رحلة تطور التجميل من الطين الملون إلى البوتوكس والفيلر... إكتشفيها معنا
يُعتبر فن التجميل جزء من جمال المرأة عبر العصور، فمنذ بدء التاريخ في مختلف الحضارات القديمة كانت المرأة تبحث دائماً عن كل ما هو جديد يُناسب جمالها وأنوثتها وجمال بشرتها، لتكون دائمأً ساحرة وجميلة.
من هنا ظهر فن التجميل، وهوعبارة عن فن اعتناء المرأة بجمالها وأنوثتها عبر أدوات ومستحضرات التجميل والتزيين للبشرة والشعر، والاهتمام برطوبة ونعومة الجلد لا سيما اليدين والقدمين.
لذا دعينا نعيش معكِ رحلة تاريخية رائعة عن تاريخ فن التجميل لدى أهم الحضارات القديمة التي أبدعت في تجسيد لوحة فنية لجمال المرأة من خلال أدوات مستحضرات التجميل والماسكات الطبيعية التي تطورت عبر مراحل متقدمة لحين ظهور البوتوكس والفيلر.
فن التجميل في مصر القديمة
ربما كانت تلك الحضارة الغابرة من الحضارات الإنسانية الأولى تي اهتمت بزينة المرأة وجمالها، فلقد كان المصريون القدماء في العموم سواء الرجال أوالنساء يحبون النظافة ويهتمون بأجسادهم ونظافتهم الشخصية.
كان فن التجميل جزء من جمال تلك الحضارة العريقة، وهذا يظهر في تصوير النساء على جدران المعابد القديمة بمظهر جميل مُتناسق في الملبس والمظهر والزينة، وتجميل الوجه.
بدأ التجميل فى مصر القديمة في عصر ما قبل الميلاد من خلال استخدام مراهم تنظيف الجلد والزيوت العطرية والمرطبات الطبيعية، كذلك عرف الفراعنة واقي الشمس، حيث استخدموا بعض الزيوت والكريمات للوقاية من أشعة الشمس الحارقة في بلادهم ولحماية الجلد من الرياح الجافة .
اعتمدت كريمات ومستحضرات التجميل فى عهد الفراعنة على بعض المواد الطبيعية الآمنة على البشرة والجسم من بينها " البابونج، واللافندر، والصبار، والنعناع، وإكليل الجبل، وزيت الزيتون، وزيت السمسم، وزيت اللوزالمر، والزعتر، والبردقوش" .
كان استخدام الميك آب الفرعوني يزداد خلال المناسبات والاحتفالات الدينية وتظهر الرسوم على الجدران أنهم من أوائل الشعوب التى عرفت تزيين العيون بالكحل الذي كان يتم استخراجه من بعض المعادن، وكذلك الاهتمام بالبشرة الوردية ومساحيق التجميل المختلفة.
ومن أدوات الزينة الشهيرة في مصر القديمة أحمر الخدود الذي كان يتم استخراجه من عنصر الحديد والأعشاب المختلفة التي كانت تُطحن لتكون على هيئة كريمات للعناية بالبشرة.
والجدير بالذكر، أنهم ابتكروا بأنفسهم زينة العيون الملونة، وكانت هناك علبة وصندوق من الخشب لحفظ أدوات الميك آب. كذلك اخترع المصريون في القدم أدوات زينة أخرى مثل الشعر المستعار، والعديد من أدوات الزينة التي استخدمتها المرأة المصرية سواء كانت التي تنتمي للطبقات الفقيرة والشعبية، أو الملكات المصريات مثل الملكة نفرتيتي وتعني المرأة الجميلة، كليوباترا، ونفرتاري وحتشبسوت وغيرها.
فن التجميل في الحضارة اليونانية
اشتهرت اليونان بجمال نسائها منذ القدم، وزاد من هذا الجمال اهتمام اليونانيات باستخدام أدوات التجميل والعطور الساحرة التي كانت تزيد من سحرهن أنوثتهن، أما عن أدوات الزينة في اليونان القديمة، فقد استخدمت اليونانيات مساحيق الوجه المُستخرجة من الرصاص الأبيض، والكحل، واللون الودي للخدود والشفاه، هذا إلى جانب اختراعهن لطرق تصفيف الشعر التي اشتهرت في القرون التالية.
فن التجميل في الحضارة الرومانية
اهتم الرومان بفن التجميل، وكان جزء من جمال هذه الحضارة العريقة، وهُناك العديد من أدوات التجميل والزينة التي اخترعها الرومان مثل مزيج الطباشير والرصاص لمسح الوجه وتخليصه من الشوائب، وعدة مستحضرات من الخضروات والنباتات الطبيعية لجمال الوجه ونضارته.
طرق مُتعددة للتجميل في حضارات آخرى
عرف قدماء الصينيون واليابانيون طرق متعددة للتجميل واشتهروا بمواد تفتيح البشرة حيث اعتمدوا على استخدام مسحوق الأرز لجعل وجوههم شديدة البيضاء، كذلك قاموا برسم العيون. كان لنساء الإغريق حظاً أيضاً فى نشأة التجميل، إذ عرفن العديد من طرق تفتيح البشرة من بينها الطباشير واستخدموا الطين الملون لتزيين الشفاه "الروج"، وغيرها من الأساليب الأخرى التى استخدموها فى تفتيح البشرة.
مراحل صيحات التجميل
مر الزمن وتغيرت وسائل وصيحات التجميل شيئاً فشيئاً، فلم تعُد قاصرة على استخدام أدوات تزيين الوجه الخارجية بل ظهرت بعض المنتجات التى تعمل على علاج عيوب البشرة لتصبح جميلة بطبيعتها دون الحاجة لاستخدام المكياج مثل كريمات والزيوت التى تُساعد علاج البقع وحبوب الشباب والبثوروإطالة الرموش ببعض المواد الطبيعية مثل زيت الخروع.
كما ظهرت الماسكات والوصفات الطبيعية التى تؤدي نفس الغرض أيضاً ثم ظهرت أدوات التجميل الحديث وأشهرها الروج والأيشادو وكريمات الأساس والكونتورالذي يُساعد على رسم ملامح الوجه وتغييرها.
طرق التجميل الحديثة
لم يقف الأمر عند هذا الحد فمع هوس النساء باتباع أحدث طرق التجميل للحصول على أفضل إطلالة سعى العلماء لابتكار طرق تجميل حديثة تُساعد النساء فى الحصول على الإطلالة التى يرغبون فيها بالضبط وحدث تسابق علمي كبير بين الأطباء حتى وصلوا لابتكار بعض الجلسات المُستخدم فيها الليزر لإجراء بعض التغييرات البسيطة على بشرة وأبرزها إزالة الشعر بشكل شبه دائم من مختلف أنحاء الجسم، ما يزيد جمال المرأة ويريحها من عناء الطرق التقليدية للتخلص من الشعر الزائد .
كما ظهرت طرق عديدة للتجميل فى العصر الحديث تشبه نتائجها نفس نتائج عمليات التجميل العادية مثل جلسات التقشير الكميائي وتوحيد لون البشرة وإزالة التصبغات والبقع غير المرغوب فيها من على البشرة ثم ظهرت تقنيات حديثة تمنح المرأة البيضاء نفس لون البشرة البرونزي .
وظهر بعد ذلك نمط جلسات البوتوكس والفيلر وشد البشرة بالخيوط في العصر الحديث وهى تقنيات تساعد المرأة على تغيير ملامح وجهها تماماً من دون الحاجة لإجراء عملية التجميل، منها "نفخ الشفتين، وملء التجاعيد، ورفع الجفون، وشد أجزاء معينة من الوجه بنوع معين من الخيوط الطبية يغير استدارة الوجه والخدود حسب رغبة المرأة، ولكنها تستمر لفترة معينة وتحتاج للتجديد بين الحين والأخر.
الجدير بالذكر، أن في كثير من الأحيان يرى الناس أن التغييرات الحديثة التى تجريها المرأة بهذه الطرق ليست رائعة بالقدر الذي يتخيلنه النساء خاصة عندما يتم تغيير ملامح الوجه.