خبيرتا العطور سارة الدحلاوي ونوف القحطاني تكشفان لـ "هي" رحلتهما في عالم العطور تزامناً مع انطلاق "ملتقى مهرجان طائف الورد"
"الورد من الطائف إلى العالم"، هو الشعار الذي تطلقه وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية اليوم الثلاثاء ضمن أعمال "ملتقى مهرجان طائف الورد" وذلك في فندق انتركونتننتال بمحافظة الطائف؛ لخلق منصة تجمع المزارعين برواد العلامات التجارية للتعاون وتوسيع دائرة تصدير الورد الطائفي للأسواق العالمية، وذلك تزامنًا مع انطلاقة مهرجان طائف الورد بنسخته الثالثة والذي يقام بتنظيم من وزارة الثقافة بالتعاون مع أمانة محافظة الطائف.
وتزامناً مع هذا الحدث، التقى موقع "هي" بخبيرة العطور سارة الدحلاوي Sara Al Dahlawi، وهي خبيرة عطور سعودية معتمدة، درست في Cinquieme Mesens Grasse & Paris.، كما التقى الموقع بـالمتخصصة في العطور السعودية نوف القحطاني Nouf Al Qahtani وكان هذا الحوار.
حوار مع خبيرة العطور سارة الدحلاوي:
- بصفتك متخصصة في العطور السعودية، ما الذي ألهمك لممارسة هذه المهنة في العطور؟
منذ طفولتي، كنت دائمًا مفتونة بالروائح المختلفة. اعتدت التسلل إلى غرفة نوم والدتي واستخدام عطورها. وعندما توفي والدي، كنت في العاشرة من عمري، وكان يحتفظ دائماً بمنديل معطّر في سترته. وحتى اليوم، احتفظ بهذا المنديل الذي يذكرني برائحته. مع مرور الوقت، حاولت استكشاف رائحة منديل والدي من خلال جمع العطور واستكشاف المواد الخام. وتمكنت بالفعل من العثور على رائحة العطر الذي كان يضعه على منديله، وكان هدفي أن أتمكن من شم رائحته في كل مرة أفتقده. من هنا، أصبحت مهووسة بعالم العطور. بدأت دراستي بهذا العالم وقررت تغيير مهنتي في سن الـ 40 عاماً.
- ما هي أساليبك في صنع عطر جديد؟
لقد صنعت خمسة عطور. ثلاثة منهم استلهمتهم خلال دراستي في مدينة غراس الفرنسية، وفي العاصمة باريس، ثم تبعت ذلك بعطر آخر عندما ذهبت إلى مدينة العلا في المملكة العربية السعودية لأول مرة، اما العطر الأخير فكان خلال مشروع تخرجي في رحلتي، لأصبح صانعة عطور سعودية معتمدة. أردت بذلك ايضا أن أجمع بين الثقافتين السعودية والفرنسية.
- هل يمكنك وصف الدور الذي تلعبه العطور في الثقافة السعودية ؟
بالطبع، تلعب العطور دورًا كبيرًا في ثقافتنا السعودية. من استخدام البخور في منازلنا عند الترحيب بالضيوف واستقبالهم، الى إهداء عطور العود، فنحن نحب دائمًا أن تكون رائحتنا طيبة.
- هل تخبرينا عن ذكرى معينة مع ورود الطائف ؟ ما الذي تربطك به ؟
في الواقع أربطها بالكثير من ذكريات الطفولة. فأنا جذوري الأساسية من مدينة مكة المكرمة، لكنني عشت في جدة. أتذكر عندما كنت طفلة، اعتادت عائلتي الإجازة كثيرًا في الطائف، وكنت أعشق شراء زيوت ورد الطائف واستخدام "المخلفات" التي تختلف تمامًا عن العطور.
حوار مع خبيرة العطور نوف القحطاني:
موقع "هي" التقي كذلك مع السيدة نوف القحطاني، أول مصممة عطور سعودية ومؤسسة NSHQ، وكان هذا الحوار:
- بصفتك متخصصة في العطور سعودية، ما الذي ألهمك لممارسة هذه المهنة في العطور؟
والدايّ كانا يحبان جدا العطور، فكانت أمي تحرص دائما على أن يكون منزلنا عابقا بالبخور وكان ذوقها فرنسيًا للغاية، أما والدي فهو يحب العود والزيوت. فنشأت بالتالي في منزل يسألوننا دائماً فيه "من أين هذا العطر ؟". خلال سفري ودراستي، اعتدت ان آخذ بعضا من هذه العطور في قوارير صغيرة وأستخدمها، فيسألوني بدوري الأشخاص في محيطي عن نوع هذه العطور، وكنت أجيب بأنني "لا اعرف إنه من منزلنا". فكنت لا أرغب بأن أكشف عن العطر الذي اضعه. وخلال مرحلتي الدراسية في الجامعة، أدركت بأنني استطيع التمييز بين روائح العطور بسرعة كبيرة حيث امتلك هذه الموهبة وحاسة الشم المتفردة.
- ما هي أساليبك في صنع عطر جديد؟
نهجي دائمًا هو صناعة وابتكار العطر الملائم للوقت المناسب. فالتوقيت المناسب والأماكن والاتجاهات تلعب دورا كبيرا بالنسبة لي. العطور تماما مثل الموضة تلاحق تطورات العصر. وأسلوبي هو صنع عطر يناسب جمهوري المستهدف والشرائح المختلفة في مجتمعي. أنا أيضًا على اطلاع دائم بالعطارين وأتابع اتجاهات العطور للتوصل الى احدث أساليب استراتيجية خاصة بي.
- لقد ذكرت لنا، أنك لا تحبذين نوعًا ما أن يعرف أي شخص، ما هي تركيبة العطر الذي كنت تضعينه، كما لو كنت ترغبين بالتمتع بخصوصية العطر. هل تطبقين هذا، في أسلوبك بصناعة العطور؟ أم كما انك تبوحين بهذه الخصوصية أثناء تتبع اتجاهات السوق كما ذكرت لنا سابقاً؟
هذا سؤال جيد جدًا. لقد طبقت ذلك بطريقة واحدة إذ لطالما كنت أقول، "العطر هو السر الذي يعرفه الجميع ". أنا أبتكر عطري بنفسي والجميع يعرف مكوناته، لكن السر يكمن في المصدر الخام الذي استمد منه موادي الأولية. فأنا انتقائية للغاية بشأن المكان الذي أختار فيه موادي الخام، سواء كانت زهور أو باتشولي الى جانب اضافة الجرعات العطرية على طريقتي.
وليس كل مزيج من الباتشولي أو الزهرة أو العنبر أو المسك تنبعث منه نفس الرائحة. فعطوري مثل برجي، برج الجوزاء. الرائحة تتغير مع الوقت، وأنا أعمل على تركيب العطر بأفضل صياغة.
- هل يمكنك وصف الدور الذي تلعبه العطور في الثقافة السعودية؟
السوق السعودي ضخم ويمتلك الكثير من الإمكانات. لقد كان سوقًا متناميًا كما تظهر الدراسات. والدليل على ذلك، أننا نجتذب المزيد من العلامات التجارية العالمية التي تعرض عطورها على أرض المملكة خاصة أن العطور تمثل جزءا أساسيا في حياة السعوديين.
- هل يمكنك إخبارنا عن ذكرى معينة مع ورود الطائف؟ ما الذي تربطك به؟
في عام 2017، كنت أتذكر بأننا كنا نذهب إلى حديقة الورود لأول مرة، وكانت مصدر إلهام لي. بعد ذلك، بدأت في البحث عن المزيد من حدائق ورود الطائف. فوردة الطائف زرعت الحب في داخلي. رائحة هذه الوردة مع المساحات الخضراء عالقة في ذاكرتي. إنها تذكرني بالأوقات التي كنت أخرج فيها وألعب كطفلة.
معلومات عن "ملتقى مهرجان طائف الورد"
من الجدير ذكره بأن أعمال "ملتقى مهرجان طائف الورد" سيقام على مدار يومين متتالين وسيضم ما يزيد عن 14 متحدثاً محلياً وعالمياً تحت سقفٍ واحد؛ لمناقشة محاور متعددة، وموضوعاتٍ متعلقة بمجال العطور عبر جلسات حوارية مثرية ومتنوعة، إضافةً إلى تنظيم عدة ورش عمل متخصصة بمجال صناعة العطور، والتي سيقدمها نخبة من المدربين المحليين والعالميين.
ويصاحب الملتقى الأول من نوعه على مستوى المنطقة، معرضاً مصاحباً يجمع بين جنباته أهم العلامات التجارية العالمية بالمزارعين والمستثمرين من محافظة الطائف؛ للتعرف بشكلٍ أكبر على مزارع الورد، وإنتاجها، بالإضافة إلى بحث فرص التعاون في مجال إنتاج العطور ومستحضرات جديدة ترتكز على الورد الطائفي.