نحو التجديد والابتكار... حوار لـ"هي" مع كاثلين بيرس رئيسة وحدة الجمال لدى دايسون وكاثرين ماجوان مهندسة تطوير فئات المنتجات
في عالم يعتمد على التكنولوجيا والابتكار المستدام، تلعب شركة دايسون دوراً بارزاً في تحويل مفهوم الجمال. من خلال منتجاتها الرائدة والتكنولوجيا المبتكرة، تسعى دايسون إلى تقديم تجارب فريدة للعناية بالشعر. في هذه المقابلة الحصرية مع مجلة "هي"، نتحدث مع كاثلين بيرس، رئيس وحدة الجمال في دايسون، وكاثرين ماجوان، مهندسة تطوير فئات المنتجات، لاستكشاف أحدث ابتكارات الشركة في عالم الجمال.
وكشفتا خلال المقابلة أن دايسون ستطرح العديد من الاختراعات المذهلة خلال السنوات المقبلة.
حديثنا كيف تكون بداية اختراع تقنية جديدة من أجل طرحها في السوق؟
كاثلين: في عملي مع جيمس وبقية المهندسين في دايسون، تعلمت أمرًا مهمًا للغاية، وهو أن أبدأ من المشكلات التي تحتاج لحلول.
حين ننظر للوراء نحو رحلة شركة دايسون مع الابتكار، نجد بأنها بدأت مع اختراع المكنسة الكهربائية، والتي ولدت فكرتها بينما كان جيمس دايسون يراقب إعصارًا ضرب سقف مصنع للأخشاب، ولاحظ بأن الإعصار سحب الغبار، بالرغم من أنهم كانوا يقطعون الأخشاب والمواد طوال اليوم، إذ قام الإعصار الضخم في أعلى السقف بالتقاط الغبار.
لم يكن جيمس راضيًا عن المكانس الكهربائية التي تستخدم الأكياس، لأنها تنسد بالغبار بسهولة بمجرد تشغيل المكنسة، مما يقلل قوة الشفط. وما رآه في معمل الخشب كان مصدر إلهام له، ليبدأ بعمل نموذج صغير، وبعد أربع سنوات و5126 نموذج أولي، وجد حلًّا للمشكلة، وتمكّن من ابتكار مكنسة مستدامة لا تحتاج إلى كيس، وبالتالي لا انسداد أو تخفيف لقوة الشفط.
ولكن الابتكار لم يتوقف هنا، أخبرينا عن رحلة انتقال دايسون إلى مجال العناية بالشعر والجمال؟
كاثلين: هذه القصة هي جزء من قصة المكنسة الكهربائية، فقيام جيمس بحلّ مشكلة الغبار والشفط، كان بداية رحلة طويلة من الابتكارات، إذ بدأ يفكّر في كيفية تحسين المكنسة للأفضل، وإضافة ميزات أكثر عليها، وتبسيط طريقة استخدامها. حاول أن ينظر للموضوع من وجهة نظر الناس، فهم يرغبون بشيء أصغر حجمًا وأخف وزنًا وأكثر سلاسة في الحركة. وفي مرحلة تطوير المكنسة، أدرك الحاجة لتصميم محرك أصغر حجمًا، يمكن وضعه في أجزاء مختلفة من المكنسة، مما يجعلها أخف وزنًا. وقد استغرق تنفيذ ذلك سنوات كثيرة أفضت عن تصميم محركه الخاص، وبعد ذلك لم يكن من الصعب تغيير تصميم المكنسة، لأنه أصبح بالإمكان وضع المحرك في أجزاء مختلفة منها، وتخفيف وزنها.
بعد تطوير المحرك الخاص بالمكنسة، بدأ جيمس بالبحث عن تطبيقات أخرى له، ومن بينها كانت مجففات الشعر. في السابق كانت جميع مجففات الشعر تحتوي على محركات كبيرة موجودة في الأعلى، وكانت ثقيلة ويمكن أن يعلق فيها الشعر بين الحين والآخر. تمثلت فكرة جيمس دايسون في استخدام المحرك الصغير ووضعه في المقبض، ما يعني تخفيف وزن المجفف ودعم الحاجة لحمل هذا الجهاز الثقيل، مما يعطي خيارات كثيرة لتغيير مصدر الهواء بحيث لا يعلق الشعر.
هذا الأمر برمّته مذهل للغاية، فجميع مهندسينا، بمن فيهم كاثرين التي ترافقنا اليوم، لديهم هذا الحسّ والرغبة في تقديم اختراعات تفيد بحلّ المشكلات التي تواجهنا. لم يتم وضع استراتيجية للدخول على خطّ التجميل، وصنع أجهزة للعناية بالجمال، إنه ابتكار حقيقي وليد الشغف وحبّ الاستكشاف، فهذه هي طريقتنا في تطوير المنتجات الجديدة.
كاثرين: ما نقوم به هو التعرف على ما يحتاج إليه المستخدمون، ومعرفة أنواع الشعر المختلفة، والجانب العلمي خلف كل نوع منها، ومن ثم تحليل هذه المعلومات. نحن اليوم قمنا بالفعل بتطوير مجففات الشعر، الخطوة التالية ستكون تحليل طريقة استخدامها من قبل الناس، ندرس أدق التفاصيل مثل زاوية مرور المعصم عند التجفيف، ونتعمق في مختلف جوانب العملية، ومن ثم نحاول اكتشاف المشكلات، وبعد ذلك نختبر آلاف الحلول لها. بهذه الطريقة ولد كل جهاز من أجهزة دايسون.
جهاز تمليس الشعر الجديد Airstrait من دايسون أحدث ضجّة كبيرة على منصات التواصل الاجتماعي، ما الذي يميزه عن غيره؟
كاثلين: نحن سعداء للغاية بالصدى الذي أحدثه جهاز Airstrait من دايسون، فهو يعمل على تجفيف وتمليس الشعر باستخدام الهواء فقط، من دون ألواح ساخنة لتفادي الضرر الناتج عن الحرارة. يعمل الجهاز على تسريع تدفق الهواء من خلال فتحتين، ليعمل مثل شفرتين تضخان الهواء بتدفق عالي موجه نحو الأسفل، وعند إغلاق الذراعين بزاوية 45 درجة، تتقارب الشفرتان لتشكيل أداة واحدة لضخ الهواء، مما يعطي قوة ضخ موجهة للأسفل تعمل على تمليس الشعر أثناء تجفيفه، وتصفيف خصلاته للحصول تسريحة ناعمة ومتألقة.
يتيح جهاز تمليس الشعر Airstrait وضعيتين لتصفيف الشعر "Wet" و "Dry" ووضع "Cool" لتثبيت التسريحة، حيث تم ضبط وضعي الشعر "Wet" و "Dry" مسبقاً مع مستوى محدد من الحرارة وتدفق الهواء للحصول على أفضل النتائج. وعند استخدام الوضع "Wet" يمكن الاختيار بين ثلاثة مستويات للحرارة وهي: 80 درجة مئوية (175 درجة فهرنهايت) أو 110 درجة مئوية (230 درجة فهرنهايت) أو 140 درجة مئوية (285 درجة فهرنهايت). وفي وضع "Dry" يمكن الاختيار من بين درجات الحرارة 120 درجة مئوية (250 درجة فهرنهايت) أو 140 درجة مئوية (285 درجة فهرنهايت) أو زيادة درجة الحرارة مع الوضع المُعزَّز (Boost). وللتحكم في تدفق الهواء، يوجد وضعان وهما التدفق المنخفض والتدفق المرتفع، بالإضافة إلى وضع تجفيف الجذور والتدفق البارد.
استخدمتُ الجهاز صباح اليوم، واستغرقني الأمر بين 7 إلى 8 دقائق لتجفيف شعري الرطب والحصول على تسريحة مملسة طبيعية، بالرغم من أن شعري بطبيعته مجعد.
من الرائع أن تشاركنا كاثرين هذا اللقاء، لا سيما كمهندسة تعمل في مجال يهمين عليه الرجال عادة، حدثينا أكثر من مشوارك المهني؟ هل تنصحين النساء بالعمل في مجال التكنولوجيا والهندسة؟
كاثرين: لم أكن يومًا شخصًا يحب تفكيك وتجميع الأشياء، كما هي عادة المهندسين، ولكنني شخص تنافسي جدًا. كنت مولعة بالرياضيات والفنون، وهذا ما دفعني لدراسة الهندسة.
في مرحلة التقديم للجامعة، أعتقد بأن 16% من الطلاب كانوا من النساء، واليوم في معهد دايسون، تصل هذه النسبة إلى 50%، وهذا تحسّن كبير بلا شك، وتحرص الشركة على توفير بيئة مريحة للعمل بالنسبة للجميع، رجالًا ونساءً. من المهم للغاية أن يكون هناك تنوع في أماكن العمل، فهذا يساعدنا على فهم المشكلات بطريقة مختلفة، وتقديم وجهات نظر متنوعة.
أعتقد بأن الناس لديها فكرة خاطئة عن مجال التكنولوجيا، أنا أجد العمل في هذا المجال ممتعًا للغاية، لاسيما وأنني مختصة بمجال العناية بالشعر. أنا أستخدم هذه المنتجات، وواثقة بطريقة عملها وتأثيرها على شعري، ومعجبة جدًا بالنتيجة التي أحصل عليها كل مرة.
كاثلين، متى سمعت عن شركة دايسون، وكيف انتهى بك المطاف بالعمل معها؟
كاثلين: استخدم منتجات العناية بالشعر من دايسون منذ العام 2016، في تلك الفترة كنت أعيش في هونغ كونغ، وكنت في مركز تجاري يدعى " تسيم شا تسوي"، حين رأيت هذا الجهاز المذهل معروضًا. أمعنت النظر في جهاز Supersonic، ولم أفهم طريقة عمله حين شاهدته لأول مرة، بدى مختلفًا للغاية، ومتطورًا عن غيره، وكان عندي فضول لمعرفة كيفية عمله.
ولأن موضوع الجمال والأدوات المستخدمة للعناية به هي أمور يمكن أن تستشير بها الآخرين وتعرف تجربتهم، سألت أصدقائي والكلّ أثنى على هذا الجهاز ومدى روعته. أكثر ما أقدّره في صناعة الجمال هو أنها تعطي الإنسان الثقة، وتجعله يشعر بالرضا عن مظهره، وقد كان هذا الأمر مهمًا بالنسبة لي. حين بدأت باستخدام Supersonic، شعرت بالرضا وأصبحت أكثر ثقة بنفسي. وبعد شرائي للجهاز لفترة قصيرة، اشتريت جهاز Airwrap، كنت مقتنعة بالجهازين لدرجة أنني اشتريت اثنين من كل واحد بجهد كهربائي مختلف، لأنني أمريكية، وأردت أن أمتلك واحدًا في الولايات المتحدة وآخر عند السفر إلى أوروبا. وهكذا بدأت الحكاية.
أشعر بأن القدر قادني للعمل في دايسون، فبعد فترة تواصلوا معي لشغل منصب في الشركة، وكان هذا شرفًا كبيرًا، فقد كنت مهتمة للغاية بالشركة وبمنتجاتها وطريقة عملها، ومهتمة بالعمل كمهندسة فيها.
جهاز Airstrait من دايسون مذهل حقًا، لكن ما هو التحدي المقبل، وكيف يتم اتخاذ قرار الانتقال إلى الاختراع التالي؟
كاثلين: برأيي أكثر ما يميز دايسون هو أننا كخلية نحل، نحن لا نهدأ. بمجرد إطلاق تقنية ما، أول ما سيقوم به مهندسونا هو طرح الأسئلة، أسئلة من قبيل : ما الذي يمكن تحسينه؟ ما الأمور الجيدة؟ ما الأمور التي لا تعمل بشكل جيد؟ ما هي المشكلة التي تحتاج لحلّ؟
على سبيل المثال، الآن بعد إطلاق جهاز تمليس الشعر Airstait، نقوم بالتواصل مع المستهلكين خلال الأشهر المقبلة لمعرفة رأيهم حول ما هو بحاجة لتعديل، لنعرف ما إن كنّا بحاجة لتطوير اختراع آخر.
كاثرين: نحن نبدأ دائمًا بالمشكلة، لنتمكن من فهم ما يعانيه الناس عند تجفيف شعرهم، مثل ألم المعصم أو حرق الشعر، أو تلف الشعر، وبعد ذلك نتجه للبحث عن حلّ.
بمجرد تحديد هذه العوامل، تتدخل الفرق التقنية المختصة، على سبيل المثال، عند تصميم مصفف الشعر الخاص بالمحترفين "Supersonic r "، كان التحدي الأكبر هو جهاز التسخين، أردنا تطوير منتج أصغر حجمًا وأخف وزنًا، وقادر على تجفيف الشعر بسرعة، وهذا غير ممكن من دون وجود جهاز تسخين أخف وأصغر. لذلك نقوم بإشراك جميع الفرق التقنية من مختلف التخصصات لابتكار جزء أساسي من التقنية.
تم طرح العديد من الأجهزة التي تقلد تقنيات دايسون، ماذا تقولين للمستهلكين لطمأنتهم من أنه لا يمكن لأحد إنتاج أجهزة مثل أجهزة دايسون؟
كاثلين: التقليد هو شكل من أشكال الإطراء، ولكن لا بد أن ندرك بأن الابتكار لا يقتصر على نسخ جزء واحد من التقنية. إن رحلة البحث والتطوير لا تتوقف في دايسون، لدينا فريق من المهندسين والباحثين من أصحاب الكفاءة العالية، ممن يعملون بلا كلل لتقديم كلّ جديد واختراع أشياء لم نتخيلها يومًا. والأمر لا يتوقف عند تطوير المحرك، بل هناك أمور أخرى مهمة مثل تدفق الهواء والفلترة والصوت والمواد. إن كل هذه الأشياء تعمل معًا بسلاسة في نظام دايسون.
كاثرين: نستثمر بقوة في تطوير المحركات الرقمية، والدوارات التي تحدث موجة كالإعصار، والتقنيات الرئيسية في منتجاتنا، وهو ما يتيح لنا مواصلة العمل على تطوير وتحسين منتجات دايسون، لضمان تحقيق أداء لا يضاهى، وكفاءة عالية والارتقاء بتجربة المستخدم لمستويات غير مسبوقة.
نحن نضمن للمستهلكين بأن المنتجات التي يحصلون عليها هي حصيلة سنوات طويلة من الأبحاث والاختبارات الدقيقة، والفهم العميق للجوانب التي تجعل من المنتج لا يضاهى. أنت لا تشتري الجهاز، أنت تشتري خبرة دايسون الهندسية العريقة وهذا أمر لا يمكن تقليده.
لاحظنا بأن دايسون غيّرت عنوان حسابها من @dysonhair إلى @dysonbeauty، هل هذه إشارة إلى أننا سنشهد دخول دايسون لعالم منتجات العناية بالجمال؟
كاثلين: لا يمكننا الكشف عن الكثير ولكن رحلة البحث والاستكشاف مستمرة. لقد أعلنّا بالفعل عن استثماراتنا في مجال التجميل في العام 2022، حيث التزمنا باستثمار 500 مليون جنيه إسترليني في منتجات التجميل على مدى السنوات الأربع المقبلة، لقد مرّ عامان بالفعل، ولذلك سنرى الكثير من الابتكارات الجديدة في المستقبل القريب.
يعمل لدينا أكثر من 6000 مهندس في سنغافورة وماليزيا والمملكة المتحدة، من أجل تقديم المشورة وابتكار المنتج المقبل الغير مسبوق من دايسون، نحن نبحث في جميع الجوانب وكل المجالات. بالنسبة لبعض المنتجات مثل مجفف الشعر Supersonic، قمنا ببناء مختبرات عمدًا لدراسة الشعر وفروة الرأس وتطوير جميع أجزاء التقنية بما في ذلك المحركات وأدوات التسخين، ويتم استخدام معظم هذه المعامل حاليًا لتطوير التقنيات المستقبلية.
نحن في رحلة تعلم مستمرة، ونواصل البحث والابتكار دون توقف. ويمكنني أن أؤكد لك بأن دايسون ستطرح العديد من الاختراعات المذهلة خلال السنوات المقبلة.