من هن الـPerennials وكيف تتعلّم منهن الأجيال الصاعدة الحفاظ على جمالهن بعمر متقدم
تطوّر مفهوم الجمال على مر السنوات الأخيرة، وأصبحت النساء أكثر وعياً بأن جمالهن ليس محدداً بتاريخ انتهاء صلاحية. وهكذا ولدت ظاهرة "بيرينيالز"Perennials محتضنة جيلاً كاملاً من النساء المتقدمات بالسن واللواتي يتقبلن الشيخوخة من دون أن تنقص ثقتهن بجمالهن.
هذا التعبير ظهر للمرة الأولى على الصحيفة الالكترونية The What List ، وكان من ابتكار رائدة الأعمال المتخصصة في المجال التكنولوجي "جينا بيل". وقد أرادت أن تجمع في هذا اللفط بين كلمتي "ميلينيالز"Millennials أي أبناء جيل الألفية و"بيرينيال"Perennial أي معمّر أو ثابت ودائم الإزهار. في الواقع، تدعونا "بيل" في مقالتها إلى التوقف عن تعريف الأشخاص بحسب السنّ، بل بدلاً من ذلك على أساس الأذواق ومواقع الشغف، تماماً كما يفعل عالم الإنترنت من أمازون إلى نتفليكس.
نجمات كسرن المعايير الجمالية
فُرض الآن إنهاء مفهوم "مكافحة الشيخوخة" أي محاربة من هم في أماكن نفوذ - من هوليوود إلى عالم الموسيقى – الذين بعد أن اعتُبروا خارج اللعبة أصبحوا يشقون طريقهم إلى الحملات الإعلانية، حيث يبرزون الآن بجانب النجوم الشباب. ويخطئ من يعتقد أن الميزة العظيمة لجمالهم تعود إلى الجراحة التجميلية، فالكثير منهم، على العكس من ذلك، وبالرغم من خضوعهم للجراحات التجميلية في الماضي ينحازون تدريجياً لصالح الجمال الطبيعي والواعي.
باختصار، يزداد عدد النساء اللواتي لا يتخلين عن الوظائف أو الهوايات التي تُعتبر مخصصة لجيل الألفية (مثل المؤثرات) بعد سن ال40 أو 50 أو 60 فهن يعرفن كل ما يحدث في العالم ويواكبن التطورات التكنولوجية ويبقين في مكانة مهمة في مجتمعاتهن، ولكن قبل كل شيء يتمتعن بمظهر جسدي يصعب تحديد عمره. على وجه الخصوص، كانت النجمات هن أول من أعاد تعريف مفهوم الجمال من خلال فصله عن إطاره الجيليّ. فيكفي القول إن ملكات السجادة الحمراء في العام الماضي كن نساء جميلات وواعيات فوق عمر الخمسين.
هن يعرفن ذلك حق المعرفة ويثبتنه كل يوم، من جاي لو إلى سوزان ساراندون، ومن مونيكا بيلوتشي إلى شارون ستون، كما هو الحال بالنسبة إلى هالي بيري وجولييت بينوش، بالإضافة إلى جوليان مور ولينا أولين وجين فوندا، والقائمة تطول وتطول... قبل عشرين عاماً، كنّا نسمع أننا في الأربعين من العمر كبرنا إلى درجة أنه لم يعد بإمكاننا أن نكون مثالاً عن الجمال. أما في يومنا هذا فقد تغيرت هذه المعايير أخيراً! وهو شيء يبعث على السعادة.
ولكن ماذا تفعل هذه النجمات للحفاظ على لياقتهن وجمالهن؟ هناك من مثل نيكول كيدمان لا يخفين استخدامهن المنتظم والصارم للواقيات الشمسية بعامل حمايةspf 100 كل 90 دقيقة
أما جينيفر لوبيز التي تبلغ من العمر 53 عاماً، فتستخدم زيتاً بأساس من الريتينول النباتي والبابونج الأزرق وأحجار الصفير والأكوامارين، اقترحته لها خبيرة المكياج الخاصة بها ماري فيليبس، واسمه "سجال صفير كونسنتريت"Sjal Saphir Concentrate .
حتى على المائدة، "جي لو" لا ترتكب أخطاء للحفاظ على لياقتها البدنية ورشاقتها حتى فوق سن الخمسين. ولذلك فهي لا تسمح لنفسها بارتكاب أخطاء كثيرة، خاصة في ما يتعلق بالسكريات. تعتمد نظاماً غذائياً نظيفاً، يتكون من العديد من الخضار الطازجة والقليل من الأطعمة المصنعة. ففي الصباح، تشرب عصيراً مصنوعاً من الفراولة والتوت والزبادي اليوناني والقرفة والعسل ومسحوق البروتين. ولديها خيار بديل للفطور وهو طبق البيض المخفوق مع ثلاثة أنواع مختلفة من الخضار، كما أنها تدخل فطائر البانكيك أحياناً إلى فطورها لكنها لا تشرب القهوة أبداً. أما لوجبة الغداء، فتحتوي سلطتها المفضلة على الكرنب المجعد وبذور اليقطين وجبن القريش والبصل الصغير.
أما إيزابيلا روسيليني البالغة من العمر 70 عاماً، فلم تخفِ يوماً اتباع أسلوب حياة صحي، فهي لا تتناول سوى الأطعمة التي تنتجها مزرعتها، مؤمنة بمفهوم الطعام المصنوع من مكونات مزروعة على بعد 0 كم، تأتي مباشرة من المزرعة إلى المائدة. كما هو الحال بالنسبة للممثلة جينيفر آنيستون التي تعتبر النظام الغذائي أساسياً، وليس من المصادفة أنها تتبع صياماً مبرمجاً يعتمد على 16 ساعة من السوائل فقط.
في مقابلة لها مع مجلة "ألور"Allure ، صرّحت شارون ستون التي ظهرت على غلافها وهي تبلغ من العمر 61 عاماً، أنها لم تشعر يوماً أنها جميلة أكثر من الآن. وفي المقابلة نفسها، كشفت بطلة الفيلم الشهير Basic Instinct أن والدتها المهووسة بمنتجات علامة "أيفون" قدمت لها أفضل نصيحة جمالية. فقامت بتعليم ابنتها أهمية ترطيب الوجه مرتين يومياً باستخدام كريم فائق الترطيب.
أما عن الممثلة جوليان مور البالغة من العمر 62 عاماً فقد قالت أنها لا تتناول السوشي قبل الظهور على السجادة الحمراء. وليست مصادفةً أنها الممثلة التي أطلقت تعبير "وجه السوشي" الذي يشير إلى تورم الوجه في الصباح بعد تناول السوشي لوجبة العشاء في الليلة السابقة.
كما أن الممثلة ميشيل فايفر المنتمية إلى جيل شارون ستون نفسه، ذكرت أنها تستخدم كل يوم كريماً بعامل حماية من أشعة الشمس عالٍ، وأنها أصبحت نباتية بحتة لتنقية جسمها من آثار السجائر التي دخنتها على مدى طويل في شبابها. فنتذكّر هنا ما قالته الممثلة الإيطالية إيزابيلا روسيليني عن أن سرّ جمالها يكمن في نظامها الغذائي!