APOM "جزء منّي".. نفحات حسية آسرة من العطار Francis Kurkdjian

APOM "جزء منّي".. نفحات حسية آسرة من العطار Francis Kurkdjian

مايا صبّاح
23 سبتمبر 2024

باريس – "مايا صباح" MAYA SABBAH

ليس من الغريب أن تدخل إلى عالم العطار الفرنسي "فرانسيس كوركدجيان" Francis Kurkdjian، وتقع في عشق كل مكونات منتجاته، من العطور إلى المستحضرات الأخرى. عندما دخلنا في البداية إلى حديقة العطار في "فيرساي" Versailles والتي كانت بمنزلة الزيارة الأولى لنا لعالم الدار الواسع، تعمقنا عن قرب في فلسفة الدار، وفكر مؤسسها الذي يهوى الأزهار والطبيعة والمكونات المستحضرة من الأرض يقدّسها ويعطيها القيمة التي تستحقها، وهو ما دفعه إلى التعاون مع قصر "فيرساي" Versailles التاريخي، لإحياء إحدى حدائقه المقدسة والثمينة.

يحضّر لعطوره بتمعّن، وينتقي المكونات بذكاء ووعي وإدراك. خلف عبواته رسائل كثيرة، وفي تركيباته سحر لا يوصف ونغمات حسية آسرة. اليوم وبإطار الإبداع الذي يتميّز به، يعود العطار إلى سنة 2009، تاريخ تأسيس الدار التي تحمل اسمه، ويعيد إلى الواجهة عطرَين، أحدهما نسائي والآخر رجالي، أصدرتهما الدار انطلاقا من عنوان واحد، وها هما يلتقيان اليوم في عطر واحد، في APOM.

APOM "جزء منّي".. نفحات حسية آسرة

APOM وهو اختصار لعبارة: a part of me أي "جزء منّي"، أصبح فعلا جزءا مني على الفور عندما جرّبته. إذ ما إن يُلامس العطر البشرة حتّى تفوح رائحة العنبر والأزهار والفوجير المألوفة. في نفحاته المشرقة قصص وحكايا كثيرة، إذ تتلاشى الطبقات العلوية المضيئة، المدعومة بإشراق النيرولي البلوري، لتفسح المجال للطبقات الوسطى الزهرية الحلوة. ويتجلى التوازن الماهر بين اللافندر العطري المتفجر وزهرة البرتقال السخية التي لا تقاوم، ملفوفين بعبق الفانيليا الدافئ والرقيق. ويتعزز هذا الأثر الباقي بلمسات من نبتة اليلانغ يلانغ المشمسة، ليطول في دفء المسك الأبيض.

APOM

 

لقطات عفوية ومشاعر حقيقية

كيف قدّم لنا هذا العطر، فكان ذلك عبر فيلم قصير مؤثر؟ لطالما أدرك "كوركدجيان" Kurkdjianكيفية إيصال الرسالة، فقبل أن نجرب العطر شعرنا بالإبداع. شعر العطار بالحنين إلى الأفلام الدعائية التي كانت تُرافق العطور في الماضي. فكانت تلك الأفلام عبارة عن تحف فنيّة بحدّ ذاتها، تُسلّط الضوء على حرفيّة العطّارين وتروي حكايتهم. فقد أراد أن يخصّ عطر APOM بحملة إعلانية بعيدة عن مقاطع الفيديو القصيرة الشائعة على مواقع التواصل الاجتماعي.

بالتعاون مع المخرج "سيريل تيست" Cyril Teste، الذي ترجم إبداعات الدار غير المرئية بلغة الصورة، ابتكر "فرانسيس كوركدجيان" Francis Kurkdjian فيلما دعائيا مدّته خمس دقائق، نفّذه فريق سينمائي في ظلّ ظروف واقعية. لقطات واقعية غمرتنا من جديد، وأخذتنا إلى عالم الدار الخيالي الآسر.

apom

 

مشاعر حقيقية وعبارات عميقة، شاركنا بها العطار سواء عن داره أو عن بداياته أو عن تعاونه مع المخرج "سيريل تيست" Cyril Teste أو عن العطر بحد ذاته وابتكاراته التي لا حدود لها. ومن أهم الأمور التي سطعت في ذهني عند كلامه عن العطر قائلاً: "أجمل ما في عملية ابتكاراتي هو الحرية"، أهمية الحرية في الاختيار والابتكار والتي تفتح آفاقنا إلى ما لا حدود له. وبالتفصيل: "أمتلك في دار العطور التي تحمل اسمي حرية العودة إلى أرشيفي. ومع عطر APOM الجديد، جمعتُ أفضل ما يتميّز به العطر النسائي بنفحاته المرهفة والمشرقة، والعطر الرجالي بنفحاته الراقية والآسرة".