نظرة شاملة حول كيفية تحقيق التوزان بين جمالك الداخلي وجمالك الخارجي
يُعتبر الجمال الخارجي قيمة مُضافة، لكن سرعان ما يتم التغاضي عنه؛ فعلى غرار بعض الفنانين، وعلى الرغم من أنهم لا يتمتعون بجمال خارق، غير أنهم ينعمون بثقة بالنفس تجعلهم جذّابين ومحبوبين من الآخرين.
عمومًا، لا يعتمد الانطباع الأول دومًا على المظهر الخارجي أو على تقاسيم الوجه، بلعليكِ أن تشعري به ينبع من داخلك، حيث يختبئ جمالك الحقيقي.والأهم إن كنتِ مؤمنة ومقتنعة من داخلك بأنك جذّابة، فلاشك أنك ستستطعين تحقيق التوازن بين جمالك الخارجي والداخلي؛ أو بمعنى آخر قد يُساعك الجمال الداخلي على تقدير الجمال الخارجي.
وإن كنتِ تحبّين نفسك وراضية عنها تمامًا، فستشعرين بالثقة؛ لا سيما عندما تواجهين أو تلتقين أو تتفاعلين مع جميلات غيرك في محيطك. لذا، تذكّري دومًا أن الجمال الخارجي قد يُعطيكِ لمحة عامة عن الشخص، غير أن الجمال الداخلي هو الذي يمنحك شعورًا بالانجذاب للشخص وبرغبة في البقاء معه لأطول وقت.
من هذا المُنظلق، سنستكمل حديثنا عبر موقع " هي " عن كيفية تحقيق التوازن بين الجمال الداخلي والجمال الخارجي، كي تنعمي بإطلالة جذابة يُجسدها جمالك الداخلى على تقاسيم وجهك من دون الحاجة إلى المُبالغة في تطبيق المكياج؛ وذلك من خلال لقاء "هي" مع أخصائي الطب النفسي الدكتور كريم فرح من القاهرة.
ما هو الفرق بين الجمال الخارجي والجمال الداخلي؟
في البداية، يوضح أخصائي الطب النفسي الدكتور كريم فرح من القاهرةفي حديث خاص لـ "هي"، أن الجمال بصفة عامة نعمة يمدّنا بها الله ويختلف مفهومه من شخص إلى آخر. لكن قد تكون الكفّة مرجّحة في غالبيّة الأوقات للجمال الداخلي؛ وبرغم أن الجمال الخارجي أساسي، غير أن الجمال الداخلي يلعب دورًا أكثر أهمية في حياتنا، لا سيما عند النظرة الأولى أو في الانطباع الأول! أما عن الفرق بين الجمال الخارجي والجمال الداخلي فهو:
معايير الجمال الخارجي
يرتبط بمعايير جسدية ومادية بحتة؛ تلك المعايير ما هي إلا أمور سطحيّة ناتجة عن أفكار تحاول وسائل الإعلام أن تبثّها لنا وتُقنعنا بها، بالإضافة إلى القواعد والمعايير الاجتماعيّة والثقافيّة التي "تكبّل" حياتنا في المجتمع.
وفي هذا الشأن، نرى بعض النساء لا يشعرن بالثقة والراحة النفسية، وبالتالي لا يعجبهنّ بشكلهنّ الخارجي، فيقارنّ أنفسهنّ بالنساء الأخريات ولا يجرؤن على تحقيق ذاتهنّ.
معايير الجمال الداخلي
يُعرّف الجمال الداخلي على أنه أمر نتلمسه من خلال شخصية الإنسان وليس مظهره الخارجي. فالجمال الحقيقي يكّمن في قدرتنا على تخطّي المظاهر المادية الملموسة.
ورغم أن الجمال الداخلي لا يُرى بالعين المجرّدة، إلا أننا تفكيرنا الإيجابي سيجعلنا نشعر به دومًا.
وفي هذا السياق، قد تعتقد الكثيرات أن الجمال الداخلي لا يمكن أن تتم ملاحظته من النظرة الأولى؛ لكن الحقيقة عكس ذلك. إذ عندما ترين الشخص للمرّة الأولى، تلاحظين جماله الخارجي لبضع دقائق، إلى أن يبدأ الجمال الداخلي الحقيقي يجذبك نحوه.
على سبيل المثال، تلتقّين بشخص للمرّة الأولى، تتحدّثين معه لدقيقة فتبدئين بتكوين فكرة عامة عن شخصيّته، أكان لطيفًا بما فيه الكفاية أم لا، وعندما يطول الحوار ويمتد إلى دقيقتين، ستبدئين بانتقاء الصفات، والمزايا، والخصائص التي تميّز شخصيّته، وقد تجدين الشخص أكثر جمالًا وجاذبيّة حتّى من دون أن تدركي ذلك.
ما هو الجمال الحقيقي للمرأة؟
وأضاف الدكتور كريم، في الواقع، العبارة الوحيدة الصحيحة هي " الجمال "؛ إذ لا يوجد أي شيء داخلي أو خارجي بالموضوع.باختصار، أنتِ جميلة إذا آمنت بجمالك، وأنتِ جذّابة إذا أحسستِ بجاذبيّتك تنبع من داخلك.
فضلًا عن ذلك، يراكِ الناس بحسب الصورة التي ترينها أنتِ عن نفسك في المرآة. لذا، حاولي أن تتخطّي العيوب التي تعيق تقدّمك، وأحسّي بجمالك لكي تنقلي هذا الإحساس إلى العالم بأسره.
وعمومًا، مهما اختلفت تسميته، أكان جمالًا خارجيًا أو داخليًا، فهناك نوع واحد من الجمال، وهو ذاك الذي ترينه جليًاعندما تنظرين في مرآتك.
كيف تُحققين التوازن بين جمالك الداخلي والخارجي؟
أشار الدكتور كريم في حديثه لـ "هي"، إلى أنهما وجهان لعمله واحده مكملين لبعضهم البعض؛ ولكن من دون جمال داخلي يظهر الجمال الخارجي باهت، بلا ملامح وبمجرد أن تعتاده العين تملّه وتزهدّه لانه بلا روح.
كذلك اعتماد الكثيرات علي الجمال الداخلي فقط، إذا صح التعبير، قد يُعتبر خطأً؛ لأن المظهر الجميل مرغوب من الجميع والله جميل يحب الجمال. ولتحقيق التوازن بين الجمال الداخلي والجمال الخارجي، فما على جميع النساء إلا التركيز على النقاط التالية:
- فعلّوا قيمه الجمال في أنفسكم.
- ركّزوا علي كل ماهو جميل حولكم، واشعروا به.
- أوصّفوا أنفسكم بأجمل الكلمات.
- اذكّروا محاسنكم.
- استشعروا كل جميل والكلمات الهادفة من الآخرين.
- ركزوا علي نقاط الجمال فيكم وأبرزوها ببساطة.
ما هي الأساليب الفعّالة لتحقيق التوازن بين جمالك الداخلي والخارجي؟
من ناحية أخرى، أكد الدكتور كريم، أن جمال المرأة ينبع من صفاتها الشخصية الإيجابية، ومدى استيعابها لفكرة الاهتمام بمظهرها الخارجي. لذا لابد الأخذ بين الاعتبار أن جمال المرأة الداخلي والخارجي مرتبط بتحقيق التوازن بين هذه الأساليب:
- تسّمو بأخلاقها
- مُبتسمة دائمًا.
- تزّين عقلها قبل جسدها.
- تهتم بتطوير نفسها.
- تُحافظ على مشاعر الآخرين.
- تُعزز أنوثتها بالصوت الهادئ والرقة.
- تهتم بنظافتها الشخصية.
- تهتم ببشرتها ونعومتها ونضارتها.
- تضع المكياج الجميل المُناسب لملامحها وشخصيتها.
- لا تستغنى عن إتباع نظام غذائي صحي وبدني كأسلوب حياة، وليس فقط للحصول على وزن مثالي.
وأخيرًا، كوني أنثي بكل ما تحمله الكلمة "فكل أنثي جميلة ولكن ليس كل جميلة انثي"؛ لذا حبي ذاتك، انظري لنفسك في المرآة نظرة محّب؛ احضني نفسك بحب، وتذكري أن التفكير الإيجابي في جميع أمور حياتك هو المفتاح الأساسي لتحقيق التوازن دومًا بين الجمال الداخلي والجمال الخارجي.
واستخدمي المستحضرات التجميلية لاستكمال لمسّات بسيطة تُبرز ملامحك الطبيعية؛ من دون الاعتماد عليها لإخفاء أحزانك وهمومًا أو الإنسياق وراء كل ما هو جديد في عالم الجمال؛ فهي ما إلا وسيلة لتعزيز جمالك وليس غاية تُشكل محور جمالك.