منى قطان لـ "هي": مجموعة KAYALI Oudgasm تجسد فنّ وتقاليد مزج العطور في الشرق الأوسط
بكل شغف وحب عملت "منى قطان" على ابتكار مجموعة عطورها الجديدة "عودجازم" Oudgasm، والتي استلهمتها من حبها الشديد للعود وشعور البهجة الذي يغمرها به. نظرا لحدّة هذا المكون، وغناه وجماله، أدركت "منى" خلال عملها على ابتكار هذه المجموعة أنّ النفحات لا يُمكن أن تُختصر في عطر واحد، حيث أرادت أن تكشف العود ومختلف جوانبه المتألقة في تركيبات تأسر القلوب. في حواري الخاص والممتع معها شاركتني وقارئات "هي" مراحل تصميم العطور الـ 4 الجديدة، وأخشاب العود المعطّرة، والتي أرادت من خلالها تعزيز سحر العود واستكشاف العالم اللامتناهي لإمكانيّات مزج العطور في الشرق الأوسط.
حوار: "ماري الديب" Mari Aldib
برأيك، ما الذي يجعل عطور KAYALI فريدة من نوعها؟
لطالما أحببت فنّ العطور، وقد تطوّر شغفي عندما بدأت أفهم أصولي الشرق أوسطية والأهميّة التي يتمّ إيلاؤها للعطر في المنطقة، وهو ما ألهمني ابتكار KAYALI، وقد استوحيت الاسم من كلمة "خيالي" باللغة العربيّة. أمّا ولعي بالعطور فكان دائما رغبة منّي في الشعور بالفرادة والتميّز برائحة مختلفة. وحقّقت ذلك من خلال المزج بين العطور لإبراز تفرّدي. يقوم جوهر KAYALI على الجانب المرح في شخصيّتي، والذي يحبّ تجريب أمور جديدة، وهو ما يُضفي طابعا فريدا على العلامة، جميع عطورنا مصمّمة لتُستخدم مع بعضها البعض، وهذا يتيح لك ابتكار عطرك الخاص كلّ يوم، لتعبّري بذلك عن نفسك أو عمّا تشعرين به.
ما مصدر إلهامك لابتكار مجموعة Oudgasm؟
لطالما كنت مولعة بنفحات العود. عندما انتقلت للعيش في دبي قبل 20 عاما، اكتشفت أنه يحظى بأهميّة عميقة في الشرق الأوسط، حيث إنّه يرمز إلى التقاليد والتراث. ونظرا للعلاقة مع العطور في هذه المنطقة، فإن التعطر هو تقليد يُجسّد شكلا من أشكال حبّ الذات. من تعطير الجسم إلى تعطير المنزل، لطالما أبهرتني هذه التقاليد، وأنا أطبّقها في حياتي، وبذلك فإنّ ابتكار مجموعة لمشاركة الحبّ ونشر التقاليد كان القرار الأمثل بالنسبة إليّ. أعتقد بأنّ العود لا يتناغم مع أذواق الكثير من الأشخاص، أو أنّهم قد يعتبرونه قويا جدا. بالنسبة إليّ، تمنحُ العطور إحساسا ممتعا، وقد أردت أن أُعبّر عن ذلك من خلال العطور التي ستجعل العود يروق للجميع، إلى جانب الإشادة بإرثه الغنيّ.
هل تستمدّين الإلهام من أماكن أو تجارب محدّدة؟
الشمّ هو الحاسّة الأقوى لدينا، فجهازنا الشمّي مرتبط مباشرة بالجهاز الحوفي في الدماغ، وهو الجزء من الدماغ المرتبط بالعواطف والذاكرة. نظرا لهذا الارتباط المباشر، فإنّ الروائح تستحضر عواطفنا وذكرياتنا من دون أيّ عوائق. على سبيل المثال، عند ابتكار عطور "غورمان"، أشعر بأني أشتمُّ بكلّ وضوح قوالب حلوى أعياد الميلاد خلال سنوات طفولتي، ما يغمرني بالسعادة، وقد ألهمني ذلك الشعور ابتكار عطر Vanilla | 28. كلّما أكون في سفرة خارج الشرق الأوسط وأستنشق نفحات العود، فإنّ ذلك بمنزلة آلة زمنيّة حسيّة تُعيدني إلى دبي، إلى أجواء الألفة والحميمية في المنزل.
أخبرينا عن خطوات عمليّة ابتكار مجموعة Oudgasm، من الفكرة الأوليّة حتى الحصول على المنتج النهائي؟
استغرق العمل على هذه المجموعة 5 سنوات، وكان من المهمّ جدا بالنسبة إليّ أن تجسّد تراث العود وجوهر KAYALI، على أن تكون قادرة على نشر العود على مستوى العالم. لطالما رغبت في ابتكار عطر بنفحات العود، لذا فقد استعنت بواحد من أبرز صانعي العطور في المنطقة Hamid Merati-Kashani، وسُرعان ما تكوّنت لدينا هذه المجموعة. تمثّلت فكرتنا في توسيع الحدود وابتكار شيء غير مسبوق، يُشيد بأساليب التعطّر التقليدية ويقدّم خيارات مختلفة حتى يجد الجميع عطر العود المناسب له. لهذا السبب تضمّ المجموعة أربعة عطور يتّسم كلّ منها بحدّة مختلفة لنفحات العود، مقترنة بنفحات بارزة مختلفة تماما.
صِفي لنا كلّ عطر بطريقة مختصرة.
يوازن عطر Vanilla Oud | 36 بين جمال الفانيلا والراحة التي تمنحها، ونفحات العود الآسرة لعطر غنيّ يفوح بحلاوة جذّابة، إنّه عطر العود الأنسب لمن هُم غير معتادين على نفحات العود. يُشيد عطر Rose Oud | 16 بملكة الزهور، مزيج من الورد مع لمسة من العود، والنتيجة تركيبة عطريّة شاعريّة وفاخرة. Café Oud | 19 هو عطري المفضّل، إنّه عطر يحرّك العواطف ويجمع بين نسمات الكابتشينو القشدية ونفحات العود الراتنجيّة الأقوى. أمّا Tobacco Oud | 04 فيتّسم بدفء فائق، ويجمع بين نفحات العود الجريئة ونسمات التبغ العسليّة، إنّه العطر الذي سيأسر قلوب عشّاق العود.
أخبرينا أكثر عن اسم مجموعة Oudgasm. وما كان التحدّي الأبرز الذي واجه ابتكار هذه المجموعة؟
كان لا بدّ لاسم المجموعة ألّا يقلّ جرأة وجاذبيّة عن العطور نفسها. لطالما اعتَبرت أنّ العطور تمنح إحساسا ممتعا، ومن هنا توصّلنا إلى تسمية Oudgasm. وقد تمثّل التحدّي الأكبر في استعراض جمال العود وحدّته ضمن تركيبات عصريّة، من دون أن تطغى على جوهره المذهل. وفي 5 سنوات، توصّلنا إلى مزيج متناغم من النفحات، حيث تمتزج بسلاسة لمنح تجربة عطريّة لا تُنسى.
يلاقي المزج بين العطور رواجا كبيرا في منطقة الشرق الأوسط، هل تعتقدين أنّ من الممكن مزج أيّ من عطور مجموعة Oudgasm مع غيره من عطور KAYALI؟
أُطلقت عطور KAYALI تجسيدا لفكرة مزج العطور، بما أنّي أعتبر أنّ جميع العطور قابلة للمزج. إنّها طريقة رائعة ليصبح كلّ شخص الفنّان المُبتكر لعطره الخاص. وكلّما أطلقنا عطرا جديدا فإنّنا نرفقه باقتراحاتنا للعطور التي أحبّ مزجها معه، وهي بمنزلة دليل صغير لمساعدة الأشخاص على تجريب توليفات خاصة بهم.
ما نصائحك ليدوم تأثير العطر وقتا أطول.
احرصوا دوما على أن تكون البشرة مرطّبة، باستخدام مرطّب، بلسم أو زيت. وتُعدّ الزيوت المعطّرة كذلك طريقة لتعزيز عطركم وإضفاء غنى أكثر على عمليّة مزج العطور. طبّقوا العطر دائما على نقاط النبض، كما أنّ رشّ العطر على ملابسكم يجعله يفوح أكثر ولمدّة أطول، بما أنّ البشرة تمرّ بمراحل كثيرة خلال اليوم، في حين تحافظ الملابس على العطر لمدة أطول. ومن شأن استخدام رذاذ للشعر أو حتى رشّ العطر على منشفة شعركم أو الفرشاة قبل تسريحه، أن يضمن تعزيز الأثر العطري، حيث ستفوح منكم رائحة تدوم. أمّا نصيحتي لإتقان عمليّة مزج العطور، فهي تطبيق العطور دائما بحسب حدّتها، أي أن ترشّوا العطر الأكثر حدّة أولا، والعطر الأخفّ أخيرا.
ما رسالتك إلى عشّاق العطور؟
العطور شكل من أشكال الفنون، فهي مُبتكرة، وجميلة، وممتعة، وتجريبيّة وقويّة. لذا، استفيدوا من ذلك واستمتعوا بعطوركم.
