خاص لـ"هي": مؤسسة خولة للفن والثقافة تحتفي بفن الخطّ في مهرجان الخط العربي 2025 في العُلا

خاص لـ"هي": مؤسسة خولة للفن والثقافة تحتفي بفن الخطّ في مهرجان الخط العربي 2025 في العُلا

رهف القنيبط
6 فبراير 2025

في قلب العُلا، حيث تلتقي الأرض بالسماء وتنسج الحروف أجمل القصص، تنطلق مؤسسة خولة للفن والثقافة مهرجان الخط العربي 2025، احتفالًا بفنّ الخطّ العربي الذي يعد أحد أبرز رموز التراث الثقافي في المملكة العربية السعودية. هذا الحدث الفني المميز، الذي سيستمر من 16 يناير إلى 22 فبراير 2025، يأتي ليكشف أبعاد فن الخطّ بين التقليد والتحديث، ويُتيح للزوار فرصة لاكتشاف جمالياته عبر مجموعة متنوعة من الوسائط الفنية التي تشمل الورق، القماش، المجوهرات، والأثاث.

ويقدّم المهرجان إبداعات نخبة من كبار فناني الخطّ العربي، منهم: عبد القادر الريّس، ووسام شوكت، وأحمد أمين، وخالد المطلق، وغالب حويلا، وإبراهيم زكي، وعبد الله عكار، وفهد غرم الله الجبيري. كما يستعرض المعرض مرونة فنّ الخطّ العربي وقدرته على التطوّر مع الزمن، مع الحفاظ على مكانته الراسخة كرمز ثقافي.

يكشف كل من سمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي، مؤسسة خولة للفن والثقافة وريان عماد حقي، المدير العام ومنسق المعارض، تفاصيل المعرض بشكل حصري وخاص لـ"هي".

 مهرجان الخط العربي 2025
"حرصنا في هذه النسخة من المهرجان على تقديم تجربة تحتفي بجماليات الخط العربي بكل تنوعه"

التفاعل مع الأعمال الفنية في المهرجان  

في مهرجان الخط العربي، لا يقتصر التفاعل مع الأعمال الفنية على مجرد المشاهدة، وعلى ذلك تقول سموّ الشيخة خولة لـ"هي": "في مهرجان الخط، لا يقتصر التفاعل على المشاهدة وحسب، بل يمتدّ ليصبح تجربة حسيّة وفكرية تتيح للزائر الغوص في جوهر الفنّ."

وتكمل الحديث قائلة:" في بيت الخط، يعيش الزوار تجربة تتّسم بالخصوصية، حيث يتلمّسون حضور الخطّ العربي في تفاصيل الحياة اليومية، تتداخل الحروف بأناقة في المجوهرات والعبايات والأثاث، ليجد الزائر نفسه محاطاً بجماليات الخطّ في أدقّ التفاصيل، وكأنه يدخل إلى بيت يحتفي بهذا الفنّ العريق، حيث الألفة والجمال ينسجان تجربة لا تُنسى."

اختيارات الفنانين والمصممين لضمان التنوع والابتكار 

في مهرجان الخط، يتم انتقاء الفنانين والمصممين بعناية ليشمل المهرجان مختلف أبعاد فن الخط العربي من التراث إلى الحداثة، وعلى ذلك قالت ريّان عماد حقّي لـ"هي": "حرصنا في هذه النسخة من المهرجان على تقديم تجربة تحتفي بجماليات الخط العربي بكل تنوعه، فوزعنا العروض على ثلاثة مواقع رئيسية."

وتكمل الحديث موضحاً: " لكل منها طابعه الفريد وهويته الخاصة: بيت الخطّ، حيث اكتشفنا العلاقة بين الخط والتصميم، معرض الخطّ الذي جمع نخبة من الخطاطين المخضرمين، وساحة طنطورة التي احتضنت منشأة تركيبية فنيّة مميزة لسمو الشيخة خولة بنت أحمد خليفة السويدي."

 مهرجان الخط العربي 2025
"اخترنا ثلاثة مواقع استثنائية لعرض الأعمال الفنية: البيوت القديمة في البلدة القديمة للعُلا وساحة طنطورة"

الخط العربي كأداة للحوار الثقافي بين الشعوب  

يُعدّ الخط العربي أداة مميزة في تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، ليس فقط كفن بصري بل أيضًا كوسيلة تواصل بين مختلف الحضارات. توضح سموّ الشيخة خولة لـ"هي" قائلة: "اللغة العربية، بثرائها وتنوّعها، هي من أعظم أدوات التواصل بين الشعوب."

وتكمل موضحة:" والخطّ العربي ليس مجرد فنّ بصري، بل هو جسر يمتدّ عبر العصور والثقافات، يحمل معه تراثاً من الجمال والتاريخ والمعرفة. في مهرجان الخط، نسعى إلى مدّ هذا الجسر الثقافي من خلال دمج فنّ الخطّ مع مختلف الفنون البصرية والتصميمية، بحيث لا يكون الخطّ مجرّد عنصر تراثي، بل لغة متجددة تنطق بروح العصر."

التحديات في تنظيم مهرجان في مدينة ذات قيمة ثقافية عالية  

تنظيم مهرجان فني في مدينة ذات تاريخ ثقافي عميق مثل العُلا يحمل تحديات كثيرة، توضح ريّان عماد حقّي لـ"هي" عن التحديات التي واجهها الفريق بقوله: "جاءت عملية التنظيم سلسة بفضل التعاون الوثيق مع مهرجان فنون العُلا وفريق الهيئة الملكية للعُلا، فقد كان لدعمهم الكبير دور أساسي في تسهيل جميع مراحل التحضير، ما ساعدنا على تحقيق رؤيتنا للمهرجان بكفاءة وانسيابية." 

 مهرجان الخط العربي 2025
"التحدي الأبرز، فتمثل في العمل داخل المساحات التاريخية ذات الطابع الفريد."

وتكمل الحديث:" أما التحدي الأبرز، فتمثل في العمل داخل المساحات التاريخية ذات الطابع الفريد. فالعُلا مدينة ساحرة بتكويناتها الأثرية العريقة، وقد اخترنا ثلاثة مواقع استثنائية لعرض الأعمال الفنية: البيوت القديمة في البلدة القديمة للعُلا وساحة طنطورة، وهما موقعان زاخران بالتاريخ والثقافة. ورغم ما تحمله هذه الأماكن من سحر خاص وأهمية ثقافية، إلا أن طبيعتها فرضت بعض التحديات التقنية، إذ تطلّب منا تصميم حلول مبتكرة لمواءمة أنظمة العرض مع طبيعة المكان، إلى جانب التكيّف مع الظروف المناخية التي أثّرت على أساليب تعليق الأعمال الفنية."

دعم الجيل الجديد من الخطاطين  

يعدّ دعم الجيل الجديد من الخطاطين والشباب المبدعين في فن الخط العربي أحد الأولويات التي تسعى سموّ الشيخة خولة إلى تحقيقها. وتوضح ذلك قائلة: "لا يقتصر الإرشاد والتوجيه على تعليم الخطّ كحرفة وحسب، بل يمتدان ليشملا غرس الشغف والالتزام في نفوس الجيل الجديد. 

 مهرجان الخط العربي 2025
متجر الهدايا في مهرجان الخط العربي 2025 في العلا

وتكمل الحديث قائلة:" من جهتي، أحرص على أن يكون توجيهي للفنانين الشباب قائماً على الإلهام قبل التعليم، فأدعوهم إلى الصبر والمثابرة، وأشجّعهم على تطوير أسلوبهم الخاص مع الحفاظ على أصالة الخطّ العربي. أؤمن بأن الخطّ العربي ليس مجرد حروف منسوجة، بل هو سجلّ حيّ يحفظ التاريخ، ويحكي القصص، ويجسّد الثقافة."