فايزة عبد الجواد

تكريم أشهر كومبارس في السينما المصرية

2 سبتمبر 2012
فى سابقة تعد الأولى من نوعها عالمياً قام مهرجان إسكندرية السينمائي بتكريم فنانة من ممثلي الأدوار الهامشية والثانوية والتى تمثل عددًا كبيرًا من فئة الكومبارس فى السينما ولعل هذا يأتي كنوع من الاعتذار عن التجاهل الطويل الذي لحق بهذه الفئة التي لولا وجودها فى خلفية أغلب المشاهد لما كان للسينما وجود، واعترافاً بهذا الحق كرم مهرجان إسكندرية فايزة عبد الجواد وهي من أشهر الكومبارس السيدات اللواتي قمن بأدوار الشر والفتوة في معارك الأفلام السينمائية وفى لقاء سريع معها أكدت فايزة عبد الجواد أنه لم يكن يخطر ببالها أن تعمل بالسينما ولكن الصدفة البحتة فقط هي التي دفعتها للظهور فى أول فيلم سينمائي وذلك عندما كان المخرج الراحل حسين فوزى يصور مشاهد من فيلم "تمر حنة" فى نزلة السمان، وخرجت هى مع أهالي المنطقة لتتفرج على الممثلين أثناء التصوير، وعندما لمحتها عين الفنان رشدي أباظة أشار إلى المخرج حسين فوزى عليَّها بين الجموع ولم تدري إلا وهى تقف بين جموع الكومبارس الذين حشدهم المخرج مع التركيز عليها، ولم تصدق نفسها وهى ترى صورتها على الشاشة بين نعيمة عاكف ورشدي أباظة وأحمد رمزي فكانت فرحة وسعادة لا تستطيع وصفها. وتضيف فايزة عبد الجواد أن أول أجر تقاضته كان 75 قرشًا وعملت أيضا فى اليوم بعشرين قرشًا وأعلى أجر وصلت له هو 50 جنيهًا ولقد قبلت العمل رغم أن الأجر لا يوازي المشقة التى تتحملها والوضع الآن للأسف تغير ولم يعد هناك من يهتم بأمرهم اليوم، فالواحدة منهم تذهب للتصوير فى 6 أكتوبر -آخر الدنيا- وعليهم أن يكونوا أول من يحضر للعمل وآخر من يغادر مكان التصوير، وآخر من يحصل على أجره.. والحقيقة أن فئة ممثلي الأدوار الهامشية والثانوية فئة مغلوبة على أمرها ولا يهتم بها أحد، وليس لها أي حقوق من جهة المنتج، فلو حدث لها أي حادث أثناء العمل أو خارجه لا يوجد من يسأل عنهم أو يهتم بهم، ولذلك تتمنى أن تكون هناك نقابة تضم كل العاملين فى السينما ومجال التمثيل عموماً كي تدافع عن حقوق ممثلي وفناني الأدوار الصغيرة والهامشية، فهى لا تتصور أن يستغني أي فيلم سينمائى فى العالم عن هذه الفئة المظلومة والمهضومة الحقوق، وقد حاولت أن تدخل النقابة أيام حمدي غيث عندما كان نقيباً للمثلين وأيضا حاولت مع يوسف شعبان، وكل محاولاتها باءت بالفشل هى وغيرها، رغم أنهم لا يعرفون السبب وراء عدم قبولهم بالنقابة حتى الآن وتؤكد فايزة أن العمل زمان كان يسير بالدقيقة والثانية وكان جميع أفراد العمل الفني يحضرون مبكراً قبل بدء التصوير بفترة وكان المخرج أول من يحضر، ولا تنسى تواجد حسن الإمام وصلاح أبو سيف فى البلاتوه قبل بدء التصوير وقبل حضور الممثلين الصغار والكبار، وكانت العلاقة بين أفراد العمل طيبة وتربط بين ممثلي الأدوار الأولى والكومبارس علاقات انسانية والكل أسرة واحدة، وهناك من المخرجين من كان يطلبها بالاسم لتكون ضمن مجموعة العمل مثل سمير سيف ومحمد عبد العزيز، وهناك أيضا من النجوم من يهتم بوجودها معهم مثل ليلى علوي، وأحمد زكي، ونور الشريف والذي تحمل له معزة خاصة، لأنه وجهها كثيراً ورعاها، ونصحها ألا تظهر فى أدوار صامتة بعد أن عملت فترة طويلة بالسينما وهو ما حدث وكان نقلة كبيرة فى حياتها. ولم تشعر أبداً بالغيرة من نجومية الآخرين فهى تعتبر نفسها ذات نجومية خاصة بين الناس، وليس مهماً دور البطولة فيكفيها أن تترك أثراً يحس الناس بوجودها من خلاله، حتى ولو لم يعرفوا اسمها الذي هو فايزه عبدالجواد لو كنتم نسيتوه.....