جان بول غوتييه يتألق في الـ60
في الرابع والعشرين من شهر ابريل الماضي، إحتفل مصمّم الأزياء الفرنسيّ جان بول غوتييه المتميز بجنون تصاميمه وخروجها عن المألوف ، بعيد ميلاده الـ 60.
هو صاحب ومؤسس دار غوتييه للأزياء التي تعتبر من ابرز دور الازياء الاوروبية والعالمية. عمل مديراً فنياً في دار Hermes من عام 2003 إلى 2010، وقدّم في السنوات الماضية برنامج Eurotrash.
لم يتلقى غوتييه في حياته أي تدريبٍ على تصميم الأزياء، لكنّه كان يرسم بعض الفساتين والتصاميم من صور وظلال كان يراها في خياله.
آمن المصمم الفرنسي الشهير بيار كاردان بموهبته وقرّر أن يعيّنه كمساعده الاول عام 1970. ثمّ انتقل إلى العمل مع جاك إستريل وجان باتو ، قبل أن يعود ويتسلم بوتيك بيار كاردان في عاصمة الفلبين مانيلا عام 1974.
قدّم تصاميمه وأزياءه بعروض أزياء مميزة بغرابتها وتفاصيلها القوية اللافتة. وقد نالت ملابسه، عطوره، مجوهراته واكسسواراته نالت استحسان وتقدير العامة، وارتدى منها ابرز نجوم هوليوود والعالم ذكوراً كانوا أو إناث.
وهو بطبع يكره التمييز الجنسي والعنصري ولذلك تراه يميل بتصاميمه إلى المساواة بين الرجل والمرأة، بمعنى أنه استطاع أن يلبس المراة والرجل قطعة واحدة unisex ، بحيث تليق بكلا الجنسين.
خاض تجربة الغناء من خلال إطلاق أغنية منفردة حملت عنوان How to Do That عام 1988. إلى جانب اهتمامه بالأزياء، قدّم غوتييه عطوراً خاصة به حملت طابعاً مميّزاً، كان أشهرها عطر Le Male للرجال.
يعتبر هذا العام بالذات عاما حافلاً بالنسبة لغوتييه، فهو قد بلغ الستين وهو سن التقاعد، ولكن ليس بالنسبة للمصمم المتمرد الذي يبدو وكأنه في عمر الثلاثين.
فهو يحافظ على لياقته بتناول الكثير من الفاكهة في الصباح، ويتناول الخضار والبروتينيات ويتجنب السكريات نهائياً. ويشارك هذا العام بمهرجان كان السينمائي ليس كمصمم لفساتين الفنانات على السجادة الحمراء، ولكنه احد أعضاء لجنة تحكيم الدورة الخامسة والستين للمهرجان هذا العام.
وهو كان قد عبَر مراراً عن رغبته في الانضمام إلى لجنة التحكيم، من شدة ولعه بالافلام وتذوقه لهذا الفن، وقد كان له ذلك هذا العام. وهو بالمناسبة قد شارك في عدة أفلام كمصمم أزياء فعمل مع المخرج بيدرو ألمودوفار والمخرجين جونييه وكارو "مدينة الأطفال الضائعين" ولوك بيسون "العنصر الخامس".
كما وأنه هذا العام سيكون موضوع متحف فني متنقل يحمل عنوان:
The Fashion World of Jean Paul Gaultier: From the Sidewalk to the Catwalk
وسيتنقل هذا المتحف الفني في اوروبا واميركا ليتيح للملايين من محبي المصمم الـ eccentric ان يطلعوا على ابرز تصاميمه والخط الذي اتبعه في فن تصميم الازياء.
وفي مقابلة لإحدى مجلات الموضة الاجنبية، قال أنه سيحتفل بعيد ميلاده وهو في سريره يبكي. وهي بالمناسبة من باب الدعابة لان الجميع يعرف حبه للحياة. وعن لقبه الشهير "enfant terrible" او الطفل المشاغب قال ان بعض الناس لقبوه بذلك لانهم أعجبوا بشخصيته الشقية والمرحة.
اما لدى سؤاله عن التمييز الجنسي بين الرجل والمراة، قال انه لا يعترف بكلمة "انوثة" او "رجولة" ولا يجد لهما معنى سوى التفرقة. لماذا يجدر بالرجل أن يخبيء لحظات ضعف أو ان يتجنب أن يظهر مغرياً؟ لن أكون سعيدا" إلا بانتهاء التمييز بين الجنسين".
وتكلم باحترام ومحبة عن بيار كاردان قائلاً ان دار المصمم كاردان لم تكن تعلّم العمل لقاء الاجرة، بل علمتني أن اقوم بالأشياء بدافع حب الفكرة لا المال. علّمني ان اكون روحاً طليقة".
أما عند سؤاله عن الفنانة مادونا والـ cone bra التي صممها لها واشتهرت بها على المسرح، قال أنها لو لم تطلب مني تصميم ازياءها، لكنت قتلت المصمم الذي اختارته بدلاً مني".