كيفية إعادة بناء الجمال بعد تحدي السرطان وتأثيراته على البشرة

كيفية إعادة بناء الجمال بعد تحدي السرطان وتأثيراته على البشرة

ندى الحاج
15 أكتوبر 2024

إعادة بناء الجمال بعد مواجهة تحدي السرطان ليست مجرد مسألة عناية بالمظهر الخارجي، بل هي جزء من عملية الشفاء الكاملة التي تشمل الجسد والنفس. مع تعرض البشرة لآثار جانبية شديدة نتيجة للعلاج الكيميائي والإشعاعي، مثل الجفاف، التهيج، فقدان المرونة، أو حتى التصبغات، يصبح من الضروري تبني روتين عناية خاص يعيد للبشرة صحتها ونضارتها.

إن العناية بالجمال في هذه المرحلة تتجاوز مجرد استخدام المنتجات المناسبة؛ فهي تشمل تعزيز الثقة بالنفس والشعور بالراحة في الجسم. عبر اتباع نظام يغذي البشرة ويرطبها بشكل فعال، واستخدام مستحضرات لطيفة تتناسب مع حساسية الجلد بعد العلاج، يمكن استعادة الإشراقة والجمال الطبيعي تدريجيًا.

في هذه الرحلة، تصبح الراحة النفسية أيضًا جزءًا أساسيًا، حيث يلعب الاعتناء بالجمال دورًا في تحسين الحالة المزاجية، مما يساعد الناجين من السرطان على تجاوز التحديات الجسدية والنفسية التي مروا بها.

كيفية إعادة تجديد البشرة بعد تحديات علاج السرطان
كيفية إعادة تجديد البشرة بعد تحديات علاج السرطان

تأثيرات العلاج على البشرة

قبل الخوض في كيفية إعادة بناء الجمال بعد تحدي السرطان، من المهم فهم تأثيرات العلاجات مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي على البشرة. هذه العلاجات، التي تستهدف الخلايا السرطانية، تؤثر أيضًا على الخلايا السليمة في الجسم، بما في ذلك خلايا الجلد. يؤدي هذا إلى مجموعة من المشكلات التي تحتاج إلى معالجة:

الجفاف الشديد:العلاج الكيميائي يمكن أن يقلل من إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يؤدي إلى جفافها وفقدان الرطوبة بشكل كبير.فالجلد الجاف والمثير للحكة أمر شائع أيضاً مع العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي. فعندما يكون الجلد جافاً جداً ومتشققاً، استخدمي المرطبات التي تحتوي على حمض الساليسيليك واليوريا وجل الألوة فيرا. كما رطبي بشرتك واستخدمي الكريمات أو المستحضرات الموصى بها لمنع جلدك من الجفاف والحكة. كذلك تجنبي المنتجات التي تحتوي على العطور كمكوِّن، لأنها يمكن أن تجفف بشرتك أكثر أو تهيجها. لذا أضيفي دقيق الشوفان إلى حمامك، حيث يمكن أن يقلل الحكة، وخذي حماماً قصيراً مع ماء فاتر وليس ساخناً ثم ضعي كريم البشرة أو المرهم بعد أن تجفي من الاستحمام ولكن بينما لا تزال بشرتك رطبة قليلاً. كما يمكنك وضع قطعة قماش باردة أو ثلج على البشرة الجافة والمصابة بالحكة.

العلاج الكيميائي يمكن أن يقلل من إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يؤدي إلى جفافها
العلاج الكيميائي يمكن أن يقلل من إنتاج الزيوت الطبيعية في البشرة، مما يؤدي إلى جفافها

الحساسية والتهيج:تصبح البشرة أكثر حساسية بعد العلاج، ويؤدي ذلك إلى ظهور تهيجات واحمرار، مما يجعل من الصعب استخدام العديد من المنتجات التجميلية التي قد تحتوي على مكونات قاسية.
التصبغات وفقدان التوهج الطبيعي:بعض المرضى قد يعانون من تصبغات جلدية نتيجة التغيرات في صبغة الجلد بسبب العلاجات. أيضًا، يفقد الجلد توهجه الطبيعي ويبدو باهتًا ومتعبًا.
فقدان مرونة الجلد:العلاج الإشعاعي يمكن أن يؤثر على مرونة الجلد، مما يؤدي إلى ترهل البشرة وظهور علامات تقدم السن مثل التجاعيد والخطوط الدقيقة.
خطوات لإعادة بناء الجمال بعد العلاج

الترطيب العميق وإصلاح حاجز البشرة

بعد العلاج الكيميائي، يصبح حاجز البشرة الواقي ضعيفاً، مما يجعلها أكثر عرضة للجفاف والتلف. أول خطوة في إعادة بناء البشرة هي تعزيز الترطيب باستخدام منتجات غنية بالمكونات المرطبة مثل حمض الهيالورونيك والسيراميدات. هذه المكونات تعمل على استعادة توازن الرطوبة في البشرة، مما يساعدها على الاحتفاظ بالماء لفترة أطول.

المنتجات التي تحتوي على زيوت طبيعية مثل زيت الجوجوبا أو زيت الأرجان تعتبر خياراً ممتازاً أيضاً، لأنها تغذي البشرة وتعيد لها نعومتها بدون أن تسبب تهيجاً إضافياً.

شرب الماء

يعد شرب الماء من أهم الخطوات للحفاظ على بشرة رطبة خالية من الجفاف ومشاكل الحكة. فشرب الماء بكثرة أثناء العلاج الكيميائي يساعد في إزالة السموم من الجسم ويعمل على جعل مظهرك ليناً ومرناً، كما يساعد في  تحسين أنسجة البشرة العميقة، ما يساهم ذلك في الحصول على بشرة مشرقة بالشكل الطبيعي. لذا احرصي على شرب 8 أكواب من المياه يوميا للحفاظ على بشرة طرية ولطرد السموم من جسمك.

يعد شرب الماء من أهم الخطوات للحفاظ على بشرة رطبة خالية من الجفاف
يعد شرب الماء من أهم الخطوات للحفاظ على بشرة رطبة خالية من الجفاف

استخدام منتجات لطيفة وخالية من العطور

البشرة بعد العلاج تكون حساسة بشكل مفرط، لذا من الضروري استخدام منتجات لطيفة وخالية من العطور والمواد الكيميائية القاسية. فابحثي عن مستحضرات العناية بالبشرة المصممة للبشرة الحساسة والتي تحتوي على مكونات مهدئة مثل الألوة فيرا والبابونج، التي تساعد في تهدئة الالتهابات وتقليل الاحمرار.

الترميم باستخدام مضادات الأكسدة

التعرض للعلاج الكيميائي والإشعاعي يمكن أن يؤدي إلى زيادة مشاكل في الجسم، مما يساهم في تلف خلايا البشرة. فمضادات الأكسدة، مثل فيتامين سي وفيتامين هـ، يمكن أن تساعد في حماية البشرة من هذا الضرر وتعمل على ترميم البشرة المتضررة. تعمل مضادات الأكسدة أيضاً على تحسين إشراقة البشرة وتقليل التصبغات الداكنة التي قد تظهر بعد العلاج.

الحماية من الشمس

البشرة التي تعرضت للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي تكون أكثر عرضة للتلف الناتج عن الشمس. فمن المهم استخدام واقي شمس بعامل حماية عالٍ SPF 30 أو أكثر بشكل يومي، حتى في الأيام غير المشمسة.فواقيات الشمس الفيزيائية التي تحتوي على أكسيد الزنك أو ثاني أكسيد التيتانيوم تعتبر خياراً مثالياً للبشرة الحساسة، حيث أنها توفر حماية فعالة دون التسبب في تهيج.

العناية بالتصبغات

التصبغات الناتجة عن العلاج الكيميائي قد تكون مصدراً للقلق، ولكن يمكن التعامل معها باستخدام مكونات مثل النياسيناميد وحمض الكوجيك وحمض الأزيليك، التي تساعد في تفتيح البشرة وتوحيد لونها. من الضروري تجنب استخدام منتجات التقشير القاسية أو العلاجات الكيميائية القوية في هذه المرحلة، حيث يمكن أن تؤدي إلى تفاقم التهيج.

استخدام واقي شمس يحمي البشرة التي تعرضت للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي
استخدام واقي شمس يحمي البشرة التي تعرضت للعلاج الإشعاعي أو الكيميائي

تحفيز تجدد خلايا البشرة

بالإضافة إلى الترطيب والحماية، يحتاج الجلد إلى تحفيز عملية تجدد الخلايا الطبيعية. لذا يمكنك تحقيق ذلك من خلال استخدام منتجات تحتوي على مكونات لطيفة مثل الريتينويد بجرعات منخفضة، التي تساعد في تعزيز تجديد الخلايا وتحسين مظهر البشرة على المدى الطويل.

العناية بالجمال والشعور بالراحة النفسية

العناية بالجمال بعد تحدي السرطان ليست مجرد محاولة لاستعادة المظهر الخارجي، بل تلعب دوراً كبيراً في تحسين الحالة النفسية وزيادة الثقة بالنفس. فبالنسبة للعديد من الناجين من السرطان، استعادة الجمال الجسدي يعيد لهم شعوراً بالسيطرة والقوة.

من المهم في هذه المرحلة أن تكون عملية العناية بالجمال تجربة إيجابية. يمكن استخدام العناية بالبشرة والجمال كوسيلة للاسترخاء وتخفيف التوتر، مثل القيام بجلسات تدليك الوجه أو استخدام أقنعة الترطيب التي تمنح إحساساً بالراحة.

الاهتمام بالمظهر كجزء من الشفاء العاطفي

التغيرات الجسدية التي تحدث بعد علاج السرطان قد تكون صعبة التكيف معها، ولكن التعامل معها عبر الاهتمام بالمظهر الشخصي يمكن أن يكون خطوة هامة نحو الشفاء العاطفي. فالاهتمام بالبشرة والشعر والمظهر الخارجي يساعد على تعزيز الثقة بالنفس ويعيد الإحساس بالتحكم في الجسم الذي قد تشعر المريضة بأنها فقدته خلال فترة العلاج.

فالاهتمام بالبشرة  يساعد على تعزيز الثقة بالنفس ويعيد الإحساس بالتحكم في الجسم الذي قد تشعر المريضة بأنها فقدته خلال فترة العلاج
فالاهتمام بالبشرة  يساعد على تعزيز الثقة بالنفس ويعيد الإحساس بالتحكم في الجسم الذي قد تشعر المريضة بأنها فقدته خلال فترة العلاج

تطبيق ماسكات طبيعية

استخدام الألوة فيرا

يعد الألوفيرا من أكثر المكونات الطبيعية الفعالة في ترطيب البشرة والعناية بها خاصة بعد العلاجات الكيميائية والتعرض للإشعاعات التي تؤدي إلى حرق الجلد وبالتالي جفافها، والشعور بالحكة. فالألوفيرا يلعب دور فعال في هذه الحالة، إذ يساعد على تهدئة الحروق وتعزيز نمو خلايا جديدة، فضلاً عن دوره الفعال في الحصول على بشرة ناعمة ونضرة. فامزجي العسل مع الألوة فيرا للمساعدة على الوقاية من نمو خلايا سرطانية جديدة، وللوقاية من بشرة جافة ومقشرة.

نذكرك دائماً بضرورة تجربة هذه الوصفات على جزء من جلد يدك الداخلي عند المعصم قبل إستخدامها على كافة وجهك مباشرة، تجنباً لتحسس البشرة عند البعض على المكونات المذكورة.