قَصّة شعر الـ بوب Bob الفرنسية.. حكاية هذا الطراز العابر للزمن
لا تزال قصة البوب هي قصة الشعر القصيرة التي لم تتأثر بمرور الزمن منذ مئة عام. فبعد أن اشتهرت بفضل "لويز بروكس" و"كوكو شانيل" في عشرينيات القرن الماضي، لم تتوقف قصة البوب الكلاسيكية عن إطلاق صيحات جديدة في عالم الجمال. فكانت دائماً مرادفاً لحرية النساء اللواتي اخترنها، من "ماري كوانت" وحتى يومنا هذا. ومن أسباب نجاحها، نذكر حرية الاستغناء عن مشابك الشعر، وتحرير العنق، وسهولة التحكم بها وتسريحها.
تاريخها
بدأت حكاية البوب في باريس عام 1909 من النظرة الإبداعية لمصفف الشعر الشهير "أنطوان". وتقول الأسطورة أنه استلهم هذا الطرازمن الأسلوب القتالي للمحاربة والبطلة التاريخية "جان دارك". حققت القصة التي ابتكرها "أنطوان" نجاحاً فورياً، واكتسبت شعبية في أوروبا والولايات المتحدة قبل الحرب العالمية الأولى. في وقت قصير أصبحت القصة التي ترمز إلى الاستقلال وتحرر المرأة. وأخيراً، شعرت النساء بالتحرر من قيود الأنوثة التي لا يمكن المساس بها، والتي كانت محصورةبالشعر الطويل، نحو الاستقلال والجرأة التي تمليها قصة جديدة ذات بصمة ذكورية واضحة (فليس من قبيل الصدفة أن يكون أحد أكثر أسمائها شيوعاًالقصة الصبيانية).ومن أولى الشخصيات الشهيرة التي ظهرت بقصة البوب،المغنية والممثلة المسرحية والسينمائية الفرنسيةÉmilie Marie Bouchaud المعروفة باسم "بولير"، التي كانت تسرّحها في تموجات منفوخة.
غير أن من جعل البوب قصة مشهورة ومعروفة بين الجميع هما أيقونتا الأناقة "آيرين كاسل" و"لويز بروكس". ولمن لا تعرف "كاسل"، كانت راقصة وممثلة أمريكية شهيرة. واكتسبت قصة شعرها شهرة واسعة للغاية، إلى درجة أنه صار لها اسم خاص بها: "كاسل بوب"؛ وقد قلّدتها الفتيات والنساء من كل الأعمار في ذلك الوقت.
مع نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت "كوكو شانيل" امرأة أخرى مثلت نجاح قصة الكاريه. اعتادت المصممة الشهيرة أن تطيل شعرها، ولكن بعد أن أحرقته بالقرب من الموقد قررت قصّه إلى مستوى الأذنين، فأطلقت بذلك نهج قصة البوب المتموجة الشهيرة التي أصبحت توقيعاً لإطلالتها.
أما الإطلالة النسائية الجديدة التي روّجت لها "كوكو شانيل" والمكرسة لامرأة ديناميكية ونشيطة وقوية الروح، فوجدت تفاعلاً فورياً بين شابات "فلابر" المتحررات والمتمردات اللواتي كن يرتدين فساتين قصيرة دون أكمام بشراريب وأرياشويعتمدن قصة البوب القصيرة. فكنّ أيقوناتالأناقة الأبرز في القترة التي عُرفت باسم "العشرينيات الصاخبة".
في العقود التاليةللعشرينيات، كادت قصة البوب أن تُنسى، إلى أن أعادمصفف الشعر اللندني "فيدال ساسون" في عام 1963 تصوّر النسخة الأولى ليجعلها ملائمة لذلك العصر. ولكن قصة البوب، والبوب الفرنسية على وجه الخصوص، استرجعت سحرها الحقيقي القديم في الآونة الأخيرة.
والملهمة الجديدة التي تساهم بشكل كبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي في دعم هذه الصيحة ونشرها هي "تايلور لاشي". فالممثلة الفرنسية الكولومبية التي لها نحو مليون متابع، جعلت قصة البوب المكتملة بغرّة بارزة إطلالة أيقونية من خلال منشوراتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث نراها تجمع هذه القصة بأحمر شفاه كرزي اللون ونظارات سوداء على طراز نجمات السينما الأسطوريات.
كيف تعتمدين هذه القصة
ما هو شكل الرأس الأفضل الذي يلائم هذه القصة؟يمكن تقريباً لأي وجه أن يعتمدها شرط أن تؤخذ الأحجام والأبعاد بعين الاعتبار.وهي قصة مثالية للوجه الدائري أو المربّع، لأنهاتخفي الحواف الزائدة والحادة للوجه جيداً.
إذا كان وجهكطويلاً، يجب عليك بالتأكيد اللجوء إلى الغرة، فبدونهاسيظهر الوجه أطول بعد.وفيما يتعلق بشكل الخصلات، فإن المثالي هو الشعر المتموج قليلاً، الذي ترافقه حركة طبيعية.
وما يميز قصة البوب الفرنسية أنه يجب عدم تسريحها على الإطلاق، فالشعر الفرنسي هو قبل كل شيء غير مسرح أو مصفف بل متروك على طبيعته كما يبدو حين تستيقظين في الصباح. وما عليك سوى اختيار منتجات مثل رذاذ المحلول الملحي، والكريم غير الدهني، والشامبو الجاف الذي يمنح الشعر ملمساً وحركة مميّزين.
لكن ماذا لو كان الشعر مستقيماً جداً أو مجعداً جداً؟في الحالة الأولى يمكن تمويجه قليلاً بمكواة الشعر، وفي الحالة الثانية يجب أن يتم تنعيمه وفرده قليلاً للابتعاد عن مظهر "الكرة المستديرة".
كل شيء يعتمد طبعاً على الاعتناء بتفاصيل القصة، مثل التحجيم الدقيق على الجزء الأخير والعلوي لإعطاء الشعر بعداً ثلاثياً، وتقليل الحجم في بعض النقاطوالحفاظ عليه حيث يكون ضرورياً.
أيقونات قصة البوب في عصرنا
الأيقونة المعاصرة اليوم هي بالتأكيد "ميشيل ويليامز"، التي تعتمد قصة البوب الرائعة الداكنة في كل مناسبات السجاد الأحمر في موسم الجوائز.
من حفل "غولدن غلوب" إلى حفل توزيع جوائز "كريتكس تشويس"، إن ما يتغير في طلتها هو تصفيف الشعر فقط من المموج إلى المسترسل، الأمر الذي يثبت التنوع الكبير لهذه القصة الخالدة وتعددية استعمالاتها.