أكثر من مهارة بل لغة تنبض بالحب.. الخيالة السعودية دانة خالد القصيبي تكشف لـ"هي" أسرار فن التواصل مع الخيل
في قلب الطبيعة الهادئة، حيث يمتزج عبق التراث بلمسة من الأصالة، تسير دانة خالد القصيبي بخطى واثقة في عالم الخيل. منذ صباها، كانت الخيول بمثابة المرآة التي تعكس شغفها وحنانها العميق، تخوض "هي" حديثا ملهما مع دانه القصيبي نتعرف على تجربتها الفريدة، ونتلمس كيف يمكن للفروسية أن تكون أكثر من مجرد مهارة، بل لغة تنبض بالحياة والحب.
تعلمت دانه القصيبي من والدها، الفارس الذي أضفى على حياتها لمسة من الحلم والشجاعة، أن التواصل الحقيقي مع الخيل ليس مجرد تدريب، بل هو فن من فنون الروح. تخوض دانه رحلة تتناول أسرار التواصل الرقيق مع الخيول، بعيدًا عن الأساليب التقليدية القاسية. كما تخوض في أسرار بناء الثقة والاحترام المتبادل، وكيف يمكن للحب والحنان أن يشكلوا أساسًا متينًا لعلاقة استثنائية مع هذه الكائنات النبيلة.
حيث تفتتح حديثها مع "هي" من خلال التعريف بذاتها بكونها شخص شغوف بالخيل قائلة:" شغوفة بالتواصل مع الحيوانات بشكل عام والخيل بشكل خاص، وإنقاذ ورعاية الحيوانات التي تحتاج للمساعدة حيث نشأت منذ الطفولة على رعاية أنواع مختلفة من الحيوانات وتربيتها."
ما الذي دفعك لاختيار مهنة ترويض الخيول، وكيف بدأت رحلتك في هذا المجال؟
تربيت منذ الطفولة في عالم الخيل والحيوانات لأن والدي -رحمه الله- كان فارس ومحب للخيل والحيوانات عموماً. مما ورثني هذا الحب الكبير ومنه ومعه تعلمت فنون التواصل مع الخيل ليس فقط لترويضها أو تدريبها، بل بالاتصال معها بطرق عديدة وخضت معها العديد من التجارب الجميلة والعميقة.
أما بداية رحلتي الخاصة كانت من خلال ممارسة ما يدعى بـ العسف والترويض لكن تعتبر "الفروسية الطبيعية أو Natural Horsemanship" وما جعلني أتخذ هذا المجال، هو رؤيتي لكيفية تعامل المدربين مع الخيول، حيث يعتمد الأغلب على الطرق المعتادة والتقليدية ولكنها قاسية على الخيل، وتفتقر للتواصل العميق وفهم سيكولوجيتها، أماً رؤيتي وأسلوبي الخاص مع الخيل يأتي من خلال تكوين ترابط وعلاقة صداقة وبناء ثقة بطرق وأساليب تثري حياة الفارس والخيل على حد سواء.
ما الفرق بين الفروسية الطبيعية وتدريب الخيول التقليدي؟
يأتي الاختلاف الأساسي بين الفروسية الطبيعية وتدريب الخيول التقليدية في الفلسفة والأساليب المستخدمة للتفاعل مع الخيول وتدريبها. تركز الفروسية الطبيعية على بناء علاقة احترام وتفهم، وتركز على سيكولوجية الخيل وفهم طبيعة السلوك والتواصل بينها، كما يحفز على التعامل بلطف، لتهدئة الجهاز العصبي للحصان، وأخيرا وليس آخرا، التركيز على التدريب الأرضي قبل الركوب، لبناء أساس قوي وعلاقة ثقة بين الفارس و الحصان.
هل يمكنك مشاركتنا ببعض التقنيات والتمارين التي تستخدمينها في تدريب الخيول؟
التدريب الحر بدون رشمة أو لجام، وهذه بالنسبة لي من أهم المبادئ لتعزيز وبناء ثقة الخيل بالفارس، وبناء علاقة من غير الضغط على الحصان وإعطائه حرية الاختيار ليقرر أن يكون معك، هذا هو جوهر بناء العلاقة الوطيدة، عندما تمنح الحصان الفرصة للتفكير واتخاذ القرارات الصحيحة بنفسه، تعزز ثقته في ذاته وتزيد من الثقة المتبادلة بينه وبين المدرب.
بعد اتباع هذه الطريقة بالتدريب، هل لاحظت أي تغييرات في سلوك الخيول بعد تطبيق أساليبك التدريبية؟
الشيء الأساسي الذي ألاحظه هو استجابة الخيل في مدة زمنية قصيرة على عكس التدريب المتدرج في عالم الفروسية، حيث يأخذ شهور في التدريب وبعض الأحيان لا يستجيب الخيل، خصوصاً إذا كان له ماضٍ في التعنيف أو الضرب بعض الخيول تعطي ردات فعل عنيفة لأنه أصبح لا يثق في الإنسان.
ما هي التحديات الرئيسية التي واجهتك كامرأة في مجال ترويض الخيول، وكيف تغلبت عليها؟
الرفض القاطع للطرق والأساليب التي اتبعها مثل الفروسية الطبيعية وطرق الصحيحة للتواصل مع الخيل، كما أنها لم تكن مفهومة عند الكثير من الأشخاص في البداية وكثير من أصحاب الخيول والفرسان لم يفهمون أو يؤمنون بهذه الأساليب في البداية، لكن مع مرور الوقت بدأوا يتقبلونها ويكتشفون فوائدها.
كيف ترين مستقبل ترويض الخيول للنساء في السعودية؟ هل تعتقدين أن هناك اهتماماً متزايداً من قبل الفتيات بهذا المجال؟
أعتقد أن النساء قد تميزن في عالم الخيل، سواء في الترويض أو الركوب، لأنهن بطبيعتهن يتمتعن برقة استثنائية. وهذه الرقة ضرورية للخيل، التي تحتاج إلى التعامل بلطف وليس بالقسوة أو العنف.
كيف يمكن لترويض الخيول أن يسهم في تعزيز العلاقة بين الإنسان والحيوان؟
الصبر، المثابرة، سرعة البديهة، من المهم الاستماع إلى التفاصيل الصغيرة والإشارات التي يعطيها لك الخيل. وبالنسبة لتعزيز العلاقة بين الإنسان والحيوان، تولد العلاقة بقضاء الوقت الطويل معهم ومنحهم انتباهك وحبك، وسيردون لك بالكثير في المقابل.