مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الثاني مَكْنَنَة

بمشاركة أكثر من 40 فناناً من العالم العربي.. مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الثاني "مَكْنَنَة"

شروق هشام
27 أبريل 2025

يسهم مركز الدرعية لفنون المستقبل، أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في ترسيخ حضور فنون الوسائط الجديدة والفنون الرقمية في المشهد الإقليمي، عبر سلسلة من المعارض والبرامج الرائدة.. وها هو المركز يفتتح معرضه الفني الثاني "مَكْنَنَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"، في استقصاء غير مسبوق لريادة الفنانين العرب في هذا المجال.

مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الثاني "مَكْنَنَة"

مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الفني الثاني مَكْنَنَة
مركز الدرعية لفنون المستقبل يفتتح معرضه الفني الثاني مَكْنَنَة

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل، معرض "مَكْنَنَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"، ثاني المعارض الرئيسية التي يستضيفها المركز، والذي يستمرّ حتى 19 يوليو القادم، والمقام على التنسيق المشترك بين الفنّانَين التشكيليَين والقيّمَين الفنّيَن هيثم نوار وآلاء يونس، في مقر المركز بالدرعية في الرياض، جامعاً أكثر من أربعين فناناً من المملكة العربية السعودية والعالم العربي ومن أبناء الجاليات العربية حول العالم، لاستكشاف الكيفية التي احتضنوا بها التقنيات الحديثة، وأعادوا توظيفها وتخيّلها كأداة للتعبير الإبداعي.

وحول ذلك، صرّحت "منى خزندار" المستشارة في وزارة الثقافة، قائلة: "يعكس هذا المعرض التاريخ الغني للفنانين العرب الذين خاضوا تجارب مع وسائط تكنولوجية غير تقليدية، مدفوعين برغبة أصيلة في التجديد والتفاعل مع قضايا عصرهم، كما يُجسد الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة للاحتفاء بريادة الفنانين العرب، وفتح الأبواب أمام المبتكرين في مجالي الفن والتكنولوجيا عبر طيف ملهم من المواهب والأعمال الفنية".

معرض "مَكْنَنَة": أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من المنطقة

معرض مَكْنَنَة أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي
معرض مَكْنَنَة أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي

يقدّم المعرض التاريخ الغني لفنون الوسائط الجديدة في العالم العربي من خلال أكثر من 70 عملاً فنياً لأكثر من 40 فناناً من الروّاد العرب في هذا المجال، ويستلهم عنوانه من الكلمة العربية "مَكْنَنَة"، والتي تعني إحالة العمل إلى الآلة أو أن تكون جزءاً منه، ويطرح تساؤلاً جوهرياً حول كيفية تعامل الفنانين العرب مع التكنولوجيا، وكيف أعادوا توظيفها وتحدّوها لصياغة مفرداتهم الإبداعية الخاصة.

وتتفاعل الأعمال المختارة مع سياقات اجتماعية وسياسية راهنة، بدءًا من الاحتجاجات الرقمية، ومنطق الآلة، وصولاً إلى حفظ الذاكرة، والبيئات التخيلية، وجماليات الغليتشات، وتعرض ضمن أربعة محاور رئيسية هي: المكننة، الاستقلالية، التموجات، والغليتش، وهي موضوعات تتقاطع فيها الهموم الفنية المتكررة عبر الأجيال، والجغرافيا، والأنماط التكنولوجية.

والفنانون السعوديون المشاركون في المعرض، هم:

يحتضن المعرض أكثر من 70 عملاً فنياً
يحتضن المعرض أكثر من 70 عملاً فنياً

رُبى السويل، محمد السليم، أحمد ماطر، مهند شونو، عبد الله راشد (ARC).

والفنانون المشاركون من العالم العربي، هم:

عبد الهادي الجزار (مصر)، أحمد بسيوني (مصر)، أكرم زعتري (لبنان)، علي كعاف (سوريا)، أحمد عصام الدين (السودان)، أحمد الشاعر (مصر)، أحمد بو عناني (المغرب)، أسماء بالحمر (الإمارات العربية المتحدة)، عمرو النغمة (اليمن)، أمل كنعان (مصر)، علي مهيب وحسام مهيب (مصر)، فرح القاسمي (الإمارات العربية المتحدة)، إميلي جاسر (فلسطين)، عفت ناجي (مصر)، حامد بو خمسين وعلي إسماعيل كريمي - Civil Architecture (البحرين)، إيهاب شاكر (مصر)، هشام برادة (المغرب)، حسن مير (عُمان)، فراس شحادة (الأردن)، ليلى شيرين صقر - VJ Um Amel (مصر/الولايات المتحدة الأمريكية)، كريم لطفي (مصر)، كمال الجعفري (فلسطين)، جو نيمي (لبنان/الولايات المتحدة الأمريكية)، ملك حلمي (مصر)، مجدي مصطفى (مصر)، لوسيان سماحة (لبنان)، لورنس أبو حمدان (الأردن/لبنان/المملكة المتحدة)، منيرة القادري (الكويت)، منى حاطوم (فلسطين)، محمد الحواجري (فلسطين)، محمد بيومي (مصر)، رائد إبراهيم (الأردن)، نورا البدري (العراق/ألمانيا)، نيل بيلوفا (الجزائر)، ناجي شاكر (مصر)، شادي حبيب الله (فلسطين)، سامية حلبي (فلسطين/الولايات المتحدة الأمريكية)، سما الشيبي (العراق)، صادق كويش الفرجَي (العراق/هولندا)، سوزان هيفونا (مصر/ألمانيا)، صوفيا المري (قطر)، سيلفي ديفراوي وشريف ديفراوي (مصر/سويسرا)، شادي النشوقاتي (مصر)، وليد رعد (لبنان)، طلال النجار (الإمارات العربية المتحدة).

يشارك في المعرض أكثر من 40 فناناً من العالم العربي
يشارك في المعرض أكثر من 40 فناناً من العالم العربي

محاور معرض "مَكْنَنَة: أركيولوجيا فنون الوسائط الجديدة في العالم العربي"

يقوم معرض "مَكْنَنَة" على أربع محاور رئيسية تُشكّل أطراً نقدية لفهم ممارسات فنون الوسائط الجديدة في السياق العربي، وهي:

- مكننة: من الآلات المتصلة بالشبكات إلى الأرشيفات الزائلة، تستعرض هذه الأعمال كيفية تفاعل الفنانين العرب مع أنظمة المَكْنَنَة؛ لكسر الحواجز بين الإنسان والآلة، وبين البنية التحتية التقنية والخيال.

- الاستقلالية: تشكّل الوسائط الجديدة فضاءً يسمح باستعادة الحقوق والتحرّر من القيود، وتكشف هذه الأعمال كيف استعان الفنانون العرب بالأدوات الرقمية لإعادة صياغة مفاهيم التأليف والسلطة والمشاركة وفق رؤاهم الذاتية.

يمثل المعرض استقصاء غير مسبوق لريادة الفنانين العرب في هذا المجال
يمثل المعرض استقصاء غير مسبوق لريادة الفنانين العرب في هذا المجال

- التموجات: يتحرّك الصوت والصورة والذاكرة على هيئة موجات، يستقصي هذا المحور كيف يتفاعل الفنانون مع التحولات التقنية والبيئية والاجتماعية، مولّدين أثراً ومعنى يتردد صداه عبر الحدود، والزمن، والحركات الفنية.

- غليتش: حين يصبح الخطأ والنقصان فناً، يحتفي الفنانون في هذا القسم بجماليات الغليتشات، متحدّين الأعراف والمعايير الجمالية السائدة في انعكاس لتعقيدات التشظي الرقمي المعاصر.

تجارب فنية غامرة في افتتاح المعرض

يمثل المعرض استقصاء غير مسبوق لريادة الفنانين العرب في هذا المجال
يمثل المعرض استقصاء غير مسبوق لريادة الفنانين العرب في هذا المجال

شهد افتتاح المعرض عرضاً أدائياً خاصاً للفنان جو نعمة، بعنوان "أوتومبيل 2025"، قدّم خلاله مقتطفات من مشروعه الأدائي المستمر، والذي سبق أن تنقّل بين بيروت، غوانغجو، وصولًا إلى لندن، واستُخدمت فيه أنظمة صوتية فائقة القوة تابعة لثماني سيارات معدّلة قدّمها "فريق الرياض لسيارات العضلات"، في تجربة صوتية غامرة في الهواء الطلق.

وشارك القيمَين الفنيَّين هيثم نوار وآلاء يونس في جلسة حوارية إلى جانب الفنانين أكرم زعتري، أحمد ماطر، ورُبى السويل، ناقشوا خلالها العلاقة المتغيرة بين الفن والتكنولوجيا في السياق العربي، مستعرضين استخدامات الفنانين للوسائط الجديدة مثل الفيديو والصورة الرقمية والبيانات والبرمجة والصوت في معالجة قضايا الهوية والذاكرة والتحولات الاجتماعية.

أبرز الفعاليات في البرنامج العام المصاحب للمعرض

ويصاحب المعرض برنامج عام ثري، يمتدّ من أبريل حتى يوليو 2025، يشمل دورات احترافية، وورش عمل تطبيقية، ومحاضرات، وعروضاً أدائية، وسلسلة من الحوارات، والدروس المتقدمة، والجولات التعريفية. ومن أبرز فعالياته:

- دروس متقدمة في الصوت والصورة بمشاركة فنانين مثل "جو نامي" و"سوزان هيفونا".

- جلسات حوارية مع فنانين وقيّمين تتناول موضوعات الاستقلالية، وجماليات الغليتش، والأرشيفات الرقمية.

- سلسلة من الفعاليات الثقافية الغامرة تُنظم في مقر المركز.

- ورش عمل مخصصة للشباب لاستكشاف أدوات فنون الوسائط الجديدة من خلال اللعب والتجريب.

وفي التفاصيل فلقد قدم جو نعمة دورة احترافية على مدار يومي 26 و27 أبريل، استكشف خلالها قوة الصوت كوسيط فني تحويلي، ومن خلال المزج بين النظرية والتطبيق العملي، صاحبت الدورة المشاركين عبر جلسات استماع، وتفاعل جماعي، واستكشافات تجريبية في عالم الصوت.

كما قادت الفنانة سوزان حفونة ورشة عمل امتدت ليومين، عرفت خلالها المشاركين على استخدام الهواتف الذكية كأداة لتشويه الصورة والصوت، وتغبيشها، وإعادة تركيبها، بما يفتح آفاقًا تعبيرية جديدة، حيث استلهمت الورشة مفاهيمها من فن الغليتش، الذي نشأ ضمن مشهد الموسيقى الإلكترونية في تسعينيات القرن الماضي، حيث يُحتفى بالأخطاء ضمن المخرجات الرقمية بوصفها أدوات إبداعية فاعلة.

الصور تم استلامها.