كيف تغيرت المعايير الجمالية للحواجب والشعر عبر الزمن؟
مع كل عصر تختلف المعايير الجمالية السائدة، وهذا يرجع الى نمط الحياة والثقافة والتطور الحاصل في كل شيء والذي يتضمن تقنيات المكياج وآلات الشعر وتقنيات التجميل الى جانب بالطبع التطور الحاصل في منتجات العلامات التجارية الخاصة بالجمال. فبعدما كان سائدا مثلا موضة الحواجب الرفيعة التي شاهدناها خاصة على نجمات السينما الكلاسيكية في السبعينات وصولا الى اواخر التسعينات، تدحرجت هذه الموضة لصالح الحواجب العريضة والكثيفة، وباتت الحواجب الرفيعة مصدر قلق للمرأة التي تحاول بكل الطرق تكثيف حاجبيها بوسائل متعددة بالمكياج او بتقنيات التجميل مثل الوشم الدائم. فدعونا نرجع معكم بالزمن الى الوراء ونتذكر ابرز المعايير الجمالية التي كانت سائدة للحواجب والشعر.
الحواجب
تعتبر الحواجب من الأشياء البارزة في الوجه، وربما لهذا السبب تتغير موضتها باستمرار، ويمكننا ان نقول بأن صيحات الحواجب اتخذت منهج الكر والفر بين الحواجب الرفيعة والعريضة على مدى عقود من الزمن.
ونغوص بشكل مختصر حول موضة الحواجب التي كانت رائجة عبر فترات زمنية ماضية، فخلال عام 1930 كانت الحواجب الرفيعة، من الصيحات التي تستخدمها الممثلات في الأفلام الصامتة لإظهار عواطفهنّ، وكانت هذه الصيحة تساعد على اظهار ملامح الوجه بوضوح.
في الأربعينيات، اتجهت النساء إلى صيحة الحواجب الكثيفة المرسومة بشكل دائري محدد حيث شكلت النجمتان لورين باكول وغريس كيلي مثال على هذه الصيحة. اما في الخمسينات، كانت الحواجب المكتملة المرسومة بشكل مثالي هي الموضة السائدة كإطلالة الممثلة مارلين مونرو والنجمة وإليزابيث تايلور والنجمة اودري هيبرون اللواتي شكلن ملهمات للمرأة بالمقاييس الجمالية السائدة حينها.
بينما عادت الى عصر الستينات موضة الحواجب النحيفة كإطلالة المودل twiggy.
في التسعينات ايضا كان صيحة الحواجب الرفيعة الأبرز وتصدرت الواجهة بهذه الموضة العارضة كايت موس.
لكن مع الألفية الجديدة تغيرت موضة الحواجب نحو لوك الحواجب العريضة وغير المنتظمة وكانت النجمة العالمية آن هاثواي أول من اعتمد هذا اللوك مع الحواجب التي أصبحت أقصر وأكثر امتلاءً عن السابق. واستمرت هذه الصيحة مع عام 2010 بشكل اكثر كثافة حيث اطلت العارضة العالمية كارا ديليفين بصيحة الحواجب الكثيفة والطبيعية، ومن بعدها استقرت النجمات على هذه الموضة كالنجمة كيم كردشيان الى جانب الفنانات العرب على مثيل سيرين عبد النور ومايا دياب.
تسريحات الشعر
كما تبدلت موضة الحواجب مع الزمن، انسحب ذلك ايضا على قصات وتسريحات الشعر للنساء خلال العقود المنصرمة. فمثلا، كانت الباروكات وخصلات الشعر الإضافية من أساسيات الموضة الأوروبية الغربية في عصر النهضة لكنها كانت مبالغة جدا، حيث يتم استخدام الباروكات ذات الشعر الكثيف جدا عن طريق تجعيد الشعر ثم تكديسه فوق بعض، ليبدو حجم الشعر كقبة ضخمة، وكان هذه السمة دلالة على الترف. هذه التسريحات اندثرت موضتها بعد عصر النهضة حيث بدت النساء أكثر تحررا خاصة وان الباروكات سببت ازعاجا كبيرا للسيدات.
فترة العشرينيات تعد المرحلة الانتقالية الكبرى في مجال الموضة والأزياء، ووصفت بأنها مرحلة الثورة على كل ما هو قديم وبداية نحو الحداثة. فبعدما كان الشعر الطويل رمزا للأنوثة والمراة الجميلة، بدأت النساء بالانتفاضة على هذا القالب وبدأن اعتماد تسريحات وقصات الشعر بشكل عصري مثل قصات الشعر القصير وتسريحات الشعر المربوط خاصة وأن النساء اتجهن الى ميدان العمل فكن يربطن شعورهن للخلف، ومنذ ذلك الوقت أخذت قصات الشعر في التطور.
في الثلاثينيات راجت قصات الشعر متوسطة الطول مع التسريحات المموجة بشكل راقى وأنيق واستمرت تلك الموضة الى الأربعينيات والخمسينات لكن بتطور اكثر مع ايقونات الجمال من نجمات هوليوود كالنجمة مارلين مونرو التي كانت تعتمد تسريحات الريترو، كذلك ظهرت في الخمسينيات موضة الشعر المرفوع للأعلى "الشينون" وموضة الشعر القصير. وشاهدنا هذه التسريحات على العديد من اطلالات نجمات السينما المصرية مثل فاتن حمامة ومريم فخر الدين.
عاد الشعر الطويل الى الواجهة في فترة الستينيات وظهرت ربطات الشعر الأنيقة التي كانت تزين مقدمة الشعر، كذلك استمرت موضة الشعر المرفوع بأسلوب الشينون، وشاهدنا هذه التسريحات على العديد من اطلالات نجمات السينما المصرية مثل سعاد حسني.
أما في السبعينيات فأضيفت لهذه الفترة اللمسات العصرية والجنونية على التسريحات التي ظهرت بشكل فوضوي تعبر عن التحرر والتمرد. في التسعينيات استمرت موضة الشعر الفوضوي تزامنا مع اتخاذ قصات الشعر والتسريحات منحى اكثر هدوءا من العقدين السابقين، وسيطرت موضة الشعر متوسط الطول المالس بقصّة المدرج أو الطويل المموج مثل قصة شعر الأسد، وتم استخدام أكسسوارات الشعر بكثافة خلال هذه الفترة.
في الألفية الجديدة، عاد الشعر الطويل الى الموضة الى جانب قصات الشعر العصرية الراقية، ثم انتشرت بعدها قصة شعر الكاريه بشكل كبير، لندخل في الأعوام الأخيرة نحو موضة متداخلة بين الشعر الطويل والشعر القصير بطرق عصرية وراقية وترافق ذلك مع ثورة في ألوان الشعر بتقنيات جديدة مثل الهايلايت، وكونتور الشعر، وظلال الأومبري.
ومن أبرز الفنانات العرب اللواتي واكبن موضة تطور الشعر مع السنوات من القصات الى الألوان الرائجة، الفنانة مايا دياب.