رحلة عبر القارّات.. إليزا صدناوي
حالما ألفظ اسم "إليزا صيدناوي"، تتبادر إلى ذهني صورة امرأة تجسّد في كل ما تفعله وتقوله خلطة عربية أوروبية تعود لتنعكس على جمالها الخارجي، وقبل كل شيء قيمها وأخلاقها ونضوجها وثقافتها ونظرتها إلى الحياة. "إليزا صيدناوي" عارضة أزياء، وممثلة، ومخرجة، ورائدة أعمال اجتماعية، وكاتبة ذات أصول مصرية وسورية وإيطالية وفرنسية. شكّل السفر جزءا محوريا من طفولتها، فترعرعت في عائلة متعددة الثقافات، وأمضت سنوات كثيرة بين أوروبا ومصر. وهي اليوم أم لطفلين تربّيهما في لوس أنجلس مع زوجها رجل الأعمال البريطاني "ألكساندر دلال"، وتكرّس جهودها المهنية لمشروعها التعليمي الاجتماعي الذي أطلقته قبل نحو عقد.
عن نشأتها وجذورها وكتابها وعملها وحبها للسفر، تحدّثنا إلى هذه المرأة الشغوفة التي تعطي كل ما لديها في كل عمل تضطلع به.
أصولك مصرية، إيطالية، فرنسية، وسورية، وقد ترعرعتِ بين ثلاثة بلدان. ما كان دور هذه الخلفية المتعددة الثقافات والنشأة المتعددة المحطات في صياغة المرأة التي أنت هي اليوم؟
أشعر بأنني مزيج حقيقي من هذه الثقافات. أينما ذهبت، أحمل معي هويتي الخاصة التي تجمع في جوهرها بين كل الأماكن المختلفة التي عشت فيها، ولا يمكن لجزء ما أن يكون موجودا دون الآخر. قد يكون مثلا حس الفكاهة الذي أملكه نقطة لقاء بين الثقافتين الإيطالية والمصرية، مع التركيز بشكل خاص على التلاعب بالألفاظ. ولعل طريقة تحليلي للأمور وتناولي للأحاديث الطويلة، هي فرنسية أكثر. أما شغفي وحماستي والأهمية التي أعطيها للجودة وأطايب الحياة، فهي تقف عند تقاطع الثقافات الثلاث. حتى داخل كل بلد، نجد اختلافات. فتختلف مثلا ثقافة مدينة "برا" في إقليم بيدمونت الإيطالي، حيث أمضيت معظم سنوات الدراسة المدرسية، عن ميلانو التي تبعد عنها بالسيارة ساعة ونصف. وأنا ممتنة جدا لوالديّ، لأنني بفضلهما اختبرت كل هذه الثقافات المختلفة، وبذلك صرت اليوم مرتاحة في معظم البيئات.
أين تلمسين التأثير الأكبر للثقافة المصرية في أسلوب تفكيرك وتصرّفك وعيشك؟
في مصر، دفء إنساني أشعر بأنني أنتمي إليه، وحب تقارب متجذر في هويتي. ولا أنسى العيش في اللحظة الحاضرة، والتأمل العميق في الحياة، والاتصال بما هو أكبر وأعظم منّا.
كيف تعلّمتِ تقبّل هذا التعدد الثقافي خلال نشأتك؟ وهل كانت المهمة صعبة؟ واليوم، كيف تعلّمين ولديك احتضان ثقافاتهم المتعددة والاحتفاء بها؟
طفولتي كانت في التسعينيات، في فترة لم يكن فيها من السهل أبدا أن يكون الطفل آتيا من أكثر من بلد. فلم أكن يوما إيطالية أو فرنسية أو مصرية بما يكفي، وكانت لهجتي أجنبية بعض الشيء في كل لغة تكلّمتها. تعرّضت للتنمّر، خصوصا على شكل مضايقات واستبعاد واستثناء من بعض النشاطات.
أعتقد أن الأمور تطوّرت وتغيّرت منذ ذلك الحين لأن العولمة محت الحدود. وأصبح عاديا أكثر أن يكون للطفل والدان آتيان من أماكن مختلفة، وأن يكون قد ترعرع في بلدان متنوعة، على الأقل في لندن ولوس أنجلس، حيث أقيم أنا وعائلتي اليوم. يذهب ولداي إلى مدرسة فيها أطفال من جذور متنوعة مثلهم؛ وخارج المدرسة، مع زوجي وأقاربنا وأصدقائنا، ننظر إلى هذا التنوّع على أنه غنى. هكذا، يرى ابناي كيف نجسّد هذه الثقة، ويشعران هما بالأمان والاطمئنان.
هل من عبارة باللغة العربية عزيزة على قلبك أكثر من غيرها؟
إنها ببساطة "إن شاء الله"، أي فكرة ترك كل شيء بين يدي الله، وقبول عدم قدرتنا على رؤية الصورة الكاملة، أو التحكم بكل شيء.
المرأة في السينما
حين دخلتِ من باب عرض الأزياء إلى عالم التمثيل، ما الأدوار التي جذبتك في البداية ومثّلت بأفضل شكل الرسائل التي أردتِ إيصالها من هذا المنبر الفنّي؟
التمثيل كان بالنسبة إلي مسيرة استكشاف. تعلّمت المهنة مع بعض أفضل المعلّمين في العالم، وفهمت بفضل ذلك الكثير عن نفسي وعن البشرية. مع التمثيل، صرت أفسح المجال أمام نفسي لارتكاب الأخطاء، والمحاولة من جديد حتى أصل إلى الهدف. هي تجربة ما زالت تفيدني في الكثير من نواحي عملي الحالي، لأن التواصل والمثول أمام الكاميرات يلعبان دورا كبيرا في دعم عملي في مجال التعليم. في الأدوار التي أدّيتها، شعرت بتعاطف ورحمة تجاه نساء مختلفات جدا عنّي، واستمتعت بالخروج من إطار هويتي وباختبار شعور أن أكون موجودة في مكان امرأة أخرى دون أي شكل من أشكال الحكم عليها.
كيف تنظرين إلى تمثيل المرأة اليوم في الأدوار السينمائية النسائية؟
لحسن الحظ، نشهد تطورا كبيرا في ما يتعلق بالأدوار النمطية التي تم من خلالها تمثيل النساء، وهيمنت عليها الأفكار المبتذلة. فصرنا نرى على الشاشة أمثلة نسائية كثيرة بشخصيات معقدة لها جوانب متنوعة، ونشاهد أدوارا تجسّد الصفات والصراعات والتحديات والإنجازات النسائية بصدق أكبر.
أخبرينا عن قصة فيلم "كلّه تمام" الذي شاركتِ في إخراجه، ومصدر الإلهام خلفه.
في صيف 2011، حين كنت في سن الرابعة والعشرين، اشتريت كاميرا "كانون" بما جنيته من عملي في عالمَي الموضة والسينما، ورحت أصوّر في منطقة الأقصر المصرية مع صديقتي المقرّبة "مارتينا جيلي". أردنا نقل أصوات سكّان صعيد مصر.
بصفتك مخرجة، ما الذي ترينه يقف اليوم في طريق المساواة الحقيقية بين الجنسين في مجال صناعة الأفلام؟
ما زال دور المرأة في مكان العمل ضمن صناعة الأفلام وغيرها من القطاعات، قيد التطوّر. هناك الكثير من الخطوات التي يجب اتخاذها من أجل التحسّن والتقدم والخروج من نطاق العادات والمسلمات والأفكار المسبقة الذكورية القديمة. التغيير يبدأ بالتعليم الصحيح الذي يمنح فرصا متساوية، وبالتقييم الموضوعي لنوعية العمل بغض النظر عن جنس الشخص الذي يقدّمه. كما يجب أن تكون أيضا رواتب الوظيفة نفسها متساوية، والأمر بهذه البساطة.
مشاريع اجتماعية
كيف بدأت حكاية مؤسسة "إليزا صيدناوي" Elisa Sednaoui Foundation؟ وما كانت المهمّة التي أخذتها على عاتقك حين انطلقتِ في هذا المشروع؟
خلال تصوير بعض من مشاهد فيلمي الوثائقي في مدرسة في الأقصر يديرها متطوّعون، تذكّرت لهفة الجيل الشاب إلى التعلّم، وتذكّرت في الوقت نفسه رغبة المدرّسين المثابرين والذين كثيرا ما يتقاضون رواتب منخفضة، في تكريس حياتهم لتعليم الأجيال الصاعدة دون أن يملكوا الأدوات الحديثة الملائمة. وحين عدت إلى منزلي مساء ذلك اليوم من أغسطس 2011، تبلورت الفكرة الخام الأولى، وتمثّلت في إحضار منهجيات التعليم الدولية الأكثر تقدّما إلى مصر.
نمت المنظمة وتوسعت، معتمدة على نموذج المؤسسة الاجتماعية، وهو ما يضمن الاستدامة المالية للمشروع. تركّز المؤسسات الخيرية عادة على جمع التبرعات واختيار المشاريع التي ستموّلها، غير أننا ولدى غوصنا في الأبحاث وتطوير الأفكار مع فريق من خبراء تعليم وعلماء نفس ومحترفين، وجدنا حاجة إلى نظام تعليمي أكثر شمولية. منهجية "فنتازيا" التعليمية Funtasia Educational تدمج بين التعليم الاجتماعي العاطفي، وبناء الشخصية، والتعلّم من خلال التجربة، والتعلّم القائم على مشاريع، والاتصالات العابرة للثقافات، مع التركيز على الذكاءات المتعددة.
نحن موجودون اليوم على شكل شركة ربحية باسم Funtasia Enterprise-www.funtasia.world، ومؤســـســـــة غيــــــر ربحـــــية بـــــــاســـــم Funtasia Impact www.funtasia.org، ونعمل حاليا في خمسة بلدان.
ذكرت التعليم الاجتماعي العاطفي وتكوين الشخصية في إطار منهجيتكم التعليمية. لماذا ركّزتم على هذا الجانب التربوي؟
إن العمل على تطوير وتعزيز المهارات الشخصية الاجتماعية والعاطفية أمر ضروري جدا في كل المجتمعات. المهارات التقنية مثل المعرفة الجيدة في تخصصات مثل الرياضيات والتاريخ والجغرافيا مهمة، لكن نوعية علاقاتنا بأنفسنا وبالآخرين وتدريب تفكيرنا على إيجاد الحلول والنمو هما بالأهمية نفسها. إن الألم الذي قد نعيشه في المدرسة، حين يتم استبعادنا مثلا أو حين نواجه الرفض أو التنمر، قد يترك وقعا طويل الأمد على حياتنا. وأنا أعرف ذلك عن كثب. أخصص وقتا كثيرا للعمل على ذاتي وعلى صحتي النفسية وللتعلم والشفاء، لكنني ما زلت أعاني وأواجه صعوبات فيما يتعلق بتقديري لقيمتي الذاتية وأصواتي الداخلية "السلبية". وأدرك أن أحد أسباب ذلك هو عدم الأمان العاطفي الذي رافقني في أيام المدرسة.
غالبا ما نعتقد أن المجتمعات غير الميسورة فقط تحتاج إلى تحسين مستوى التعليم، لكن لو لم يعرف الأطفال الذين ولدوا في مراكز سلطة ونفوذ كيف يصغون ويتواصلون ويديرون النزاعات ويعملون ضمن فرق، لرأينا أن المشكلات العالمية نفسها التي نشكو منها ستستمر.
كيف كان تأثير مشاريع "فنتازيا" حتى اليوم؟ وأين لمسته؟
نبتكر برامج للشباب والكبار تعمل على تحسين العلاقة مع الذات والعلاقة مع الآخر وبناء عقلية تركّز على النمو وإيجاد الحلول. نحن محظوظون بعيش لحظات مؤثرة للغاية خلال تدريب المعلّمين أو العمل مع الشباب في مناطق مختلفة من العالم. قال لنا أحد المشاركين في مخيم شبابي إبداعي حديث أقمناه في السعودية: "إن فنتازيا أفضل شيء في العالم! سمحتم لي بأن أحلم وأكون أنا، ولم أكن أعرف في السابق كيف أفعل ذلك".
تَشرّفنا بالتعاون مع البرنامج الثقافي للنسخة الأولى من "بينالي الدرعية للفن المعاصر" في المملكة العربية السعودية في العام الفائت. حضّرنا مثلا "كتيّب العائلة والأطفال" باللغتين العربية والإنجليزية، والتي ساعدت زوار المعرض في اختبار تجربته على مستوى اجتماعي عاطفي أعمق وفي تعلّمهم عن القيم المشتركة والمفاهيم الأساسية التي عبّر عنها الفنانون من خلال أعمالهم. عملنا أيضا على كتيّب مصمم خصيصا لتعميق التفاعل من جهة مرشدي معرض البينالي، ونسخة ثالثة من هذا الدليل لمعلّمي المدارس، بهدف نشر المعرفة حول هذا المعرض في مؤسسات تعليمية سعودية مختلفة.
أخيرا، نظّمنا في الدرعية مخيمات باللغتين الإنجليزية والعربية حول أهم موضوعات المعرض الفنّي لمدة أسبوعين، واستقبلنا فيها 80 تلميذا تتراوح أعمارهم بين 4 و13 سنة. سافر 6 من كبار منسقي الدورات في "فنتازيا" من مصر وإيطاليا والمكسيك لتفعيل نشاطات وألعاب عملية وفنية ممتعة، مثل تخيل الشخصيات وسرد القصص، والمسرح الارتجالي، وكتابة اليوميات المصورة، والرسم بالأصابع، وفن الأرض، وفن الكولاج، وغيرها. وكلها عززت عند الأطفال مهارات مهمة مثل الامتنان، والخيال، والإبداع، والتعبير الذاتي، والثقة بالنفس، والوعي الذاتي. وقد أظهر استطلاعنا، أن نسبة 97 في المئة من المشاركين قالوا إنهم يفضّلون أن يكون تعليمهم مستكملا بنهج "فنتازيا" الاجتماعي العاطفي.
"لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون إذنك"
أصدرتِ حديثا كتابك بعنوان "لا أحد يستطيع أن يؤذيك دون إذنك"، وصار الأعلى مبيعا في إيطاليا. ما الذي دفعك إلى كتابته؟
خلال نشأتي، واجهت تحديات كثيرة متعلقة بثقتي الذاتية وتقديري لذاتي، وأيضا بتفاعلي مع الآخرين. وفي بعض الأحيان، ما زالت هذه التجارب المؤلمة تؤثر فيّ، كرد فعل على شيء معيّن.
ما ألهمني كان فكرة توفير "مجموعة أدوات" مخصصة لحب الذات واحترامها، فتقدّم إلى الشباب اقتراحات يمكنهم الاستعانة بها منذ سن صغيرة حول كيفية التعامل مع ديناميكيات بشرية مختلفة. وأحببت أيضا مشاركة المعرفة حول العلوم العصبية المطبقة في فضاء الذكاء اللغوي، والتي اكتسبتها من الكاتب والخبير وشريكي في تأليف الكتاب "باولو بورتساكييلو".
في هذا الكتاب، أشارك قصصا حقيقية من طفولتي، والكثير مما تعلّمته عن الهوية والتنوع والانتماء على مدى السنوات العشر لمسيرة "فنتازيا". وقد أسعدني للغاية أن أرى كبارا يقرؤون هذا الكتاب لأنفسهم أيضا، ولا سيما لأننا كتبناه بأسلوب يلائم كل الأعمار.
ما أهم رسائل هذا الكتاب؟
الرسائل كثيرة، لكن رسالته الأهم تتلخص في عنوانه: نحن من يسمح للآخرين بإيذائنا. طبعا، لا يمكننا التحكم بالأحداث الصعبة، أو بما يقوله أو يفعله الآخرون من أشياء مؤذية أو مزعجة؛ لكن بإمكاننا دائما اختيار رد فعلنا والخطوة التالية التي سنتخذها. كم أتمنى لو أنني كنت أعرف ذلك حين كنت مراهقة.
هل سيترجَم الكتاب إلى اللغة العربية؟
أنا متحمسة جدا، لأن الكتاب في طور الترجمة، ومن المقرر نشره قريبا للجمهور الناطق بالعربية.
السفر: من وجهاته إلى وقعه
هذا العدد من مجلة "هي" مكرس للسفر، السفر كفن وشغف وشكل من أشكال الهروب. بعد أن عشتِ في مدن مختلفة على مر السنين، ماذا يعني لك السفر؟
السفر يعني الانفتاح على وجهات نظر وطاقات مختلفة. هو فرصة للحلم والتعلّم والنمو. وفي السفر، مجال لإعادة ضبط الحالة الذهنية وشحن الطاقة، ونعود منه حاملين معنا كل الغنى والتنوع اللذين لمسناهما، الأمر الذي يسمح لنا في النهاية بعيش حياة أكمل.
برأيك ما أهم شيء تعلّمته من السفر؟
عرّفني السفر مفهوم الاختلافات الثقافية، وكيف يختلف "الحس السليم" من مكان إلى آخر.
هل من وجهة فاجأتك؟ وأخرى لم تزوريها بعد ولكنها على رأس قائمة أمنياتك؟
اليابان فاجأتني، وما زالت تفاجئني بعد أن زرتها مرات عديدة منذ أن كنت بعمر 12 سنة. أكثر ما أتأثر به لدى زيارة هذا المكان الرائع هو الثقافة اليابانية الراقية والشرف والاعتزاز اليابانيان. ولا أنسى كيف أن اليابانيين لا يزالون يهتمون بفعل كل شيء بالشكل الصحيح وبعناية ونزاهة، وهي قيمة يفقدها عالمنا شيئا فشيئا.
أما الوجهة التي أتوق إلى اكتشافها، فهي بوتان.
أين ستمضين عطلتك الصيفية هذا العام؟
نحب تمضية فصل العطلة الصيفية في بلدي إيطاليا، وسنعود أيضا إلى جزيرة يونانية لم نزرها منذ سنوات كثيرة.
بعد أن صرتِ أمّا، كيف تخططين الآن للرحلات العائلية وتجهّزين حقائب السفر؟
السر في التنظيم والانتقاء، من أجل تفادي أخذ الكثير من الأشياء. ما أحلى أن تكون أمتعتنا خفيفة الوزن وصغيرة الحجم!
تجهيز أمتعة خفيفة يتطلب في الواقع وقتا أطول، لأن عليك التفكير فيما أنت حقا بحاجة إليه، وقد تسير العملية ذهابا وإيابا في بعض الأحيان، فتضيفين أشياء وتنقصين أشياء أخرى. أقسم عموما ملابس ولديّ داخل حقائب صغيرة معروفة باسم "مربعات التوضيب"، ولكل فرد في العائلة لونه الخاص.
للرحلات القصيرة، نحاول أن نحمل معنا أمتعة يدوية فقط. لكل ولد حقيبته المحمولة الخاصة مع بطاقة مخصصة مكتوب عليها اسم عائلتنا. وأحرص دائما على أخذ ملابس للتبديل في حال حدوث أي طارئ على متن الطائرة أو القطار. المناديل المرطبة أيضا مهمة للغاية، لأن الأيدي تتسخ بسرعة مع الوجبات الخفيفة والمقبلات التي لا نهاية لها!
من المهم أن نتعلم منذ سن صغيرة كيف نتحمّل مسؤولية ممتلكاتنا وأمتعتنا، وألا نحمل على أكتافنا وزنا إضافيا غير ضروري، ولا سيما إن لم يكن موزّعا بشكل متوازن بين الكتفين. حقائب الظهر أفضل الحقائب المحمولة، وهي عادة خياري، لكن استخدام الحقائب المزودة بعجلات يبقى الأفضل دائما.
حددي لنا ثلاثة أشياء ضرورية في حقيبة سفرك للعطلة الصيفية، بغض النظر عن الوجهة.
كتب، ودفتر لتدوين أي أفكار جديدة، وسماعات رأس للاستماع إلى الموسيقى.
ما أكثر جانب تحبّينه من كل مدينة:
القاهرة: مجرّد الجلوس في السيارة والنظر خارج النافذة أشبه بمشاهدة فيلم تتغير أحداثه باستمرار: من زحمة السيارات إلى المشاهد المؤثرة في كل زاوية مع مبانٍ تنضح بالتاريخ وطاقة حيوية ينبض بها الشعب.
باريس: أحب أن أمشي فيها لوقت طويل وأتوه في أحضان رومانسيتها.
ميلانو: الطعام طبعا. وبالنسبة إلي، هناك أيضا الدفء البشري، بسبب كل أصدقائي المقيمين فيها.
لندن: إنها المدينة الأكثر تحضّرا في العالم، وهي متعددة الثقافات إلى أبعد الحدود.
نيويورك: الطاقة، وذلك الإحساس بأن أي شيء ممكن، والذي ينتابك منذ الخطوة الأولى التي تخطينها في شوارعها.