دليلك الجمالي حول مكونات العطور وكيفية اختيار الأنسب لشخصيتك
سيظل المغزى الخفي وراء تركيبات العطور يُناشد أرواحنا بتأثيراته الإيجابية على إطلالاتنا ومظهرنا خصوصًا في فصل الصيف. فعلى الرغم من أن الأجواء الصيفية تحمل في طيّاتها الشمس الساطعة، والحرارة المرتفعة، والرطوبة العالية؛ إلا أن تفاصيلها ستظل مرتبطة لدينا بمشاعر الفرح، والمرح، والاسترخاء؛ كذلك تعدد المُناسبات، والسهر، وقضاء الأوقات السعيدة في الهواء الطلق.
لذا، سيتطلب استمتاعنا بالأجواء الصيفية المتنوعة تجهيز أنفسنا للظهور بإطلالة تُجسد شعورنا الخفي بالسعادة خلال هذه الفترة الموسمية. ربما التأثيرات الإيجابية للعطور الصيفية سترتبط في أذهاننا بتأثير الروائح العطرة فحسب، ولكن الأمر قد يتعدى هذا الوصف.
فوائد العطور النسائية بصفة عامة لا تقتصر على رائحتها فقط، بل ستتشابك فوائد الأخرى غير الملموسة، لتتناغم مع قدرتها على تحسين المزاج، ورفع المعنويات، وتعزيز الشعور بالسعادة، وذلك بمجرد استنشاق رائح العطر المُفضل لنا. ولا أبالغ إن قلت أن العطور هو المُنتج الجمالي الذي لا يمكن لأي امرأة الاستغناء عنه، لما له من دور هام في تعزيز جاذبيتها وجمالها على مدار العام. وبما أننا نعيش هذه الأجواء المُبهجة، سنُسلط الضوء عبر موقع " هي " على بعض التفاصيل المرتبطة بمميزات العطور بصفة عامة، ومعرفة مكوناتها الأساسية، كي نُسهل على الجميع كيفية اختيار العطر المُناسب للوقت المُناسب، وذلك بناءً على توصيات أخصائية الطب البديل سهام الحكم من القاهرة
العطور مرآة الشخصية عبر العصور القديمة
في البداية أكدت أخصائية الطب البديل سهام، أن تخصصها في علم الطب البديل أتاح لها فرصة رائعة للتعرف على أسرار العناصر الأساسية لتركيبات معظم العطور في المجمل العام. وأوضحت أن صياغة كلمة "perfume" تعود إلى مزيج من كلمتين لاتينيتين هما "per" وتعني "من خلال" و “Fume” وتعني "الدخان". وأن ابتُكار فن صناعة العطور ظهر في مصر القديمة، إلا أن الرومان والعرب هم الذين طوّروه في وقت لاحق.
الجدير بالذكر، أن الإجراءات المُتبعة لصناعة العطور الحديثة متنوعة، ولكنها تعتمد بشكل عام على استخلاص الزيوت من الزهور عن طريق التقطير الذي تم ابتكاره من قبل الطبيب الفارسي ابن سينا. عمومًا يتم عادةً الحفاظ على سرية تركيبة العطور من قبل الدار المصنّعة لها؛ إلا أن بعض الخبراء بارعون بما فيه الكفاية لتحديد المكونات، والعناصر، والأصول التي تتكون منها الروائح.
عمومًا في الوقت الحالي، تُهيمن فرنسا على صناعة العطور العالمية والتجارة بها، كذلك باتت "دور العطور" إحدى الشركات الأكثر ربحية في العالم.
العطور اختيار شخصي له تصنيفاته
وأضافت : "العطر اختيار شخصي للغاية، كونه يعكس شخصية حامله، وتختلف رائحة العطر من امرأة لأخرى عندما تختلط مع الزيوت والأحماض الطبيعية الموجودة على البشرة. عمومًا يتم تصنيف العطور بشكل عام إلى 8 عائلات مُختلفة تتشكل منها معظم العطور الصيفية على وجه التحديد، وذلك على النحو التالي:
-
عائلة العطور الزهريّة
هي أكبر هذه العائلات وأكثرها شعبية؛ تدخل في تركيبتها مجموعة متنوّعة من الزهور قد تتضمّن "الورد، والقرنفل، والياسمين، والغاردينيا، وزهر البرتقال". ويُمكن بسهولة الجمع بينها وبين أي عائلة أخرى.
الجدير بالذكر، أن العطور التي تحوي الزهور محبوبة في جميع أنحاء العالم؛ وتشمل هذه العائلة أيضًا التركيبات المؤلفة من زهرة واحدة مثل "الورد، أو الياسمين، أو مسك الروم، أو زنبق الوادي".
-
عائلة الألدهيدات
غالبًا ما توصف عطورها بأنها مبودّرة بعض الشيء. وهي تتميّز بنفحاتها الناعمة رغم أن وجود الألدهيدات يضيف بعض الحدة على العناصر الزهرية.
-
عائلة الحمضيّات
تتميّز بكونها خفيفة، منعشة، وترفع المعنويات؛ يتم عادةً جمع الخصائص المُنعشة لعناصر الحمضيات "الليمون الحامض، واليوسيفي، والبرغموت، والبرتقال، والليمون، والبرتقال المر وغيرها" مع نفحّات أكثر حلاوة مستخرجة من الأزهار والفاكهة.
-
عائلة العطور الخضراء
طابعها المُنعش لا يخلو من بعض الحدّة، التي تذكرنا عادةً بالعشب المقطوع حديثًا، وأشجار الصنوبر. هي في الغالب عطور تصلح للهواء الطلق أو عطور رياضية؛ ويتم مزج عناصرها الأساسية مع الزهور والفاكهة.
-
عائلة العطور الشرقيّة القويّة
هي مثيرة، دافئة، وتوحي بالغموض. تحتوي على المسك، والراتنجات الشرقية، والفانيلا، والأخشاب الثمينة، والشوكولاتة الداكنة.
-
عائلة العطور الشرقيّة الناعمة
تجمع بين العناصر الشرقية والأزهار المختلفة؛ وهي تتميّز عادةً بعناصرها العليا المُنعشة،
-
عائلة الخشبيّات
أساسها عناصر الأخشاب، والطحالب، والزهور. وتحتوي على خلاصة الأرز، والبتشول، وخشب الصندل، والصنوبر، وأحيانًا بعض الزهور. يُطلق عليها أيضًا اسم عائلة "القبرصيات" وهي غنيّة وتدوم طويلًا.
-
عائلة العطور المائية
تحتوي على عناصر مائية أو بحرية تُذكرنا برائحة البحر، والمطر، ونسيم البحر، والندى المُنعش.
نوعية العطور مرتبطة بقوة تركيزها
وبحسب أخصائية الطب البديل سهام، بعد اختيار العطر الذي نميل إليه، يحين دور اختيار قوّته، وذلك على النحو التالي:
-
العطر
الشكل الأقوى من أشكال العطور والذي يدوم أكثر؛ يتمّ وضعه على نقاط النبض "وراء الأذنين، خلف العنق، الجزء السفلي من الحلق، الجزء الداخلي من المرفقين، الجزء الداخلي من الرسغين، ووراء الركبتين". إذ أن حرارة الجسم عند هذه النقاط ستضمن توزيع العطر جيدًا لتدوم على البشرة لمدة تتراوح بين 8 و12 ساعة.
-
ماء العطر
هو أكثر أشكال العطور شيوعًا؛ إذ يجب وضعه أو رشه قبل ارتداء الملابس، ليدوم على الجلد لمدة تتراوح بين 6 و8 ساعات.
-
ماء التواليت
أقل تركيزًا من ماء العطر، ويجب وضعه بنفس طريقة وضع ماء العطر، ليدوم على البشرة لمدة تتراوح بين 4 و6 ساعات.
-
ماء الكولونيا
أخف شكل من أشكال العطور؛ كما أنه مناسب جدًا لوضعه بحرية على كامل الجسم، كونه مُنعش ولكنه لا يدوم فترة طويلة على البشرة.
نصائح لتسهيل اختيار عطرك المُناسب لشخصيتك في فصل الصيف
في هذا الشأن، تُقدم اخصائية الطب البديل سهام، بعض المبادئ التوجيهية في تسهيل اختياركِ للعطر المناسب لكِ وخصوصًا في فصل الصيف، وذلك من خلال النصائح التالية:
- جربي عطور وروائح مختلفة لتعرفي ما يناسب بشرتكِ.
- تأكدي أنه لا وجود لعطرين متشابهين في التركيبة، والرائحة، والنكهة؛ وبالتالي فإن العطر الذي يناسب معظم الناس قد لا يناسبك بالضرورة.
- اختاري دائمًا العطر الذي يحوي نفحات منعشة وتجعلك تشعرين بالجاذبية والحضور.
- اختاري عطركِ بما يتناسب مع المناخ والموسم؛ فالعطور المُناسبة للشتاء قد لا تكون جيدة بما فيه الكفاية للأجواء الصيفية.
- اهتمّي أيضًا باختيار عطركِ وفقا لنوع المناسبات والاحتفالات سواءً في فصل الصيف أو الشتاء من دون استثناء؛ على سبيل المثال، قد يكون عطر ما مناسبًا جدًا للسهرات المسائية، ولكنه سيكون قويًا جدًا في حال التعطّر به خلال أوقات العمل. لذا ركزي على العطر الذي يحوي عناصر خفيفة للنهار، والعطر الذي يحتوي على عناصر ثقيلة للمساء.
- اطلبي من صديقتك أن تعطيكي رأيها بشأن عطر معين حين تجربينه. فغالبًا ما يكون الشخص الآخر هو القادر على تمييز العطور المُناسبة لكِ.
- ابحثي عن عطر يُناسب شخصيتك؛ فإذا كنتِ شخصًا حماسيًا فاختاري عطرًا قويًا، وإذا كنتِ شخصًا هادئًا فأنتِ تحتاجين إلى عطر برائحة ناعمة.
- استعرضي النكهات المُختلفة لعائلة العطور؛ وهنا يُمكنك اختيار عطور الأزهار والفواكه للنهار. أما عطور المسك، والخشب، والأرز، والحمضيات، والتوابل فهي مُناسبة للمساء، ويُمكن أيضًا اختيار العطور الخضراء المنعشة لمختلف أوقات العام.
- لا تنسي أن العطر يحتاج إلى وقت للاستقرار على البشرة، لأنه يحتوي على 3 عناصر، لذا لا تُقرري أبدًا شراء عطر بعد أن ترشيه مباشرة؛ أعطيه بعض الوقت للاندماج مع زيوت البشرة كي تتمكني من استكشاف رائحته الحقيقية.
- وأخيرًا تحققي من مكونات العطر قبل شرائه، واختاري العطور التي تحتوي على زيوت طبيعية، خصوًصا في فصل الصيف لإحياء أجوائيه الممتعة بإطلالة جاذبة ورائحة مميزة تليق بشخصيك.