حب الشباب في سن النضوج طال النجمات ايضاً.. إليك أسبابه وكيفية علاجه

ناتالي بورتمان، كيندال جينر، مايلي سايروس، ودوا ليبا... ما القاسم المشترك بين هؤلاء النجمات؟ كلّ منهن عانت من مشاكل حب الشباب في سنين النضج. على الرغم من أهمية تقبّل الظواهر التي تسمّى عموماً "عيوباً"، هناك قاعدة أساسية لمن تجد نفسها في مواجهة هذه المشكلة: من المهم تخصيص مكان للعناية بالبشرة عوضاً عن إخفاء البثور والالتهابات الناتجة عن حب الشباب تحت الماكياج. الحل، على أية حال، موجود بين العلاجات الجلدية الطبية والمنتجات المخصصة إضافة إلى العلاجات التجميلية.

حب الشباب هو اضطراب جلدي خاص بفترة البلوغ، لكن %15 من النساء و%3 من الرجال يضطرون إلى التعامل معه بعد مرحلة البلوغ. وبالنسبة للنساء، إن اقتراب سن اليأس ونهاية فترة الخصوبة يزيد من فرص ظهوره. يؤثر حب الشباب عموماً على بشرة الوجه، ولكن كثيراً ما تظهر البثور والرؤوس السوداء في منطقة الرقبة والظهر والصدر والكتفين. والسبب بسيط: هي مناطق ذات تركيز عالٍ من الغدد الدهنية.

يتشكل حب الشباب على أثر انسداد مسام الجلد بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة، وهو نتيجة للإفراط في إنتاج الزهم الذي يؤثر بدوره على نشاط بعض أنواع البكتيريا غير الضارة الموجودة في الجلد، مما يؤدّي إلى الالتهاب. ومن بين العوامل التي تشجّع تكوّن حب الشباب، نذكر الاستعدادات العائلية والتلوث والتغيرات الهرمونية. على سبيل المثال، في فترة ما قبل الحيض وأثناء الحمل أو في حال وجود أكياس على المبيض، يزداد إنتاج الأندروجينات (الهرمونات الذكورية). كما أن الإجهاد لا يساعد من يعانون من حب الشباب لأن الجسم في هذه الحالة يميل إلى إنتاج هرمونات الأندروجين التي تحفز الغدد الدهنية والجريبات الكيسية. علاوة على ذلك، إن استخدام بعض الأدوية مثل الكورتيكوستيرويدات والأندروجينات ومضادات الاختلاج والمنتجات المعتمدة على اليود أو البروم أو الليثيوم، يمكن أن يؤدي إلى تكوّن البثور في الجزء العلوي من الجسم الذي يشمل الذراعين أيضا. ويمكن أيضاً لبعض مستحضرات التجميل أن تعزز ظهور البثور والرؤوس السوداء؛ فمن الأفضل اختيار منتجات لا تسبب انسداد المسامات وخالية من الزيوت، كما أن إزالة المكياج قبل النوم هي من أهم إجراءات الوقاية من حب الشباب.

علاجات حب الشباب لدى البالغين

في حالة حب الشباب الخفيف، يوصي الأطباء باستخدام المنتجات الموضعية سواء بوصفة طبية أو بدونها، والأكثر شيوعاً بينها تلك المزوّدة بالبنزويل بيروكسيد وحمض الساليسيليك. وهناك مركّب السيليكا المهوّى، وهو عنصر شائع للغاية في محاربة حب الشباب بفضل جزيئاته القادرة على امتصاص ما يصل إلى 150 ضعف حجمها من الزهم، ويبقى تأثيرها المضاد للّمعان 8 ساعات. كما تحتوي بعض المنتجات المخصصة للبشرة المعرضة لحب الشباب لدى البالغين على تلوين يساعد في إخفائه.

بعد تطبيق كريمك المعتاد، احرصي على وضع واقٍ شمسي بعامل حماية SPF وتركيبة لا تسد المسام، وذلك من أجل تفادي تفاقم حب الشباب بسبب الأشعة فوق البنفسجية والتلوّث. ولا ننسى هنا أن بعض العلاجات تحتوي في الأساس على عامل حماية واسع النطاق؛ لذلك، ننصحك باستشارة الصيدلاني حول المنتجات الأكثر ملاءمة لك.

نسلّط الضوء طبعاً على مادّة الريتينول الفعّالة للغاية بفضل تقليلها من الإفرازات الدهنية وتعزيزها لعملية إصلاح الجلد المتضرر من البثور. علاوة على ذلك، من أجل دعم عملية الشفاء، ومحو الشوائب المرتبطة بالالتهاب، وتحسين ظهور الندوب، يمكنك اللجوء إلى السيرومات الغنية بالفوسبيدين (المركب الطليعي لحمض الهيالورونيك والذي يخترق الأدمة وله تأثير مجدد)، فهي مفيدة جداً لدى استخدامها لبضعة أشهر في الصباح والمساء على كامل الوجه ومناطق أخرى متأثرة بمشكلة حب الشباب. ويجب ألا نغفل أهمية المكملات الغذائية الطبيعية الممتازة، وأكثرها فعالية هي تلك التي تحتوي على البيوتين، والإينوسيتول، والقنفذية، والجلوتاثيون.

ما دور الغذاء في مكافحة حب الشباب؟

يوجد ترابط مباشر بين حب الشباب وأمراض الجهاز المعوي الالتهابية، كما هو الحال بين حب الشباب وأمراض الجهاز النسائي. هناك صلة مباشرة مع الطعام الذي تتناولينه، مثل الإفراط في تناول الحليب ومشتقاته أو السكريات التي يمكن أن تزيد من معدّل نسبة السكر في الدم وتعرّض الجسم لأنواع حب الشباب الأيضي. أي أن الارتباط ليس بنسبة %100 ولكنه لا يزال وثيقاً.

ماذا نفعل عندما يترك حب الشباب بصماته؟

تتضمن أحدث الحلول لندبات حب الشباب بروتوكولات معقدة، حيث نجد تناوباً بين علاجات التقشير المنشّطة حيوياً المرتبطة بآلات مثل "الكاربوكسي ثيرابي" وأحدث جيل من علاجات الليزر.

ويجب أن تجتمع الفئتان العلاجيتان في إطار بروتوكولات مخصصة بناءً على احتياجات المريض، ومتممة بعناية جلدية منزلية. منذ عدة سنوات، يتم استخدام ضوء LED أيضاً لتحسين حالة حب الشباب والآفات الالتهابية والندبات. ويعتمد هذا العلاج الجديد على التفاعل بين الفوتونات والخلايا الليفية، مما يؤدي إلى زيادة نشاط الخلايا الليفية، مع ما يترتب على ذلك من زيادة في إنتاج الكولاجين والإيلاستين. وبالتالي، يتعزز دوران الأوعية الدقيقة ويتم تثبيط إنزيمات البروتينات المعدنية (أي الإنزيمات التي تقلل إنتاج الكولاجين والإيلاستين وحمض الهيالورونيك).