البروفيسور جهاد السخن أخصائي جراحة الوجه لـ "هي": الطباعة ثلاثية الأبعاد تقنية تترجم أحلام الجمال الى واقع ملموس
الطباعة ثلاثية الأبعاد، تقنية اجتاحت مجال الطب التجميلي بشكل واسع اليوم، بعد أن كانت تقتصر في السابق على مجال الفن كمنظور لخلق فن ثلاثي الأبعاد. هذه التقنية بإمكانها محاكاة الجراحة على الكمبيوتر وإعادة تشكيل الوجه الذي تعرض لكسور خطيرة.
الطباعة ثلاثية الأبعاد تغلبت اليوم على التخمين الذي قد يسبب بعض المشاكل في الجراحات التجميلية، وتعتبر بريطانيا واحدة من الدول الرائدة في استخدام تقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في مجال الجراحة التجميلية، واليوم تشهد الإمارات نجاحا باهرا في هذه العمليات على يد جراحين متخصصين شأن الدكتور البروفيسور جهاد السخن.
فما هي تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد وكيف أصبحت معتمدة في الجراحة التجميلية؟ يشرح لـ "هي" عن هذه التقنية الدكتور البروفيسور جهاد السخن أخصائي جراحة الوجه والفكين والرقبة في مستشفى الإمارات في دولة الإمارات، وهو من الأطباء الأوائل في الشرق الأوسط الذي تبنى هذه التقنية وتمكن من تحقيق إنجاز طبي عالمي متميز ببناء عظام وجه أثر فقدانها نتيجة حادث أو الاصابة بالأورام السرطانية مع فريق طبي متكامل تحت إدارته وبعمليات جراحية تعد الأولى من نوعها على مستوى العالم، وأجاب البروفيسور الدكتور جهاد السخن، على الكثير من تساؤلاتنا ولخص لنا أهمية هذه التقنية وكيف تعمل.
ماهي تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد؟
تحتل الطباعة ثلاثية الأبعاد لتصميم الوجه المكانة الأولى في عالم ترميم وتجميل الوجه. حيث يتم استخدامها لترميم عظام الوجه في حالة فقدانه نتيجة لاستئصاله بسبب الإصابة في سرطان الوجه أو فقدانه نتيجة الحوادث كحوادث السيارات.
هل يمكن إعادة بناء الوجه بعد تعرضه لحادث يفقده الكثير من ملامحه؟
نعم، حيث يتم طباعة الجزء المفقود بالاعتماد على الأشعة.
اي نوع من الاشعة تستعين به لتجميع وطباعة نموذج متناسق ثلاثي الأبعاد؟
نستعين بالأشعة المقطعية، ويتم تصنيعها من مادة ال PEEK.
أكثر العمليات التجميلية شيوعا اليوم ولأي جزء من الجسم؟
الغالبية العظمى من عمليات التجميل تتركز في منطقة الوجه. كون الوجه هو الجزء البارز من الجسم ويلعب دورًا كبيرًا في تحديدشخصية المريض وزيادة ثقته بنفسه. حاليا تلعب الحشوات التجميلية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد دورا كبيرا في تحديد ملامح الوجه بشكل دائم وبما يتناسب مع كل مريض على حدة. وعادة يكون للمريض دورا كبيرا في تحديد الملامح التي يود إحداث تغيير جذري فيها. إذ يمكنه رؤية النتائج قبل إجراء العملية إلى حد كبير.
هل التقنية آمنة مقارنة بعمليات شد الوجه؟
تعد هذه التقنية آمنة بشكل كبير مقارنة مع عمليات شد الوجه الكامل. والأهم من
هذا أن المريض يمكنه إزالة هذه الحشوات التجميلية التي صممت خصيصا له بالاعتماد
على الطباعة ثلاثية الأبعاد من دون ترك أية مضاعفات. وطبعا عمليات تجميل الأنف
تحتل مركز الصدارة كأكثر عمليات التجميل شيوعا. وكما ذكرنا اعلاه يجب على المريض أن يختار الطبيب المناسب وأن يستمع للرأي المهني للطبيب إذا ما كانت عملية التجميل تناسبه أو لا تناسبه وبالأخص للأنف.
ما أهمية تقنية الطباعة الثلاثية الأبعاد وتفضيلها على الجراحات التجميلية لترميم أي جزء مفقود؟
تأتي أهمية هذه التقنية كونها البديل لترميم الجزء المفقود، حيث في العادة يتم أخذ أنسجة عظمية ورخوية من مختلف مناطق الجسم مما يترتب عليها حدوث تشوهات. كمايتطلب إجراء العديد من العمليات لترميم العظم أو الأنسجة الرخوية المفقودة مما يعني حدوث التهابات تؤدي في نهاية المطاف إلى فشل العملية والى التكلفة المادية العالية التي لا يتمكن العديد من المرضى تحمل اعباءها.
أكثر أخطاء الإجراءات التجميلية شيوعا تأتي من استعمال حشوات الفيلر لملء الوجه؟ ما الحلول البديلة؟
من هنا جاءت أهمية تصنيع الحشوات التجميلية باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد وبالاعتماد على الأشعة المقطعية حيث يتم تصنيعها من مادة ال PEEK كما ذكرنا أعلاه، وهي مادة صديقة لجسم الإنسان ونادرًا ما يرفضها الجسم أو تتسبب في الالتهابات لاحقا.
هل يمكن تصليح وترميم الأضرار الجسيمة الناتجة عن استخدام الحشوات الدائمة واستعاده الوجه لجماله السابق؟
تحتل الطباعة الثلاثية الأبعاد حاليا دورا كبيرا في عملية تجميل الوجه. حيث أن العديد من السيدات يلجأن إلى استخدام مادة الفيلر لتحديد ملامح الوجه أو إعطائه حجما إضافيا. ومن المعروف ان استخدام الفيلر يعطي نتيجة مؤقتة، كما أن استخدامه بكميات كبيرة لفترات طويلة ينتهي في العادة يحدوث تكتلات او التهابات، يصعب التخلص منها ويتطلب إزالة هذه التكتلات إجراء عمليات جراحية تترك ندوبا في منطقة الوجه يصعب التخلص منها.
كيف يتم تصميم الحشوات التجميلية؟
يتم تصميم الحشوات التجميلية بما يعرف بال virtual planning حيث يتم اختيار الحجم المناسب للحشوات التجميلية بما يتناسب مع تضاريس الوجه وتتاح الفرصة للمريض للمشاركة في التصميم وتحديد الشكل النهائي الجمالي. حاليًا تعتبر هذه التقنية هي الأولى للحصول على ما يعرف بمظهر نفرتيتي.
ومن الجدير بالذكر، أنه يتم تثبيت هذه الحشوات بعظام الوجه من داخل الفم، مما يعني أنه لا يوجد فرصة لترك آثار أو ندبات في منطقة الوجه، كما يمكن إزالتها في اي وقت يرغب الشخص من التخلص منها. ومن ميزاتها، أنها تعطي إحساسا طبيعيًا كالإحساس بعظام الوجه تماما.
أهمية هذه التقنية؟ وهل هي البديل الأمثل لعمليات شد الوجه التقليدية؟
تأتي أهمية هذه التقنية كونها تحسن بشكل كبير من مظهر العظم وتقوم بشد الأنسجة الرخوية أي العضلات والجلد مما يجعلها بديلا عن عمليات شد الوجه التقليدية. وغني عن الذكر، أن عمليات شد الوجه لها مخاطره كثيرة كتضرر أعصاب الوجه. كما يتطلب اجراؤها إلى تخدير المريض لساعات طويلة تصل في بعض الأحيان إلى ٨ ساعات أو أكثر. بينما تثبيت الحشوات التجميلية يتطلب في العادة إجراء جراحة بسيطة قد تستغرق الساعة، وهذا بالتأكيد أفضل من الناحية الصحية والطبية للمريض.
مدى نسبة نجاح عمليات ترميم الجمال بتقنية الطباعة الثلاثية الابعاد؟
يأتي نجاح أية عملية ترميمية أو تجميلية من التشخيص والتخطيط الصحيح للعملية. كما ذكرنا أعلاه يجب مراعاة متطلبات المريض وتطلعاته. وهنا يأتي دور جراح التجميل بتقديم النصيحة الطبية، بما يتناسب مع تضاريس الوجه بحيث لا ينقلب التجميل إلى تشويه كما حدث مع العديد من المشاهير. وهنا تأتي أهمية هذه التقنية حيث يكون هناك دور للمريض للمشاركة في تصميم هذه الحشوات. أود التأكيد أنه من خلال ممارساتي المهنية، رفضت إجراء عمليات جراحية تجميلية لما يقارب من 40% من مرضاي لكونها لا تناسبهم.
إلى أي مدى يلعب طبيب التجميل دورًا في توعية المريض وتجنبه التمسك برأيه الشخصي وخوض تجربة تجميلية قد تضره؟
لطبيب التجميل الدور الأكبر في توعية المريض. يجب أن يكون على قدر عالي من المسؤلية لتوجيه المريض إلى ما يناسبه أو يناسبها. تكمن المشكلة بأن هناك هوس في بعض عمليات التجميل، وكون المريض يصر على عملية دون غيرها، وهنا يجب على دكتور التجميل أن يحترم قسم المهنة ويمتنع عن إجراء مثل هذه العمليات في رأيي الشخصي نظرًا لأن نتائج عمليات التجميل الخاطئة يصعب تداركها.
ولذلك نجد العديد من المرضى قد قاموا بإجراء أو إعادة اجراء نفس العملية عدة مرات لمعالجة المضاعفات الناتجة عن سوء الإختيار لعملية التجميل وليس بسبب الأخطاء الطبية. وهنا تكمن المشكلة إذ أن المريض لا يفرق بين الأخطاء الطبية وبين النتائج الجمالية الغير مرضية وفي بعض الحالات تؤدي مثل هذه العمليات إلى تشوهات من الناحية الجمالية وليس من الناحية الطبية.
كيف يتم اختيار طبيب التجميل المناسب؟
يجب على المريض اختيار طبيب التجميل المناسب وذلك بالاعتماد على خبرة دكتور التجميل ومؤهلاته العلمية من دون الانسياق خلف الدعايات ووسائل التواصل الاجتماعي. يجب على
المريض أن يكون على قدر من المعرفة حول الإجراء التجميلي الذي سيخضع له ويعمل واجبه من حيث البحث وقراءة كل ما يتعلق بهذا العلاج والأهم أن يشاهد المريض صور قبل وبعد إجراء نفس العملية لمرضى تم علاجهم مسبقا من قبل نفس الطبيب. فهذا سلوك طبيعي وصحي يساعد المريض في اختيار الطبيب المناسب والتأكد فيما إذا كانت هذه العملية تناسبهم أم لا.
دور السوشيال الميديا والمشاهير في نقل الصورة الحقيقية للعلاج؟
تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في هذا المجال مما يدفع العديد من الأشخاص إلى الإقدام على عمليات التجميل دون الإدراك اذا ما كانت تناسبهم. كما أن استخدام بعض المراكز لإجراء عمليات التجميل مجانا لبعض المشاهير من أجل الدعاية يضاعف من هذه المشكلة إذ أن العديد من السيدات يلجأن إلى التقليد الأعمى مما يترتب عليها نتائج كارثية من الناحية الجمالية خاصة إذا كانت العملية التجميلية في منطقة الوجه إذ لا يمكن اخفاؤها كعمليات التجميل الأخرى في مختلف أنحاء الجسم.
أي جزء من الوجه يتعذر إعادة بنائه بهذه التقنية؟
عادة تستعمل مادة البيك Peek لترميم الوجه في حال الكسور اوالصدمات او في تعويض عظام الوجه الغير موجودة في جميع أجزاء الوجه والرقبة، لكن كحشوات تجميلية فتستعمل لإبراز وتحديد منطقة الفك الذقن الوجنتين.
متى نلجأ لعملية تعريض الفكين؟
يمكن لأي شخص اللجوء الى تعريض الفكين فهي تعتبر عملية تجميلية وليست ترميمية حيث تتم كاختيار من قبل المريض.
التقنية المستعملة لتعريض الفكين؟
كما ذكرنا سابقا يتم زرع الحشوات التجميلية من داخل الفم والمصنوعة من مادة البيك، والمثبتة في براغي في العظم وذلك من غير اي اثار خارجية حيث تعطي نتائج مباشرة مع مضاعفات أقل.
أي الوجوه هي الأنسب لتعريض الفكين ؟
لا يوجد وجه معين إلا في حال كان المريض يمتلك في الأصل فكا عريضا فلا ينصح بها الطبيب عادة حتى لا يكون مبالغا في الشكل.
مدة مفعول هذه التقنية؟
هي دائمة مدى الحياة إلا في حال اختار المريض إزالتها فتتم إزالتها مرة اخرى من خلال عملية جراحية.
هل من مضار جانبية؟
لا يوجد اي اثار جانبية للمادة البيك Peek فهي مادة صديقة للجسم واحتمال رفضها ضئيل جدا.
أي الأعمار ينصح بها؟
لا يوجد عمر معين، مجرد ان يكمل المريض سن 18سنة وتم تحديد نمو وجهه يمكن ان يقرر إجراء حشوات تجميلية.
هل يمكن إرجاع الوجه الى ما كان عليه؟
نعم من خلال إزالتها مرة اخرى وبنفس الطريقة.
هناك خيط رفيع بين التجميل والتشويه؟ متى ينقلب التجميل الى تشويه لمحاسن الوجه؟
عندما يلجأ المريض بالمبالغة في عمليات التجميل والتقليد لبعض المشاهير أو أشخاص لا يشبهوهم حتى إن كان ذلك لا يناسبهم.
هل يمكن اجراء تعديلات للوجه بعد إتمام الجراحة بتقنية الطباعة الثلاثية الابعاد؟ وخصوصا للمنطقة المرممة بهذه التقنية؟
نعم يمكن إجراء بعض التعديلات كإضافة الفيلر او ازالة الدهون مثل دهون الرقبة او إزالة دهون الخد لتحديد الفك اكثر بما يعرف في buccal fat حتى تتناسق جميع ملامح الوجه وإبرازها اكثر كنتائج كمالية لمظهر النفرتيتي وإبراز الرقبة.
ما سبب الفشل الذريع للكثير من العمليات التجميلية لوجوه المشاهير اليوم؟
يوجد عدة أسباب متفاوتة منها اللجوء الى بعض الأطباء غير المتخصصين او الذين لا يتمتعون بالخبرة المناسبة والكافية، او احيانا المبالغة في إجراء العديد من عمليات التجميل ولأكثر من مرة تحت يد أكثر من طبيب وبفترات قريبة.