"هي" في مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL.. مكان فريد حيث الطبيعة هي مصدر الجمال

"جوجاك" Gaujacq قرية ساحرة بمناظرها الطبيعية الخلابة، تقع في جنوب غرب فرنسا، مثالية لاستقبال الكاميليا وزراعتها، خاصة بفضل درجات الحرارة المتوازنة للغاية في الصيف والشتاء المماثلة لتلك الموجودة في الصين واليابان، بلدي منشأ الكاميليا.

بين الطبيعة الآسرة والمروج الملونة، ومن قلب قرية جوجاك الساحرة تعرفنا في جولة مميزة شرح فيها كل من "جان توبي" Jean Thoby خبير الكاميليا الدولي، و"نيكولا فوزاتي" Nicola Fuzzati مدير تطوير مكونات مستحضرات التجميل وابتكارها في "شانيل" CHANEL، و"فيليب غراندري" Philippe Grandry مدير المحاصيل في "شانيل" CHANEL، عن مختبر الدار المفتوح وأسلوب الزراعة العضوية، ومزرعة الكاميليا الخاصة بـ "شانيل" CHANEL، والتي هي مكان فريد في العالم يجمع بين التقاليد والابتكار، حيث الطبيعة هي مصدر الجمال.

"هي" في مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL

منذ عام 1998، في جنوب غرب فرنسا، بين تلال "بيارن"Béarn ، و"أدور" Adour الخضراء، في قلب قرية جوجاك، قادت "شانيل" CHANEL مشروعا على نطاق غير عادي حول الكاميليا، زهرة مادموازيل شانيل الرمزية.

Nicola Fuzzati
Nicola Fuzzati

بدأ هذا المشروع بالتعاون مع "جان توبي" Jean Thoby، خبير الكاميليا الدولي، الذي زرع حديقة نباتية لا تضاهى في هذه المدينة الصغيرة لبضعة عقود، مكرسة للحفاظ على النبات. ضمت 2000 نوع من الكاميليا التي تم جمعها في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك اثنان من النباتات الأم التي كانت قد طلبتها غابريال شانيل منذ أكثر من قرن. لقد كانت نقطة البداية لإنشاء محاصيل "شانيل" CHANEL في مزرعة الكاميليا، التي تقع على بعد بضعة كيلومترات من هذه الحديقة الاستثنائية، وتضم ما لا يقل عن 3000 نبات تم جمعها بمرور الوقت من جميع أنحاء العالم من قبل عائلة جان توبي، التي كانت تعمل في علم النباتات لمدة 5 أجيال.

معلومات وفيرة زودنا بها جان توبي خلال جولتنا قائلا: "يشتهر مناخ جوجاك بانتشار هطول الأمطار على مدار الفصول الأربعة. الرياح شبه معدومة، والأرض عميقة والينابيع غزيرة". كما ذكر قائلا: "في عام 1998، بدأنا تعاونا مع مركز أبحاث (شانيل) CHANEL Research، من أجل إجراء التجارب وأخذ العينات والزارعة. من تجربة إلى أخرى، وبعد التبادلات العديدة مع مختبر الكيمياء النباتية، تمكنا في عام 2009 من تنفيذ أول زراعة لكاميليا جابونيكا (ألبا بلينا). لولا مشروع (شانيل) CHANEL، ربما اختفت هذه الكاميليا البيضاء، التي تُزرع فقط في جوجاك".

لا يُستمد الإلهام من الطبيعة بدون دراسة

يؤمن "فيليب غراندري" Philippe Grandry، مدير المحاصيل في "شانيل" CHANEL بأنه لا يمكن أن يستمد أي إلهام من الطبيعية من دون دراسة وبحث عميق وشامل. منذ سنوات عدة، عملت "شانيل" CHANEL على الزراعة والمراقبة والتجربة في مختبراتها المفتوحة الموجودة في مناطق مناخية مختلفة حول العالم، والتي تتبع نهجا بيئيا-زراعيا أخلاقيا، يجمع بين ممارسات الزراعة التقليدية والابتكار العلمي.

مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL

هنا شاركنا فيليب غراندري معلومات متنوعة عن الزراعة العضوية لزهرة الكاميليا، قائلا: "في المزرعة، نزرع 2700 نبتة من نبات كاميليا جابونيكا (ألبا بلينا) في الحقول المفتوحة، وفقا للممارسات الزراعية المطلوبة والصديقة للبيئة، دون أي مدخلات كيميائية. أُجريت زراعة تجريبية في الإيكولوجية الزراعية والحراجة الزراعية للحفاظ على خصائصها الطبيعية وتعزيزها. ستثري هذه الزراعة التكافلية الدائمة التربة، من أجل تقوية النظام البيئي بين النبات والتربة والماء، مع زيادة مقاومة النباتات للآفات".

بعبارات محددة، هذا يعني أن الكاميليا البيضاء محاطة ببيئة جيدة. تعيش النباتات في بيئة بيولوجية طبيعية، في انسجام فيما بينها. على سبيل المثال، يتم البحث عن نباتات مثل القيصوم الألفي بالورق الأبيض وجرب الحقل والنفل الزاحف، لتعمل كطبقة أرضية تعيش وتعمل بالتآزر مع كاميليا جابونيكا (ألبا بلينا). ويضيف: "هذه الزراعة هي نموذج إيكولوجي زراعي حقيقي".

وأثناء جولتنا، لفتنا تنوع الأشجار والشجيرات في الحقول المفتوحة، هذا التنوع يؤدي إلى تعزيز توازن النظم البيئية ومرونتها من خلال توفير الظل الخفيف للكاميليا، ومن ثم زيادة مقاومتها للآفات والاعتداءات. كما يوفر المأوى والغطاء للملقحات والطيور. يتم تحسين جودة التربة وخصوبتها من خلال التجذير العميق الذي يستعيد العناصر الغذائية، ويعيد تكوين فضلات الغابات.

المختبر

يُعد مختبر تحليل النباتات، الذي يرأسه "نيكولا فوزاتي" Nicola Fuzzati، مدير تطوير مكونات مستحضرات التجميل وابتكارها، مكانا مخصصا لابتكار مكونات طبيعية نشطة عالية الجودة، حصريا للدار، والتي تُستخدم في تكوين مستحضرات العناية بالبشرة من "شانيل" CHANEL. يتيح الحوار الدائم بين هذا المختبر ومختبر الأبحاث المتقدمة الموجود في بلدة "بانتان" Pantin الواقعة شمال فرنسا، على تحسين النباتات المستخدمة في إنتاج المكونات بشكل كامل، مع التحكم في جودتها وإمكانية تتبع المنتج. إضافة إلى ذلك، بفضل وجود مختبر التحليل النباتي في أقرب مكان ممكن من المحاصيل، يتم تقليل الوقت بين الحصاد والدراسة، فضلا عن التأثير البيئي. بدراسة دورات حياة النباتات وتطورها على مدار العام وموسمها، يلتزم المختبر بإيجاد أفضل الحلول الوسط بين مراعاة فسيولوجيا النباتات واللحظة التي يكون فيها تركيز الجزيئات محل الاهتمام في أعلى مستوياته.

مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL

المزرعة

لقد كانت الدقة والصرامة والالتزام الأعمدة الأساسية في إعادة تأهيل المزرعة، حيث تُزرع كاميليا "شانيل" CHANEL، كما وضعت المعايير النادرة في عالم المباني الزراعية والهندسة المعمارية المسؤولة بيئيا في الطليعة لبدء الترميم. بدأت CHANEL المشروع منذ نحو 3 سنوات، وقد اشتمل على تجديد جزء من المباني القائمة مع الحفاظ على خصائصها المعمارية المحلية، مع الوفاء بقدر الإمكان لمبادئ الوعي البيئي. كما تمت إضافة مختبر في الحقول للسماح بإجراء التجارب والإنجاز في الموقع والاختبارات على النباتات.

مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL
جان توبي Jean Thoby، خبير الكاميليا الدولي

شكلت جغرافيا المكان، وهي إرث من الذكاء العام، أساس المشروع. تم الحفاظ على التصميم بزوايا قائمة للحماية من الرياح الغربية والقياس بالتحليل الحجمي للمبنى الرئيس حول إطار خشبي جديد. بشكل عام، المواد المستخدمة كلها طبيعية من خشب وحجر وتراب، وقد أعيد تدوير المواد القديمة.

يناسب تصميم المباني الـ 5، الهندسة المجردة تقريبا لمزارع الكاميليا المحيطة، حيث تم التعامل مع الضوء والهواء كموارد في حد ذاتها، تستقبل جميع الغرف ضوء النهار، وتُستخدم مياه الصرف المنقاة بالنباتات لري الحقول.

الكاميليا زهرة رقيقة وقوة من الطبيعة

مع أزهارها الشتوية وأوراقها دائمة الخضرة، تعتبر هذه الكاميليا نباتا فريدا من عدة جوانب، إنها حقا كنز نباتي. من خلال دراسة مقاومة الكاميليا جابونيكا (ألبا بلينا) للصقيع الشتوي، أثبت "مركز أبحاث شانيل" CHANEL Research خصائصها المرطبة الاستثنائية، وهو ما يجعلها المكون النشط الرئيس في مجموعة "هايدرا بيوتي" Hydra Beauty للعناية بالبشرة منذ عام 2009.

وعن هذه الزهرة أوضح نيكولا فوزاتي، مدير تطوير المكونات النشطة وابتكارها: "من خلال تحليل النبات، وجدنا مشتقات الكاتشين، وهي مواد البوليفينول التي برهنت عن مزايا ترطيب مثيرة للاهتمام". وأضاف جان ثوبي: "الكاميليا لها خاصية عدم وجود برنامج للشيخوخة: وراثيا، هي ليست مبرمجة للموت. لذا، كلما مر الوقت، كانت النبتة أكثر جمالا وقوة". وتستمر هذه السمة في إثارة فضول العلماء في "شانيل" CHANEL.

وتظهر أزهار كاميليا جابونيكا مع الصقيع الأول في يناير، ويكون ازدهارها في ذروته في مارس. هذه الزهرة الرقيقة عديمة الرائحة هي قوة من الطبيعة: فلا الماء ولا البرد لهما أدنى تأثير في بتلاتها.

مزرعة الكاميليا الخاصة بـ CHANEL

كما عبر فيليب غراندري، مدير المحاصيل في المزرعة: "هنا كل شيء طبيعي، كل شيء في انسجام مع الطبيعة، نحن نتكيف معها، ولا نحاول ترويضها". وينطبق الشيء نفسه على الحصاد، المنفذ يدويا بالكامل. تُقطف أزهار الكاميليا يدويا، واحدة تلو الأخرى، بعد ندى الصباح، حتى تجف للحصول على أفضل مستخلص منها. توضع الزهور في سلال. ثم، بمجرد وزنها، يتم تجميدها على الفور، للحفاظ على سلامة جزيئاتها النشطة، قبل تسليمها إلى المختبر.

مختبر أبحاث حقيقي مفتوح

أوضح لنا فيليب غراندري: "في كل مرحلة من مراحل عملية الزراعة، يجب أن نبحث عن أكثر الطرق ابتكارا، لذلك نحن في مختبر أبحاث حقيقي مفتوح. يمكننا أن نكون روادا في هذا المجال، ونقدم مسارا جديدا فيما يتعلق بحماية البيئة والتنمية المستدامة والموارد الجديدة التي سيتم تنفيذها أيضا".

لقد أكسب هذا النهج مزرعة مساحتها 70 هكتارا المستوى الثالث من شهادة القيمة البيئية العالية (HVE)، وعلامة في "التحول إلى الزراعة العضوية". يضمن اتحاد كليهما أن الممارسات الزراعية المستخدمة في جميع أنحاء المزرعة تحافظ على النظام البيئي الطبيعي، وتقلل من الضغط على البيئة. هذا هو أعلى مستوى من الشهادات البيئية للمزارع. وهذا النهج يؤتي ثماره بأكثر من طريقة، فلاحظنا بشكل ملحوظ ظهور نوع محمي، لكنه اختفى منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، من الفراشات في المروج المحيطة، وهو فراشة النحاس الجميلة بأجنحة بلون الكركم.

بفضل هذا المشروع غير المسبوق، تضمن "شانيل" CHANEL تهيئة الظروف المناسبة لإنتاج الزهرة التي تميز مستحضرات العناية بالبشرة. في عصرنا، عندما تكون إمكانية تتبع الموارد واستدامتها مسألة بيئية بقدر ما هي قضية أخلاقية واقتصادية، يعتبر هذا المشروع الذي يقع في جوجاك مذهلا وذا قيمة حقيقة، كما تعكس الالتزامات التي تعهدت بها CHANEL، فيما يتعلق بمصادر النباتات، أخذ الإلهام من الطبيعة والعمل في مختبر أكثر إنجازا، ومن ثم الحصول على مكونات مبتكرة وذات سمات خاصة؛ والمشاركة في بناء قنوات التجارة العادلة من خلال استدامة الشراكات مع المنتجين والحفاظ على شكل من أشكال الزراعة دون أن يكون على حساب التنوع البيولوجي، واحترام المعرفة البيئية لمختلف الجهات الفاعلة في المناطق المحلية، أو احترام التآزر بين المكونات المختلفة للنظم البيئية.