هنا جودة

هنا جودة لـ"هي": أولمبياد باريس حلمي الذي انتظرته 12 عامًا

حميدة أبوهميلة
21 يوليو 2024

القاهرة: حميدة أبوهميلة - تصوير: عمر زين

 

كأنها ولدت من أجل هذه اللعبة، عينها كانت تتابع الكرة الصغيرة البيضاء وهي تطير في الهواء، وكأنه مشهد ساحر. جربت هنا جودة التي لم تكمل عامها السابع عشر بعد رياضات عدة قبل أن تعثر على شغفها في لعبة تنس الطاولة. البطلة المصرية التي تشارك في أولمبياد باريس 2024، حققت إنجازات مهمة منذ بداية رحلتها مع هذه الرياضة قبل 12 عاما، حيث اعتبرها الاتحاد الدولي للعبة تنس الطاولة الفتاة التي أعادت كتابة تاريخ تلك الرياضة على مستوى قارة إفريقيا، بمعايير غير مسبوقة، لكونها أول مصرية تتصدر التصنيف العالمي للناشئات تحت 15 عاما بعدما فازت ببطولات مهمة في سنها الصغيرة، وبعد أن تخطت لاعبات يكبرنها بمقدار الضعف وربما أكثر. حلمها بالوصول إلى الأولمبياد تحقق قبل نحو أربع سنوات في دورة طوكيو، ولكنها كانت حينها لاعبة احتياطية باعتبارها أصغر لاعبة في البعثة المصرية في ذلك الوقت، ولهذا تمثل مشاركتها لاعبة أساسية في هذه الدورة حدثا خاصا لها بعد أن أصبحت المصنفة الـ28 عالميا.. تتحدث هنا جودة لاعبة الأهلي المصري لـ"هي" في حوار خاص عن هذه التجربة التي كانت تحلم بها منذ أمسكت بالمضرب للمرة الأولى، ومنذ أن استشعر مدربوها موهبتها الفذة التي تسبق سنوات حياتها بكثير. كما تخبرنا عن طموحاتها وعن دعم عائلتها لها، وهي المولودة لأم وأب يعملان في مجال الطب، أما أشقاؤها، فمثلها لديهم مواهب رياضية توازي تفوقهم الدراسي.

ماذا تعني لك مشاركتك في أولمبياد باريس 2024؟ وما الفرق بين هنا جودة في دورة هذا العام وهنا جودة التي كانت احتياطية في أولمبياد طوكيو قبل أكثر من ثلاث سنوات؟

مشاركتي في دورة الألعاب الأولمبية بالنسبة لي هي حلم كبير للغاية كنت أسعى له حتى قبل أن أحترف اللعبة، بل منذ أن بدأت أتمرن قبل 12 عاما، وأنا سعيدة بتمكني أخيرا من الوصول لأحد أهدافي الكثيرة. وبالتأكيد هناك فرق كبير جدا بين المشاركتين، لأنني في أولمبياد طوكيو لم أخض المنافسة بشكل حقيقي باعتباري لاعبة احتياطية، ولكن مع ذلك اكتسبت وقتها خبرات متنوعة، كما حققت فائدة من معايشة أجواء الأولمبياد، والحقيقة أن هذه المعايشة كانت محفزا كبيرا لي، وزادت من إصراري على تحقيق الحلم، حيث بذلت مجهودا أكبر في التدريبات لأتمكن من اجتياز أي عقبات، وأصبح لاعبة أساسية أمثّل مصر في أولمبياد باريس، وأحمد الله على تحقيق هذه الأمنية.

كيف كانت استعداداتك خلال هذه الفترة؟

دخلت في معسكرات تدريبية متعددة خلال العامين الماضيين، وحرصت على الاستعداد بصورة جيدة جدا، وخضت المنافسة في بطولات دولية مهمة، لأن الاتحاد الدولي نظم مجموعة من البطــــولات الــقـــويـــــة، ســــواء للمصنــفـــــين عالميا أو غير المصنفين للمــــســــاهمـــــة في زيـــــادة الاحتــــــكاك ورفع الخـــــــبرات العملية بين اللاعبين من مختلف الأعمار والــمـــسـتـــويات.

هنا جودة
هنا جودة

كنتِ أصغر لاعبة تصل إلى المباراة النهائية في بطولة إفريقيا لتنس الطاولة للسيدات، حيث كنتِ في الثالثة عشرة من عمرك، وحصلتِ على الميدالية الفضية، وأيضا حصـــلتِ على الميدالـــــية الذهبية في منتخب السيدات ببطولة ألعاب البحر المتــــوسط قبل عامين، إضافة إلى حصد ميداليات أخرى كثيرة في مسابقات عدة، فما البطولة التي تعتزين بها؟

أعتبر أن أهم البطولات التي فزت بها خلال مسيرتي كانت دورة الألعاب الإفريقية التي أقيمت قبل أشهر قليلة، حيث حصلت على الميدالية الذهبية، وكانت أولى ذهبيات لمصر في هذه الدورة.

مَن مثلك الأعلى في لعبة تنس الطاولة والتي ترين أنها أثرت إيجابا في طموحك؟

أكثر من تأثرت بهن في تنس الطاولة اللاعبة الصينية CHEN MENG الحاصلة على ذهبية أولمبياد طوكيو. وقد حالفني الحظ باللعب أمامها في بطولة الأبطال التي أقيمت في الصين، وخضت معها مباراة قوية للغاية، ولكن للأسف خسرتها بنتيجة متقاربة جدا 3-2.

ما الرياضات التي تحرصين على متابعتها خلال دورة الأولمبياد بخلاف تنس الطاولة؟

أحــــرص على متـــابـــعــــة مبـــاريــــات زملائي في البعثة في مختلف الألعاب مثل كرة اليد والخماسي ورفع الأثقال والتايكوندو، وأتمنى للرياضيين المصريين والعرب حظا موفقا وحصد أكبر عدد من الميداليات.

التفوق الرياضي لا يعوق الاهتمام بالدراسة بالتأكيد، فما المجال الذي تسعين للتخصص فيه؟

أنا في العام النهائي من الثانوية البريطانية، وحاليا أنتظر نتائج الامتــحـــانـــــات، للانتـــقــــال إن شـــــاء الله إلى المرحلة الجامعية، حيث أسعى لدراسة علم النفس، لأنني أعتبره مجالا مشوقا جدا، وسيساعدني في مشواري الرياضي.

 

HA حديثنا عن دعم العائلة ودعم الوسط الرياضي لك في مسيرتك، وأخبرينا عن أهم الشخصيات التي ساعدتك على تحقيق النجومية في عمر صغير؟

 

HJ عائلتي هي الداعم الأول والأكبر لي في مشواري الرياضي، وبالطبع النادي الأهلي المصري الذي أعتبره بمنزلة بيت لي. فأول خطوة في مسيرتي وأول تمرين لي كان في هذا الصرح. وبالمناسبة شقيقتي تمارس أيضا تنس الطاولة في الأهلي، كما أن شقيقي يلعب كرة الماء، إضافة إلى دراسته الهندسة في الجامعة الألمانية. الحقيقة أنني محظوظة للغاية بأسرتي، فوالدي دوما يشجعني على الرغم من انشغالاته كأستاذ مساعد لجراحة العظام، ووالدتي أيضا طبيبة، ولكنها تركت عملها لتتفرغ لي ولأشقائي، وهو أمر أمتّن له كثيرا.