آثار عملية "تطهير البشرة": ما هي وكيف تتجنّبينها وتعالجينها
عملية "تطهير البشرة" أو ما يعرف بمصطلح skin purging هي ظاهرة تؤثر في بعض الأحيان على ذوي البشرة المعرضة للشوائب بعد استخدام مقشر يترك على البشرة لمدة معينة أو استعمال مكوّن جديد للمرة الأولى. من الناحية النظرية، تعمل هذه المنتجات على تخليص البشرة من المواد العالقة بعمق في المسام، مما يدفعها بسرعة إلى سطح الجلد، ويؤدّي بالتالي إلى انتشار مؤقت لشوائب تشبه الحبوب. ولكن، في النهاية، تختفي هذه الشوائب، ويثبت المنتج المستخدم نتائجه المعهودة الحقيقية.
يصف البعض هذه الظاهرة بالقول إن جلدهم يصبح في حالة أسوأ قبل أن يتحسن ويصير أفضل مما كان عليه، لكن ما الذي يحدث في الواقع؟ دعونا نكتشف معاً كل ما يجب معرفته عن عملية تطهير الجلد أو تنقيته.
أوّلاً، ما هي العوامل المسببة لهذه الظاهرة؟
قد يكون سبب هذه العملية استخدام مقشر كيميائي يذيب الشوائب الموجودة في المسام ويسرع دورة تجدد الخلايا، مما يؤدي إلى نفور المواد التي تسد المسام إلى سطح البشرة بسرعة أكبر. كما أنه من الممكن حصول رد فعل مماثل عند استخدام علاجات أخرى مثل الريتينويدات، وذلك بسبب تأثيرها على كيفية انتقال خلايا البشرة من الطبقات السفلية إلى السطح.
أما حمض الساليسيليك (المعروف أيضاً باسم BHA أو حمض بيتا هيدروكسي) فهو المقشر الكيميائي الأكثر ارتباطاً بهذه الظاهرة لأنه يخترق المسام ويحطّم تراكمات الخلايا الجلدية. كما أنه يذيب الزهم المتكدس داخل المسام لتقليل حجم الانسدادات العميقة داخل البشرة، ذلك إلى جانب عمله على تحسين شكل بطانة المسام. لذلك يمكن لأي انسدادات صغيرة أن تصل بسهولة إلى السطح على شكل رؤوس سوداء أو بثور بيضاء. علماً أن معظم هذه الانسدادات ستشق طريقها في النهاية إلى السطح على شكل كوميدونات مفتوحة (رؤوس سوداء) أو كوميدونات مغلقة (رؤوس بيضاء)، وكلا النوعين يعرف باسم "حب الشباب غير الالتهابي". وفي حال لم يتم علاجها، يمكن أن تؤدي إلى المزيد من بثور حب الشباب الالتهابية، لكن استخدام منتج مثل مقشر BHA يساعد على تسريع العملية وإزالة الانسدادات التي ستسبب في النهاية ظهور حب الشباب. ومع الاستعمال المتواصل، يعمل حمض BHA على التخلص تدريجياً من البثور المسدودة ويساعد على تنقية البشرة عن طريق التخلص من الكوميدونات المغلقة.
كيف نفرّق بين علامات تطهير البشرة والشوائب العادية؟
الطريقة الأفضل للتمييز بين عملية تطهير البشرة والشوائب العادية هي النظر إلى التوقيت. عادة لا تتفاقم الشوائب الناتجة عن حب الشباب عند البدء باستخدام منتج مصمم ليكون فعالاً ضد حب الشباب، في حين تظهر الرؤوس السوداء عند البدء باستخدام منتج معروف عنه أنه يسبب هذه العملية. كما أن الرؤوس البيضاء الناتجة عن تطهير البشرة تبدو في حال أفضل من تلك الناتجة عن الشوائب العادية. فخلال الوقت الذي تنقي فيه البشرة نفسها بسرعة، قد ترين رؤوساً سوداء وبثوراً صغيرة لحمية اللون، بدلاً من البثور الملتهبة أو العقيدات أو الخراجات العميقة عند حدوث. لكن هذه ليست قاعدة مطلقة! وبشكل عام، يميل حب الشباب الناجم عن تطهير البشرة إلى الظهور ثم الاختفاء بشكل أسرع بكثير من الشوائب التقليدية.
كيف تعتنين ببشرتك أثناء عملية تطهيرها؟
مهما فعلت، تجنّبي فقع البثور، وإلّا قد تنتشر البكتيريا وتتفاقم حالة البشرة أو تتشكّل حتى الندبات. ولا تنسي استخدام واقٍ شمسي يومياً، خاصة عند استخدام منتجات مثل الريتينول أو حمض بيتا هيدروكسي.
ويجدر بالذكر أن عملية تطهير البشرة ليست ظاهرة دائمة الحدوث، وبالتالي إن الاعتقاد بأن حالة البشرة يجب أن تسوء قبل أن تتحسن لا ينطبق في جميع الحالات. و يظل السبب الذي يجعل هذه الظاهرة تؤثر على بعض الأشخاص لغزاً، كما هو الحال مع سبب ظهور الكوميدونات على بشرة بعض الأشخاص بدون البثور والحطاطات الحمراء المنتفخة النموذجية لحب الشباب الالتهابي.
إذا كنتِ تستخدمين المقشر الذي يترك على البشرة أو الريتينويد، وشعرت بالآثار التي تحدّثنا عنها، قد تفكّرين في التوقف عن استخدام المنتج على الفور، لكن في الحقيقة عليكِ ألا تفعلي ذلك! بل ننصحك بالانتظار لمدة أسبوعين على الأقل حتى تجتازين هذه المرحلة؛ وإلا سوف تفقدين جميع الفوائد التي يمكن أن تقدمها هذه التركيبات لبشرتك.
إلى متى تبقى آثار تطهير البشرة؟
تستمر بشكل عام حوالي 4 أسابيع (متوسط طول دورة الجلد)، ولكن يمكن أن تبقى لمدة تصل إلى 8 أسابيع. في حال استمرّت الشوائب الخارجة عن المعتاد في الظهور بعد هذه الفترة، حاولي التفكير في المنتجات الأخرى التي تستخدمينها ضمن روتينك، فقد لا يكون السبب عملية تطهير البشرة؛ بل قد تتفاقم الشوائب بسبب عوامل أخرى، مثل الهرمونات أو استخدام الأدوية أو نتيجة لتطورها الطبيعي.
وإن لم تتحسن بشرتك كما تريدين، يوصي الاختصاصيون بزيارة طبيب جلد معتمد، لفحص حالة بشرتك وربما إضافة أدوية بوصفة طبية إلى روتينك.
