نجمات أعدن رسم حدود الجمال وصنعن التغيير بملامحهن المتفرّدة
من يطلق معايير الجمال؟ وهل هذه المعايير التي يتم فرضها على النساء هي عادلة للجميع؟ هذه الأسئلة التي تغوص في مفاهيم الجمال وتقلب موازينه، لم تطلقها فقط العديد من المؤثرات والنجمات في العالم، إنما خلقن مفهوماً جديداً للتمرد على المقاييس الجمالية الموحدة التي باتت تجعل النساء وكأنهن دمى مستنسخة، واستطعن اثبات بأن الجمال يكمن في الإختلاف والتميّز والهوية الخاصة لكل إمرأة بعيداً عن هذه المعايير المستنسخة التي تجعلنا نسخة واحدة!. فدعونا نسلط الضوء على مجموعة من هؤلاء المؤثرات اللواتي يشكلن بملامحهن وجوه التغيير وأعدن رسم حدود الجمال.
جميلة جميل Jameela Jamil
جميلة جميل Jameela Jamil، هي واحدة من المؤثرات البريطانيات ذات الأصول الباكستانية، استطاعت خرق المفاهيم الجمالية السائدة في المجتمع الأوروبي لتصبح واحدة من المؤثرات فيه، رغم ملامحها ذات الأصول الباكستانية مع البشرة السمراء والعيون الداكنة والشعر الأسود، وبالتالي، أعادت رسم حدود الجمال بما يتناسب مع اختلافها المميز في الهوية الجمالية لها.
انطلقت جميلة جميل (من مواليد 25 فبراير 1986) نحو الأضواء منذ أن كانت فتاة مراهقة واستطاعت أن تخترق عالم الأزياء بجمالها المتفرد عن المعايير الرائجة، لتصبح عارضة شهيرة أعادت صياغة قانون الجمال بما يتوافق مع الهوية الخاصة لكل امرأة والاعتراف بأن الاختلاف هو نقطة قوة ومن الظلم أن يتم مقارنة هذا الإختلاف بالمعايير المعلبّة لمقاييس الجمال الجاهزة.
في عمر الـ 26 عامًا تقريبًا، حظيت جميلة جميل بنقلة نوعية في مسيرة حياتها المهنية عندما صنعت التاريخ كأول امرأة تقدم The Official Chart ، وهو برنامج إذاعي ضخم يتم بثه عبر الإنترنت في إنجلترا، ونجحت من موقعها المؤثر بأن تروح لفكرة بأن "الجمال يتعلق بحُب الوجوه المختلفة وليس المستنسخة".
تعتقد جميلة جميل بأن المعايير الجمالية السائدة هي نوع من بث الُسم تشربه العديد من النساء، وهي معايير غير عادلة تُفرض عليهم حيث يحاولن أن يظهرن وكأنهن نفس الدمى المستنسخة، مبدية استغرابها في رغبة الجميع بأن يبدين وكأنهن نفس الشخص!.
جميلة جميل التي تزايدت شهرتها مع فتح أبواب الشهرة لها أكثر، من عروض الأزياء الى تقديم البرامج وصولا الى التمثيل في أضخم المسلسلات البريطانية، شكلت نموذجاً جديداً في المجتمع لمحاولة إعادة بناء أسس الجمال، وشجعت النساء على أن يفرضن اختلافهن بهويتهن الجمالية المتميزة، لا أن يلثهن خلف المعايير الرائجة.
تتساءل جميلة جميل في حديث صحافي لها: "هل من العادل أن نرى مشاهير رجال على أغلفة المجلات وهم يظهروا بأنفوهم الكبيرة والتجاعيد الواضحة ..أي انهم يعكسوا السن الحقيقي لهم وملامحهم الطبيعية، وننجذب إليهم ونحبهم كما أشكالهم هذه، بينما تتجه هذه المجلات الى محاولة بأن تبدو نجمات أغلفتها حتى لو كن في الخمسينات من عمرهن، بأن يظهرن وكأنهن مراهقات؟". وتقول بهذا الإطار في لقاءاتها الصحافية :"أعتقد أنه أمر سخيف وخطير حقًا بالنسبة للنساء في الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العمر أن يفتحن المجلات ويرون نساء في نفس العمر بدون عيوب، صفر بقع، صفر خطوط. لا توجد علامات جاذبية خاصة بهن. لا توجد علامات لزيادة الوزن. لا أحد يبدو هكذا. أنا في هوليوود. أرى هؤلاء الناس في كل وقت. إنهن لا يبدين كما يظهرن على غلاف مجلة."
جميلة جميل تنصح الجميع بأن يجدن الجمال في مجالات أخرى من الحياة مثل النجاح، التطور في أعمالهن، الحب وغيره، وألا تتوقف حياتهن على المفاهيم المعلّبة للجمال من ناحية الشكل.
نعومي كامبل Naomi Campbell
وفي وقت كانت العيون الملونة والشعر الأشقر والبشرة الفاتحة عناصر أساسية في مقاييس الجمال ضمن عروض الأزياء العالمية، جاءت نعومي كامبل لتنسف كل هذا وتعيد رسم حدود الجمال بملامحها الإفريقية السمراء، وتثبت ايضا مقولة بأنه في الإختلاف يكمن التميز والجمال الحقيقي!.
نستطيع القول بأن نعومي كامبل Naomi Campbell أحدثت ثورة جمالية كسرت فيها الحواجز المفروضة على النساء ذوات البشرة السمراء خاصة في عالم الأزياء، وكانت واحدة من المدافعات عن الحقوق المتساوية في صناعة وعرض الأزياء بين جميع الأشخاص مهما اختلف لون بشرتهم، ونجحت بأن تحصل على لقب أول عارضة أزياء ذات بشرة سوداء تظهر على غلاف المجلات في عامي 1987 و 1988.
ولا يمكن إنكار بأن كامبل خطت طريقاً خاصاً بها كان مليئاً بالصعوبات والتمييز على أساس لون البشرة لكنها استطاعت أن تحقق هدفها كما تقول في العديد من لقاءاتها الصحافية، فهي
تعتبر أيقونة بارزة في عالم الموضة والجمال وتحولت ملامحها الى مقياس جمالي انتفض على السائد، وهي ملهمة مميّزة للنساء لإعادة صناعة الجمال حيث كانت العارضة السمراء الأولى التي نافست معايير جمالية عالمية بقوة وعزيمة. شكل تفوقها ونجاحها بقعة ضوء للكثير من الفتيات السمراوات اللّواتي يحلمنَّ بتحقيق حلم الوصول إلى منصات دور أزياء عالمية. ولم يقتصر نشاطها على عالم عروض الأزياء فقط بل وسعت عملها لتدخل بعدها في مجال التمثيل والغناء والعديد من المشاريع التجارية المتنوعة، وحتى يومنا هذا تعد واحدة من أهم عارضات الأزياء والأكثر شهرة في العالم.
ولدت نعومي كامبل عام 1970 في جنوب لندن لوالدتها فاليري موريس. وأثناء التسوق في "كوفنت جاردن" في لندن، اكتشفت موهبتها وجمالها السيدة بيث بولدت التي كانت تعمل في مجال الموضة آنذاك. في سن الخامسة عشر شاركت كامبل في أول جلسة تصوير لها.
بدأت نعومي كامبل عرض الأزياء بشكل احترافي في سن مبكرة وهي تبلغ من العمر 15 عاماً فقط، عندما ظهرت لأول مرة على غلاف إحدى المجلات. بعد كل هذه السنوات، واصلت نعومي عملها لتظهر على منصة عروض فيرساتشي Versace، وكالفن كلاين Calvin klein وغيرهما من أهم دور الأزياء في العالم. ظهرت في عدد لا يحصى من المجلات وعملت مع العشرات من المصممين والمصورين، وصنعت مسيرة مهنية مرموقة في عالم عرض الأزياء. ومن اللافت ايضا بأن نعومي تواصل عملها حتى يومنا هذا على الرغم من بلوغها سن الخمسين وهي أيضاً أماً مثالية، حيث أعلنت عن ولادة ابنتها في مايو 2021.
إيمان همام Imaan Hammam
تنضم للقائمة العارضة العالمية Imaan Hammam ذات الأصول المصرية المغربية والتي أصبحنا نشاهدها في كل موسم على أهم منصات عروض دور الأزياء العالمية. استطاعت إيمان همام أن تعطي معنى أوسع في تعريف الجمال وصناعته، وبالتالي كسرت الحواجز بهويتها الجمالية المختلفة والتي اتبعت فيها نهج زميلتها نعومي كامبل.
ايمان همام Imaan Hammam والتي تحمل الجنسية الهولندية، والدها مصري وأمها مغربية، تتمتع بملامح جذابة مع بشرتها السمراء وعينيها الداكنتين وشعرها الأسود، وهي معايير كانت غير محبذة في عالم الشهرة قبل عقود ماضية، لكن إيمان فرضت نفسها على هذا العالم، بل وساهمت في صناعة وتأسيس مفهوم الجمال لتكمل كما زميلاتها السابقات الثورة على المقاييس المفروضة على المجتمع.
بدأت إيمان حياتها في مجال الأزياء بالصدفة، عندما رأتها "ماريت سيمونز" مؤسسة وكالة "Code" لعارضات الأزياء، فى محطة القطار بهولندا وعرضت عليها العمل معها وهي لم تبلغ عامها الرابع عشر بعد، وبعدما أصقلت شخصيتها وموهبتها وأتمت عامها الـ18 تحولت لواحدة من مشاهير عالم العروض، وتصدرت عروض أزياء عالمية ضخمة مثل "جيفنشى"، شانيل، تومى هيلفيغر، وكالفين كلاين وغيرها من الدور العالمية، كذلك انضمت مؤخراً لعروض "فيكتوريا سيكريت" التى تعتبر من أهم عروض الأزياء السنوية فى العالم. كما تعد الوجي الدعائي للعديد من أشهر ماركات التجميل بينها العلامة التجارية الشهيرة لمستحضرات التجميل "ريفلون".
عبّرت إيمان همّام في لقاءاتها الصحافية عن جذورها وفخرها بإرثها الثقافي العربي وجمالها العربي_الإفريقي، وأنها ترغب بأن تكون مثالاً يُحتذى به بالنسبة للفتيات الشابات اللواتي يعانين من العنصريّة والتمييز بسبب الشكل أو لون البشرة. وقالت ايضا بأنها فخورة بكونها نموذج عربي إفريقي يريد أن يفتح أبواباً جديدة أمام الفتيات العربيّات لتحفيزهن على تحقيق أحلامهن والإنتفاضة على أسس الجمال السائدة في المجتمع.
من من هؤلاء النجمات أعجبتك أكثر في مسيرتها الثورية على أسس الجمال المفروضة على المجتمع وإعادة رسم حدود الجمال بحضورهن وهويتهن الجمالية المتفردة؟.
مصدر الصور من حسابات النجمات على انستغرام ومن الوكالة الفرنسية AFP