هدى قطان لـ "هي": علامة Huda Beauty حلمي الذي تحوّل إلى حقيقة ملموسة
بكل فخر تحتفل "هدى بيوتي"، علامة التجميل الشهيرة عالميا، بالذكرى العاشرة لتأسيسها، محدثة ثورة في كيفية تعامل النساء مع الماكياج والعناية بالبشرة، ومحققة على مدى العقد الماضي معالم رائعة من خلال التزامها بالجودة والأصالة والابتكار، ومرسخة موقفها كقوة جمال عالمية.
بلوغ الذكرى السنوية العاشرة لعلامة Huda Beauty هو لحظة عاطفية للغاية بالنسبة إلى "هدى قطان "Huda Kattan، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للعلامة ورائدة الأعمال الشهيرة. شاركتني في حوار خاص وممتع للغاية أبرز التحديات والصعوبات التي واجهتها خلال مسيرتها المهنية، وكيف أن حبها للماكياج وتفانيها في كسر معايير الجمال وتشجيع حب الذات، إلى جانب اختراق عالم الماكياج بابتكار مستحضرات ثورية، كان السبب وراء تأسيس علامتها وجعلها تترسخ بقوة في روتين جمال كل امرأة.
حوار: "ماري الديب" Mari Aldib
أخبرينا عن المسيرة الملهمة التي كتبت قصة نجاحك وأدت إلى تأسيس علامة "هدى بيوتي" Huda Beauty؟
انبثقت فكرة تأسيس علامة Huda Beauty من حبّي للماكياج، ورغبتي في مشاركة معارفي ومهاراتي مع العالم. فأطلقتُ عام 2010 مدوّنة الجمال الخاصة بي وتلتها صفحة الإنستغرام، بذلت قصارى جهدي لأنشئ محتوى قيّما يجذب عشّاق الماكياج ويعود بالفائدة عليهن. وكانت ردّة فعل جمهوري باهرة، ما حفّزني على إطلاق علامة Huda Beauty عام 2013، فاقترضت من أختي 6 آلاف دولار أميركي. بعدها، طرحنا الرموش الاصطناعية في متجر سيفورا بدبي مول، وحقّقنا بها نجاحا ساحقا. واليوم، بعد انقضاء 10 سنوات، بتنا نمتلك مجموعات متكاملة من مستحضرات التجميل، ولا ننفكّ نعمل على تطوير مستحضرات ومجموعات جديدة.
قد يترافق تأسيس أي عمل تجاري في الإمارات العربية المتحدة مع بعض التحدّيات. هل يمكنك ذكر بعض هذه العقبات التي واجهتها خلال المراحل الأولى من إطلاق علامة Huda Beauty؟
تقدّم الإمارات العربية المتحدة فرصا جمّة للتطوّر والتقدّم. فحينما أطلقتُ علامتي التجارية، كان عدد علامات الماكياج المستقلة الأخرى قليلا نسبيا في هذه المنطقة، لذلك أدركتُ الثغرات الموجودة في السوق. وكثيرا ما اعتراني الخوف لمجرّد التفكير في أنني سأطلق أول علامة تجارية نشأت من وسائل التواصل الاجتماعي، والجدير بالذكر أنّنا لم نتمكّن من طرح المستحضرات بالسرعة التي تتّبعها سائر العلامات القائمة، إذ كنّا في طور دراسة الخيارات المتاحة لنا لننتقي من بينها الأنسب إلينا. وكان ذلك أكبر خطوة جريئة اتّخذتها في حياتي.
بصفتك رائدة أعمال بارعة، لا بدّ أنّك تعلّمت بعض الدروس القيّمة خلال مسيرتك. هل يمكنك إخبارنا عن أكبر عقبة مهنية واجهتها، وكيف غيّرت مسار حياتك المهنية.
أكبر خطأ ارتكبته في مسيرتي المهنية هو أنّني شككتُ في قدراتي القيادية. فكّرت في البداية بتعيين خبراء لقيادة توجّه العلامة، إلى أن أدركت أنّ علامة Huda Beauty هي تجسيد لرؤيتي الخاصة، وعليّ الإصغاء إلى حدسي والوثوق بذاتي لأقودها بنفسي. وكثيرا ما أحببتُ الاستماع إلى التعليقات والتعرّف إلى مستحضراتنا من منظور الآخرين، لذلك انخرطتُ أكثر في كافة جوانب العمل لأنمو وأتطوّر وأنمّي معي العلامة التجارية.
لا شكّ في أنّ Huda Beauty باتت علامة عالمية تقدّم باقة واسعة من مستحضرات التجميل في جميع أنحاء العالم. برأيك كيف يؤثر هذا النجاح في خططك المستقبلية والنمو المستمر للعلامة التجارية؟
لقد كان نجاح علامة Huda Beauty بمنزلة حلم تحوّل إلى حقيقة. ودائما ما نسعى إلى توسيع مجال مستحضراتنا وتحسين المستحضرات التي سبق أن ابتكرناها. كما نشرنا مستحضراتنا في 45 دولة حول العالم، ونرغب في مواصلة توسّعنا وتخطّي الحدود أكثر فأكثر في مجال مستحضرات التجميل. نصبو أيضا إلى الإصغاء دائما إلى حاجات مجتمعنا، فيما ندأب على اتباع معايير للجمال تكون أكثر شفافية وشمولية.
يُعدّ الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيس العلامة خطوة مهمة في كلّ مشروع. ماذا يعني لك بلوغ هذه النقطة؟ وما المشاريع المشوّقة التي يمكن توقّعها من Huda Beauty في المستقبل؟
إنّ بلوغ الذكرى السنوية العاشرة لعلامة Huda Beauty هو لحظة عاطفية للغاية بالنسبة إلي، وهو شهادة على العمل الشاق والإبداع والدعم الذي قدّمه فريق عملنا الباهر. حين أستحضر الشوط الكبير الذي قطعناه، لا يسعني إلا أن أشعر بالحنين قليلا، فهذا هو حلمي الذي تحوّل إلى حقيقة ملموسة. بدأنا مشوارنا بطريقة خارجة عن المألوف إذ ولدت علامتنا على وسائل التواصل الاجتماعي، وبعد 10 سنوات، ما زال لدينا الكثير من المشاريع المشوّقة التي نخطّط لإنجازها.
أحدثت علامة Huda Beauty فارقا كبيرا في مجال مستحضرات التجميل، فأطلقت صيحات جديدة في هذا المجال ووضعت معايير جديدة للماكياج والعناية بالبشرة. كيف يمكنك الاستمرار في ابتكار مستحضرات تجميل جديدة تحدث ثورة في عالم الجمال لتبقى علامتك في الصدارة وسط هذه السوق المحفوفة بالتنافس؟
تتمثّل مهمتي الأولى في إطلاق مستحضرات يحتاجها العملاء وأستخدمها شخصيا. فأصغي إلى حاجات قاعدة العملاء التي بنيتها لأنّها السبب الرئيسي وراء نجاحي. عندما أطلقتُ Huda Beauty، اتّضح لي أنّه ما من مستحضر واحد يناسب الجميع في عالم مستحضرات التجميل. ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ التعليقات التي أحصل عليها ممن حولي لا تقدر بثمن، وتحفّزني على ابتكار مستحضرات جديدة لهدف محدّد. فما من أحد لا يحبّ التعبير عن نفسه، والشعور بالتمكين والتميّز، لذلك أحاول أن أمنح عملائي هذه الفرصة عبر مستحضرات علامة Huda Beauty.
لا يختلف اثنان على أنّ علامتك حقّقت إنجازات كبيرة في مجال ابتكار المستحضرات. شاركينا بعض اللحظات الثورية التي نسجت سمعة Huda Beauty وجعلت منها علامة رائدة في مجال مستحضرات التجميل.
كثيرة هي اللحظات الرائعة التي عشناها على مرّ السنوات الـ 10 الماضية، وأبرزها إطلاق مستحضرات Huda Beauty في متجر سيفورا بدبي مول، حيث لمسنا دعما هائلا من عدد من الأشخاص، وهو ما بعث في نفوسنا السرور. زِد على ذلك توسيع نطاق انتشار مكاتبنا، لتصل إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، وهو ما كان بمنزلة اختبار لنمو Huda Beauty على أرض الواقع.
بصفتك رائدة في مجال التجميل، ما النصيحة التي تقدّمينها لروّاد الأعمال الطموحين الذين يتطلّعون إلى تأسيس علاماتهم التجارية وتحقيق النجاح في مجال التجميل؟
أعتقد أنّ العنصر الأهمّ للنجاح يقتضي الإصغاء إلى حاجات العملاء، لكونهم أكبر مصدر للإلهام وقوّة دعم، وبدونهم لا وجود للعلامة التجارية. فنحن نبتكر المستحضرات لهم، لذلك لا بدّ من إدراك حاجاتهم وتفضيلاتهم لإنجاح العلامة. وينبغي على المرء أيضا تحديد الهوية التي يريدها لعلامته حتى يبنيها على ركيزة حقيقية، ويبتكر مستحضرات تجسّد ذلك. وأخيرا، لا يجب الاستسلام عند مواجهة التحدّيات، فالنجاحات تستغرق وقتا لتتحقّق.
اكتسبت علامة Huda Beauty قاعدة واسعة من المتابعين في جميع أنحاء العالم. فكيف تضمنين أن تواصل العلامة تلبية متطلبات العملاء ورغباتهم وتحاكي مختلف تطلعاتهم؟
أؤمن بأنّ كوننا علامة أبصرت النور على وسائل التواصل الاجتماعي يسهم كثيرا في تلبية هذه المتطلبات. وأدّت أخواتي دورا محوريا في تعزيز حضورنا على الإنستغرام، عبر إرساء أسس قوية لعلامتنا التجارية. في الواقع، لاحظنا في ذلك الحين نقصا في الحسابات المعنية بالجمال، والتي تتمحور فعليا حول الجمال بمختلف أشكاله، فتدخّلنا لنملأ هذا الفراغ. وليس حسابنا مجرّد أداة ترويجية لعلامة Huda Beauty، بل هو مساحة آمنة تُقدَّر فيها مختلف العلامات التجارية والثقافات والقيم والخلفيات الأخرى. يشكّل الاحتفاء بالتنوّع والأصالة جوهر علامتنا، ويجمعنا بمجتمعنا رابط حقيقي جعل من علامة Huda Beauty مساحة فريدة قوامها التمكين والشمولية.