مراحل تطور الماكياج في الشرق الأوسط على مر السنوات

تطور الماكياج في الشرق الأوسط على مر العقود

مديحة شيخ
8 ديسمبر 2022

العيون اللوزية المحددة والحواجب المقوسة الكثيفة وعظام الخدود المنحوتة هي من أكثر الميزات المرغوبة في قطاع التجميل اليوم، لكن هذه الملامح ترتبط بالنساء العربيات منذ أجيال عدّة. على مر العقود، اشتهرت النساء العربيات عالميا بحواجبهن الممتلئة العصرية المجتمعة بعيونهن الداكنة، والمخططة بالكحل ورموشهن الطويلة. والإطلالة التي تعرف اليوم باسم "عين القطة" تعود في الواقع إلى الحضارة المصرية القديمة، وتحديدا فترة حكم "كليوباترا" التي اشتهرت بعينيها المحددتين بقوة وحدّة. وللحصول على هذه الإطلالة، كانت تضع كمية كبيرة من الكحل في ضربات داكنة كثيفة، لتطيل شكل عينيها برسم ممدود بوضوح. كما انتشر الكحل قديما على نطاق واسع في الشرق الأوسط، وكان في البداية شائعا بين البدو (رجالا ونساء) الذين استخدموه وسيلة حماية في وجه المناخ الصحراوي القاسي. وبعد مرور عقود كثيرة، نرى اليوم أن الكحل الأسود قد تطور ليصبح عنصرا أساسيا في الجمال العصري تعرفه عن كثب كل امرأة عربية.

تطور رسمات العيون في الشرق الاوسط

تعتبر العيون الدخانية اليوم من أكثر إطلالات الماكياج ديناميكية، وصارت تعرف بقوّتها في تحويل كل أشكال العيون وتجميلها. تقوم تقنية العين الدخانية على استعمال درجات داكنة من المحدد أو ظل الجفون بهدف تعزيز البعد على طول عظمة تجويفة العين، وهو ما يجعل العينين تبدوان أكبر حجما وأكثر جاذبية، على غرار عيون الدمى. كثيرا ما يقال إن العين مفتاح الروح، فمن غير المستغرب أن تكون العيون الدخانية من الإطلالات الجمالية المفضلة لدى نساء الشرق الأوسط منذ عقود.

العيون الدخانية من الإطلالات الجمالية المفضلة لدى نساء الشرق الأوسط
العيون الدخانية من الإطلالات الجمالية المفضلة لدى نساء الشرق الأوسط

تطور الجمال العربي بطرق غير متوقعة على مدى الأعوام الثلاثين الأخيرة؛ ونتيجة لأنظمة العناية بالبشرة الرائجة على منصات التواصل الاجتماعي، اجتمعت نساء الشرق الأوسط حول مفهوم البساطة أو "الأقل أكثر" حين يتعلق الأمر بالجمال. لا شك في أن مواقفنا من الماكياج الكامل التغطية تتغير ولو ببطء، وأن النساء اليوم يكرسن وقتا أكبر للاعتناء بشكل أفضل ببشراتهن. ولّت أيام إطلالة الماكياج الكامل التغطية التي تتطلب ساعات عديدة من وضع المستحضرات المتنوعة، وحل محلها روتين منتظم للعناية بالبشرة قد يشمل 10 خطوات مختلفة. واستبدلت نساء الشرق الأوسط علب الماكياج المفضلة لديهن بالأقنعة الورقية الكوريّة والسيرومات الفعالة، من أجل ضمان توهج صحي لبشراتهن يبقى ثابتا لأيام.

الكحل الأسود تطور  ليصبح عنصرا أساسيا في الجمال العربي
الكحل الأسود تطور  ليصبح عنصرا أساسيا في الجمال العربي

اطلالات المكياج الطبيعي باتت تستهوي النساء

وبسبب الجداول المزدحمة والمحمومة على الصعيدين الاجتماعي والمهني، تحتاج النساء الآن إلى روتين ماكياج مبسّط يكون سريعا وفعالا، الأمر الذي أدّى طبيعيا إلى ظهور منتجات متعددة الأغراض، مثل الكريمات الملونة التي يمكن استعمالها على مناطق متعددة من الوجه مثل الشفتين والوجنتين والعينين. ونتيجة لاستثمار النساء الشرق أوسطيات في منتجات وحلول العناية الفعالة بالبشرة، صارت إطلالات الماكياج المبالغ بها، والتي كانت فيما مضى مرغوبة للغاية، قديمة وغير رائجة. تفضل النساء اليوم إطلالات أكثر نعومة تبرز ملامح الوجه وتعزز الجمال، بدلا من إخفائها وتغييرها. والنتيجة إطلالة طبيعية تعمل بشكل متناغم لإظهار البشرة الحقيقية والجمال "الخام".

تحتاج النساء إلى روتين ماكياج مبسّط يكون سريعا وفعالا

يُشار إلى هذا النمط الجديد من الماكياج الذي قدمه للمرة الأولى خبير التجميل "ماريو ديديفانوفيتش"، باسم "سوفت كونتورينغ" أو التحديد الناعم، ويقوم على مزج طبقات خفيفة من الماكياج لمظهر منحوت طبيعي. وللحصول على هذه الإطلالة، يُستخدم مستحضر التأسيس أو "برايمر" أولا لضمان قاعدة ناعمة وسلسة، وبعد ذلك تُستعمل كمية دقيقة من كريم الأساس وخافي العيوب فقط في المناطق التي تكون بحاجة إليهما، قبل وضع أحمر الخدود الكريمي على تفاحتي الخدين (دائرة الخد النافرة) ومزجه حول الصدغين. أما الحيلة الذكية التي تمنحك إطلالة عارضات الأزياء، فهي التحديد أو استعمال البرونزر بشكل خفيف فوق تجويفة الخد والمزج نحو الأعلى، لأن هذه الخطوة تعزز الحدود الطبيعية للوجه عن طريق رفع منطقة عظمة الخد بنعومة، وتضيف الدفء إلى البشرة. وبدل استخدام تركيبات البودرة التي قد يصعب مزجها، تلقى المنتجات السائلة التي تذوب في البشرة بكل سلاسة رواجا كبيرا اليوم. أخيرا، تُثبَّت كل هذه الطبقات معا بطبقة خفيفة من البودرة الحرة الشفافة. والنتيجة النهائية بشرة تبدو مشعّة ومنحوتة، ولكن بأدنى مقدار من الماكياج.

تطور رسمات الحواجب

على الرغم من أن هوس البشرة "النظيفة" ازداد بشكل هائل في الآونة الأخيرة لدى نساء الشرق الأوسط، إلا أنهن كن دوما مهتمات بالحواجب. وفي صفوف النساء الشرق أوسطيات المعروفات بحواجبهن الداكنة والكثيفة بطبيعتها، لم يعد هناك مكان لذلك الانبهار السابق بالحواجب المنتوفة بشكل مفرط بهدف تقليد أيقونات الجمال الغربيات مثل "مارلين مونرو". فتختار النساء اليوم مظهر الحواجب الطبيعية والممتلئة والعريضة التي تعكس جرأة وثقة؛ وفي ظل بروز عدد هائل من التقنيات الجديدة المكرسة للعناية بالحواجب، نفهم السبب. تفضل النساء الابتعاد عن الملاقط، وحجز مواعيد جلسات مع محترفين متخصصين. تتنوع التقنيات الموجودة التي تضمن لك حاجبين مصففين ومرتبين ومصقولين، ومنها تصفيح الحواجب، والتحديد العالي الدقة، والصبغات شبه الدائمة.

مارلين مونرو
مارلين مونرو

تقنيات تجميل  الحواجب

تأسس مركز "براوز" Browz الذي يملك عناوين في دبي وأبوظبي، عام 2016 ويفتخر اليوم بفريق متنوع من الخبراء الأوروبيين الحائزين جوائز، والمتخصصين في تجديد الحواجب وتحقيق التوازن في مظهرها. كما تساعد بوتيكاتهم المجهّزة بأحدث الآلات والأدوات على تهدئة كل الحواس بأجوائها الساكنة والمريحة. إحدى أشهر تقنيات مراكز "براوز" وأعلاها طلبا هي "أومبريه براوز" Ombré Brows، وهي خيار شبه دائم ومثالي لمن تبحث عن تغطية إضافية لحاجبيها مع لمسة أخيرة بتأثير البودرة. يعمل أعضاء الفريق الاختصاصي على الحاجب الطبيعي للحصول على مظهر أكثر سماكة وامتلاء يمنح الزبونة إطلالة طبيعية بأقل اختراق ممكن للجلد. فترة التعافي قصيرة للغاية، والنتائج يمكن أن تستمر على حالها حتى 18 شهرا.

"إنك براوز أند بيوتي" Ink Brows and Beauty صالون أنيق وعصري للغاية يقدّم أفضل خدمات العناية بالحواجب وصقلها في المملكة العربية السعودية، وصار بسرعة العنوان المفضل لدى الشخصيات المحلية المؤثرة ونجمات المجتمع السعودي. في هذا العنوان المخصص لخدمات الحواجب التي تلبي كل حاجاتها والمفصلة وفقا لها، جرى تدريب كل الخبراء على تطبيق تقنيات وشم الحواجب بالشفرة microblading، وتصفيح الحواجب، وإعادة بنائها. أحد أشهر علاجات الصالون هو حنة الحواجب Henna Brow، وهو الحل المثالي لكل امرأة تريد مظهرا عميقا وممتلئا من دون الالتزام الطويل الأمد الذي يرافق تقنية الوشم بالشفرة الدقيقة "مايكروبليدينغ". يوضع خليط الحناء الذي يستخدم أفضل أنواع الحناء الآتية من الهند، مباشرة على الحواجب ويُترك لمدة تتراوح بين 15 و20 دقيقة تقريبا قبل مسحه. يبدو الحاجب في النهاية أكثر امتلاء بفضل الصبغة الناعمة على منطقة الحاجب. وتختلف النتائج، لكنها تستمر عموما لمدة قد تصل إلى أسبوعين من دون الحاجة إلى فترة التعافي التي ترافق علاجات أخرى. وهذه التقنية خيار مثالي للمناسبات الخاصة أو الإجازات الآتية.

قد تكون الحواجب الجريئة والأقواس الأنيقة هاجسا متناميا في العالم الغربي، لكنها كانت دائما مهمة بالنسبة إلى المرأة الشرق أوسطية، وستظل من أبرز سمات وجهها. ففي النهاية، يشكل الحاجبان إطارا لوجه المرأة، ويملكان القدرة على الارتقاء الفوري بالإطلالة بأقل جهد. معروف عن النساء العربيات أيضا تقنيات ماكياجهن المتقنة إلى أقصى حد، وحبهن للماكياج الثقيل، غير أن الأسلوب الجمالي "النظيف" والبعيد عن المبالغة يزداد رواجا في الوقت الحالي، وقد سمح للنساء بالشعور بالرضى والارتياح والثقة بجمالهن الطبيعي. فلم تعد تقلق النساء بشأن ظهور العيوب والشوائب، بل يثبتن أنه مهما تبدّلت الصيحات الجمالية وتغيّرت، سيسود دوما الجمال الطبيعي الصامد في وجه اختبار الزمن.