زيَني مائدة إفطارك بأشهى وألذ الأطباق من حول العالم
خلال شهر رمضان، يمتنع المسلمون والصائمون عن تناول الأكل والشرب لساعات طويلة؛ ويكرسَون معظم وقتهم وجهدهم للعبادات وعمل الخير والتأمل. ويتم كسر الصيام الذي قد يستمر لمدة 14 ساعة في بعض الدول، عند آذان المغرب من كل يوم، حيث يتحلق الصائمون حول موائد الإفطار التي عادةً ما تتضمن أطعمة رمضانية بحت، وكذلك أطعمة تقليدية متوارثة في كل بلد.
يبدأ معظم الصائمين بكسر الصيام بالتمر والماء أو الحليب أو اللبن، يليه طبق الشوربة أو طبق الخضار أو السلطة، وبعده الأطباق الرئيسية التي تتنوع وتختلف بين يوم وآخر حسب ما يهوى الصائمون. يليه الصلاة والجلوس بعدها مع العائلة الأصدقاء لشرب الشاي والقهوة، وتناول أشهى الحلويات الرمضانية والمحلية.
وسواء كان الطعام يشتمل على الخبز الذي تُعدَه بعض الأمهات في المنزل، أو الأطباق الشعبية التي تُحضَر على الحطب؛ فإن الأطباق المحلية حول العالم هي أجمل ما يُزيَن موائد الطعام في رمضان. فما رأيك بالتعرف معنا اليوم على بعض أشهر هذه الأطباق، كما تضمَنها تقرير منشور على موقع Nationalgeographic.
مائدة الإفطار في رمضان بنكهات وأطباق من العالم
من الوجبات الخفيفة للأطباق الرئيسية فالحلويات، تتنوع موائد الطعام في رمضان وتتشكل بشكل جميل وشهي.
إليك بعض أشهر أطباق الإفطار في رمضان من حول العالم:
-
الشرق الأوسط: شوربة العدس
بالنسبة للعديد من المسلمين في لبنان وسوريا والأردن والإمارات العربية المتحدة وتركيا وغيرها، تبدأ وجبة الإفطار في رمضان بوعاء مريح من شوربة العدس المطبوخة مع بعض الخضروات مثل الجزر والبطاطس والبقدونس، وتُقدم مع عصير الليمون والخبز المحمص أو المقلي.
وتُعد شوربة العدس من أفضل أنواع الشوربات التي يمكن تناولها خلال الشهر الفضيل، وهي مزيجٌ من العدس الأحمر المجروش الذي يُطبخ مع الخضروات والكمون والفلفل الأسود؛ ثم تُطحن بشكل جيد وتُغلى على النار. وهي طبقٌ غنية بالبروتين النباتي المفيد والذي يُغذي ويُسهل تقبل المعدة للطعام بعد صيام يوم طويل.
-
المغرب: الحريرة
كما شوربة العدس في منطقة الشرق الأوسط مشهورة أكثر من "نار على علم"، فإن شوربة الحريرة هي الطبق المفضل لدى المغربيين وحتى الجزائريين، لكسر الصيام على موائد الإفطار في رمضان.
وعادةً ما يتم تقديم هذا الحساء اللذيذ مع التمر، وقد أخذ إسمه من الكلمة العربية "حريري". في المغرب، تُطبخ الحريرة مع العدس والحمص واللحوم والشعيرية في حساء طماطم غني وقوي، يبدأ عادةً في الغليان في المطابخ في وقت متأخر بعد الظهر. قوامه الكريمي يأتي من تدويرا، وهو خليطٌ كثيف من الدقيق والماء يُضاف أثناء تقليب الحساء.
تقوم كل عائلة بإعداد الطبق بشكل مختلف ، حيث يختار البعض الأرز بدلاً من الشعيرية، أو اللحم البقري على لحم الضأن؛ كما يختلف أيضًا توازن الأعشاب والتوابل - القرفة والكركم والزعفران والكمون والكزبرة والبقدونس والكرفس والزنجبيل. وتترافق الحريرة مع الشباكية، وهي حلوى مغربية مصنوعة من السمسم والعسل.
-
الهند وباكستان: شامي كباب
خلال أمسيات رمضان في الهند وباكستان، يمتلئ الهواء برائحة مُغرية من حبات "شامي كباب" النضرة المتبلة بالهيل؛ حيث يتجمع السكان المحليون حول أكشاك الشوارع المزدحمة لمشاهدة هذه الوجبة الخفيفة اللذيذة.
يُعتقد أن أصول فطائر لحم الضأن الذائبة في الفم، تكمن في مدينة لكناو الهندية؛ حيث يُعتقد أنه قد تم إعدادها لأول مرة من أجل "نواب"، وهو واحد من حكام القرنين الثامن والتاسع عشر في المنطقة، والذي كان بدون أسنان.
لحم الضأن أو اللحم البقري المطبوخ مع شانا دال أو البنغال جرام، مطحون ومتبّل بالثوم والزنجبيل والقرفة وحبوب الفلفل والقرنفل والكمون والنعناع والكزبرة والفلفل الأخضر. ثم يُغمَس في البيض، وتُقلى الفطائر بشكل سطحي حتى تصبح مقرمشة من الخارج وتقريباً تتفتت من الداخل. يتم تقديمها مع صلصة النعناع والكزبرة وصلصة الكاتشب وحلقات البصل.
-
الإمارات العربية المتحدة: الهريس
تسعى العائلات الإماراتية للحصول على الغذاء في رمضان من الهريس، وهو طبقٌ قديم يشبه العصيدة ويتألف من لحم الضأن أو الدجاج والقمح المكسور ، والذي ستجده أيضًا في مطابخ دول الخليج الأخرى.
يُنقع القمح طوال الليل قبل أن يُطهى ببطء مع اللحم بعظمه لمدة 4 ساعات أو أكثر. ثم يتم نزع العظم عن اللحم، وتقطيع اللحم وتقليبه من جديد مع القمح. في السابق، كان يتم سحق اللحم بواسطة ملعقة خشبية كبيرة لخلق تناسق لزج واضح؛ ولكن في العديد من المطابخ الحديثة، يتم استخدام معالج الطعام، ما يُقلَل بشكل كبير من الوقت والجهد. وفي النهاية، يُغمر الطبق بالسمن والبصل المقلي.
-
المملكة العربية السعودية: الثريد
نكاد نجزم أن لا وجبة إفطار في المملكة العربية السعودية لا يمكن أن تشمل الثريد، وهو عبارة عن يخنة غنية من لحم الضأن والخضروات. ويعتبر البعض الثريد من الأطباق المفضلة للنبي محمد (صل الله عليه وسلم)، وله أهميةٌ ثقافية كبيرة في المنطقة.
لتحضير الطبق ، يُطهى لحم الضأن لأكثر من ساعة ، ثم يُضاف إلى البطاطس والجزر والكوسا ويُطهى على نار خفيفة مع معجون الطماطم والبصل والثوم ، جنبًا إلى جنب مع المرق. يُتبل بالكركم والليمون المجفف والهيل والكزبرة والقرفة والفلفل الأحمر والفلفل، ثم يُقدَم على طبقات من الرقاق المنقوع (خبز مسطح رفيع).
-
جنوب آسيا: السمبوسة
الطبق الرمضاني المفضل في جميع أنحاء جنوب آسيا، وعادةً ما تكون السمبوسة محشوة إما بالبطاطس المهروسة أو اللحم المفروم، ومُتبلة بالكمون والكزبرة وجارام ماسالا.
بينما يتم الاستمتاع بنسخة البطاطس على مدار العام في كل مكان، من شوارع مومباي إلى أسواق لاهور، فإن سمبوسة كيما (لحم الضأن المفروم) - تُقدم مع صلصة النعناع والكزبرة وصلصة التمر الهندي - تحظى بشعبية خاصة خلال شهر رمضان. ويُعتقد أن هذه الوجبة الخفيفة - التي يُشاع أنها ذات أصول فارسية - متعددة الاستخدامات، إذ يمكن أن تكون إما مقلية أو مخبوزة وتناسب نكهات وحشوات إضافية مثل جبنة الفيتا أو السبانخ أو اللحم المفروم. وتشمل الاختلافات الإقليمية سومسا من آسيا الوسطى وسمبوسك في الشرق الأوسط.
-
الأردن: المنسف
المنسف بأصوله البدوية هو الطبق الوطني المحبوب في الأردن، والذي بدونه لا تكتمل الاحتفالات والتجمعات الاجتماعية. يُعطى لحم الضأن الطري المطبوخ ببطء، نكهةً منعشة فريدة بفضل استخدام الجميد (كرات من الزبادي المخمر المجفف)، والتي تُضاف إلى الحساء الذي يُطهى فيه اللحم لعدة ساعات.
وعادة ما يتم تقديم لحم الضأن وصلصته فوق أرز الكركم، مع خبز شراك رقيق أسفله، ومزين بالصنوبر واللوز والبقدونس. في حين يتم تقديم المنسف تقليديًا على طبق مشترك ويؤكل باليد اليمنى ، فإن أدوات المائدة مقبولة أيضًا.
-
تركيا: رمضان بيديسي
مع اقتراب غروب الشمس، يصطف السكان المحليون في مخابز الأحياء لأخذه إلى منازلهم؛ وهو خبزٌ دائري مُخمَر، ورائحته تملأ الشوارع خلال الشهر الكريم. في تركيا، يتم كسر الصيام بهذا الخبز الطري الدافئ الذي يُقدَم مع الزيتون والجبن والزبدة ولحم البسطرمة.
يُضاف الحليب إلى العجين لجعله طريًا؛ وعندما يختمر، يتم دهنه بخليط الزبادي والبيض وتشكيله يدويًا في أرغفة مستديرة. بعد تشكيل العجين على شكل مستطيل، تُرش الأرغفة بحبة البركة وبذور السمسم وتُخبز. وللحفاظ على الخبز طريًا، يتم الاحتفاظ بصينية من الماء في الفرن أثناء التسخين المسبق.
-
نيجيريا: moi moi
هذه الحلوى اللذيذة المنفوشة المصنوعة من الفاصوليا المهروسة والحافلة بمكونات غنية بالبروتين مثل البيض أو اللحم البقري أو السمك أو القريدس، هي وجبةٌ مَفضَلة للإفطار ، من لاغوس إلى أبوجا.
لعمل moi moi ، يتم تقشير البازلاء السوداء أو حبوب العسل (التي لها حلاوةٌ خفيفة)، ويتم مزجها مع الفلفل الروماني وScotch Bonnets والبصل والماء ، قبل دمجها مع البروتين المطبوخ. يُسكب الخليط في أوراق الموز، أو أوعية بلاستيكية أو سلطانيات مُحكمة الإغلاق، ويُطهى على البخار في قدر كبير من الماء حتى يصبح قوامًا شبيهًا بالكيك.
-
الشرق: القطايف
في جميع أنحاء مصر، والأردن، ولبنان، وفلسطين، وسوريا، والخليج، تُعد القطايف حلوى الإفطار المُفضلة؛ وهي مُعجنات محشوة على شكل الهلال. يتم تحضير القطايف من مزيج السميد المشابه لخليط البان كيك؛ ويوضع مقدار مغرفة صغيرة من الخليط على مقلاة ساخنة على جانب واحد فقط حتى ينضج.
عادةً ما تكون القطايف محشوة بالجبن، مثل العكاوي أو النابلسي، أو الفستق المطحون، أو البندق واللوز والجوز. ثم يتم طيها إلى نصفين، وتُحكم الإغلاق وتُقلى في زيت غزير؛ ثم توضع في القطر أو شراب السكر. وفي بعض الوصفات الأخرى، يتم حشو القطايف بالقشدة المتخثرة، وتقديمها بدون قلي مع شراب القطر والفستق المطحون.
-
الشرق الأوسط: الكنافة
في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يُعدَ الإفطار أمرًا رائعًا حقًا عندما يكون هناك كنافة للحلوى. هذه التحفة الفنية المخبأة داخل القشرة المقرمشة ذات اللون البرتقالي الذهبي، هي عبارةٌ عن طبقة داخلية ناعمة ولزجة من الجبن الذائب المطاطي ممدودة فوق فرك السميد.
هناك طرق مختلفة للتحضير - مع الاختلافات الوطنية وحتى الإقليمية التي تتطلب إما عجين السميد ، أو معجنات فيلو المبشورة ، أو مزيج من الاثنين. تُمزج العجينة أو المعجنات مع شراب السكر والماء والسمن ، وتُغطى بطبقات من الجبن – والتي عادةً ما تكون مُحلاة غير مالحة - وتُخبز حتى تتحول القشرة إلى اللون الذهبي. وينتهي التحضير الرائع لهذه الحلوى برش ماء الورد أو شراب زهر البرتقال أو شراب السكر على الوجه، وتزيينها بالفستق المطحون والقشدة المتخثرة قبل تقطيعها وتقديمها.
-
إندونيسيا: كولاك بيسانغ
في إندونيسيا، تبدأ الأمسية بمذاق حلو مع الكولاك؛ وهو مزيجٌ مطبوخ من سكر النخيل أو جوز الهند وحليب جوز الهند وأوراق الباندان والفاكهة. يُقدم هذا الطبق دافئًا أو باردًا، ويمكن أن يحتوي على العديد من الفواكه المختلفة كما تريدين ، لتعزيز استعادة الطاقة بسرعة في الجسم بعد يوم طويل من الصيام.
عندما يتم غلي شرائح الموز مع الحليب والسكر، يُعرف الطبق باسم كولاك بيسانغ. ويمكن أيضًا إضافة البطاطا الحلوة والكسافا والجاك فروت وفاكهة نخيل السكر.
الملخص: