ناتالي بروسار مديرة الاتصالات العلمية في مجموعة "شيسيدو": Shiseido طليعية وسابقة لعصرها
حوار: عدنان الكاتب
في مدينة لشبونة، التي تم اختيارها عاصمة الابتكار الأوروبية، حضرت للعام الثاني على التوالي القمّة العالمية لـ "شيسيدو" الشركة اليابانية الأكثر ابتكارا لمستحضرات التجميل في العالم، وهناك التقيت "ناتالي بروسار" Nathalie Broussard مديرة الاتصالات العلمية لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في مجموعة "شيسيدو"، للمرة الثانية، بعد لقائنا الأول في مدينة البندقية الإيطالية. وحدّثتني "بروسار" المغربية الأصل، والتي انضمّت إلى "شيسيدو" في عام 2017 بعد خبرة عشرين عاما في مجال التجميل والعناية بالبشرة، عن الاتجاهات الجديدة في هذا القطاع، ونجاح الشركة بالدمج بين الابتكار والتقاليد ومراعاة البيئة، في ظل التجاوب الحذق مع متطلبات المستهلكين المعاصرين.
لدى "شيسيدو" إرث عريق في عالم الجمال والعناية بالبشرة. كيف تستمر العلامة في الابتكار مع الحفاظ على تراثها وإخلاصها لقيمها في الوقت نفسه؟
تواصل "شيسيدو" الابتكار من خلال دمج القيم اليابانية التقليدية بالتطورات العلمية الجديدة والتقنيات الحديثة، في ظل سعيها الدائم إلى تلبية احتياجات واهتمامات المستهلكين المتغيرة باستمرار. فلا يكون الابتكار شيئا إذا لم يلبّ حاجة عبّر عنها المستهلكون.
ما هي الاتجاهات الرئيسة التي ستحدد مسار قطاع العنــــايـــــة بالبـــشـــرة في عــــام 2025، وكــيـــف تســتــطـيـــــع "شيسيدو" أن تواكب هذه الاتجاهات من موقعها الريادي؟
الاتجاهات الرئيسة التي بدأت بالظهور تضمّ النهج الشمولي للجمال، والاستلهام من الطبّ وخصوصا من علاجات التجميل، والاستدامة. أوّلا، ستبقى "شيسيدو" متمسّكة بفلسفتها وتؤكّد مكانتها الرائدة في سياق الجمال الشمولي، لأن طموحها منذ تأسيسها كان تقديم حلول شاملة تأخذ بعين الاعتبار الجسم والعقل، للتجميل وتحقيق الرفاهية للناس. كذلك، كانت "شيسيدو" من بين أوائل من استمدّوا الإلهام من المجال الطبي عبر استعارة حمض الهيـــالورونيك وجعل استخدامه "ديمقراطيا" في مستحضرات التجميل (وهو أصبح اليوم أشهر مكون في مستحضرات التجميل). ومن هنا، ولدت مجموعة "بايو-برفــــورمـــانـــــس" Bio-Performance التي تواصل توفير ابتكارات مستوحاة من التقنيات التجميلية. وفي ما يتعلق بالاستــــدامــــة، قلــيــــل من النــــاس يعـــرفــــون أن "شيــسـيــدو" طرحت أولى عبواتها القابلة لإعادة التعبئة في عام 1926! وقد بدا الأمر عديم الفائدة في ذلك الوقت، قبل أن يصير النهج المستدام اليوم ضروريا. وبالتالي، لطالما كانت "شيسيدو" طليعية (وأحيانا في وقت سابق قليلا عن اللازم بالنسبة لعصرها)، ونجد اليوم كل قناعاتنا السابقة راسخة في التطورات الحالية والأحداث الجارية، فيمكننا القول إننا كنّا بطريقة ما خلف بعض هذه الاتجاهات الجديدة ولكن منذ وقت طويل.
لطالما كانت طقوس الجمال اليابانية جزءا لا يتجزأ من فلسفة "شيسيدو". هلا أخبرتنا كيف تستمر هذه الطقوس في إلهام منتجاتكم العصرية؟
تهدف طقوس الجمال اليابانية إلى العمل بطريقة شاملة ومتكاملة لضمان أن تكون البشرة في حالة وصحّة جيدتين، وينطوي ذلك على إجراءات وقائية وتصحيحية. إن كل منتج وكل فعل مصمم لغرض محدد، وقبل كل شيء مدعوم بالعلم في تركيبات حديثة. على سبيل المثال، إن الترطيب هو أساس الروتين الياباني، لأنه ثبت أن الترطيب ضروري لعمل الخلايا بشكل جيّد وأنّه فعّال في الحد من ظهور علامات الشيخوخة. كما أن تقنيات التدليك والتطبيق مهمة أيضا، وقد أظهرت الأبحاث أن الضغط اليدوي يحفز تجدد البشرة. ولا ننسى قوام المنتج وعطره، فهما جزء لا يمكن تجاهل فوائده، إذ تساعد جوانبهما الحسّية على تخفيف التوتر وبذلك مواجهة تأثيره السلبي على البشرة. وأخيرا وليس آخرا، هناك الحماية من الأشعة فوق البنفسجية التي تعتبر خطوة أساسية في روتين الجمال الياباني، بفضل الوعي الكبير جدا بتأثير الأشعة فوق البنفسجية على شباب البشرة.
تزداد أهمية الاستدامة بالنسبة للمستهلكين بشكل كبير. كيف تُدخل "شيسيدو" الممارسات المستدامة إلى عملية تطوير أحدث منتجاتها؟
في "شيسيدو" نلتزم التزاما عميقا بالحد من تأثيرنا على البيئة، ولهذا نبحث باستمرار عن التقنيات "الخضراء" في المكونات أو التعبئة أو عمليات الإنتاج، بهدف أن نصبح روادا في مجال الاستدامة. على مستوى تطوير المنتجات، نحصل على المكونات من مصادر أخلاقية، ونقدم عبوات أكثر مراعاة للبيئة أي قابلة لإعادة التعبئة وإعادة التدوير أو مصنوعة من مواد معاد تدويرها.
بصفتك خبيرة علمية في مجال التجميل، ما هو نهجك في تحقيق التوازن بين العلم والطبيعة عند تطوير تركيبات جديدة للعناية بالبشرة؟
في كثير من الأحيان، يستلهم باحثونا من المعرفة القديمة المتوارثة عن الأجداد لقوى الطبيعة ومنافعها، ويحاولون تعزيزها من خلال العلم والتقنيات الجديدة. أعطي هنا مثال نبات القرطم المستخدم منذ قرون في اليابان، والذي ألهمنا ابتكار SafflowerRED، وهو المكون النشط المميز والحائز براءة اختراع في مجموعة "فايتل برفكشن" Vital Perfection، والذي يملك خصائص قوية وفعالة في مكافحة الشيخوخة وتجديد البشرة.
سوق الشرق الأوسط سوق ديناميكية تتطور وتنمو. هل تقوم "شيسيدو" بتكييف منتجاتها لملاءمة حاجات وتفضيلات العناية بالبشرة لدى نساء المنطقة؟
تشكّل مراكز الابتكار الستة الخاصة بنا، والموجودة في اليابان والصين وسنغافورة وفرنسا والولايات المتحدة، شبكة عالمية من الخبرات التي تعتمد على كل منطقة من مناطقها لتلبية توقعات العملاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك العملاء في الشرق الأوسط، مع البقاء على توافق تام مع نهج "شيسيدو" الجمالي الشمولي.
150 عاما من الريادة
منذ تأسيسها في العاصمة اليابانية طوكيو قبل أكثر من 150 عاما، احتلّت "شيسيدو"Shiseido مكانة ريادية في مجال العناية بالبشرة، منطلقة من الثقافة والتقاليد اليابانية، ومتسلّحة بالأبحاث والتجارب العلمية، ومدفوعة برغبتها العنيدة في الابتكار الحقيقي. جمعت عبر تاريخها أفضل ما في الممارسات الشرقية والغربية، ووجدت في التناقض تناغما مثمرا لعب دورا كبيرا في تشكيل وجه هذه الصناعة، من خلال منتجات جمالية متقدمة تلبي حاجات مستهلك العصر وتتوافق مع نهج "شيسيدو" الشمولي وتأخذ بعين الاعتبار تأثيرها على البيئة الطبيعية.
وقد نظّمت الشركة حديثا، وللسنة الثالثة على التوالي، قمّة مكرّسة للابتكار في مجال التجميل، بهدف عرض أحدث ابتكاراتها والتطورات العلمية، إضافة إلى تحليل الاتجاهات المستقبلية في هذه الصناعة، بمشاركة خبراء "شيسيدو" القادمين من باريس ونيويورك ويوكوهاما. وكشفت النقاب عن تكنولوجيا جديدة طوّرتها بالاستلهام من إجراءات طب التجميل، وتحديدا علاجات الليزر، ووظّفتها في مستحضرها الطليعي الجديد "بايو-برفورمانس سكن هايفورس كريم" Bio-Performance Skin HIForce Cream، الذي يجدّد مظهر البشرة من الداخل إلى الخارج، ليمنح النساء فرصة غير مسبوقة للتحكم بمظهر بشراتهن.