
دليلكم الشامل لأحدث اتجاهات العطور.. من بصمات دور الأزياء إلى سحر العود
قبل أن نفكر حتى في تجريب عطر جديد وصل إلى رفوف المتاجر، تجد الكثيرات منّا أن موضوع العطر أصبح نقطة نقاش تتمحور حول ما إذا كان من علامة حصرية متخصصة، أو عطرا راقيا، أو حاملا اسم نجمة مشهورة، أو مموها الحدود بين عطور الرجال والنساء. وبالنسبة إلى العطور التي يطلقها المشاهير، فقد تقلّصت أهميتها، لأن خياراتنا الجمالية والعطرية صارت شخصية أكثر ومعبّرة أكثر عن هوياتنا وأذواقنا وشخصياتنا.

التنافس على جذب المستهلكين وصل إلى مستوى عال جدا، في ظل تركيز أكبر دور الأزياء على العطور كجزء أساسي من حضورها في السوق، ويحرص كبار العطّارين لديها على ربط كل أريج بهوية أزيائها. فلننظر مثلا إلى دار "بالمان" التي اتخذت قبل فترة وجيزة خطوة أدخلتها رسميا إلى عالم الجمال من خلال عطور نابضة بالحرّية والقوة وتعكس رؤية المبدع "أوليفييه روستان"، منها "بالمان روج"Balmain Rouge المثالي للموسم الجديد بباقة من الفاكهة والأزهار داخل قارورة معاصرة. وفي مقاربة جديدة لتنسيق إطلالات العارضات، اختارت بعض الدور أن تتوّج استعدادتهن في كواليس العروض بعطور محددة، كما لاحظنا على منصة "هيرمس" و"بالمان" و"لويس فويتون"، حيث مرّت العارضات بجانب ضيوف الصفوف الأولى، وظلّت نسماتهن المعطّرة عالقة بعد مغادرتهن. وفي عرض "فيكتوريا بيكهام" لموسم خريف وشتاء 2024، تنكّهت الأجواء بدفء شموع معطّرة عابقة بلمسات الفانيليا والبرقوق والتونكا، ومستوحاة من ذكريات جزيرة جافا المحفورة في مخيلة مؤسسة الدار، التي قالت: "إن العطر هو جسري بين الأزياء والجمال".


بين المشاهير وحملات العطور الإعلانية رابط طويل الأمد، وقد سحرتنا حديثا "جيجي حديد" وجه عطر "ميليون غولد فور هر" Million Gold For Her الساحر بنفحات الإيلانغ إيلانغ والورد ومزيج ملحيّ معدني، والمناسب تماما لمن ترغب في أسر جميع الأذواق. ومعظم عاشقات العطور يعترفن بروعة إبداعات "ديور" العطرية، بما في ذلك عهد "ريهانا" كنجمة "جادور"J’Adore . فتثمر حملات العطور مبيعات هائلة حين تجتمع فيها عوالم الجمال والشهرة وتشويق الأفلام لترفع العطر إلى مكانة أسطورية. وبالحديث عن العطور الأيقونية، أُعيد تصوّر "لا كولكسيون بريفيه كريستيان ديور إسبري دو بارفان روج ترافالغار" La Collection Privee Christian Dior Esprit de Parfum Rouge Trafalgar مع مفاجأة فاكهية بالكرز والكشمش الأحمر، إلى جانب أريج الورد الراقي؛ وقد كشف "فرانسيس كوردجيان" عن أحدث إبداعاته لدار "ديور"Dior مع عطر "بوا تاليزمان" Bois Talisman الذي ينتمي إلى المجموعة نفسها، ويبقى تأثيره ثابتا لساعات وساعات بالفانيليا وأخشاب الأرز الحلوة.

أما العناصر العطرية الخاصة والتي تفضّلها أذواق محددة، فهي مسألة أخرى، ومنها طبعا العود. يُعتبر العود من أندر المكونات في صناعة العطور، ويتميز بخصائصه الدخانية الغنية والمألوفة جدا في الشرق الأوسط. استخداماته متعددة، ونراه اليوم في نسخ حديثة مترجمة في إطار جديد، بعد أن ازداد اهتمام الأسواق الغربية به. كان "توم فورد عود وود" Tom Ford Oud Wood من أول عطور العود التي لاقت رواجا عالميا كبيرا، وظهر حديثا مزيج العود والبنفسج والإجاص في "لويفي إرث إلكسير" Loewe Earth Elixir. وتحترم دار "لويس فويتون"Louis Vuitton الأهمية الثقافية للعود، فتحرص على الحصول عليه من مصادر مستدامة في بنغلاديش، والنتيجة "بور عود"Pur Oud مع القليل من المسك، و"بور آمبر"Pur Ambre . في هذه العطور، نجد تجربة حسيّة غامرة تتخطى الصيحات والاتجاهات، وتتغلغل في الروح.
