بينها شعب عربي.. اكثر شعوب العالم "عاطفية"
اجمالي الناتج المحلي (GDP: Gross domestic product) لكل دولة يمكنه أن يخبرك الكثير عن اقتصاد هذه الدولة ومعدل نموها، ولكنه لن يخبرك عما ستكون عليه الامور عندما تعيش في دولة ما، ولن يخبرك عن أهم ما يميز المجتمعات المحلية المختلفة وغيرها من العوامل الأخرى غير الملموسة والتي تصنع فارقا حقيقا عندما تقرر الذهاب للاقامة لبعض الوقت أو حتى في زيارة قصيرة لاحدى الدول، ولهذا السبب اختارت دولة مثل بوتان أن تستخدم ما يعرف باسم إجمالي الناتج المحلي من السعادة (GNH: Gross National Happiness).
من المقاييس الاخرى التي تستخدم في قياس العوامل التي تشكل دولة ما وشعبها، مقياس أو مؤشر غالوب (Gallup) والذي يعرف أيضا باسم مؤشر السعادة أو الرفاهية، ويصدر هذا المؤشر بصفة منتظمة تقرير يعرف باسم "التقرير العالمي للعواطف" أو " Global Emotions Report"، هذا التقرير عبارة عن استبيان يغطي 148 دولة وهو يقوم بدراسة مشاعر السكان المحليين للدول موضع الاستبيان، وكيف يستجيبون للمشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية، على مدار حياتهم اليومية، ومن خلال هذا الاستبيان والمعلومات المتحصل عليها من خلاله، تمكنا من معرفة اكثر شعوب العالم "عاطفية" والذين غالبا ما يكونوا عرضة للضحك أو الغضب السريع خلال المواقف الحياتية اليومية المختلفة.
استنادا إلى احدث تقرير نشره مؤشر غالوب مؤخرا فإن معظم الدول التي تحتوي على الشعوب الاكثر عاطفة في العالم، ستجدها في امريكا اللاتينية، وستجد أيضا أن دول العراق وكمبوديا والفلبين في قائمة الدول العشرة الاولى في التقرير العالمي للعواطف، تعالوا معنا لنتعرف على مجموعة من الدول صاحبة الشعوب الاكثر عاطفة في العالم، سواء كانت هذه العاطفة بالسلب أو الايجاب:
بوليفيا:
تتصدر استبيان مؤشر غالوب للدول صاحبة الشعوب الاكثر عاطفية في العالم لهذا العام، وتتحدث التقارير عن أن ما يقرب من 60٪ من السكان في بوليفيا يشعرون بمشاعر سلبية أو ايجابية قوية خلال يومهم العادي، ويوصف المواطنون في بوليفيا بأنهم اميل إلى الدفئ والطبيعة المرحبة إلا أنهم غير معتادين تماما على السياح الاجانب، فعلى العكس من جارتهم بيرو فإن عدد السياح الذي يتردد على دولة بوليفيا قليل نسبيا ولذلك ستجد أن السكان المحليين خجولين نوعا ما عند تعاملهم مع السائحين الأجانب وخاصة في المناطق.
إقبال السائحين على دولة بوليفيا ليس كبيرا مقارنة بما هو عليه في الدول الأخرى في أمريكا اللاتينية ولكن الزوار الاجانب بشكل عام يميلون إلى الاقامة في مدينة سكوري اثناء تواجدهم في البلاد، وتعد هذه المدينة واحدة من اكثر المدن امانا في البلاد، ويقيم فيها عدد لا بأس به من الجاليات الاوروبية ومعظمهم من البريطانيين والالمان وتحتوي هذه المدينة على الكثير من المطاعم والمقاهي الاوروبية بالاضافة إلى مدارس لتعليم اللغات، وتعد هذه المدينة واحدة من الوجهات المفضلة لدى المغتربين في بوليفيا.
كمبوديا:
الفترات التاريخية العصيبة التي شهدتها دولة كامبوديا في الماضي، لعب دورا كبيرا في حياة الكمبوديين وفي طريقة تعبيرهم عن مشاعرهم، فالحقيقة أنهم اناس عاطفيون للغاية ولكنهم متحفظون لدرجة كبيرة وغالبا ما يحتفظون بمشاعرهم لانفسهم.
الكثير من السكان في كمبوديا ما زالوا يتذكرون عهد الابادات الجماعية وحكم الخمير الذي تسبب في قتل اكثر من 20٪ من سكان البلاد وبالرغم من كون هذه المشاعر المرتبطة بهذه الفترة الزمنية العصيبة مازالت حية ومشتعلة في داخلهم وبعد أن مرت عليها 40 سنة، إلا أن سكان البلاد لا يشاركون دائما تلك المشاعر بسهولة، فهم يشعرون أنه لا أحد يمكنه أن يتصور ما مروا به من احداث دامية في الماضي، ولذلك فهم لا يجيدون تفسير أو التعبير عن تلك المشاعر إلى الخارج أو الجمهور، بالاضافة إلى ذلك فإن الفترة الدامية التي مرت بها كمبوديا جعلت الكثيرين اكثر تكتما وتحفظا، خاصة كبار السن منهم.
شعب كامبوديا يشتهر بأنه ودود للغاية وغالبا ويميل للترحيب بالغرباء، وكثيرا ما ستجدهم يبتسمون للغرباء من جنسيات اخرى دون أن يكون بينهم معرفة مسبقة، الكمبوديون يحبون أيضا الضحك وقضاء وقت ممتع ولذلك غالبا ما ستجدهم يضحكون ويمزحون في تجمعاتهم في النوادي أو المطاعم.
اشهر الوجهات السياحية في البلاد ، مدينة بنوم بنه عاصمة كامبوديا وهي تقع في منطقة جنوب وسط البلاد، هناك أيضا مدينة وسييم ريب وهي تبعد مسافة 300 كيلوجرام من شمال البلاد.
الفلبينيين:
وهي الدولة الوحيدة من خارج أمريكا اللاتينية التي اصبحت واحدة من الدول الخمسة الاولى في استبيان في مؤشر غالوب، ولكن السبب وراء هذا هو وجود تشابه كبير بين الفلبين ودول أمريكا اللاتينية الاخرى ويعود سبب ذلك على الارجح إلى أن الفلبين قد ظلت لفترة طويلة تحت الاحتلال الاسباني ولقد اكتسب مواطنوها العديد من العادات من الثقافية الاسبانية وهي ردود الافعال العاطفية، شعب الفلبين غالبا ما يميل إلى اخفاء حقيقة عدم شعورهم بالرضا حيال شخص أو شيء ما، ولكنهم غالبا ما يتحدثون عما يضايقهم أو يثير استيائهم للمقربين منهم.
الفيلبينيون بشكل عام، هم أناس طيبون للغاية ويبتسمون بود ولطف لمعظم الغرباء، مدينة سيبو، وهي العاصمة الاولى للبلاد تعد واحدة منن الوجهات المفضلة لدى الوافدين والسائحين وذلك بسبب نشاط التجارة في هذه المدينة وبسبب قربها من الكثير من الشواطئ والجبال.
غواتيمالا:
هذه الدولة الواقعة في أمريكا الوسطى تحتل ترتيب متقدم للغاية في استبيان مؤشر غالوب، وتشتهر الناس في غواتيمالا بأنها مرحبة ومعبرة للغاية وبالغة الود كما أنهم منفتحين وغالبا ما يشاركون من حولهم بتفاصيل شخصية عن حياتهم، حتى أنهم قد يقومون بسهولة بكشف تفاصيل شخصية أو حميمية مع الوافدين والغرباء خلال دقائق قليلة من لقائهم.
سكان غواتيمالا يشتهرون بمشاعرهم الفياضة وطاقتهم الكبيرة وحبهم للحياة والمرة وغالبا ما ينعكس ذلك على أنماط الملابس والمنازل وهي غالبا ملونة وذات ألوان ذاهية
العمالة الوافدة، والمتقاعدين، يميلون للعيش في أنتيغوا والتي تقع في الجزء الأوسط من البلاد، وتتميز بأنها أكثر جمالا وأمانا من العاصمة جواتيمالا سيتي كما أن أنتيغوا يسهل التنقل في داخلها وهي تبعد مسافة أقل من ساعة عن العاصمة.
العراق:
العراقيون مثل الكثير من الشرقيين، من الشعوب العاطفية للغاية والذين تغلب عليهم مشاعرهم في المعتاد، ولكن الأحداث الدامية والحروب الخارجية والحروب المحلية جعلت المشاعر السلبية لدى المواطنين في العراق أكثر بكثير من المشاعر الإيجابية، ولقد انعكست مشاعر الحزن هذه في الفنون وخاصة الموسيقى الشعبية في البلاد والتي تتسم بالحزن نوما ما، حتى أن السوريين اعتادوا أن يطلقوا على الموسيقى العراقية "الموسيقى الحزينة"، الحزن، أصبح يعد جزء متأصلا في الثقافة المحلية العراقية خلال السنوات الماضية، وبمناسبة الحديث عن الفنون فإن العراقيين يعرفون بإجادتهم لفن الكلمة، وبينما عرف عن المصريين بأنهم يستخدمون الكلمات لصنع النكات المرحة، يشتهر العراقيون بإجادة فن الشعر.
بعيدا عن السياحة الدينية فأن زوار العراق حاليا يفضلون الإقامة في الجزء الكردي من البلاد وذلك لأنه امن نسبيا مقارنة بالمناطق الأخرى التي تعاني من صراعات ومشكلات ضخمة.