الطبيب نادر صعب يكشف لـ "هي" مميزات أحدث تقنية تلوين العينين Femtosecond وحقائق عن عملية تجميل الوجه
هنالك الكثير من النساء اللواتي لا يشعرن بالرضا عن أنفسهن ويسعين بشتى الطرق للجوء الى أي نوع من العلاجات التجميلية لتجميل وجههن أملا في أن تحقق لهم نوعا من الرضا النفسي. ولم يتوقف الأمر عند العلاجات التجميلية بل تعداه لاستعمال العدسات اللاصقة الملونة بشكل مكثف لتغيير لون العينين وإعطاءها لونًا مغايرًا في كل مرة. فالكثيرات يحلمن بتغيير لون عيونهن، وجاءت هذه العدسات لتحقق الحلم لهن. لكن البعض منهن أدمن استعمالها بشكل كبير طوال حياته حتى وصلن لمرحلة بأنه لا يعلم المحيطين بهن لون عيونهن الحقيقي، بالإضافة لعدم إهتمامهن بالأبعاد الجانبية المترتبة على استعمال العدسات الملونة في حال عدم استخدامها بشكل صحيح.
وانطلاقاً من هنا، جاءت تقنية تلوين العينين باستعمال الليزر Femtosecond التي اكتشفها إستشاري الجراحة التجميلية الدكتور نادر صعب ويطبقها في مستشفى الدكتور نادر صعب في بيروت. هذه التقنية أحدثت ثورة في عالم التجميل، هذا العالم الغني بمفاجآته التي تخدم الإنسان واحتياجاته، "فالهدف من العمليات التجميلية هي بالأساس لتجميل وتحسين النفسية، القناعة بالذات هي الأساس فليس بالضرورة أن يكون الانسان كاملًا متكاملا ويرمم وجهه وبشرته ويجمل كل العيوب بقدر ما يكون راضيا عن نفسه" كما يؤكد الطبيب نادر صعب.
فما هي هذه التقنية؟ وكيف تعمل وهل هي لمدى العمر وهل من أضرار جانبية لها إن وجدت ؟ أسئلة توجه بها موقع "هي" لإستشاري الجراحة التجميلية الدكتور نادر صعب الذي أفادنا بمعلومات قيّمة عن هذه التقنية الجديدة الى جانب التطرق على عمليات شد الوجه وغيرها من التفاصيل، فتابعوها معنا.
- انفردت بتقنية تغيير لون العينين Femtosecond بالليزر هل تحدثنا عن ماهية هذه التقنية؟
لاحظت من خلال مهنتي للأسف، بأنه هنالك الكثير من النساء ممن أدمنّ على استعمال العدسات اللاصقة بشكل كبير حتى أصبح أقرب الناس لهن لا يعرفون لون عيونهن الحقيقي، ليس هذا فحسب بل الأهم أنهن أهملن العناية بصحة عيونهن وما تسببه هذه العدسات من إحمرار العينين وتعرضها للبكتيريا الأميبية التي تؤدي لتقرحات العينين والقرنية والتهيج والالتهابات المزمنة. ومن هنا جاءت تقنية تلوين العينين "Femtosecond " كحل أمثل لهؤلاءالأشخاص المدمنين على استعمال العدسات الملونة اللاصقة، بالإضافة الى السبب الأهم ألا وهو معالجة الأطفال الذين خلقوا بتباين لون عينيهم، إحداهما بني والأخرى أزرق، وشكلت لهم هاجسا كبيرًا وتعرضوا للتنمر خلال فترة الطفولة وتركت أثارا كبيرة على نفسيتهم، تأتي هذه التقنية لإعطاء الأطفال فسحة من السلام الداخلي والمصالحة مع الذات والقناعة والأمان في حياتهم. هذه التقنية لها جانب معنوي ونفسي وطبي معاً.
- برأيك، ما سبب ميل الكثيرين الى تغيير لون العين وهل تختلف هذه التقنية عن تقنية تغيير لون القزحية؟
في البلدان الباردة تكون لون البشرة فاتحا جدا، ولون القزحية فاتحا يتباين بين الاخضر والأزرق والرمادي الفاتح، بينما في عالمنا العربي تطغى الألوان الداكنة على العيون مثل الأسود، والبني الداكن او المائل الى الأسود وهذا ما يجعل بعض الاشخاص يرغبون بألوان القزحية ذات الدرجة اللونية الفاتحة، ويسعون لتغيير لون عيونهم من خلال الاستعانة بالعدسات اللاصقة لخوفهم من اللجوء لتغيير لون العينين تحسبا لفقدان النظر .
وهنا أود إخبارهم إن تغيير لون العينين مرّ بمراحل عديدة بدءا من تغيير لون القزحيةً باستعمال الليزر لتدمير الصبغة اللونية للقزحية؛ وهنا كانت تتفاقم المشاكل من ارتفاع ضغط الدم للعينين الى مشاكل بالنظر وانسداد بالمجاري للعينين بالإضافة الى التحسس الكبير من وهج أشعة الشمس؛ و أحب أن أوضح انه في تقنية تغيير لون القزحية لا يمكن تغيير لون العينين تغييرا جذريا بمعنى لا يمكن لأصحاب العيون البنية أن تتغير الى لون أخضر، فلا بد أن يكون التغيير ضمن نفس الدرجة اللونية للون البني، هذا بالإضافة الى أنها تتم عبر عدة جلسات كثيرة للوصول لللون المراد بالإضافة الى الكثير من المشاكل المرافقة.
ويضيف الدكتور نادر بأن تقنية "تلوين العينينFemtosecond " تشكل حالياً ثورة في عالم تجميل تلوين العينين من خلال وضع شريحة Disc باللون الذي ترغب به المريضة أمام القزحية لتغطية لون القزحية الأساسي، وتتم التقنية تحت إشراف ذوي الاختصاص من أمهر استشاري جراحة العينين.
-هل التقنية تمس القرنية أم القزحية؟
تتلخص التقنية بتغيير لون طبقة القرنية، وهي الطبقة الخارجية التي تقع أمام القزحية، هي تقنية خارجية تعمل فقط على طبقة القرنية دون المساس بسلامة القزحية، من خلال وضع صبغات لونية مختارة من قائمة الألوان التي توفرها هذه التقنية لتختار منها السيدة ما يناسبها. وهنا يأتي دور الليزر بصنع قناة داخل القرنية تخترقها الصبغة اللونية من دون المساس بالبؤبؤ وبصحة النظر، ويتم ضخ الصبغة اللونية المختارة من المجموعة التي تتكون من سبعة عشر لونًا تتراوح بين تدرجات البني والأخضر والأزرق والرمادي والعسلي. وهنا نكون قد غيرنا من لون العينين بما يتناسب مع لون البشرة والشخصية، وحققنا القناعة وعززنا الثقة بالنفس والمصالحة مع الذات نظرا لكون الكثيرين غير راضين عن لون عيونهم. أما الصبغات اللونية فهي مادة مرخصة وموافق عليها دوليًا من هيئة الغذاء والدواءFDA .
- كم تدوم هذه التقنية؟
عندما نقوم بإجراء هذه التقنية، نأخذ بعين الاعتبار ترك مسافة ستة مليمترات عند البؤبؤ تحسبًا في حال احتاج المريض الى إجراء أية عملية جراحية في المستقبل، بالإضافة الى الأهم وهو الحفاظ على صحة وسلامة النظر. هذه التقنية تحافظ على سلامة العينين من أي تهيج أو إحمرار أو التهاب وحماية القرنية من أية بكتيريا كانت في العادة ترافق استعمال العدسات اللاصقة اللونية.
- هل تحدثنا عن مميزات التقنية؟
تقنية Femtosecond نتائجها مضمونة دائمة وغير مؤلمة، سريعة لا تحتاج الى أكثر من 15 دقيقة لتغيير لون القرنية لكل عين. هذه التقنية تعطي الأمل للمتضررين من ذوي إصابات العينين أثر الحروب والحوادث وغيرها ممن افتقدوا حاسة النظر في أحد العينين، أو نتيجة تحول لون البؤبؤ الى اللون الأبيض، فنقوم بإرجاع لون البؤبؤ الى ما كان عليه سابقا.
هذه التقنية أعادت البسمة والفرحة للكثيرين، وأنا كجراح تجميل لم أكن أتوقع يوما ما أننا سنصل إلى تقنية تعمل على تغيير لون العينين في دقائق معدودة.
- هل يمكن إستعادة اللون الأصلي فيما لو غيرت المريضة رأيها مستقبلا؟
نعم هذه التقنية هي الوحيدة التي تعطينا الخيار في إزالة الصبغة والرجوع الى لون العينين الأصلي، لكن هذا لا يعني أن نأخذ هذه التقنية كوسيلة لتغيير لون العينين حينما نرغب تغيير لون عيوننا تماشيا مع المزاج والموضة . أنا كجراح تجميل لا أنصح بتغيير لون العينين أكثر من مرة واحدة في العمر، فالعين حساسة جدا ولا يجب المساس بها.
المبدأ بأجراء العمليات التجميلية هو عدم المبالغة في إجرائها، يجب التروي والتفكير جدا عند إتخاذ القرار بأي إجراء تجميلي، فالتجميل يجب أن يغير من نفسياتنا للأفضل ولا ندخل في دوامة التغيير المستمر وإلا ننتهي بمرض نفسي والدخول في حالة عدم الرضا عن النفس مهما عملنا من عمليات تجميلية.
- هل لاقت هذه التقنية إقبالا من النساء؟ وما هي أكثر الألوان المحببة لهن؟
لون العينين الغامق دارج جدا في عالمنا العربي، والكثير من النساء والرجال على حد سواء لا يحبذوا لون العين الأصلي ويفضلون اللون الرمادي والأزرق عليها. وتبقى العين هي أساس الوجه ولا بد من توخي الحذر قبل إجراء هذه التقنية، ولا بد من ضمانات من حيث اختيار الطبيب الكفوء المتخصص في هذا المجال. ولا ينصح بإجراء هذه التقنية للأشخاص الذين يعانون من مرض السكري.
هذه التقنية مفيدة للأشخاص الذين يعانون من جفاف العينين خاصة وأن العدسات اللاصقة تزيد من جفاف العينين، لذا بإمكانهم من خلالها الحصول على لون العينين الذي يرغبون به لتفادي زيادة جفاف العينين.
في إطار تجميلي آخر، كيف يتعامل جراح التجميل مع التليفات والالتصاقات في الوجه من جراء وضع الحشوات الدائمة التي حقنت سابقا في الوجه؟ وهل تؤثر على عملية شد الوجه؟
الوجه هو المنطقة الأسمى في وجه الانسان، لذا يجب أن نتعامل معه بمنتهى الحذر، ونحن كجراحي تجميل نتنافس على تقديم أفضل جراحة تجميل للوجه. لكن، للأسف الشديد هنالك الكثير من الدخلاء على هذه المهنة الذين لا يمتلكون الكفاءة اللازمة، ما يترتب الكثير من الأخطاء الطبية الجسيمة نتيجة الاستعمال الخاطىء للحشوات وخيوط الوجه التي تولد التلفيات المعقدة في الوجه والتي من الصعب تصحيحها. وهنا لا بد من تدخل جراح التجميل الكفوء لإزالة هذه التليفات من خلال شد الوجه والعضل. ولكن للأسف، الجراحة التجميلية لا يمكنها إزالة وتنظيف الوجه بالكامل في الكثير من الأحيان نظرا لتركيز التليفات في مركز الوجه حيث الأعصاب المحيطة بمنطقة الأنف والفم والشفتين، وهي المسوؤلة عن حركة الفم لذا فليس كل التليفات يمكن معالجتها والتخلص منها في حال حدوثها.
أفضل عادة عمل جراحة التجميل للوجه بشكل كامل وليس جزء من الوجه لكونها تعطي نتيجة أفضل وطبيعية أكثر، لذا أفضل أن أشد العنق المترهل والمزدوج والوجنتين والجفنين العلوي والسفلي في جلسة جراحة واحدة.
الجراحة التجميلية اليوم تطورت كثيرا وأصبحت النتيجة أكثر طبيعية ومقبولة. لذا أنصح السيدات بأخذ الحذر من اللجوء الى غير أصحاب الاختصاص وإلا ستكون النتائج وخيمة عليهم. كذلك اشدد على ضرورة الاعتناء بصحة البشرة وتدليلها لتحفيز الكولاجين لتأخير علامات الشيخوخة قدر الإمكان.
- هل عملية شد الوجه الناجحة تستلزم فصل العضل عن الأنسجة التحتية؟
بالتأكيد تستلزم، أنا لم أعمل أية جراحة تجميل للوجه من دون فصل الجلد عن العضل، والعضل عن الأنسجة التحتية، فبدون شد العضل تترهل البشرة مرة ثانية، وهذا سر نجاح تجميل عمليات تجميل الوجه. وأكرر مرة ثانية، أن شد الوجه هو التحدي الأكبر لكل الجراحين.
- كم تدوم عملية شد الوجه الكلي؟
تختلف عملية شد الوجه من إمرأة لأخرى، حسب طبيعة البشرة وطبيعة حياتها. فالبشرة السمراء تعتبر أكثر مرونة وتحملا للتجاعيد قياسا بالبشرة الفاتحة، وكذلك الأجواء الباردة تقلل من شيخوخة البشرة قياسا بالأجواء الحارة في دول الشرق الأوسط، حيث ان الحرارة والرطوبة العالية تسرع من شيخوخة البشرة.
- كم مرة يمكن تكرار عملية تجميل الوجه؟
ممكن تكرار جراحة تجميل الوجه كل خمسة عشر سنة ولكن حسب حاجة الوجه.
- كيف نتعامل مع دهون الذقن ؟ هل تنصح بمعالجتها بالليزر او بالجراحة؟
يختلف الوضع من سيدة لأخرى، الليزر لا يمكن أن يكون حلا جذريا للدهون المتراكمة في منطقة الذقن، فعند إزالتها تترهل البشرة وتبدو في وضع سيء مما يتطلب الجراحة التجميلية لشدها، لذا افضل تجميل الوجه بشكل كامل والتخلص من الذقن المزدوج وسحب عضلات العنق وشدها لنحقق جمال العنق المعروف ب "عنق نفرتيتي" المعروفة بطول عنقها، وارجاع المثلث الهرمي للجمال الى ما كان عليه، وسحب كل الجلد المترهل الى منطقة الأذن وخلفها.
لذا أنصح كجراح تجميلي الاهتمام بالبشرة وتغذيتها من عمر مبكر وترميمها بالكولاجين والنوم والحياة الصحية، ومتى بدأت التجاعيد بالظهور بشكل واضح، من الأفضل عمل جراحة شد الوجه حسب احتياجه ودرجة وعمق التجاعيد حتى ولو كانت لجزء من الوجه، فهي تعزز من جمال الوجه لسنوات وتؤخر من الشيخوخة المبكرة لسنوات طويلة.