية في النظريات المعمارية المحلية، وممارسات إبداعية ودراسة السياقات البيئية التاريخية، يُعيد المختبر صياغة السرديات الحالية فيما يتعلّق بالتوسع العمراني السريع، ويضعها ضمن سياق معاصر مرتبط بمفهومي التنمية والاستدامة. 

وسيتم إطلاق مدرسة أم سليم لبينالي العمارة كأطروحة لبناء مدرسة معمارية بديلة في العاصمة السعودية، والمعرض والمدرسة هما عبارة عن تطوَّر طبيعي لهذه الجهود الفاعلة والتجريبية، لتُساعدا على تحقيق نقلة نوعية وقراءة نقدية للمشهد العمراني في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى تشكيل رابطٍ بين تجارب الأجيال المتعاقبة التي تنهل من أساليب معرفية متعددة، وتعتمد على ممارَسات ومنهجيات مستنِدةً إلى البحث العلمي.

المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري.. مؤسِّسَتا مكتب "سين معماريون"

سارة العيسى ونجود السديري تمثلان المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية 2025
سارة العيسى ونجود السديري تمثلان المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية 2025 

المعماريتان سارة العيسى ونجود السديري هما مؤسِّسَتا مكتب "سين معماريون"، بتمازج إبداعي بين ممارساتهما المعمارية الفنية، حيث تركز ممارسات الفنانة والمعمارية "سارة العيسى" على دراسة الحدود المادية للمواد في السياقات المحلية لتحسين جودة البيئات، بينما تتمحور ممارسات الفنانة والمعمارية "نجود السديري" البحثية حول الهوية الشخصية والجَّمعية المتجذرة في الثقافة السعودية الحضرية المعاصرة.

وحول تمثيلهما المملكة في معرض العمارة الدولي لبينالي البندقية 2025، أكّدت المعماريتان سارة العيسى، ونجود السديري، بأن مختبر أم سليم يُمثِّل فرصةً لجمع مختلف الممارَسات الفنية والبحثية في المجالين المعماري والحضري، وأشارتا إلى إيمانهم بأهمية الحوار المشترك، والتفكير التعاوني، والروح الجماعية التي يتم من خلالها بذل الجهود لربط الأفراد والممارِسين والطلاب والمفكرين والصُّناع من أجل إيجاد مناقشاتٍ شاملة تتيح النظر في القضايا من زوايا مختلفة.

الجناح السعودي الوطني في بينالي البندقية: برامج متكاملة ووجهة لكافة المواهب

سارة المطلق مساعدة القيّم الفنيّ  للمعرض - الصورة من حساب فناء الأول
سارة المطلق مساعدة القيّم الفنيّ  للمعرض - الصورة من حساب فناء الأول

تعد هذه المشاركة ثامن مشاركةٍ للمملكة في المعارض الدولية للعمارة والفنون التي تُنظِّمها مؤسسة بينالي البندقية، وسيتحوّل الجناح إلى وجهةٍ لكافة المواهب من مختلف مناطق المملكة، بحيث يفتح أبوابه ليكون منصة خاصة بالمؤثرين الثقافيين للانخراط في البحث والتعاون بمجالي الفن والعمارة.

ويُنظّم الجناح السعودي إلى جانب المعرض برنامجًا متكاملًا من الأنشطة التجريبية المعمارية، والجلسات الحوارية إسهامًا في تحفيز دراسة مفاهيم تطوير المشهد المعماري في المنطقة عمومًا، والانفتاح على آفاق التعاون الدولي لرسم معالم المستقبل، كما يتم بالتزامن مع هذا البرنامج إعدادُ كتابٍ لتوثيق الخلاصات، ومُخرجات الفعاليات، والاستفادة منها بعد انتهاء فترة بينالي البندقية للعمارة.

الصور من موقع الجناح الوطني السعودي بإذن من سين معماريون.