معركة النجمات مع حب الشباب... هنا مفتاح النظرة الإيجابية إلى البشرة
إن النظر إلى المرآة ورؤية ما يظهر عليها من بثور وبقع ورؤوس سوداء وندوب ليس بالأمر السهل أبداً. المعاناة من مشاكل البشرة قد تكون في بعض الأحيان محبطة ومؤثرة بشكل سلبي على الثقة بالنفس. ونجد اليوم عدداً من المشاهير الذين يعانون من عيوب البشرة وشوائبها، لأن المال والنجاح والشهرة في الواقع ليست بالضرورة ضمانات لبشرة ناعمة ومثالية.
لكن لم تعد مشكلة حب الشباب والندوب والاحمرار والبقع التي خلفتها البثور موضوعاً محرجاً أو معيباً، والفضل في ذلك يعود إلى حركة حب الشباب الإيجابيةAcne Positivity ؛ وهي صيحة شاركت فيها نجمات يظهرن بشرتهن الحقيقية وما فيها من بثور وعلامات حب الشباب في مثال رائع على حركة حب الشباب الإيجابية وعلى إمكانية الافتخار بإظهار حقيقة بشرتنا بشوائبها ومشاكلها.
معركة النجمات مع حب الشباب
إن وجود الشوائب والبثور أمر طبيعي تماماً، وحقيقة "الكمال" الظاهر على إنستغرام ليست سوى سراباً. هذا هو السبب الرئيسي في تزايد عدد المشاهير الذين اختاروا المشاركة في الحركة الإيجابية لحب الشباب على شبكات التواصل الاجتماعي، من خلال نشر صور منمقة بالفلاتر والتأثيرات المزيفة، إلى جانب الصور الطبيعية التي تظهر حب الشباب والبثور بدون خوف أو خجل، أو حتى في بعض الأحيان صور وفيديوهات تقترح علاجات طبيعية لمحاربة هذه المشاكل. والنتيجة هي منشورات تكون فيها البشرة خالية تماماً من أي منتجات وفلاتر، بهدف تشجيع كل الناس على ألا يخجلوا من أنفسهم. من "ميلي بوبي براون" إلى "تايلور هيل" وصولاً إلى "ليلي راينهارث"، قامت كلّ منهن برواية معركتها مع حب الشباب وصعوبات قبول مظهرهن في المرآة، وبالتالي إيصال رسالة عن ما هو طبيعي إلى العديد من الشابّات اللواتي يتابعنهن.
تضطر بعض عارضات الأزياء مثل "كيندال جينر" و"أدوا أبواه" أحياناً إلى التعامل مع حب الشباب وخوض معركة في وجه شوائب البشرة. وقد اعترفت "أدوا أبواه" بأنها: "في بعض الأيام كنت أعاني حب الشباب، وفي أحيان أخرى لم يكن سيئاً للغاية. لكنه أحياناً كان يظهر بعد أيام من التمتع ببشرة متوهجة". وتابعت بقولها: "كان من المرهق ألا أعرف أبداً كيف ستبدو بشرتي يوماً بعد يوم، لكن مكمن الصعوبة كان في القلق المفرط حيال مظهر بشرتي سواء بسبب العمل أو بسبب من سيلاحظون ظهوره. كنت مهووسة بمظهر بشرتي إلى درجة أن سلوكي أصبح غير صحّي". ولهذا السبب بالتحديد، قررت عارضة الأزياء التحدث بصراحة وإنشاء جماعة مفتوحة لا تمثل فيها البثور مشكلةً.
أما "بريتني سبيرز" فتحدّثت بدورها عن مشكلة توحّد الكثيرات منّا وهي حب الشباب الناتج عن التوتر، وقالت: "حين كنت أصغر سناً، لم أعانِ من مشكلة حب الشباب قبل تصوير أول فيلم لي... كنت متوترة للغاية وقلقة حيال الظهور لأول مرة أمام الكاميرات، مما دفعني للذهاب إلى طبيب جلدي للحصول على منتجات عناية بالبشرة أكثر قوة."
صورة "تايلور هيل" التي تحب أن تظهر نفسها معتمدة ماكياج ومع حبوب وبثور واضحة من خلال صفحتها على إنستغرام، لا تحتاج إلى تعليق. بعض متابعيها يعلّقون على الصور العديدة التي تنشرها بدون استعمال الفلاتر، ويقولون: "بشرة إنسان". و"تايلور" بنفسها لا تكتب تحت صورها أي شيء في بعض الأحيان، مما يثبت أن البشرة المعرضة لحب الشباب لا تحتاج إلى تبرير أو تفسير- حتى على إنستغرام!
أفضل حل مضاد للبثور؟ إنه حب الذات، كما أكدت "كيندال جينر" التي وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع حب الشباب الواضح الذي لا يمكن حتى للمكياج إخفاؤه، عندما اضطرت للسير على السجادة الحمراء في حفل غولدن غلوب للعام 2018. وأطلقت صورها العنان لصخب وسائل التواصل الاجتماعي، إلى درجة أن الكثيرين قاموا بانتقاد عيوب بشرتها، لكنها لم تفقد شجاعتها وأجابت كارهيها بشكل مباشر بالتعليق: "لا تدعي هذا الهراء يوقفك"، على شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها. تعلمت "كيندال" الكثير من هذا الدرس، وهي اليوم عارضة الأزياء الأعلى أجراً في العالم ومسيرتها المهنية خير دليل على ذلك.
وكانت العارضة "إيريس لو" أحدث من تحدث عن هذه المشكلة، وعن كيفية تصالحها مع ذاتها بخصوص هذا الموضوع.
وقالت العارضة والممثلة البالغة من العمر 22 عاما: "بدأت أعاني منه عندما كنت بعمر 13 عاماً ولم يكن الأمر سهلاً. من الصعب أن تكوني عارضة أزياء بهذا النوع من عيوب البشرة، كما كان من الصعب أيضاً التعامل معه في الحياة اليومية. من يعانون من حب الشباب يعرفون أنه من الصعب في بعض الأحيان النوم ليلاً من شدة التوتر".
المعانون من هذه المشكلة جرّبوا كل شيء، من الحلول التقنية المتطورة إلى العلاجات المنزلية الكلاسيكية: بدءًا بتطبيق معجون الأسنان (تقوم بذلك "سارة سامبايو" و"جيجي حديد" أيضاً)، وصولاً إلى الأنظمة الغذائية الخاصة على غرار "فيكتوريا بيكهام" التي تتبع بدقّة وصرامة نصيحة طبيبها بتناول سمك السلمون مرة واحدة على الأقل في اليوم.
ولكن إن كنّا في ما مضى نعتمد على الفوتوشوب لإخفاء العيوب والمكياج القوي لتمويهها، ففي يومنا هذا لم يعد هناك داع للخجل، حتى في صفوف النجمات. فبعد سنوات من الاختباء وهوس الالتزام بالمعايير الجمالية التي يروج لها المجتمع، وجدت الممثلات والمغنيات والعارضات من جميع أنحاء العالم أخيراً الشجاعة لإظهار علامات حب الشباب علانيةً والتخلي عن استخدام الفلاتر والماكياج لأغراض تصحيح عيوب البشرة.
