قارورة النحل.. أيقونة دار Guerlain المميزّة
بوصفها أيقونة دار جيرلان Guerlain المميزة، لطالما أحدثت قارورة النحل صخباً كبيراً عبر التاريخ والعصور على مدار ما يقرب من 170 عاماً.
تأتي القارورة مزدانة بزخارف فاخرة وأنيقة؛ فلقد عكف على تصميمها نخبةٌ من خبراء التصميم لتُجسد مزيجاً من الفن والذوق الرفيع.
لإمبراطورية الثانية لدولة فرنسا: تُعد باريس حفلاً صاخباً يفيض بالعظمة والفخامة. عندما تزوج الإمبراطور نابليون الثالث من أوجيني دي مونيتو عام 1853، احتفل بيير-فرانسوا-باسكال جيرلان بهذه المناسبة السارة بإهداء أو دو كولون برائحة الحمضيات للعروس كهدية زفاف. وبطبيعة الحال، أطلق عليه اسم أو دو كولون أمبريال.
لقد عهدت دار جيرلان بصناعة قارورة العطر إلى صانعي الزجاج المحترفين بوشيه إيه دي كورفال الذين استخدموا تصميماً أسطوانياً ذا قبة جاء مزخرفاً بنقشة الفستونات بوحي من عمود فاندوم (تمجيداً لانتصارات نابليون الأول). يتألق النحل، بوصفه رمزاً إمبراطورياً في فرنسا، في شكل حلي بارزة حول الحواف، لتُصبح القارورات شبه مُصَنَّعة بأسلوب أقل ما يوصف به أنه إنجاز فني لهذه الحقبة الزمنية.
بعدما انبهرت بهذا الابتكار، منحت الإمبراطورة أوجيني بيير-فرانسوا-باسكال جيرلان لقب «المُوَرِّد الرسمي للإمبراطورة» وسريعاً ما حققت دار جيرلان الكثير من النجاح وذاعت شهرتها على مستوى البلاط الملكي في أنحاء أوروبا.
ومنذ ذلك الحين، وجميع القارورات التي تطلبها الإمبراطورة أوجيني تأتي منقوشة بشعار النبالة الإمبراطورية ومزينة بتصميمات بارزة أنيقة مطلية يدوياً بالذهب.
فضلاً عن احتوائها على العديد من التركيبات العطرية، احتضنت أيضاً قارورة النحل المجموعة الأيقونية من عطور ماء الكولونيا التي ابتكرتها دار جيرلان: أو دو كولون أمبريال (1853) وأو دو كولون دو كوك (1894) وأو دو فلور دو سيدرات (1920) وأو دو جيرلان (1974) وكولون دو بارفومور من ابتكار تييري واسر (2010). برائحتها الحمضية المنعشة، أسهمت عطور ماء الكولونيا هذه في اتساع نطاق شهرة دار جيرلان ويمثل كل منها تجربة أنيقة عكف على إيجادها كل جيل من الأجيال الخمسة من صناع العطور لدى دار جيرلان.
وفي الوقت الحاضر، أصبحت قارورة النحل قابلة للتصميم حسب الطلب ويمكن إعادة ملئها مباشرة داخل متاجر جيرلان. انطلاقاً من التزام دار جيرلان بالمزج بين الرفاهية والتنمية المستدامة، وهو ما ترمز إليه النحلة، يأتي هذا العرض بوصفه جزءاً من الأسلوب الذي تنتهجه الدار في سبيل خفض التأثير البيئي لمنتجاتها وفي نفس الوقت الحفاظ على الجودة العالية والخبرة الواسعة والذوق الرفيع، وهي القيم التي تعتز بها دار جيرلان.
لا تزال قارورة النحل تُصنع بواسطة صانعي الزجاج «بوشيه إيه دي كورفال»، ويمكن العثور عليها بحجم صغير 125 مل يسهل حمله، إضافة إلى ما يقرب من عشرة ألوان مختلفة. يمكن العثور على هذا الحجم الخاص بالإضافة إلى الحجم الكلاسيكي 250 مل وحجم 500 مل وحجم ا لتر، وجميعها متوفر بتصميم مزخرف بنحل شفاف أو مطلي يدوياً بالذهب وبنقوش على شكل فستونات تتفق مع تقاليد الدار الموروثة. بخلاف اختيار الألوان، تأتي القارورات مزينة من أعلى بحبل أو شريط ملون مربوط على شكل أنشوطة أو عُقدة مع توفر خيار حفر اسم أو نقش معين بالذهب أو الفضة. تتميز قارورة النحل بإمكانية إعادة ملئها مدى الحياة بأي عطر من المجموعة الكاملة لعطور دار جيرلان - أكثر من 130 عطراً في الكتالوج - وتتوفر القارورة بعدد كبير من الخيارات التي تضيف إلى تفردها.
تتوفر إمكانية طلب قارورات النحل بأحجام 250 مل و500 مل و1 لتر من أي نقطة بيع لدار جيرلان، وتُملأ جميعها بأيدي العاملات المحترفات "دام دو تابل" لدى مصانع جيرلان. لقد أضفن أيضاً اللمسة النهائية المميزة لدار جيرلان، من خلال تطبيق فن «بودروشاج» لغلق القارورة باستخدام خيط حريري.
خلال السنوات الأخيرة، أصبحت قارورة النحل الأسطورية مصدر شغف للعديد من الفنانين الذين أضافوا إليها لمسات جديدة لابتكار عدد محدود من القطع الاستثنائية. بعدما اكتسبت القارورة شهرة واسعة، أُعيد ابتكار شكلها المستدير المميز وأصبح مختلفاً تماماً من خلال مجموعة كبيرة من اللمسات الفنية لنخبة من خبراء الفن.
احتفالاً بالعيد الـ 160 للقارورة في عام 2013، اتخذ تسعة خبراء في مجال الفن قارورة النحل بوصفها طريقة لإظهار الأشكال الفنية الأصلية التي لا يعرفها سوى قلة قليلة وغالباً ما تكون غير مُعلنة. تألقت القارورة بالعديد من المظاهر الفنية مثل الزخرفة باستخدام خيوط ذهبية وفن بلوماسوري (تثبيت الريش باليد) والتطعيم بالقش وأعمال الطلاء بالذهب والأعمال الزجاجية والنحت على الخشب والأعمال الجلدية والنقش البارز على الورق والأعمال الخشبية.
في عام 2016، تناول فنان الشارع جون وان القارورة وصمم ثلاثة أشكال باللون الأزرق والوردي والبرتقالي للعطور الثلاثة: شاليمار، و لا بيتيت روب نوير، وروز باربار. إن هذا الإصدار المستوحى من فن الشارع والذي أضاف فيه الفنان لمسات متعددة الألوان من فن الطلاء باليد، جعل من كل قارورة قطعة فريدة من نوعها
في عام 2019، واحتفالاً بالعيد الخامس لعطر سانتال رويال، أعاد الفنان والخطاط طارق بنعوم ابتكار قارورة النحل باستخدام لافتات ورموز متداخلة مع لفائف مخطوطات طويلة يشوبها الغموض في تصميم يشمل القارورة بالكامل لابتكار عمل فني زخرفي غامض. هنا، برز جمال اللون الأزرق المُزين بلمسات شرقية بحروف مكتوبة باللون الذهبي بضربات من فرشاة الرسم.
في عام 2020، جاء عطر لور بلانش، بتركيبة عطرية من ابتكار تييري واسر ودلفين جيلك وبوحي من أعمال الفنانة كلودين دراي. بتصميم عصري، تتألق قارورة النحل باللون الأبيض النقي احتفاءً بأعمال هذه الفنانة التي تُركب وتفكك أشكالاً جذابة مثيرة للاهتمام مصنوعة من الورق الأبيض.
عطر موغيه توجهت دار جيرلان إلى أتيليه التصميم ميزون ماسيلون لإصدار عام 2020 من هذا العطر الجالب للحظ السعيد والذي تُعيد ابتكاره دار جيرلان في الأول من مايو من كل عام. تزدان قارورة النحل الشفافة بحلى راقية بنقشة الزهور مُصممة حسب الطلب احتفالاً بعودة الربيع وتظهر زهور صغيرة رائعة من البورسلين الأبيض النقي حول خيط مطلي بالذهب عيار 24 قيراطاً.
بالنسبة لدار جيرلان، تمثل قارورة النحل -التي تجسد معاني الخلود- بصمة مميزة وقطعة مهمة في تراثها المتأصل في التاريخ ويُعاد ابتكارها لتجمع بين التقاليد والحداثة.