خاص لـ"هي": العمل الفني "فنجالك" من مجاز في السوليتير مول .. قصيدة تنسج من الحنين فنًا

خاص لـ"هي": العمل الفني "فنجالك" من مجاز في السوليتير مول .. قصيدة تنسج من الحنين فنًا

رهف القنيبط
21 مارس 2025

في قلب المشهد الفني في الرياض الذي ينبض بالإبداع والهوية، تبرز "فنجالك" كتركيب فني معاصر من إبداع "مجاز" حيث يروي قصة العائلة والذاكرة السعودية من خلال فناجين القهوة في أحدث أسواق الرياض السوليتير مول. وعلى ذلك تشارك المديرة الإبداعية هيفاء أباحسين "هي" الرؤية الإبداعية خلف هذا العمل، وتكشف كيف تتحول التفاصيل اليومية إلى سرد بصري عاطفي وثقافي.

هيفاء الحسين
جاء اختيار القهوة في العمل الفني كاختيارًا للذاكرة الجمعية

 تناغم الألوان... صوت العائلة في عمل تركيبي

في حوارها مع "هي" تقول المدير الإبداعي: "الألوان في ’فنجالك‘ لم تُستخدم لجمالها البصري فحسب، بل جاءت لتحمل رمزية عميقة. الوردي الفاتح يعانق الأزرق العميق، تمامًا كما تحتضن الأم أبناءها ويُسند الأب عائلته بثباته." وتضيف أن تناغم الألوان يجسد الترابط الأسري، حيث يتسلسل تأثير الآباء في الأبناء كما تتعاقب درجات الألوان. وتؤكد: "أردنا أن تُشبه القصة التي يرويها العمل قصة كل بيت سعودي، حيث التفاصيل الصغيرة -كفناجين القهوة المتراكمة- تسندنا في وجه الحياة."

القهوة... طقس سعودي يتحوّل إلى عمل فني

تسترجع هيفاء معنا لحظاتها الخاصة حول فنجان القهوة، قائلة: "القهوة ليست مشروبًا عابرًا... إنها لحظة. لحظة يختلط فيها الحنين بالحكمة، وتُنسج فيها القصص قبل أن تُقال." وتشير إلى أن اختيار القهوة في العمل كان اختيارًا للذاكرة الجمعية، وللصوت الذي يوحد الأجيال، قائلة: "هي رمز للحوار، وللألفة التي تولد حين تجتمع الأرواح حول الفنجان ذاته. أردنا من ’فنجالك‘ أن يذكّر الزائر بأن الفن يمكن أن يكون امتدادًا لحياته، لا شيئًا مفصولًا عنها."

مجاز
تقول هيفاء:"نحن لا نصنع فنًا للعرض فقط، بل نخلق تجارب متكاملة تلامس الثقافة"

خلف الإطار... حين يغادر الفن جدرانه

عن دور مبادرة "خلف الإطار"، ترى هيفاء أنها خطوة ثورية في مسيرة الفن السعودي، وتوضح لـ"هي": "أحببت فكرة أن يلتقي الناس بالفن صدفة، في الشارع، في الساحة، في يومهم العادي." تقول إن المبادرة حررت الفن من الإطارات المعلقة على الجدران، وفتحت أبواب التفاعل المباشر، "فعندما تقترب من عمل فني في مساحة عامة، لا تعود مجرد

في "فنجالك" من مجاز.. الفن يروي الحنين وهيفاء أباحسين لـ"هي" المتفرج جزء من العمل



، بل تصبح جزءًا من التجربة."

مجاز... حين تصبح الحِرفة لغة المستقبل

تؤمن المدير الإبداعي لمجاز، أن الفن ليس رفاهية، بل ضرورة إنسانية. تخبرنا: "نحن لا نصنع فنًا للعرض فقط، بل نخلق تجارب متكاملة تلامس الثقافة، وتستدعي الذاكرة، وتطرح أسئلة." وتشير إلى أن "مجاز" تسعى لتحويل الحِرف اليدوية إلى لغة معاصرة.

وتضيف: "نريد أن يرى الناس الجمال في أيدي الحرفيين، في تفاصيل نسيج أو لمسة خشب، ونحوّلها إلى فن جداري أو تجربة حسية، وفي إطار توسيع آفاق التعبير الفني، نعمل على تحويل الحِرف اليدوية إلى وسائط فنية معاصرة، حيث نتعاون مع مصممي الأزياء لاستكشاف قوة الحِرفة في الفن الجداري، مما يمنح المصممين منصة جديدة ويثري الفضاءات العامة بأعمال تحتفي بالإبداع المحلي."

وتختتم الحديث قائلة:" نعزز من مفهوم الاستدامة في الفن، ليس فقط من خلال إعادة استخدام المواد وتبني ممارسات صديقة للبيئة، ولكن أيضًا عبر ضمان إنتاج الأعمال الفنية محليًا وتعزيز نقل المهارات داخل المملكة. من خلال تمكين الحِرفيين والفنانين السعوديين، تساهم مجاز في بناء منظومة إبداعية مستدامة تحد من الحاجة إلى استيراد العناصر الجاهزة، مما يرسخ دور الفن المحلي في تشكيل المشهد الثقافي."

هيفاء الحسين
ربما تكون فناجين القهوة صامتة، لكنها في ’فنجالك‘ تتحدث بصوت الوطن كله

 "فنجالك"... مشروع واحد، لكنه بداية لسرد طويل

في ختام حديثها مع "هي"، تعكس هيفاء شغفها العميق بإعادة تعريف الفن في الحياة اليومية، وتقول: "كل مشروع نعمل عليه هو محاولة لرواية قصة سعودية بصوت جديد، لكن بجذور ضاربة في الأرض." مؤمنين أن الفن حين يُولد من تفاصيل الناس، يُصبح ملكهم، وتضيف بابتسامة: "ربما تكون فناجين القهوة صامتة، لكنها في ’فنجالك‘ تتحدث بصوت الوطن كله."