أخطاء شائعة تُعيق نمو الشعر نكشفها لك في "هي" مع الحلول الفعالة

هل تعلمين أن شعركِ أشبه بحديقة خصبة؟ قد تُزهر بألوانٍ مبهرة وتتلألأ بالصحة، لكنْ قطرة واحدة من الإهمال أو خطأ بسيط في العناية قد يحوّلها إلى أرضٍ جافةٍ متشققة. معظم النساء أو الفتيات يبذلّن الوقت والمال لتحسين مظهر شعرهن، لكنهن من- دون أن يدركّن- يرتكّن أخطاءً تُبطئ نموه وتسرّع تساقطه، كّمن يسقي الزهور بماء مالح.

من غسل الشعر اليومي الذي يسرق منه لمعانه، إلى التصفيف الحارق الذي يحوّله إلى عيدانٍ هشّة، ومن الإفراط في الصبغات الكيماوية إلى إهمال تقليم الأطراف المتكسرة. عمومًا كلها عادات تبدو بسيطة لكنها تشكل "حربًا صامتة" ضد جمالكِ الطبيعي.

لكن لا تقلقي، فالشعر كائن حي مرّن، وقادر على التعافي والنمو من جديد بمجرد التوقف عن إيذائه واكتشاف أسرار العناية الذكية. هذا المقال عبر موقع "هي" ليس عن منتجات باهظة الثمن، بل عن وعيٍ بتفاصيل صغيرة تُحدث فرقًا كبيرًا. فهل أنتِ مستعدة لقلب الصفحة واكتشاف كيف تُعيدين لشعركِ حيويته المفقودة؟؛ استعدي لوداع الأخطاء الشائعة، ومرحبًا بشعرٍ أقوى، أطول، وأكثر إشراقًا؛ لن تحتاجي إلا إلى خطوات بسيطة تبدأ من هنا، بناءً على توصيات أخصائية الأمراض الجلدية الدكتورة نور محمد من القاهرة.

العناية بالشعر ليست ممارسة تجميلية

بحسب الدكتورة نور، العناية بالشعر ليست مجرد ممارسة تجميلية، بل هي جزء أساسي من الحفاظ على صحة الجسم ورفاهيته. لذا يجب عليكِ الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي تجعل العناية بالشعر أمرًا بالغ الأهمية؛ وذلك على النحو التالي:

مؤشر على الصحة العامة

يعكّس الشعر الصحي صحة الجسم الداخلية؛ فمشاكله مثل "الجفاف أو التساقط" قد تشير إلى نقص فيتامينات "كالحديد أو الزنك" أو اضطرابات هرمونية مثل "قصور الغدة الدرقية". كذلك تساقط الشعر الشديد قد يكون علامة على فقر الدم أو الإجهاد المزمن.

حماية فروة الرأس

تُعتبر فروة الرأس الصحية هي أساس نمو الشعر القوي. وإهمالها يؤدي إلىتراكم القشرة والزيوت، مما يسبب التهاب الجلد الدهني، وأيضًا انسداد بصيلات الشعر، مما يضعف نموه.

منع التلف والتقصف

يفقدّ الشعر الجاف أو المهمل مرونته، مما يزيد من تكسره وتشقق الأطراف. لذا، فإن العناية المنتظمة "كالتقليم والترطيب" تحافظ على طوله وكثافته.

تحسين نمو الشعر

تدليك فروة الرأس بالزيوت المغذية مثل "زيت جوز الهند أو الأرغان" يحفز الدورة الدموية، مما يغذي البصيلات ويسرع النمو.

الحفاظ على التوازن الطبيعي

يُساعد استخدام شامبو لطيف ومرطب مناسب يساعد في الحفاظ على الزيوت الطبيعية لفروة الرأس، مما يمنع الجفاف أو الإفراز الزائد للدهون.

تعزيز الثقة بالنفس

يرتبط الشعر الجذاب والصحي ارتباطًا وثيقًا بالثقة في المظهر الخارجي، مما ينعكس إيجابًا على الحياة الاجتماعية والمهنية.

الحماية من العوامل الخارجية

التلوث، أشعة الشمس فوق البنفسجية، والكلور في المسابح قد تُضعف الشعر وتغير لونه. ومع ذلك، استخدام منتجات الوقاية مثل "السيروم الواقي من الحرارة أو القبعات" قد يحمي من هذه الأضرار.

 تجنب المشاكل طويلة المدى

إهمال الشعر قد يؤدي إلى مشاكل دائمة مثل: "الصلع الوراثي المبكر بسبب سوء العناية مع الاستعداد الجيني، تلف البصيلات من الصبغات الكيماوية المتكررة".

التكيف مع التغيرات الموسمية

يتأثر الشعر بالطقس "كالجفاف في الشتاء أو الرطوبة في الصيف". ومع ذلك، فإن العناية تُمكّنكِ من تعديل روتينكِ حسب الفصل للحفاظ على توازنه.

توفير الوقت والمال

تُقلل العناية المنتظمة الحاجة إلى علاجات مكلفة مثل "الفيلر أو الزراعة" لتصحيح الأضرار الناتجة عن الإهمال.

أخطاء شائعة تُعيق نمو الشعر وكيفية تجنبها

أوضحت الدكتورة نور، أن النساء والفتيات من دون استثناء، عليهن الأخذ بعين الاعتبار الأخطاء الشائعة التي تُعيق نمو البُصيلات شكل صحي وسليم، والتعامل معها بإحترافية وأساليب بسيطة كأسلوب دوري، وذلك على النحو التالي:

إهمال التغذية المتوازنة

إن نقص البروتين، الحديد، الفيتامينات مثل "البيوتين"، والزنك يُبطئ النمو. لذا يجب الإكثار من تناول الأطعمة الغنية بالبروتين "كالبيض والسمك"، والخضروات الورقية، والمكسرات.

الإفراط في غسل الشعر أو إهمال تنظيفه

يُساعد الإفراط في غسل الشعر على إزالة الزيوت الطبيعية، مما يؤدي إلى جفافه وتقصفه الشعر. بينما الإهمال يُسبب تراكم الدهون والأوساخ، مما يسدّ البصيلات. لذا يجب غسل الشعر 2-3 مرات أسبوعيًا باستخدام شامبو لطيف خالي من الكبريتات.

إهمال العناية بفروة الرأس

تُعيق خطوة إهمال فروة الرأس نمو الشعر. لذا يجب تدليكّها بانتظام لتحفيز الدورة الدموية، واستخدام زيوتًا مثل "زيت الجوجوبا أو الأرغان".

استخدام أدوات التصفيف الحرارية بكثرة

أحد الأخطاء الشائعة هو استخدم الحرارة العالية التي تُضعف الشعر، وتُسبب تكّسر الأطراف. لذا يجب استخدام  درجات حرارة منخفضة، وتطبيق سيروم حماية قبل التصفيف، والتقليل من استخدام المكواة والمجفف.

ربط الشعر بشدّ "تسريحات مشدودة"

قد تُسبب التسريحات المشدودة تساقط الشعر الاجهادي  (Traction Alopecia) بسبب الشد المستمر. لذا يجب اختيار تسريحات فضفاضة واستخدام أربطة شعر ناعمة غير مطاطية.

تمشيط الشعر المبلل بعنف

بما أن الشعر الرطب هشّ ويُكسر بسهولة، لذا يجب استخدام مشطًا واسع الأسنان بلطف من الأطراف إلى الأعلى.

النوم على أقمشة قاسية

إن الاحتكاك بوسائد القطن يزيد التكسر، لذا يجب استبدلها بوسائد من الساتان أو الحرير لتقليل الاحتكاك.

الإفراط في الصبغات والعلاجات الكيماوية

لا شك أن المواد الكيماوية تضعف بنية الشعر. لذا يجب التقليل من الصبغات، واختيار منتجات طبيعية، واستخدام البلسم المرطب بعدها.

استخدام منتجات غير مناسبة

إن المنتجات الثقيلة أو الكيماوية تسبب تهيجًا أو انسداد المسام. لذا يجب اختيار منتجات خالية من السيلكون والبارابين، واستخدام مقشر فروة الرأس أسبوعيًا.

تجنب تقلّيم الأطراف

الامتناع عن التقليم يجعل الأطراف المتقصفة تنتشر لأعلى، مما يزيد التكّسر. لذا يجب قصّ الأطراف كل 8-12 أسبوعًا للحفاظ على صحة الشعر.

التعرض للتوتر المزمن

أثبتت الدراسات الحديثة أن التوتر يدفع الشعر لمرحلة "التيلوجين" الراحة، مما يُسبب تساقطه. وهنا يجب ممارسة التأمل، اليوغا، أو تمارين التنفس لإدارة الإجهاد.

نصائح للعناية الفعّالة.. لا تغفليها

أكدت دكتورة نور، أن العناية الداخلية والخارجية ببُصيلات الشعر أمرًا حتميًا للحصول على شعر صحي وجذاب، وذلك مراعاة اتّباع النصائح التالية:

• اختاري منتجات مناسبة لنوع شعركِ "جاف، دهني، مجعد".
• اغسلّي شعركِ بالماء الفاتر وليس الساخن للحفاظ على الزيوت الطبيعية.
• استخدمي أقنعة طبيعية أسبوعيًا مثل "العسل والزبادي للترطيب".
• لا تهملي النوم الكافي والتغذية، فالبروتين والأوميغا 3 أساسيان.

وأخيرًا،الاهتمام بالشعر ليس رفاهية، بل استثمار في صحتك وجمالك؛ وبالتالي إذا استمر تساقط شعركِ رغم تجنب هذه الأخطاء، فاستشيري طبيبًا لاستبعاد الأسباب الطبية مثل "اضطرابات الغدة الدرقية أو نقص الفيتامينات، وتحديد العناية المناسبة لنوع شعركِ. ولا تنسي أن العناية بالشعر تتطلب صبرًا وتكاملًا بين العناية الخارجية والداخلية.