فتاة الفانيليا.. صيحة جديدة تدخل عالم الجمال من منصة تيك توك
أحد الاتجاهات الجمالية التي دخلت قلوب مستخدمي منصة "تيك توك" في الآونة الأخيرة، هي ما يسمّى ب"فتاة الفانيليا"Vanilla Girl ، وهي صيحة لا تقتصر على تقليد مكياج معيّن فحسب، بل هي أسلوب حياة حقيقي بقواعد محددة تطال الأزياء والديكور المنزلي وحتى العطور التي نرشّها.
مستمدة إلهامها من الحلاوة الرومانسية لرائحة الفانيليا ومن حضورها البارز، تخبرنا هذه النزعة الجمالية الجديدة قصّة جمال طبيعي وبسيط. فتختار صيحة #VanillaGirl (وهو هاشتاغ وصل إلى أكثر من 450 مليون مشاهدة في وقت قصير جداً) لوحة ألوان تتألف من درجات فاتحة فقط، تتراوح من الأبيض إلى الكريمي وصولاً إلى البيج. الكلمة المفتاح هنا هي الإضاءة، مع أحمر خدود وردي رقيق على عظمتي الخدّين وتركيبات للشفتين تبلسمهما وتلمّعهما وتملؤهما.
تنتصر الألوان الطبيعية والفاتحة، وعلى وجه الخصوص كل درجات اللون البيج والكريمي والأبيض، التي تنعكس أيضاً على الديكور المنزلي ومنه إلى مكونات خزاناتنا، مروراً بالشموع المعطرة التي تنشر عبير الفانيليا الرقيق في أجواء البيت. هي صيحة ناعمة ومشرقة للغاية، وهو ما يجعلها مثالية لموسم الربيع والصيف لما تحمله معها من نور ودفء ونعومة.
المكياج الطبيعي
حين يتعلق الأمر بالإطلالة الجمالية، نترجم كل ما ذكرناه من خلال عدّة مستحضرات أساسية تركّز بشكل كامل على الطابع الطبيعي المنعش والنضر. فتميل هذه الجمالية "الفانيليّة" إلى درجات الماكياج البيجية والكريمية، وتفضّل بلسم الشفاه وأحمر الوجنات في تدرجات طبيعية، ومنتجات بشرة الجسم بروائح فانيليّة حليبية رقيقة. ومن الضروري أن تكون البشرة مرطبة تماماً وناعمة الملمس، ومحمية بواسطة واقٍ من الشمس ونيّرة بفضل استعمال مستحضر مضيء.
خصوصاً حين نتحدّث عن الماكياج، يمكننا اعتبار صيحة "فتاة الفانيليا" المكياج اللحمي أو النيود الجديد. وبالتالي إن الأساس يكون خفيفاً للغاية، أي أنها تستبدل كريم الأساس بكريم "بي بي" مثالي لتوحيد لون البشرة بلمسة تكاد لا تُرى. ثم ما عليك سوى إضافة لمسة من البلاش بلون بندقي أو درّاقي لتعزيز عظمتي الوجنتين، وثم اللعب بظلال الجفون الحيادية الألوان من أجل الحصول على مظهر "مفتوح" لعينيك. وبالنسبة إلى أحمر الشفاه، فيجب أن يكون بقوام لامع ويفضَّل أن يكون بدرجة لونية ناعمة؛ لذلك، اختاري أحمر الشفاه اللامع والناعم والكريمي والملون دائماً بتدرجات طبيعية لشفاه حسّية. أما اللمسة التي تُبرز هذا المكياج بأكمله فتأتي من الآيلاينر البنّي الذي يعطيك نتيجة أنعم من الأسود.
الأشقر الفانيليّ
من الواضح أن هذه الصيحة تكتمل بلون الشعر الذي يمثّل تحية إلى درجة الأشقر الفانيليّ. هو أكثر دفئاً من اللون البلاتيني وأفتح من اللون العسلي، ويناسب جميع ألوان البشرة، من الأفتح إلى الأغمق لأنه ينشئ تناغماً مثالياً أو يتلاعب بشكل رائع مع التضاربات. الأشقر الفانيليّ خيار مثالي لفصل الصيف، كما أنه من السهل الحصول عليه، لا سيما إذا كان شعرك فاتحاً جداً أو أبيض. غير أنه يصعب الحصول عليه إن كان شعرك بنّياً أو داكناً، وفي هذه الحالة يجب تطبيق تقنية سحب اللون كي تتمكني من الحصول على هذه الدرجة.
عطور الفانيليا مثالية أيضاً للصيف
ناعمة، غامرة، لذيذة، مفرحة، ولكن غامضة في الوقت نفسه... هكذا هي نفحة الفانيليا الواضحة والبارزة والتي لا تلمّح إلى الأجواء الدافئة فقط، بل تحملنا أيضاً إلى بيئات صيفية ووجهات استوائية حيث نجد مصادر هذه النبتة الطبيعية. لا نريد أن نحدّ نفحة الفانيليا بفئة المكونات العطرية اللذيذة أو ما يعرف في صناعة العطور باسم "غورمان"، على الرغم من أنها طبعاً مكوّن يفتح الشهية ويجعل لعابنا يكاد يسيل حين نشمّ رائحته، لكن الفانيليا أكثر من ذلك بكثير. فهي رائحة جذابة تأسر الأنف بنوعها التاهيتيّ المصدر أو نوع فانيليا بوربون الشهير. وقد أثبتت دراسات علمية حديثة قوة الفانيليا في تحريك المشاعر والمساهمة في خلق الأجواء الرومانسية.
كما أن أصولها وجذورها الاستوائية تجعل شذاها مثاليا لفصل الصيف. فهي تزرع في مدغشقر التي تسيطر اليوم على إنتاج الفانيليا على مستوى العالم كلّه، إلى جانب جزر مساكارين في المحيط الهندي أي موريشوس وريونيون، ومجموعة جزر بولينيزيا في المحيط الهادي. هكذا، تسافر بمخيلاتنا إلى مزاج استوائي نعيشه في هذه الأراضي البعيدة الحالمة، وتحاور نفحات استوائية أخرى مثل الغاردينيا التاهيتية والمونوي والياسمين.
باختصار، إن عطرها هو العبير المثالي للهروب بعيدا في أفكارنا وخيالنا وأحلامنا.