نجمات تحديّن المعايير السائدة .. رحلة الى الجمال الفريد والبديل
بالطبع، هناك فئة من المشاهير يحاولون جعل التأقلم والعيش على كوكب الأرض متاحاً بشكل أكثر من خلال التشجيع على تقبل الإختلاف والفخر بالهوية الثقافية والجمالية لكل فرد، وتحدي بالتالي المعايير السائدة لصالح تقبل الجمال الطبيعي أيا كان نمطه. في هذا التقرير نسلط الضوء على عينة من هؤلاء المشاهير الذين تحدوا الأنماط السائدة للجمال، وفرضوا حضورهم وإطلالاتهم بشجاعة وقوة ليصبحوا ملهمين ومؤثرين في العالم، وهن: إريكا بادو، حليمة عدن، وعبير سندر.
إريكا بادو Erykah Badu
المغنية وكاتبة الأغاني الأميركية ذات الأصول الإفريقية إريكا بادو Erykah Badu تعد واحدة ممن شجعن النساء في العالم أجمع على كسر الحواجز سواء في أسلوب فنهن أو اطلالاتهن الجمالية. فمن الملهم أن نشاهد هذه الفنانة تتمسك بهويتها الثقافية والجمالية وتتعامل معها بكل افتخار وتقبل بدون الحاجة الى التغيير. نعني هنا على سبيل المثال، افتخارها بهويتها الإفريقية بما يشمل ملامحها وشعرها الكثيف المجعد، اذ لم تحاول على الإطلاق اللحاق بالمعايير الجمالية السائدة، إنما على العكس فرضت نفسها بقوة بما تملكه من قوة وشجاعة مع مظهرها الذي يعد بمثابة رمزًا جذريًا للجمال الأنثوي الأسود في عالم هوليوود وفي عالم الهيب هوب الذي يهمين عليه معايير الجمال الأوروبية.
وبالتالي، فإن إريكا بادو Erykah Badu تدخل من الباب العريض في عالم تحدي الأنماط المختلفة وغير العادية واللواتي يحبون جمالهم الفريد.
أبرزت هويتها الجمالية والثقافية مع بدايتها الفنية خاصة من خلال صورتها على ألبومها الأول Baduizm في عام 1997 حيث وضعت حينها غطاء الرأس الشاهق الذي كان بمثابة بطاقة تعريف مدوية لجذورها الإفريقية.
إريكا بادو Erykah Badu الفائزة بجائزة غرامي لأربع مرات، تحولت الى مؤثرة ثقافية في الموسيقى والموضة والجمال ايضا، وطال هذا التأثير تعاونها مع دار الأزياء الإيطالية مارني بمجموعة ملابس مستوحاة من أسلوبها التراثي والغريب الأطوار أحيانا حيث تم إطلاق مجموعة Marni x Erykah Badu في متاجر في الولايات المتحدة.
استطاعت إريكا بادو أن تحوّل شعرها الإفريقي المجعد والمنفوش الى صيحة جمالية رائجة حيث أصبحت العديد من النساء يعتبرنها من رائدات التغيير في تقبل الشعر الطبيعي كيفما كانت حالته وشكله. فهي كانت تتقبل شكل شعرها وتظهره بشكل طبيعي بدون خجل. إضافة الى ذلك، فهي تحافظ على التقليد الجمالي الذي توارثته من بلدها من خلال تصفيفات شعر بالجدائل الافريقية الرفيعة التي تعكس عاداتهم الشعبية هناك.
وتقول في إحدى مقابلاتها بهذا الإطار :"يجب أن نتعلم أن نحب كل ما يتعلق بأنفسنا، وأن نركز على ما يخصنا، وأن ننمو كأفراد".
كل ما فعلته إيريكا بادو اعتبر تحولاً جذرياً في كسر الأنماط السائدة، وألهم الجميع للقيام بحركة التغيير نحو تقبل الآخر بكل ثقافته وهويته وشكله الطبيعي.
حليمة عدن Halima
عارضة الأزياء حليمة عدن ذات الأصول صومالية، خلقت نظرة جديدة للجمال في عالم الموضة والجمال، سواء من حيث بشرتها السمراء او حجابها الإسلامي، واللذان شكلا ميزة لها، أفسحا المجال أمام تعريف آخر للجمال ومعاييره في العالم.
اشتهرت حليمة أول مرة حين شاركت بمسابقة ملكة جمال ولاية مينيسوتا عام 2017، إذ استطاعت أن تترك بصمتها بعدما قامت بكسر قواعد المسابقة بمشاركتها مرتدية الحجاب وهي في سن التاسعة عشرة. كذلك غيرت المفاهيم السائدة للجمال ونجحت في أن تكون نموذج جمالي غير معتاد في العالم بعدما كانت مقاييس الجمال الأوروبية هي المسيطرة.
واليوم، تعتبر عارضة الأزياء السمراء حليمة عدن من الأيقونات الأكثر تأثيراً في العالم، كما كسرت قصتها المشوقة الكثير من الحواجز التي تقف في مواجهة المحجبات على مستوى العالم، فهي أول مراهقة أميركية من أصول صومالية سجلت لحظة تاريخية شهدها أرشيف الموضة، اذ باتت أول عارضة أزياء محجبة تمشي على منصة عروض الأزياء، ضمن أسبوع الموضة في نيويورك، كما تم وضع صورتها على غلاف مجلة "ألور"، مجلة الأزياء الأشهر في العالم. وقد حققت الفتاة الأمريكية المسلمة، شهرة عالية؛ بعدما ظهرت في عدد من المنصات العالمية، وهي تقدم عروض أزياء شهيرة مرتدية الحجاب.
تتحدث حليمة عدن فى حوار صحافي عن ارتدائها للحجاب اذ تقول: "لم أشعر يوماً أن الأبواب يمكن أن تُفتح لعارضة أزياء سمراء محجبة فى دولة مثل أمريكا، ولم أكن أتخيل أننى سأنجح فى السير على منصات الموضة يوماً ما...، ولم أكن أتوقع ان أتمكن بإصرارى على الحجاب من تغيير نظرة العالم للمسلمات المحجبات، ووضع قواعد جديدة للجمال الذى يظهر على الروح قبل الشكل الخارجي".
يذكر أن حليمة عدن ولدت في مخيم للاجئين بدولة كينيا، وانتقلت مع والدتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، في السابعة من عمرها، وهو الوقت الذي التزمت فيه بارتداء الحجاب.
وخطفت حليمة بولند مجددا الأضواء عام 2023 بعدما سجلت عودتها لمنصة عروض الأزياء من الرياض بعد غياب دام لمدة 4 سنوات، وذلك بافتتاح عرض أزياء دار Honayda الذي أقيم ضمن "أسبوع الموضة في الرياض".
عبير سندر Abeer sindr
نجحت عارضة الأزياء السعودية عبير سندر كأول امرأة عربية سمراء تعمل في مجال التدوين المرئي الجمالي في المملكة المتحدة، وقد استمدت إلهامها من برامج تلفزيونية مثل أمريكاز نيكست توب موديل ومدونات التجميل في المملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية.
سعت لترسيخ مفهوم فكرتها بأن "الجمال يكمن في أن تكوني على طبيعتك" وروجت لهذا الشعار في المنصات الخاصة بها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما لاقى تشجيعا كبيرا من الجمهور على مستوى الوطن العربي والسودان والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تدعو عبير الى التمرد على المفاهيم النمطية للجمال، والإيمان بجمالنا الطبيعي والفخر بهويتنا الجمالية والتراثية وتقبّل شكلنا الذي يرسخ مبدأ تقبّل الاختلاف والجمال المتفرد لكل فرد.
الى جانب ذلك، تحث المرأة على الاهتمام الدائم بجمالها من العناية بالبشرة والشعر، الى استخدام مساحيق تجميلية تعزز من جمالها وهويتها الجمالية المتفردة بدون طمس معالم الوجه.
عبير كانت قد كشفت سابقا عن حلمها بتأسيس براند خاص للعناية بالشعر المجعد والأفريقي خاصة وأن رحلتها في العناية بشعرها كانت صعبة حيث يصعب التعامل معه، وكان هدفها ايضا مساعدة الأشخاص الذين يمتلكون شعر مجعدا مثلها، وبالفعل، أطلقت عبير منتجات SNDR للعناية بالشعر المجعد اللي صنعتها من منتجات محلية بجودة عالية تناسب طبيعة الشعر المجعد وتساعد المرأة على تقبل شعرها بجماله الطبيعي المتفرد.
هذه كانت مجموعة من المشاهير اللواتي يتمتعن بجمال فريد مغاير للأنماط السائدة، واللواتي ايضا يشكلن نموذجا تحفيزياً وملهماً في عالم الجمال، فإستلهمي منهن هذا الحضور القوي لتتألقي انت ايضا بهويتك الجمالية بكل اعتزاز.
مصدر الصور من الوكالة الفرنسية AFP ومن انستغرام النجمات.