أخصائية الجلدية والتجميل الطبيبة منال التميمي تشرح لـ "هي" أسباب مُشكلة السيلوليت وعلاجاتها وكيفية الوقاية منها
لا شك أن اهتمامك بجمالك وعنايتك بجسمك سينعكس على حالتك المزاجية والنفسية في المقام الأول. إن اعتنائك بجمالك لن يتوقف عند المناطق الظاهرة من جسمك فحسب،لذا نحن على موعد معكِ اليوم لمُناقشة موضوع ربما شغلك أو أزعجك في وقت ما، خصوصًا عند رغبتك في ارتداء ما يحلو لكِ سواءً داخل أو خارج المنزل.
بالتأكيد سمعتي عن مصطلح "
"، أوربما تُعانين من آثاره السلبية التي قد تظهر بمناطق مُتفرقة على جسمك؛ وبما أننا نحرص دومًا على طرح مشاكلك الجمالية باستفاضة والوقوف على الأسباب وتقديم أفضل العلاجات سواءً الطبيعية أو التجميلية.
سنتناول اليوم شرحاً مفصلاً عن مُشكلة السيلوليت التي طالما أزعجتك، بل وأهم سنقدم لكِ العلاجات التجميلية وأهم النصائح الوقائية التي ستُنهي معاناتك معها؛ وذلك من خلال حوارنا المُمتع مع أخصائية الجلدية والتجميل الدكتورة منال التميمي بمستشفىNMC رويال الشارقة.
ما زال مُصطلح السيلوليت يُحير الكثيرات، فهل يُمكننا توضيحه بشكل مُبسط؟
في البداية، السيلوليت أو "السيلولايت" هو مُصطلح يُشير إلى الأنسجة الدهنية التي تضغط على النسيج الضام، ما يؤدي ذلك إلى ظهور الجلد بمظهر "قشر البرتقال". علاوة على ذلك، هو حالة شائعة جدًا وغير مؤذِية للجلد؛ تُؤدي إلى ظهور جلد مُتكتل في الفخذين والوركين والأليتين والبطن، وتعد هذه المُشكلة الأكثر شيوعًا لدى النساء.
ماذا عن آلية تكون السيلوليت أو السيلولايت على أجسامنا؟
آليه تكون السيلوليت ببساطه كالأتي: إن السيلوليت هو عبارة عن طبقة مُعقدة من الدهون يدخل في تركيبها ماء وشحوم، حيث تتركز تحت طبقة الجلد السطحية وتتكون نتيجة تفتت الطبقة الدهنية الموجودة أسفل الجلد في منطقة النسيج الضام؛ وبروز كُتل دهنية مُعقدة التركيب. هذه الكتل ارتكزت وتمحورت بطريقة غير منتظمة ومُتباعدة عن بعضها البعض، وبمستوى أعلى من الطبقة الدهنية الطبيعية، بالتالي يؤدي ذلك إلى تموج وتجعد وعدم تناسق في التكوين الجلدي الخارجي؛ ويتم قياسه في أربع درجات، من الصفر "لا يوجد سيلوليت مرئي" إلى ثلاثة "السيلوليت مرئي عند النظر في المرآة أو الاستلقاء"، بناءً على نسبة وعمق الغمازات على الجلد.
حدثينا عن أبرز الأسباب المُساهمة في ظهور السيلوليت؟
لا يُعرف إلا القليل عما يُسبب السيلوليت. وهنا نؤكد أن السيلوليت يتضمن الحبال الضامة الليفية التي تربط الجلد بالعضلات الواقعة تحته، والدهون الكائنة بينهما. وكما ذكرنا من قبل، فإن تراكم الخلايا الدهنية سيجعلها تندفع ناحية الجلد وتضغط عليه، في حين أن الحبال الطويلة المتينة تُشد إلى الأسفل. ما يؤدي ذلك إلى تكوين سطح غير مستوي.بالإضافة إلى ذلك، تلعب الهرمونات دورًا كبيرًا في تطوير السيلوليت، وتُحدد العوامل الوراثية بنية الجلد، وملمسه وشكل الجسم. وتؤثر العوامل الأخرى، مثل الوزن وشدة العضلات في وجود السيلوليت، فحتى من لديهم اللياقة البدنية العالية يُمكن أن يحصلوا عليه!
وعمومًا، تُعد مشكلة السيلوليت أكثر شيوعًا بين النساء منها عند الرجال، كما أنها تظهرعند معظمهن بعد سن البلوغ، ويرجع ذلك إلى توزع الدهون في الفخذين، والوركين، والأرداف، وهي أكثر المناطق التي يظهر فيها السيلوليت. وذلك بخلاف خسارة الجلد لمرونته مع التقدم في العمر، نحافة الجسم بشكل مُبالغ، خلل في الغدة الدرقية؛قلة الدم المتدفق للنسيج الضام تحت الجلد، ما يعني ذلك وصول أكسجين أقل لتلك المنطقة، وبالتالي إنتاج كولاجين أقل.
والجدير بالذكر، أن مشكلة السيلوليت شائعةً بين المُدخنات، واللاتي لا يُمارسن التمارين الرياضية، بالإضافة إلى أن الجلوس أوالوقوف لفترات طويلة بالوضعية نفسهاأحد أسباب ظهور السيلوليت من دون سابق إنذار.
هل تتسبب عاداتنا الغذائية في ظهور السيلوليت؟
بالطبع، يُعتبر نمط حياة المرأة أوالفتاة، وكذلك العادات الغذائية بصفة عامة لهما دورًا محوريًا في ظهور السيلوليت بشكل كبير في سن مُبكرة. إذ يُمكن لتناول كمياتٍ كبيرةٍ من الدهون، والكربوهيدرات، والملح؛ بالإضافة إلى تناول كميات قليلة من الألياف أن يزيد من احتمالية هذه المُشكلة.
هل يوجد علاجات فعالة لمشكلة السيلوليت، وما هي؟
بالرغم من عدم وجود علاج معروف للسيلوليت حتى الآن، إلا أنه توجد العديد من العلاجات التي قد تُساعد الكثيرات في التقليل من مظهر السلوليت غير المرغوب فيه، وذلك على النحو التالي:
-
تدليل المنطقة المُصابة بالسيلوليت:
تدليك الجلد مع الضغط الخفيف قد يُساعد على التخلص من السوائل الزائدة، ويخفف من مظهر السيلوليت، إذ إن التدليك يعمل على إتلاف الخلايا الدهنية؛ ليُعاد بناؤها وتوزيعها فيما بعد بشكل متساوي، ما يجعل الجلد يبدو ناعمًا.
-
العلاج بالموجات الصوتية:
يُرسِل هذا العلاج موجات صادمة مُنخفضة الطاقة عبر الأنسجة المُتضررة بالسيلوليت، ويُعتقد أن هذه الطريقة تزيد من تدفق الدم، وتُخفف من احتباس السوائل، وتُكسّر الدهون، أما الآراء العلمية حول هذا العلاج فهي مُتضاربة، حيث وجدت بعض الدراسات فاعليته في علاج السيلوليت والتخفيف من مظهره، بينما لم تجد دراسات أخرى أي تأثير!
-
العلاج بالليزر:
يُستخدم الليزر عالي الطاقة إما على الجلد بشكل مُباشر في عملية غير جراحية، وإما تحت الجلد في عملية جراحية، إلا أن العلاجات غير الجراحية لم تكن ناجحة وفعالة حتى الآن، بينما أظهرت دراسات أُجريت على استخدام الليزر جراحيًا قدرته على تحسين مظهر السيلوليت!
-
العلاج بالترددات الراديوية:
يعمل هذا العلاج عن طريق تسخين الجلد بواسطة موجات الراديو الكهرومغناطيسية، بشكل مماثل للعلاج بالليزر؛ إذيعملعلى تحفيز تجدُد الجلد، وإنتاج الكولاجين، وتكسير الخلايا الدهنية، وفي الواقع تُعد الدراسات المعنية بهذا العلاج غير قوية، حيث نتجت عنها نتائج مختلطة!
-
العلاج بالميزوثيرابي:
هي تقنية بمثابةمواد معينة وأنزيمات خاصة قد تُساهم في تكسير الدهون غير المرغوب فيها، وبالتالي ستساعد على تحسين مظهر السلوليت في الجلد حسب نسبة درجاته بالجسم.
ما هي نصيحتك لنا لوقاية أجسامنا من ظهور مُشكلة السيلوليت؟
أوكد أولًا، على ضرورة مراجعة الطبيب المُختص فورًا عند ظهور علامات التمدد بالجلد أو التهاب يبدو وكأنه مليء بالنقر أوالنتوءات حول أي مكان بالجسم، خصوصًا الفخدين أو الثديين أو أسفل البطن أو أعلى الذراعين، لاحتواء المُشكلة قبل تفاقمها، إذ تتوافر خيارات علاجية مثبتة طبيًا، على الرغم من أن النتائج ليست فورية أو طويلة الأمد. وذلك بخلافاتباع أهم النصائح الوقائية التالية:
- الإكثارمن تناول الأطعمة الغنية بالألياف ومضادات الأكسدة خاصة الفيتامينات " A، C، E"، والمعادن مثل الزنك حيث أنها ضرورية للحفاظ على بشرة مُتألقة، وتساعد على محاربة السيلوليت.
- شرب كميات كبيرة من الماء والأعشاب الطبيعية المُساهمة في طرد السموم من الجسم مثل " النعناع، والبابونج، والزعتر".
- تناول العصائر الطازجة الخالية من السكر، وكذلك عصائر الخضروات الخضراء مثل " الكرفس".
- اتباع نظام غذائي صحي كأسلوب حياة، يعتمد على الحد من تناول البسكويت، والمُعجنات، والشوكولاتة، والبطاطا المقلية على وجه الخصوص، وعمومًا التقليل من تناول جميع الأطعمة الغنية بالدهون والأملاح، والأخرى التي قد تحوي مستويات عالية من السكر والمواد المُضافة التي قد تزيد من مشكلة السيلوليت.
- تجنب الحميات الغذائية العشوائية، وغير الصحية؛ رغبةً في تخفيف الوزن بطريقة سريعة، وأيضًا تجنب تعاطي أدوية سد الشهية أو تلك المُدرة للبول.
- المواظبة على تدليك الجسم، من خلال استخدام فُرشاة مُخصصة لتدليك الجلد الجاف بشكل دائري، كما يُمكن وضع الزيوت الطبيعية أو زبدة الشيا قبل المساج.
- ممارسة التمارين الرياضية البسيطة يوميًا لتنشيط الدورة الدموية بصفة مستمرة.
- استشارة الطبيب المُختص في استخدام الكريمات المُخصصة لاستهداف السيلوليت، كونها تحوي مكونات فعالة ذات تأثير إيجابي على النتوءات حسب درجاتها