رحلة استكشافية إلى جذور الشعر من نموها الى تساقطها وأضرار المواد الكميائية عليها
لا شك أن العناية بشعرك من أساسيات جمالك وتألقك، كذلك نُقدر اهتمامك وحرصك على استخدام أفضل منتجات العناية بالشعر، وتطبيقك للوصفات الطبيعية لتغذيته، أو متابعتك لكل ما هو جديد من تقنيات حديثة لتحسين ملمس شعرك وتعزيز نموه بشكل صحي وسليم، إلا أننا نلاحظ قلة خبرة العديد من النساء وعدم درايتهن بمدى خطر المواد الكيميائية لفرد الشعر على بصيلات الشعر، كذلك إنسياقهن بالشكل العشوائي وراء شراء أي منتجات تُحقق لهن إطلالة مؤقته لشعر قد يبدو من الوهلة الأولى جميل، ولكنهن بتن بحاجة إلى علاج طبي مُكثف لإعادة إنبات الشعر من جديد، ومحاولة السيطرة على نتيجة إنسياقهن الخاطئة وراء المواد الكيميائية المؤثرة على صحة الشعر على المدى الطويل.
لذا وجب علينا توجيه أنظار المرأة إلى معلومات مهمة عن جذور الشعر، ورحلة نموها، والمدة التي تستغرقها لاستعادة جمالها، ومدى تأثير المواد الكيميائية عليها، كي تتوخى الحذر وتحرص على استشارة الخبراء المُتخصصين ذو المهارة العالية في استخدام التركيبات الكيميائية على بصيلات الشعر بصفة عامة.
من هذا المنطلق، سنُطلعك عزيزتي على مراحل نمو الشعر وأضرار المواد الكيميائية على بصيلاته، من خلال استشاري الأمراض الجلدية طلال عبد الرحيم من القاهرة.
مراحل نمو جذور الشعر
تُوجد حوالي 5 ملايين بصيلة شعر في الجسم، بينما يوجد حوالي 100,000 بصيلة من هذه البصيلات على فروة الرأس. إذ ينمو شعر فروة الرأس بمعدل 0.3 إلى 0.4 ملليمتر في اليوم الواحد أي حوالي 15 سنتيمتر سنوياً.
يمتاز الشعر بنموه وتساقطه بشكل عشوائي دون ارتباطه بموسم معين، أما بالنسبة عن مراحل نمو الشعر فهي:
مرحلة التنامي Anagen
تُعد مرحلة التنامي أحد مراحل نمو بصيلات الشعر بشكل نشط، إذ تنقسم الخلايا الموجودة في جذر الشعر سريعاً، فيتشكل شعر جديد يندفع عبر البصيلة ويخرج منها في النهاية. خلال هذه المرحلة من مراحل نمو الشعر، ينمو الشعر حوالي 1 سنتيمتر كل 28 يوماً، وفي أي وقت يكون حوالي 80 إلى 90% من شعر الرأس في مرحلة التنامي.
إن جذور شعر فروة الرأس تبقى في مرحلة النمو المستمر لمدة تتراوح من 2 إلى 6 سنوات، كونها تختلف تبعاً للعوامل الوراثية، وهنا سنجد بعض النساء يواجهن صعوبة في نمو شعرهن بعد وصوله طول معين لأن مرحلة التنامي لديهم قصيرة، بينما تتمتع بعض النساء ذو الشعر الطويل بفترة طويلة من مرحلة التنامي.
والجدير بالذكر، أن شعر الذراعين، والساقين، والرموش، والحواجب، يمر بمرحلة نمو قصيرة جدًا تتراوح بين 30 إلى 45 يوماً، ما يُفسرذلك أنها أقصر بكثير من جذور شعر فروة الرأس.
مرحلة التراجع عن النمو Catagen
تُعتبر مرحلة التراجع عن النمو مرحلة انتقالية قصيرة من مراحل نموجذور الشعر، وتحدث في نهاية مرحلة التنامي وتستمر لمدة أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، ويتكون حوالي 3% من شعر فروة الرأس في هذه المرحلة.
وفي هذه المرحلة ينقطع إمداد الدم عن الشعرة ويتوقف نموها وينكمش غلاف جذر الشعرة الخارجي ويلتصق بالجذر، وهكذا يتشكل ما يُعرف باسم الشعرة العجراء Club hair.
مرحلة الانتهاء Telogen
إن مرحلة الانتهاء تُعد بمثابة مرحلة الراحة، إذ تستريح بصيلات الشعر لمدة 3 إلى 4 أشهر، حيث يتكون حوالي 6 إلى 8% من الشعر في هذه المرحلة، وفي نهايتها يتساقط بعض الشعر.
مرحلة التساقط Exogen
مرحلة التساقط في الأساس هي امتداد أوجزء من مرحلة الانتهاء، فخلال هذه المرحلة يتساقط الشعر من فروة الرأس، ويُساعد غسل الشعر وتسريحه بالفرشاة على ذلك. ويُعد فُقدان ما يصل 50 إلى 100 شعرة يوميًاً أمراً طبيعيًاً خلال مرحلة التساقط والتي يُمكن أن تستمر حوالي 2 إلى 5 أشهر. علماً أنه عندما يتساقط الشعر يبدأ شعر جديد بالنمو في نفس بصيلات الشعر، وتبدأ مراحل نمو الشعر مرة أخرى.
بكتيريا تُحطم إفرازات الشعر الدهنية
يعيش في بصيلات شعرك نوع مُهم من البكتيريا، تُعرف باسم " بروبيوني أكني" Propionibacterium acnes، تعمل على تحطيم إفرازات الشعر الدهنية، وتُساهم إلى حد ما بمنع غزو أنواع من البكتيريا والفطريات الضارة التي تنتقل مع الغبار وتلوث الشعر.
والجدير بالذكر، أن جذور الشعر تتعرض باستمرار الى التلوث بغبار الجو الذي يحمل معه بعض الميكروبات وبخاصة البكتيريا والفطريات. ولذلك تلجأ معظم النساء إلى غسيل الشعر باستعمال الصابون أو الشامبو لتنظيف وتصفيف الشعر بشكل جذاب.
تركيبات الشامبوهات
هُناك أنواع كثيرة من تركيبات " الشامبوهات "، ومستحضرات التجميل للشعر التي تحتوي غالبيتها على نسبة مرتفعة من الماء " 70 إلى 80%"، تُضاف إليها نسب مئوية مختلفة من المواد الكيميائية المُنظفة تُشبه الصابون، وتقوم بعملية تنظيف الشعر. هذه المواد تتفاعل مع جزيئات مركبة من دهن الشعر وذرات الغبار والميكروبات، وتكون المركبات الكيميائية كبيرة الحجم يسهُل التخلُص منها أثناء غسيل الشعر بالماء. تضاف عادة الى الشامبو كمية قليلة من خلاصة الأعشاب والكحول ومادة تُساعد على الرغوة لزيادة مفعول المنظف ولإعطاء الشعر رائحة عطرية.
كذلك توجد أنواع من الشامبو تحوي مواد عضوية بروتينية، يدعى أنها تُقوي البصيلات وتمنع تقصف الشعر، وأخرى تُضاف إليها مادة السيلكون الكيميائية، وبها جزيئات صغيرة الحجم جداً تُساهم في الحفاظ على شكل الشعر لفترة من الوقت.
أضرار كثرة استخدام الشامبو
يتفق الخبراء بأن كثرة استعمال الشامبو غير ضرورية، فقد يُضر استخدامه أكثر مما يُفيد. لذا يكفي استعماله مرة واحدة في الأسبوع، فالمواد الكيميائية المختلفة في بعض أنواع الشامبو قد تؤثر على نمو ونشاط البكتيريا في بصيلات الشعر، فتحل مكانها أنواع من البكتيريا والفطريات المُعدية التي تعمل على تدمير جذور الشعر وبصيلاته بصفة عامة. في أن معظم الخبراء يؤكدن أن استعمال الماء والصابون المُصنوع من زيت الزيتون يُنظف الشعر ويُزيد لمعانه كما يحافظ على غزارة الشعر لفترة طويلة من العمر.
ويبقى أن تعرفي عزيزتي أن شامبو الشعر ليس بالضرورة أن يكون مادة سحرية تُنظف الشعر وتُحسن مظهره، لذا يجب أن يتم اختيار الشامبو المناسب لشعرك حسب نوعية شعرك ومقدار ما تفرزه فروة الرأس من مادة دهنية، فإفراز دهن الشعر غير ثابت، وقد يزداد أحيانأً حسب نوع البكتيريا في بصيلات الشعر. علماً أن هُناك نساء ذوات الشعر الدهني يحتجن إلى غسل الشعر كل يومين أو ثلاثة. كذلك تؤكد جميع الأبحاث العلمية حتى الآن بأنه لا يوجد شامبو يمنع فعلياً تساقط شعر الرأس أو يساعد على إعادة نمو جذور شعر الرأس بالمقدار الكافي، فعملية نمو الشعر الطبيعي وبقائه بغزارة لها أسس وراثية ثابتة في جسم كل شخص.
علاقة الجينات بنمو جذور الشعر
يُعد الحصول على شعر جميل وصحي وأنيق حلم يُراود جميع النساء والفتيات من دون استثناء، ولكنه ليس بالأمر السهل لتحقيقه، إذ أن العناية بالشعر تتطلب مجهوداً كبيراً. فغالباً تُشكل الجينات الخاصة بالشعر عامل محور وأساسي في طبيعته، وذلك من خلال تحديد نوعه وقوته وكثافته. ولكن لا يعني هذا أنه لا يُمكن التحكم بالشعر وتحسينه.
أضرار المواد الكيميائية على جذور الشعر
من أساسيات الحفاظ على صحة جذور الشعر وبصيلاته الابتعاد عن المواد الكيميائية الضارة والحرارة العالية، إذ يُمكنك ملاحظة أن شعرك سيميل للتكسر والضعف عند استخدامها، وقد تلاحظين تساقط شعرك فوق معدله الطبيعي، وفي الحالات الشديدة قد ينصح بزيارة الطبيب المُختص.
وفي هذا السياق، هُناك بعض السلوكيات التي تؤثر بشكل مُباشر على الشعر، وأهمها: " استخدام صبغات الشعر التي تسمح للمواد الكيميائية بالتخلل إلى عمق الشعرة ولا يُمكن التخلص منها إلا بقص الشعر، استخدام مبيضات الشعر التي تتضمن مواد تضر بالشعر وهي إحدى طرق المعالجة التي تستخدم قبل صبغ الشعر لإعطائه مظهر جديد ومنعش ولون واضح، استخدام مادة بيروكسيد الهيدروجين لتفتيح لون جذور الشعر التي تتفاعل مع جسم الشعرة وتقوم بتكسير الروابط التي تُشكل اللون وتسمح بامتصاص الضوء من خلال تفاعلها مع مادة الميلانين في الشعر، فرد الشعر كيميائيًا وهوعملية يتم فيها تحويل الشعر المجعد بشكل طبيعي إلى شعر انسيابي بشكل كامل ليبقى ثابتًا على هذا الحال لعدة شهور، ولا ينتهي تأثير هذه المواد إلى أن ينمو شعر جديد مجعد، ولمثل هذه المواد تأثير سيء جدًا على الشعر حيث انها قد تتسبب في تسكر بصيلات الشعر، وذلك بخلاف بعض المواد ذات التأثير السيء مثل مادة الفورمالديهايد والتي تصنف على أنها مادة مسرطنة، إضافة إلى المواد التي يتم استنشاقها خلال هذه العملية والتي قد تسبب بعض المشاكل التنفسية وتهيج الجلد والعينين.
عوامل تؤثر على نمو جذور الشعر
تشمل العوامل التي قد تُقلل من معدل نمو جذور الشعر: " النظام الغذائي القاسي، اضطرابات الأكل "كما في حالات الشره المرضي أو فُقدان الشهية، التوتر والضغوطات النفسية، نقص بعض الفيتامينات، التدخين".
نصائح لتعزيز نمو جذور الشعرر
تُعد التغذية السليمة هي سر نمو جذور الشعر الصحي، وذلك لأن جذر الشعر يتلقى مغذياته من الدم، وبالتالي فإن اتباع حمية غذائية صحية تتضمن كل من الفاكهة، والخضروات، والحبوب، وكميات مناسبة من الدهون سيُساهم في تعزيز صحة الشعر. وتشمل الأصناف الغذائية التي قد تعزز صحة جذور الشعر وبصيلاته " الأسماك فهي تحوي أحماض أوميغا 3، والبروتين، وفيتامين ب12، والحديد. الخضراوات ذات اللون الأخضر الداكن. البقوليات فهي غنية بالبروتينات التي تعمل على دعم نمو جذورالشعر. مصادر البيوتين مثل الكبد، والحبوب الكاملة، وصفار البيض. المكسرات ومنتجات الألبان قليلة الدسم.